إعادة انتخاب شولتز رئيسا للبرلمان الأوروبي.. ومناهضو الاندماج يشددون ضغطهم

نائب مسلم حل ثانيا في سباق قيادة الجهاز التنفيذي للتكتل

جلسة البرلمان الأوروبي في استراسبورغ أمس (إ.ب.أ)
جلسة البرلمان الأوروبي في استراسبورغ أمس (إ.ب.أ)
TT

إعادة انتخاب شولتز رئيسا للبرلمان الأوروبي.. ومناهضو الاندماج يشددون ضغطهم

جلسة البرلمان الأوروبي في استراسبورغ أمس (إ.ب.أ)
جلسة البرلمان الأوروبي في استراسبورغ أمس (إ.ب.أ)

انتخب البرلمان الأوروبي الجديد مجددا دون مفاجأة رئيسه مارتن شولتز لكن يتعين عليه منذ الآن مواجهة توترات أثارها فرعه المناهض لأوروبا الذي خرج معززا من الانتخابات الأوروبية. وانتخب الاشتراكي الديمقراطي الألماني مارتن شولتز الذي كان مرشح الاشتراكيين لرئاسة المفوضية الأوروبية خلال الانتخابات الأوروبية، أمس، رئيسا للبرلمان لسنتين ونصف السنة، بغالبية 409 أصوات من أصل 612 نائبا أدلوا بأصواتهم من مجموع 751 نائبا. لكنه لم يحصد كامل الأصوات المتوقعة، إذ إنه طبقا لاتفاق تشكيل ائتلاف مع الحزب الشعبي الأوروبي (وسط يمين) والليبراليين، كان يفترض أن يحصل على 479 صوتا.
وبينما نافست ثلاث شخصيات أخرى شولتز على قيادة الجهاز التنفيذي للتكتل الأوروبي، حل البريطاني المسلم (من أصل باكستاني) ساجد كريم من كتلة الإصلاحيين والمحافظين ثانيا (101 صوت)، تبعه الإسباني بابلو اغلسياس من كتلة اليسار الأوروبي واورليك لوناسيك من كتلة الخضر (51 صوتا لكل منهما).
وفي حين وصل مناهضو أوروبا بقوة إلى البرلمان الجديد، مع مائة نائب مقابل عدد بسيط في البرلمان السابق، حذر شولتز من أن «الذي لا يلتزم بقواعد الاحترام المتبادل والكرامة الإنسانية سيجدني ضده»، مؤكدا «لن أقبل بذلك».
من جانبه، يريد رئيس الحكومة الإيطالية الشاب ماتيو رينزي اغتنام توليه الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لستة أشهر بدءا من يوم أمس، للدفع بمزيد من النمو والتضامن في أوروبا. وقال مؤخرا إن «أوروبا اليوم قلقة، هي غارقة في الأرقام ومحرومة من الروح».
وأعربت القوى المناهضة لأوروبا منذ صباح أمس عن استيائها عبر خطوة رمزية، إذ وقف الكثير من النواب وأداروا ظهورهم حين إنشاد النشيد الأوروبي في القاعة، ما أثار ردود فعل مستنكرة من قبل نواب على شبكة «تويتر». وأعربت النائبة الليبرالية الفرنسية سيلفي غولار على شبكة التواصل الاجتماعي عن غضبها من «هؤلاء الأشخاص الوقحين». وقالت إن «رفض الإخوة لن يحسن الأمور». وخسرت التشكيلات الأربعة الكبرى المؤيدة للاتحاد الأوروبي مقاعد في الانتخابات الأوروبية متأثرة بالريبة حيال المشروع الأوروبي بعد سنوات الأزمة والتقشف.
ولا يعطي ضم نواب الحزب الشعبي الأوروبي الـ221 والاشتراكيين الـ191 سوى أغلبية ضعيفة من المقاعد (412)، إذ تعين على الكتلتين أن تبحثا عن الليبراليين ونوابهم الـ67 لتعزيز قاعدتهم، كما أنهم سيتمكنون أيضا من الاعتماد على مساعدة الخضر (50 نائبا).
وأقر رئيس الحزب الشعبي الأوروبي جوزيف دول الذي ترأس الكتلة البرلمانية خمس سنوات بأنه «برلمان آخر»، لأن أكثر من نائب من أصل اثنين (56 في المائة) جديد، مضيفا أنه «إذا كان البرلمان الأوروبي يريد الاحتفاظ بصلاحياته، فعلى جميع القوى الديمقراطية أن تتوحد».
وتعد مجموعة «أوروبا الحرية والديمقراطية المباشرة» بزعامة نايغل فاراج العنصر الأساسي في هذه القوة الصاعدة التي تضم 48 نائبا ملتفين حول حزب استقلال بريطانيا الذي كان الرابح الأكبر في الانتخابات الأوروبية في بريطانيا والشعبويين الإيطاليين من حركة النجوم الخمسة بزعامة بيبي غريلو. كما يشكل البريطانيون الدعامة الرئيسة في الكتلة المحافظة التي تمكنت بعد معركة ضارية من انتزاع مكانة القوة الثالثة في البرلمان مع 70 نائبا.
ويبقى هناك 52 نائبا غير مسجلين نحو نصفهم من الجبهة الوطنية الفرنسية، وقد فشلت زعيمتها مارين لوبن في تشكيل كتلة، ما يحرمها من دور في الواجهة، والأهم من ذلك من وسائل مالية كبيرة.
وتبقى الخصومات والأحقاد عميقة بين المشككين في أوروبا البريطانيين بزعامة ديفيد كاميرون والمعادين لأوروبا، وبين المعادين لأوروبا واليمين المتطرف، وبين القوميين والمتطرفين، وقد عجزوا جميعا عن تشكيل جبهة موحدة. وهذا ما يضعف قدرتهم على إعاقة سير عمل المؤسسات الأوروبية. كما سيشكل انتخاب رئيس البرلمان الأوروبي اختبارا لعلاقات القوة داخل التيار المؤيد لأوروبا، قبل أسبوعين من التصويت على تعيين جان كلود يونكر رئيسا للمفوضية في 16 يوليو (تموز) الحالي.



تفجير سد كاخوفكا يثير مخاوف بشأن محطة زابوريجيا النووية

محطة زابوريجيا النووية (رويترز)
محطة زابوريجيا النووية (رويترز)
TT

تفجير سد كاخوفكا يثير مخاوف بشأن محطة زابوريجيا النووية

محطة زابوريجيا النووية (رويترز)
محطة زابوريجيا النووية (رويترز)

تسبب تفجير استهدف سد نوفا كاخوفكا في جنوب أوكرانيا، اليوم (الثلاثاء)، وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بتحمل مسؤوليته، في فيضانات، وأثار مخاوف بشأن محطة زابوريجيا للطاقة النووية.

ويقع سد نوفا كاخوفكا، كما محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تستخدم مياهه لتبريدها، في منطقة خيرسون (جنوب) التي تحتل القوات الروسية جزءاً منها.

وعقب الحادث، أكّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اليوم، أنه تجب محاسبة روسيا، قائلاً إن ذلك يرقى إلى «جريمة حرب».

إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكّدت، اليوم، أنه ليس هناك «خطر نووي آنٍ» في المحطة، موضحة على «تويتر»، أن «خبراء الوكالة» الموجودين في الموقع «يراقبون الوضع من كثب».

كذلك كتب مدير المحطة يوري تشيرنيتشوك على «تلغرام»: «في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية. منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغير»، مضيفاً: «الوضع تحت سيطرة طواقم العمل».

لكن مستشار الرئاسة الأوكرانية حذّر، اليوم، من أن خطر وقوع «كارثة نووية» في محطة زابوريجيا «يزداد بسرعة». وأفادت شركة «إنرجواتوم» الأوكرانية العامة بأن خزان السد «يفترض أن يبقى شغالاً خلال الأيام الأربعة المقبلة»، لكن مستوى المياه فيه يتناقص بسرعة ما يهدد نظام سلامة المحطة.

وتستخدم محطة زابوريجيا مياه النهر الواقع على مسافة 150 كيلومتراً منها، لتبريد وقود قلب المفاعل.

ووصفت أوكرانيا روسيا بأنها «دولة إرهابية» في محكمة العدل الدولية، اليوم، متّهمة إياها بتدمير السد، ضمن ما قالت إنها حملة عنف تعود إلى سنوات.

وقال أنتون كورينيفيتش ممثل أوكرانيا في محكمة العدل الدولية: «اليوم، فجرت روسيا سداً رئيسياً في نوفا كاخوفكا، ما تسبب في إجلاء مدنيين وأضرار بيئية جسيمة»، مضيفاً: «أفعال روسيا أفعال دولة إرهابية».

كذلك، علّق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم، على «تويتر»، قائلاً: «تدمير سد كاخوفكا اليوم يعرض آلاف المدنيين للخطر ويسبب أضراراً بيئية جسيمة. هذا عمل مشين يظهر مجدداً وحشية الحرب الروسية في أوكرانيا».

من جهتها، أكّدت السلطات الموالية لموسكو في منطقة خيرسون، أنه ليس هناك أي بلدة كبرى مهددة بالفيضانات.

فيضانات

وكانت الرئاسة الأوكرانية اتّهمت روسيا صباح، اليوم بـ«تفجير» سد كاخوفكا لإغراق المنطقة وإبطاء الهجوم الذي تعد له.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في رسالة موجّهة إلى الصحافيين: «هدف الإرهابيين واضح: وضع عقبات أمام الأعمال الهجومية للقوات الأوكرانية»، فيما تتّهم روسيا كييف باستهداف السد وتدميره جزئياً.

واستدعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجلس الأمن لاجتماع طارئ، فيما ندد رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك بارتكاب موسكو «جريمة حرب».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال العالم إلى «التحرّك»، معتبراً أن «على روسيا الانسحاب فوراً من محطة الطاقة النووية (في زابوريجيا) لتجنب كارثة جديدة».

وأشار شميغال إلى أن ما يصل إلى 80 بلدة مهددة بالفيضانات و«تدابير إجلاء» السكان جارية بالقطار نحو ميكولايف. وحتى الساعة 09:00 بتوقيت غرينيتش، كان قد أجلي 742 شخصاً من منطقة خيرسون، وفقاً لوزير الداخلية إيغور كليمنكو.

وكانت السلطات التي نصبتها موسكو في منطقة خيرسون أعلنت في وقت سابق، اليوم، أن سد كاخوفكا دمر جزئياً جراء «عدة ضربات» أوكرانية.

وكتب رئيس بلدية نوفا كاخوفكا فلاديمير ليونتييف على «تلغرام»، أن «ضربات عدة استهدفت سد كاخوفكا» خلال الليل، مؤكداً أنها دمرت صمامات بوابات السد وتسببت في «دفق مياه خارج عن السيطرة».

وقال أندريه أليكسيينكو رئيس حكومة منطقة خيرسون التي نصبتها روسيا: «وفقاً لخدمات الطوارئ ارتفعت المياه (...) إلى مستوى يتراوح بين مترين و4 أمتار، وهو أمر لا يهدد البلدات الكبرى» الواقعة أسفل السد على طول النهر.

وأوضح أن الفيضانات تهدد بالإجمال «المناطق الساحلية» في 14 بلدة يقيم فيها «أكثر من 22 ألف شخص». وأضاف: «نحن مستعدون إذا لزم الأمر لإجلاء السكان»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن حياتهم ليست في خطر، وأن «الوضع تحت السيطرة تماماً».

بعد قليل، أعلن رئيس بلدية مدينة نوفا كاخوفكا الذي نصبته روسيا فلاديمير ليونتييف إجلاء السكان من «نحو 300 منزل» تقع مباشرة على ضفاف دنيبرو.

وقال في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية: «نحن بصدد إجلاء» هؤلاء السكان، مؤكداً أن القوات الأوكرانية تواصل عمليات القصف. وأضاف: «المدينة لا تزال تستهدف بضربات صاروخية» أوكرانية.

ويوفر هذا السد الذي سيطرت روسيا عليه في بداية هجومها على أوكرانيا، المياه لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.

ويعد سد كاخوفكا الذي أقيم على نهر دنيبرو عام 1956 خلال الحقبة السوفياتية، إحدى كبرى البنى التحتية من نوعها في أوكرانيا.

من جهتها، أعلنت هيئة الأركان العامة لسلاح الجو الأوكراني، أن القوات الجوية اعترضت ليل أمس، 35 صاروخ كروز استهدفت أوكرانيا من بحر قزوين.

ويأتي تدمير سد كاخوفكا بعد يوم من تأكيد أوكرانيا، أنها حققت مكاسب قرب مدينة باخموت (شرق) المدمرة.


ردود فعل دولية تندد بتفجير سد نوفا كاخوفكا

كليفرلي خلال زيارته مدينة هريبيلكي خارج كييف اليوم (رويترز)
كليفرلي خلال زيارته مدينة هريبيلكي خارج كييف اليوم (رويترز)
TT

ردود فعل دولية تندد بتفجير سد نوفا كاخوفكا

كليفرلي خلال زيارته مدينة هريبيلكي خارج كييف اليوم (رويترز)
كليفرلي خلال زيارته مدينة هريبيلكي خارج كييف اليوم (رويترز)

توالت ردود الفعل الدولية المنددة بتفجير سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا.

بريطانيا

قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، اليوم (الثلاثاء)، إنه من السابق لأوانه تقديم تقييم مجدٍ لتفاصيل تفجير سد في جنوب أوكرانيا، لكن السبب وراء وقوع ذلك الغزو الروسي فحسب.

وأضاف كليفرلي لوكالة «رويترز»، أثناء زيارته مدينة هريبيلكي خارج كييف، بعد عقد محادثات مع الرئيس الروسي فولوديمير زيلينسكي في العاصمة كييف أمس: «سمعت تقارير تفجير السد ومخاطر الفيضان. من السابق لأوانه تقديم تقييم مجدٍ للتفاصيل».

وتابع: «جدير بالذكر أن السبب الوحيد وراء هذا الأمر هو الغزو الروسي الشامل وغير المبرر لأوكرانيا».

وختم: «سنواصل تقييم تطورات الوضع، ولكن أفضل ما يمكن أن تفعله روسيا في الوقت الراهن أن تسحب قواتها فوراً».

«الناتو»

وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم، من أن تدمير سد نوفا كاخوفكا في جنوب أوكرانيا يعرض آلاف المدنيين للخطر.

ووصف ستولتنبرغ في حسابه على «تويتر» استهداف السد بأنه «عمل شائن»، مؤكداً أنه يسبب أضراراً بيئية بالغة.

وتصدع سد كاخوفكا الذي يقع في أرض أوكرانية تحتلها روسيا بعد تفجير قالت عنه كل من أوكرانيا وروسيا، إنه هجوم متعمد من جانب قوات الجانب المقابل.


رئيس «فاغنر»: الحصيلة الروسية للخسائر الأوكرانية «تخيلات»

رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين (رويترز)
رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين (رويترز)
TT

رئيس «فاغنر»: الحصيلة الروسية للخسائر الأوكرانية «تخيلات»

رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين (رويترز)
رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين (رويترز)

وصف رئيس مجموعة «فاغنر» المسلّحة يفغيني بريغوجين، اليوم (الثلاثاء)، حصيلة الخسائر الأوكرانية التي أعلنتها روسيا بعد تأكيدها صد هجومين كبيرين في يومين، بأنها «تخيلات». وقال بريغوجين ساخراً من الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناتشنكوف، إن «قتل 1500 جندي في يوم واحد مذبحة... إذا جمعنا كل الأرقام التي قدمها كوناتشنكوف فسنكون قد دمّرنا كوكب الأرض برمّته 5 مرات».

وأكّدت وزارة الدفاع الروسية أنها صدّت هجومين أوكرانيين واسعي النطاق الأحد والاثنين، في جنوب منطقة دونباس، وقتلت «أكثر من 1500 جندي أوكراني» ودمرت «28 دبابة».

من جهتها، لم تقدّم الحكومة الأوكرانية التي أعلنت تحقيق مكاسب قرب مدينة باخموت بشرق البلاد، أي حصيلة. وعادة ما يطلق بريغوجين تصريحات لاذعة ينتقد فيها هيئة الأركان العامة الروسية التي يتهمها خصوصاً بعدم توفير ذخيرة كافية لمقاتلي «فاغنر» الذين كانوا في الخطوط الأمامية بالمعارك حول باخموت.


«الطاقة الذرية»: لا مخاطر على محطة زابوريجيا النووية بعد استهداف السد

تدفق المياه من سد نوفا كاخوفكا بعد استهدافه اليوم (أ.ب)
تدفق المياه من سد نوفا كاخوفكا بعد استهدافه اليوم (أ.ب)
TT

«الطاقة الذرية»: لا مخاطر على محطة زابوريجيا النووية بعد استهداف السد

تدفق المياه من سد نوفا كاخوفكا بعد استهدافه اليوم (أ.ب)
تدفق المياه من سد نوفا كاخوفكا بعد استهدافه اليوم (أ.ب)

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم (الثلاثاء)، أنه لا توجد مخاطر على محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا حتى الآن، بعد استهداف سد نوفا كاخوفكا. وأضافت الوكالة على «تويتر»، أنها على علم بالتقارير الواردة عن الأضرار التي لحقت بسد نوفا كاخوفكا، مؤكدة أن خبراء الوكالة في زابوريجيا يراقبون الوضع عن كثب.

من جهته، أكّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اليوم، أنه تجب محاسبة روسيا بعد التفجير الذي أدى إلى التدمير الجزئي لسد كاخوفكا لتوليد الطاقة، قائلاً إن ذلك يرقى إلى «جريمة حرب». وأعرب ميشال على «تويتر»، عن «صدمته للهجوم غير المسبوق على سد نوفا كاخوفكا»، معتبراً أن «تدمير بنية تحتية مدنية يشكّل جريمة حرب وسنحاسب روسيا والمجموعات التابعة لها».

وأضاف: «أفكاري مع جميع العائلات في أوكرانيا المتضررة من هذه الكارثة»، مشيراً إلى أنه سيقترح مساعدة للمناطق التي غمرتها الفيضانات في القمة المقبلة لقادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المقررة نهاية يونيو (حزيران) في بروكسل.

وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات باستهداف سد كاخوفكا، حيث قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم، إن تدمير روسيا للسد يمثل على الأرجح «أكبر كارثة تكنولوجية في أوروبا منذ عقود».


كل ما تود معرفته عن سد نوفا كاخوفكا الاستراتيجي

صورة تظهر سد نوفا كاخوفكا بعد تعرضه للتدمير (أ.ب)
صورة تظهر سد نوفا كاخوفكا بعد تعرضه للتدمير (أ.ب)
TT

كل ما تود معرفته عن سد نوفا كاخوفكا الاستراتيجي

صورة تظهر سد نوفا كاخوفكا بعد تعرضه للتدمير (أ.ب)
صورة تظهر سد نوفا كاخوفكا بعد تعرضه للتدمير (أ.ب)

منذ الساعات الأولى من صباح اليوم (الثلاثاء)، انتشرت الأخبار التي تفيد بأن سد نوفا كاخوفكا الاستراتيجي المهم في جنوب أوكرانيا تعرض للتدمير وأن المياه غمرت المنطقة. وقالت القيادة العسكرية الجنوبية للجيش الأوكراني إن القوات الروسية نسفت السد، فيما وصف العمدة المحلي الذي نصبته روسيا الحدث بأنه «عمل إرهابي».

وسيكون لتدمير السد عدد من التداعيات المهمة على المنطقة المحلية - وعلى الجهد الحربي الأوكراني الأوسع، وفقا لما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

لماذا يعتبر سد نوفا كاخوفكا مهمًا بشكل خاص؟

يقع السد على نهر دنيبرو على بعد 30 كم شرق مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، ويحتجز كمية هائلة من المياه، حيث يبلغ ارتفاعه 30 مترا وعرضه مئات الأمتار.

تم بناء السد في عام 1956 كجزء من محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية.

ويحتوي خزان السد على ما يقدر بنحو 18 كيلومتراً مكعباً من المياه، وقد يؤدي تفجيره إلى إغراق القرى والمناطق المحيطة، بما في ذلك خيرسون، التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها في أواخر عام 2022.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أجهزة الطوارئ قولها إن حوالي 80 تجمعا سكنيا ربما تتأثر بدمار سد كاخوفكا.

سد نوفا كاخوفكا (أ.ف.ب)

من جانبه، أعلن حاكم منطقة خيرسون بدء عمليات إخلاء المناطق القريبة من كاخوفكا، وقال عبر تطبيق «تلغرام» في الساعة 03:45 بتوقيت غرينتش «خلال خمس ساعات سيصل منسوب المياه إلى مستوى حرج».

وتزود المياه من الخزان شبه جزيرة القرم - التي ضمتها روسيا في عام 2014 - بالإضافة إلى محطة زابوريجيا النووية.

كما أنه يساعد في تشغيل محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية. وسيضيف تدمير السد إلى مشاكل الطاقة المستمرة في أوكرانيا، بعد أن أمضت روسيا أسابيع في وقت سابق من هذا العام في استهداف البنية التحتية الحيوية.

هل تعرض السد لأي تهديد من قبل؟

منذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، كان سد نوفا كاخوفكا هدفا محتملا للضربات بسبب أهميته الاستراتيجية والضرر الكبير الذي سيحدثه تدميره.

واستولت روسيا على السد في بداية الحرب، في فبراير (شباط) 2022، وظلت تحتله منذ ذلك الحين.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، بينما كانت أوكرانيا في خضم استعادة أجزاء كبيرة من خيرسون المحتلة، حث الرئيس فولوديمير زيلينسكي الغرب على تحذير روسيا من تفجير السد، مشيرا على أن تفجيره سيغرق منطقة كبيرة في جنوب أوكرانيا. وزعم حينها أن القوات الروسية زرعت متفجرات داخل السد.

وقال زيلينسكي «تدمير السد سيعني كارثة واسعة النطاق» وقارن مثل هذا العمل باستخدام أسلحة الدمار الشامل.

وقالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن «حجم الكارثة البيئية الناتجة عن تفجير السد سوف يتجاوز حدود أوكرانيا ويؤثر على منطقة البحر الأسود بأكملها».

في الوقت نفسه، بعد أن استعادت أوكرانيا السيطرة على خيرسون في نوفمبر (تشرين الثاني)، ظهرت صور لبعض الأضرار الكبيرة التي لحقت بالسد. واتهمت روسيا أوكرانيا بقصف السد في حملتها لاستعادة السيطرة على خيرسون.

صورة للأقمار الاصطناعية تظهر سد نوفا كاخوفكا (أ.ف.ب)

ماذا حدث للسد هذا العام؟

في مايو (أيار)، أفاد سكان قرية مجاورة للسد بتعرضها لفيضانات جارية ألقوا باللوم فيها على الاحتلال الروسي لنوفا كاخوفكا. وفي حديث لوكالة رويترز للأنباء، قال سكان محليون إن منسوب المياه بدأ في الارتفاع في أبريل (نيسان)، أحيانا بما يصل إلى 30 سم في اليوم، وظل مرتفعا منذ ذلك الحين.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن «ارتفاع منسوب مياه نهر دنيبرو، والذي نتج عنه غمر المستوطنات في منطقة زابوريجيا، مرتبط بالاحتلال الروسي لسد كاخوفكا».

لكنهم أضافوا أنهم غير قادرين على تحديد ما كانت تفعله القوات الروسية بالضبط في السد.


زيلينسكي يعقد اجتماعاً طارئاً بعد انهيار سد نوفا كاخوفكا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
TT

زيلينسكي يعقد اجتماعاً طارئاً بعد انهيار سد نوفا كاخوفكا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

قال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، عبر «تويتر»، اليوم (الثلاثاء)، إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي سيعقد اجتماعا طارئا يتعلق بانهيار سد نوفا كاخوفكا في جنوب البلاد.

من جهته قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن تدمير روسيا لسد نوفا كاخوفكا في مقاطعة خيرسون يمثل على الأرجح «أكبر كارثة في أوروبا منذ عقود». ووصف كوليبا في حسابه على «تويتر» تدمير السد بأنه «جريمة حرب شنيعة»، محذرا من أنه يعرض آلاف المدنيين للخطر.


«السدود» تدخل معادلة الحرب الأوكرانية مع تفجير نوفا كاخوفكا

صورة للأقمار الاصطناعية تظهر الدمار في سد نوفا كاخوفكا (أ.ف.ب)
صورة للأقمار الاصطناعية تظهر الدمار في سد نوفا كاخوفكا (أ.ف.ب)
TT

«السدود» تدخل معادلة الحرب الأوكرانية مع تفجير نوفا كاخوفكا

صورة للأقمار الاصطناعية تظهر الدمار في سد نوفا كاخوفكا (أ.ف.ب)
صورة للأقمار الاصطناعية تظهر الدمار في سد نوفا كاخوفكا (أ.ف.ب)

اتخذت الحرب الروسية الأوكرانية خلال الساعات الماضية منحى جديدا مع دخول «السدود» إلى المعادلة العسكرية تزامنا مع تضارب المعطيات من موسكو وكييف حول مسار المعارك على خطوط التماس. وقالت وكالة «تاس» الروسية للأنباء نقلا عن مصدر مطلع لم تذكر هويته، اليوم (الثلاثاء)، إن سد نوفا كاخوفكا الضخم، الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، تدمر وإن المياه غمرت المنطقة. ونقلت الوكالة عن رئيس بلدية نوفا كاخوفكا المعين من جانب موسكو قوله إن الجزء العلوي من السد تدمر نتيجة قصف.

سد نوفا كاخوفكا بعد استهدافه (رويترز)

وتبادل الطرفان الروسي والأوكراني الاتهامات حول تفجير نوفا كاخوفكا، وقالت الرئاسة الأوكرانية إن روسيا مسؤولة عن «تفجير» سد كاخوفكا لتوليد الطاقة لإغراق المنطقة وإبطاء الهجوم الأوكراني الذي تستعد له. وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في رسالة موجّهة إلى الصحافيين: «هدف الإرهابيين واضح: وضع عقبات أمام الأعمال الهجومية للقوات الأوكرانية».

وأكد فلادمير ليونتيف، عمدة مدينة نوفايا كاخوفكا، لشبكة «أر تي» الروسية أنه تم تدمير الجزء العلوي من السد نتيجة لهجوم. وأضاف أنه على الرغم من تضرر العديد من بوابات الفيضان بالسد، وانطلاق المياه بدون سيطرة، فإن هيكل السد أسفل المياه تمكن من النجاة من الهجوم.

سد نوفا كاخوفكا بعد استهدافه (رويترز)

وأعلن حاكم منطقة خيرسون في أوكرانيا، اليوم، بدء عمليات إخلاء المناطق القريبة من منطقة كاخوفكا في جنوب البلاد. وقال الحاكم أولكسندر بروكودين عبر تطبيق «تلغرام» في الساعة 03:45 بتوقيت غرينتش: «خلال خمس ساعات سيصل منسوب المياه إلى مستوى حرج». ونقلت وكالة «تاس» عن أجهزة الطوارئ قولها إن حوالي 80 تجمعا سكنيا ربما تتأثر بدمار سد كاخوفكا.

كما نقلت الوكالة عن مسؤول مدعوم من موسكو بمنطقة زابوريجيا قوله، اليوم، إنه لا يوجد «خطر كبير» حتى الآن على محطة زابوريجيا النووية جراء انهيار السد.

فيضانات تجتاح عدة قرى

وقال رئيس الإدارة العسكرية في خيرسون أولكسندر بروكودين، اليوم، إن فيضانات غمرت عدة قرى «كليا أو جزئيا» عقب الانفجارات التي دمرت قسما من سد كاخوفكا. وأضاف: «هناك حوالى 16 ألف شخص في المنطقة الحرجة على الضفة اليمنى لمنطقة خيرسون»، مشيرا إلى فيضانات في ثماني مناطق على طول نهر دنيبرو.

في موازاة ذلك، أعلنت روسيا، اليوم، أنها أحبطت هجوما أوكرانيا كبيرا آخر في منطقة دونيتسك وألحقت خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية في حين أشادت أوكرانيا بتقدم القتال في الشرق، رغم أنه لم يتضح بعد إن كان ذلك يشير لبدء هجوم أوكراني مضاد طال انتظاره. وقالت روسيا، أمس، إن القوات الأوكرانية بدأت ليل الأحد هجوما كبيرا في الجزء الجنوبي من منطقة دونيتسك، وإنها أحبطته أيضا.

ولم يذكر المسؤولون الأوكرانيون أي حملة جديدة واسعة النطاق، غير أن حديث الرئيس فولوديمير زيلينسكي كان مبهما في كلمته الليلية أمس إذ رحب بالأنباء «التي كنا ننتظرها» وأشاد بتقدم قواته في مدينة باخموت بمنطقة دوينتسك. وأرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته لغزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) من العام الماضي فيما توقع الكرملين أن تكون عملية خاطفة لكن القوات الروسية تكبدت سلسلة من الهزائم وأعادت التجمع في شرق البلاد. وحاصر عشرات الآلاف من القوات الروسية مدينة باخموت لعدة أشهر طوال فصل الشتاء وكانوا على أهبة الاستعداد لهجوم أوكراني مضاد منتظر في محاولة لقطع ما يسمى بالجسر البري لروسيا إلى شبه جزيرة القرم.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في أحدث بياناتها إن قواتها ألحقت خسائر بشرية فادحة بالقوات الأوكرانية المهاجمة ودمرت 28 دبابة من بينها ثماني دبابات من طراز ليوبارد و109 مركبات مدرعة. وأضافت أن إجمالي عدد الجنود الأوكرانيين الذين قُتلوا بلغ 1500. وأضافت الوزارة على تطبيق «تلغرام»: «بعدما تكبد خسائر فادحة في اليوم السابق، أعاد نظام كييف تنظيم ما تبقى من الكتيبتين الميكانيكيتين 23 و31 في وحدات مجمعة واصلت العمليات الهجومية». ومضت تقول: «القوات المسلحة والطيران الهجومي والتكتيكي وقوات الصواريخ والمدفعية بالإضافة إلى منظومات قاذفات اللهب ألحقت (بالقوات الأوكرانية) هزيمة كبيرة».

ولم يتسن لوكالة «رويترز» التحقق بشكل مستقل من التقارير. ولم يصدر تعليق حتى الآن من كييف بشأن التأكيدات الروسية. وعادة ما تدعي كل من روسيا وأوكرانيا إلحاق خسائر بشرية فادحة بصفوف الأخرى لكن لا يمكن التحقق من تلك التقارير بصفة مستقلة.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن بعض المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الهجوم المضاد بدأ بالفعل لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي رفض الإفصاح عما إذا كان يعتقد ذلك. وقال في إفادة صحافية دورية: «لن أتحدث نيابة عن الجيش الأوكراني». وأضاف: «لكن حينما يقررون التقدم، وأيا كان ما سيقررونه، فإن الرئيس جو بايدن واثق من أننا بذلنا كل ما بوسعنا خلال الشهور الستة أو الثمانية الماضية أو أكثر من ذلك لضمان حصولهم على كل ما يحتاجونه من معدات وتدريب وقدرات من أجل النجاح». وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في مقطع مصور ترويجي نشرته، أول من أمس، ويدعو لعدم إعلان أي تحركات عسكرية: «الخطط تفضل الصمت... البداية لن تكون معلنة».


روسيا تعلن إحباط هجوم كبير للقوات الأوكرانية في دونيتسك

تصوير جوي يُظهر مدرعات محترقة في منطقة دونيتسك (رويترز)
تصوير جوي يُظهر مدرعات محترقة في منطقة دونيتسك (رويترز)
TT

روسيا تعلن إحباط هجوم كبير للقوات الأوكرانية في دونيتسك

تصوير جوي يُظهر مدرعات محترقة في منطقة دونيتسك (رويترز)
تصوير جوي يُظهر مدرعات محترقة في منطقة دونيتسك (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الروسية، في وقت مبكر من اليوم (الثلاثاء)، إنها أحبطت هجوماً أوكرانياً كبيراً بمنطقة دونيتسك وألحقت بالقوات الأوكرانية خسائر بشرية ضحمة ودمرت ثماني دبابات «ليوبارد» مع استمرار القوات الأوكرانية في القتال.

وقالت الوزارة على قناتها بتطبيق «تلغرام»: «القوات المسلحة والطيران الهجومي والتكتيكي وقوات الصواريخ والمدفعية بالإضافة إلى منظومات قاذفات اللهب ألحقت هزيمة كبيرة (بالقوات الأوكرانية)»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضافت الوزارة أن القوات الروسية دمرت 28 دبابة من بينها ثماني دبابات «ليوبارد».

ولم يتسن لوكالة «رويترز» للأنباء التحقق بشكل مستقل من التقارير. ولم يصدر تعليق حتى الآن من كييف بشأن المزاعم الروسية.

وفي سياقٍ موازٍ، قالت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية على تطبيق «تلغرام» إن نظم الدفاع الجوي تدخلت لصد غارات جوية على منطقة كييف في ساعة مبكرة من اليوم (الثلاثاء).

وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن الانفجارات التي سُمعت في العاصمة الأوكرانية كانت ناجمة عن تدخل نظم الدفاع الجوي لصد هجوم.


تقدم أوكراني محدود مع انطلاق «الهجوم المضاد»

صورة نشرتها القوات المسلحة الأوكرانية أمس لمركبة عسكرية استهدفها تفجير قرب باخموت (رويترز)
صورة نشرتها القوات المسلحة الأوكرانية أمس لمركبة عسكرية استهدفها تفجير قرب باخموت (رويترز)
TT

تقدم أوكراني محدود مع انطلاق «الهجوم المضاد»

صورة نشرتها القوات المسلحة الأوكرانية أمس لمركبة عسكرية استهدفها تفجير قرب باخموت (رويترز)
صورة نشرتها القوات المسلحة الأوكرانية أمس لمركبة عسكرية استهدفها تفجير قرب باخموت (رويترز)

أقرّت أوكرانيا، أمس، بأن قواتها تنفذ «عمليات هجومية» على جبهات قتال عدة ضد القوات الروسية، في تأكيد للمعلومات التي تشير إلى أنها بدأت، كما يبدو، «الهجوم المضاد» الذي طال انتظاره. وفي حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية صد القوات الأوكرانية المتقدمة وتكبيدها خسائر ضخمة، تكتمت كييف حول مسار المعركة، مكتفية بتأكيد تقدمها قرب مدينة باخموت في شرق البلاد.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس (الاثنين)، إن قواتها تتصدى لهجمات القوات الأوكرانية في جنوب منطقة دونيتسك، بالقرب من تجمعي نوفودونتسكي وأوكتيابرسكي السكنيين. وأضافت: «نواصل التصدي بنجاح لهجوم العدو، من خلال تحركات الوحدات ونيران المدفعية والغارات الجوية لمجموعة القوات الشرقية». وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف، أن القوات المسلحة الأوكرانية شنّت، منذ صباح الأحد، هجوماً واسع النطاق في 5 قطاعات من الجبهة في اتجاه جنوب دونيتسك، من أجل محاولة اختراق الدفاعات الأكثر ضعفاً في الجبهة، من وجهة نظر كييف، لكن «العدو لم ينجز مهامه ولم ينجح». كما أعلنت سلطات مقاطعة زابوريجيا المعيَّنة من جانب موسكو أن قواتها صدت كذلك هجوماً واسعاً من جانب القوات الأوكرانية.

ورغم الإعلان الرسمي الروسي عن صد الهجمات الأوكرانية، أشارت تقارير إلى أن القوات المهاجمة نجحت في تحقيق اختراق محدود على محور باخموت، بعد أيام على اندلاع معارك عنيفة في محيط المدينة التي سيطرت عليها موسكو تماماً قبل أسبوعين.

وقال قائد مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية، يفغيني بريغوجين، أمس، إن القوات الأوكرانية استعادت جزءاً من بلدة بيرخيفكا، شمال باخموت، ووصف الأمر بأنه «وصمة عار». وجاءت تصريحات بريغوجين بالتزامن مع إعلان قائد القوات البرية الأوكرانية، ألكسندر سيرسكي، أن قوات بلاده تواصل «التقدم»، بالقرب من مدينة باخموت.

إلى ذلك، بثّت إذاعات روسية عدة خطاباً «زائفاً» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث عن «غزو» أوكراني، ويعلن فرض الأحكام العرفية في المناطق الحدودية. وجاء في «الخطاب» أن «القوات الأوكرانية المدججة بالسلاح... والمدعومة من واشنطن اجتاحت مناطق كورسك وبيلغورود وبريانسك»، وفق السلطات المحلية. وكان الصوت الذي يلقي الكلمة يشبه كثيراً صوت بوتين ونبرته، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. لكن الكرملين تحدث عن «اختراق» تعرضت له إذاعات روسية.


بايدن يعقد محادثات مكثفة مع الدنمارك وبريطانيا حول الناتو وأوكرانيا

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن في البيت الابيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن في البيت الابيض (أ.ف.ب)
TT

بايدن يعقد محادثات مكثفة مع الدنمارك وبريطانيا حول الناتو وأوكرانيا

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن في البيت الابيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن في البيت الابيض (أ.ف.ب)

يعقد الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال الأسبوع الحالي، محادثات مكثفة مع كل من رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، حول الحرب في أوكرانيا، والهجوم الأوكراني المضاد المتوقع، واجتماعات حلف شمال الأطلسي (ناتو) المقرر عقدها في 11 و12 من يوليو (تموز) المقبل في ليتوانيا. ويسعى بايدن في لقاءاته مع نظرائه الأوروبيين للتنسيق الوثيق والبقاء على الموجة نفسها في ما يتعلق بما يأتي بعد الهجوم المضاد الذي طال انتظاره في أوكرانيا.

يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، صباح الاثنين، أن قواتها أحبطت هجوماً أوكرانياً كبيراً في إقليم دونيتسك، لم يتضح ما إذا كان بداية الهجوم المضاد الموعود.

وخلال زيارة رئيسة وزراء الدنمارك، الاثنين، إلى البيت الأبيض، سيناقش بايدن مستقبل الحرب في أوكرانيا وجهود تدريب الجنود الأوكرانيين والتجهيزات لإمداد كييف بالطائرات المقاتلة من طراز «إف 16» التي أعطت إدارة بايدن الضوء الأخضر - خلال اجتماعات مجموعة السبع - لتوفيرها لأوكرانيا.

وخلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى البيت الأبيض، الخميس، ستتركز النقاشات علة تقوية حلف شمال الأطلسي والترتيبات لترسيخ خطة موحدة وقوية لمساعدة أوكرانيا ومناقشة آفاق المستقبل.

وتلعب كل من الدنمارك وبريطانيا دوراً محورياً في الخطة الدولية المشتركة التي أقرها بايدن بعد شهور من معارضة مطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالحصول على الطائرات المقاتلة «إف 16».

مقاتلة «إف 16» تابعة لسلاح الجو الدنماركي (أ.ف.ب)

ويعد إعطاء بايدن موافقته على تزويد أوكرانيا بطائرات «إف 16» تحولاً كبيراً، لكن المخاوف تتزايد بشأن ما إذا كانت الطائرات ستصل في الوقت المناسب لأوكرانيا لإحداث فرق جوهري في الحرب. ويقول المحللون إن النقص في الطائرات الحربية هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت كييف إلى تأجيل الهجوم المضاد الذي طال انتظاره لتحرير شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم من الروس.

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في مقابلة لشبكة «سي إن إن»، يوم الأحد، ثقة الإدارة الأميركية بنجاح أوكرانيا في شن الهجوم المضاد، واستعادة منطقة ذات أهمية استراتيجية، مشدداً على أن الحرب ستنتهي في نهاية المطاف من خلال الدبلوماسية.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: «أحد الأمور التي سيناقشها الرئيس بايدن مع المسؤولين من الدنمارك وبريطانيا هي وجهات نظرهم بشأن الاحتياجات الأمنية الطويلة المدى لأوكرانيا، وطائرات (إف 16) ستكون في قلب هذا النقاش».

ولدى الدنمارك العشرات من طائرات «إف 16» الأميركية الصنع التي اشترتها منذ السبعينات، وأشارت كوبنهاغن إلى أنها منفتحة على إمكان تزويد أوكرانيا ببعضها. وقد دعت بريطانيا بقوة إلى تحالف لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، وتقول لندن إنها ستدعم كييف في الحصول على طائرات «إف 16» التي تريدها. لكن المملكة المتحدة ليست لديها أي طائرات«إف 16»، وقد استبعدت إرسال طائرات «تايفون» التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، وبدلاً من ذلك، تقول إنها ستمنح الطيارين الأوكرانيين تدريباً أساسياً على الطائرات المتوافقة مع المعايير الغربية، ابتداءً من أوائل الصيف لإعدادهم لقيادة طائرات «إف 16»، وسيتوجه الطيارون الأوكرانيون بعد ذلك إلى بلدان أخرى للمراحل التالية من التدريب.

وتعد اتفاقية «إف 16» من بين العديد من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، والتي تركز على تقوية الجهود الغربية مع استمرار الحرب. ودعمت دول مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا إنشاء «تحالف طائرات» غربي لتعزيز الجهود الحربية لأوكرانيا وتوفير أعداد كافية من الطائرات الحربية، خصوصاً مع إعلان الولايات المتحدة عن تدريب الطيارين الأوكرانيين على هذه الطائرات الحديثة.

ويقول ماكس بيرغمان مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إن الأوربيين يريدون الاستمرار في إيجاد أموال جديدة لمد أوكرانيا بالمعدات العسكرية، لكن هناك سؤالاً ملحاً على جانبي المحيط الأطلسي، وهو كم سيستغرق الأمر فعلياً للحفاظ على أوكرانيا؟

* اجتماعات حلف الناتو

وتأتي قمة الناتو المقبلة وسط ضغط متزايد على الحلف من زيلينسكي لتقديم ضمانات أمنية ملموسة، ومسار محدد لكييف للفوز في النهاية بعضوية المجموعة. وقد شارك كل من فريدريكسن وسوناك الأسبوع الماضي مع 45 من القادة الأوروبيين، في اجتماع القمة الأولى للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدوفا، حيث شددوا على دعم طموحات أوروبا الشرقية في التقرب من الغرب وإبقاء موسكو في مأزق. كما يبحث الحلف الذي يضم 31 عضواً، في سبل تعزيز مكانة أوكرانيا في الناتو، رغم عدم عضويتها في الحلف، وإعداد إطار عمل للالتزامات الأمنية التي يمكن أن يقدمها الحلف لكييف بمجرد انتهاء الحرب مع روسيا.

ومن المتوقع أيضاً أن يناقش بايدن مع فريدريكسن وسوناك جهود واشنطن للضغط على تركيا، العضو في الناتو، للتراجع عن رفضها انضمام السويد إلى التحالف العسكري.

وقد سعت كل من السويد وفنلندا للانضمام إلي الناتو عقب الغزو الروسي لأوكرانيا. ومنعت تركيا في البداية كلا البلدين من الانضمام إلى التحالف قبل الموافقة على عضوية فنلندا مع الاستمرار في الاعتراض على السويد.

وبعد فوز إردوغان الأسبوع الماضي بولاية ثالثة، يشعر مسؤولو البيت الأبيض بتفاؤل متزايد بأن الزعيم التركي سيسحب معارضته لعضوية السويد. وصرح بايدن إثر مكالمة هاتفية مع إردوغان، الأسبوع الماضي، أنه أثار طلب السويد لحلف شمال الأطلسي، وناقش مع إردوغان رغبة تركيا في شراء 40 طائرة «إف 16» جديدة من الولايات المتحدة، وهي خطوة يعارضها البعض في الكونغرس قبل أن توافق تركيا على عضوية السويد في الناتو.

وتحدث بايدن مؤخراً في أكاديمية القوات الجوية الأميركية في كولورادو مؤكداً أن انضمام السويد إلى عضوية الحلف سيحدث.

رئيستا الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن والإستونية كايا كالاس في كوبنهاغن في 15 مايو (أ.ف.ب)

وقد أعرب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، عن أملهما في ضم السويد إلى حظيرة الناتو بحلول الوقت الذي يجتمع فيه قادة الحلفاء في ليتوانيا يومي 11 و12 يوليو. والتقى ستولتنبرغ مع إردوغان يوم الأحد في إسطنبول لإجراء محادثات لكن لم يتم إحراز أي تقدم. وفي اعتراضها على عضوية السويد، قالت تركيا إن ستوكهولم تؤوي أعضاء في جماعات مسلحة تعتبرها إرهابية. وقال ستولتنبرغ للصحافيين، «اتخذت السويد خطوات ملموسة مهمة لتلبية مخاوف تركيا»، في إشارة إلى تغيير دستوري في السويد وتكثيف تعاونها في مكافحة الإرهاب مع أنقرة.

* أول امرأة أميناً لحلف الناتو

وأشار مسؤولون بالبيت الأبيض إلى أن الرئيس بايدن يريد مناقشة الاستعدادات لقمة الناتو الشهر المقبل في ليتوانيا مع فريدريكسن وسوناك. ووفقاً لدبلوماسيين يدرس البيت الأبيض فرص رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن (45 عاماً) لتكون أول امرأة تتولي منصب الأمين العام لحلف الناتو، لتحل محل ستولتنبرغ الذي يتنحى عن منصبه في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقد صعد نجم فريدريكسن على المسرح الدولي كمؤيد قوي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وزارت أوكرانيا ثلاث مرات منذ اندلاع الحرب وأخذت زمام المبادرة في تدريب الطيارين الأوكرانيين وتسليم طائرات «إف - 16» لأوكرانيا، لكن العقبة الأساسية أمام ترشحها هو انخفاض مشاركة الدنمارك في الإنفاق الدفاعي للحلف، وقد تعرضت لضغوط بتخصيص 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لهذا الغرض.

ويسعى رئيس الوزراء البريطاني، من جهته، للدفع بوزير دفاعه بن والاس لتولي هذا المنصب، وسط مجموعة من المرشحين الآخرين مثل رئيسة وزراء استونيا كايا كالاس، التي يعد المرشحة الرئيسية، ورئيسة وزراء ليتوانيا أنغريدا سيمونيتي. ويكثر الكلام عن أن التنافس على المنصب سيكون بين سيدات.