كيف يتحوّل شهر الموائد الشهيّة إلى شهر مثالي للحمية؟

كيف يتحوّل شهر الموائد الشهيّة إلى شهر مثالي للحمية؟
TT

كيف يتحوّل شهر الموائد الشهيّة إلى شهر مثالي للحمية؟

كيف يتحوّل شهر الموائد الشهيّة إلى شهر مثالي للحمية؟

تزخر مائدة رمضان بأشهى الأطباق، سواء الأطعمة المالحة أو الحلويات، ويتحول ازدياد الوزن إلى مشكلة مشتركة بين الصائمين خلال الشهر الفضيل، مما يجعل الحمية الغذائية السبيل الوحيد لاستعادة الوزن والتخلص من كل الكيلوغرامات الزائدة.
تؤكد اختصاصية التغذية في الجامعة الأميركية في بيروت د. هند دخيل عبود، أنّ تناول الطعام باعتدال في رمضان هو السبيل الوحيد لتجنّب الوقوع في فخ زيادة الوزن، وقد يتحوّل مع دقّة أكبر إلى طريقة لتخفيض الوزن.
تلفت عبود بداية إلى أنّه يجب الانتباه إلى كميّة الطعام ونوعيّته، وعلى كل شخص معرفة عدد الوحدات الحرارية التي يحرقها جسمه وهي تختلف بين إنسان وآخر، وقد أكّدت الدراسات أنّ الانتباه إلى نوعية الطعام يمكنها أن تفقد الإنسان نحو 10 في المائة من وزنه.
وتكمل عبود: «من الضروري التعرّف على فئات الطعام وبدائلها في الأطباق الرمضانيّة، كالدهون المشبعة والزبدة التي يجب تجنّبها واستبدالها بزيت الزيتون وزيت الكانولا، شرط التنبّه إلى الكمية، لأنّ كل ملعقة طعام من الزيت تعادل 45 وحدة حراريّة». ونظراً لأنّ الأطباق المقليّة هي جزء أساسي على المائدة الرمضانية، تشير عبود إلى ضرورة التنبه إلى طريقة قلي الطّعام، من خلال استعمال أقل كميّة ممكنة من الزيوت، من خلال استعمال القطنة أو البخاخ لتوزيع الزيت، ولعلّ الخيار الأفضل هو استبدال الشي بالقلي وهي طريقة الطهي المثالية.
وتكمل عبود حديثها عن المائدة الرمضانيّة قائلة: «للنشويات أيضاً حضورُ قوي على المائدة الرمضانية، مثل الخبز والبطاطا والمعجنات والمعكرونة وغيرها، وهنا أنصح بتناول بكمية معتدلة، لأنّ وحداتها الحراريّة عالية، والأفضل شي المعجنات بدلاً من قليها، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على تناول السحور». تنتقل عبود من النشويات إلى الخضراوات التي يمكن تناولها بكمية عالية سواء نيّئة أو مطبوخة في شوربة الخضار، وهي عنصر مفيد للصّحة، وغنية بالألياف، كما أنها تؤمن كمية من السوائل للجسم، ولا تزيد الوزن، وتشعر الصائم بالشبع، لذا تناول السلطات المختلفة أو الفتوش أو التبولة وهي خيارات صحّية وجيدة.
أمّا البروتينات فيجب حسب عبود التركيز فيها على الألبان والأجبان البيضاء بدلاً من الصفراء، والتركيز على اللحوم البيضاء، كصدر الدجاج أو السمك، مع ضرورة التخلص من الجلد قبل الطهي للتخلص من الدهون، وتناول اللحوم الحمراء بكمية قليلة. تشدّد عبود على ضرورة تناول الطعام عند الإفطار ببطء، والبدء بحبتين من التمر ثمّ تناول الماء، يليه الشوربة، فالسلطة، ثمّ الطبق الأساسي، إذ لا بدّ من إعداد المعدة الخاوية لكمية الطعام التي سيتم تناولها على الإفطار.
ولعلّ التحدي الأكبر هنا هو في أنواع الحلويات الشهيّة في رمضان التي يجب ألا تكون عذراً لتناول كمية كبيرة منها، وتخبرنا عبود أنّ وحداتها الحرارية عالية جداً. فقد يصل عدد الوحدات في الكنافة من 750 وحدة حرارية وصولاً إلى الألف، وقطعة العثملية بالقشطة تصل إلى 450 وحدة حرارية، والكلاج تصل إلى 335 وحدة حرارية، لذا فإنّ كمية قليلة جداً منها كافية، ومن المهم ألا تُستبدل الحلوى بالفاكهة.
وردا على سؤالنا عن الجلاب تجيب: كل كوب جلاب يحتوي على 160 وحدة حرارية، أي ما يعادل حصتين من الفواكه، لذا يجب تناوله باعتدال، والأمر نفسه ينطبق على قمر الدين، ويفضّل تخفيف كمية المكسرات النيئة، لأنّها رغم منافعها، فلا يجب الإكثار منها.
وتحذّر عبود من الملح وتنصح بمنح الطعام نكهة الأعشاب اليابسة والنعناع والزعتر والكزبرة وحبّة البركة والبهارات والحامض ودبس الرمان بكميات معتدلة.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.