الخرطوم تختنق بالزحام

1.5 مليون سيارة تجوب شوارع العاصمة السودانية يومياً في رمضان

الخرطوم تختنق بالزحام
TT

الخرطوم تختنق بالزحام

الخرطوم تختنق بالزحام

اختنقت العاصمة السودانية الخرطوم بالمركبات العامة والسيارات الخاصة، خلال شهر رمضان. وبلغ عدد السيارات التي تجوب الشوارع يومياً أكثر من 1.5 مليون مركبة، مما خلق وضعاً صعباً جعل الوصول إلى مكان العمل أو المنزل يستغرق ساعات وساعات. ومن المشاهد المألوفة هذه الأيام، أن ترى عدداً من السائقين يحلّ بهم أذان المغرب وهم في الطريق، ويضطّرون للتّوقف للإفطار، حيث يقدم فاعلو الخير للصائمين منهم ماء وتمراً، بسبب عدم مقدرتهم على السير في الشوارع العامة، نتيجة اكتظاظ السيارات في المداخل والمخارج المؤدية للعاصمة الخرطوم.
وتعود أسباب أزمة المرور في السودان لضعف البنية التحتية في الطرقات العامة، وتعرض كثير من الشوارع للتخريب، وقلة العلامات المرورية، وضعف الرقابة وقلة رجال المرور على الطرق.
ويعدّ السّماح للسيارات والمركبات القديمة أحد أكبر أسباب التكدس والزّحام، إذ تسمح السلطات وترخص لسيارات عمرها أكثر من 30 سنة، ومعظمها متهالك ولا يصلح للاستخدام، وتنتشر مثل هذه النوعيات من السيارات في كل بقاع الخرطوم، ما شكل مشهداً غير لائق بالعاصمة.
وعلى الرّغم من العقوبات المشددة والغرامات العالية التي تفرضها سلطات المرور على أصحاب المركبات في حال قطع الإشارات وتخطيها، إلا أنّ الزّحام الشّديد للسيارات في شوارع الخرطوم، جعل السائقين يتخطون الإشارات المروية وهي حمراء، ولا يأبهون بتعليمات رجل المرور الواقف بجوارها، مما خلق فوضي وأحياناً حوادث قاتلة.
ولا يخفي العميد نيازي صالح المدير العام للمرور في السودان، هذه الأزمة. وقال أمس إنّ الخرطوم اختنقت بالفعل بالسيارات، محملاً سلطات البنى التحتية في حكومة ولاية الخرطوم، المسؤولية في عدم صيانة الطرق والكباري (الجسور).
واعتبر مدير المرور أنّ كل السياسات التي اتّخذت والإجراءات الخاصة بإغلاق كباري أو فتح مسارات الاتجاه الواحد، لم تنجح أو تحقق انسيابا مروريا، بسبب وجود عدد كبير جدا من السيارات في الخرطوم.
ويعول مدير المرور على برنامج تقني ستعمل به إدارة المرور خلال العام الجاري، يطلق عليه «راصد»، وهو برنامج إلكتروني يتم فيه التحكم من بعد، في فتح وإغلاق الإشارات، وفقاً لأعداد السيارات، موضحاً أنّ هذا البرنامج من شأنه فك اختناقات الكثافة المرورية في الشوارع؛ حيث سيتم الاستغناء عن التعامل اليدوي مع الإشارات بواسطة رجل المرور.
وكشف أن لديهم في الإدارة العامة للمرور إحصائيات وقاعدة معلومات عن جميع المركبات والسيارات وأنواعها وموديلاتها، وحجم استخدامها للوقود، مشيراً إلى أنّ هذه القاعدة من المعلومات تساعد الدولة في التخطيط السليم، ويمكنها من صرف الوقود حسب الاحتياج.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».