بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- السكريات قاتلة
يحتاج جسم الإنسان إلى تناول السكريات سواء الموجودة في الفواكه أو الأغذية النشوية كي تمده بالطاقة من خلال تعزيز الجسم بالسعرات الحرارية، إلا أن بعض الناس لا يكتفون بذلك بل يميلون إلى إضافة السكر إلى مشروباتهم وإلى الشاي والقهوة لتحليتها بكميات زائدة تتجاوز حاجة الجسم.
إن هذه الزيادة هي التي يحذر الأطباء من تناولها لما تحمل من مخاطر على جسم الإنسان كزيادة الوزن والإصابة بداء السكري وأمراض القلب وكذلك ألزهايمر والسرطان.
هذه الحقائق العلمية عن تناول السكريات بشكل مفرط دفع مجموعة من الأطباء لتقصي مخاطر السكريات على الصحة بإجراء دراسة كبيرة ترأسها الدكتور جان ويلش Jean Welsh.
وقدمت الدراسة في الاجتماع العلمي السنوي لعام 2018 الخاص بعلم الأوبئة والوقاية التابع لجمعية القلب الأميركية (American Heart Association›s Epidemiology and Prevention) والذي عُقد بتاريخ 21 مارس (آذار) 2018 بمدينة نيو أورليانز بولاية لويزيانا بالولايات المتحدة حول نمط الحياة وصحة القلب.
وفي حين أن هناك عدداً من الدراسات اهتم بفحص العلاقة بين استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر وزيادة السمنة ومخاطر الأمراض القلبية الوعائية، فقد كان اهتمام الباحثين في هذه الدراسة بإيجاد العلاقة بين استهلاك تلك المشروبات ومخاطر الوفيات.
قام الباحثون بفحص بيانات لأكثر من 17930 شخصاً، وفقاً للموقع الطبي «يونيفاديس»، ووجدوا أن أولئك الذين يشربون ما لا يقل عن 24 أونصة (نحو 680 غراماً) من المشروبات المحلاة بالسكر في اليوم الواحد كان لديهم ضعف خطر الوفاة من مرض القلب التاجي أكثر من أولئك الذين شربوا أقل من أونصة واحدة (28 غراماً).
ووجد الباحثون في هذه الدراسة أيضاً أن الناس البالغين فوق سن 45 سنة والذين يستهلكون كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر قد يكون لديهم خطر أكبر للوفاة بسبب أمراض القلب أو أسباب أخرى، مقارنةً مع أولئك الذين يشربون المشروبات السكرية بمعدل أقل.
وعلق على هذه النتيجة د. جان ويلش بأن عدم اهتمام مقدمي الرعاية الصحية بسؤال مرضاهم عن بعض ممارسات أسلوب حياتهم المرتبطة بالبدانة والأمراض المزمنة مثل المشروبات السكرية، فإن ذلك مدعاة لأن يعتبر المرضى سلوكهم صحيحاً في حين أنه خطأ، كما يميلون إلى اعتقاد أن أطباءهم ليسوا مهتمين بهذا الجانب من حياتهم. وأضاف أن نتائج هذه الدراسة تؤكد أن سؤال المرضى ببساطة عن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر أمر قيّم ومهم للغاية لعلاقته بصحة القلب والشرايين والتسبب في الوفاة المبكرة.

- سوء استخدام المضادات الحيوية
من الأخطاء الشائعة أن البعض من الناس لا يزالون يقتنون المضادات الحيوية من دون استشارة الطبيب لاستخدامها كلما شعروا بعارض مرضيّ سواء ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو التهاب بالحلق أو كحة وألم في الصدر وغيرها مما لا يستدعي تناول أي مضاد حيوي، لأن العارض لن يستجيب له. إن مثل هذا السلوك الخاطئ قد يؤدي إلى تبعات صحية سيئة للغاية أولها تكوين أجيال من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية مروراً بضعف المناعة ومقاومة الجسم للأمراض بشكل طبيعي وانتهاء بالوفاة في بعض الحالات.
إن الأطباء والباحثين منكبّون في معاملهم على دراسة مخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية، ومنها ما يركز على الربط بين طول فترة التعرض لتناول المضادات الحيوية، خصوصاً في مرحلة البلوغ المتأخرة، وزيادة معدل الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء بشكل خاص. ومن هذه الأبحاث بحث جديد تم تقديمه في دورية علم الأوبئة والوقاية لجمعية القلب الأميركية (American Heart Association›s Epidemiology and Prevention) في 22 مارس (آذار) 2018، بخصوص نمط الحياة والصحة القلبية لصحة القلب لعام 2018، حيث قام عدد من الباحثين بفحص بيانات من دراسة صحة الممرضات تخص 37510 امرأة تتراوح أعمارهن بين 60 عاماً أو أكثر وكنّ في البداية خاليات من أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان.
ووجد الباحثون أن أولئك اللاتي استخدمن مضادات حيوية لمدة شهرين على الأقل في مرحلة البلوغ المتأخرة زادت لديهن، بشكل كبير، مخاطر الوفاة من جميع الأسباب (معدل المخاطر المعدل 1.27) ومعدل الوفيات القلبي الوعائي (1.58)، مقارنةً بالنساء اللاتي لم يستخدمن المضادات الحيوية.
وعلق على نتائج الدراسة رئيس فريق البحث في هذه الدراسة د. لو كاي Lu Qi، بأن الأدلة أصبحت الآن أكثر وضوحاً على أن الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية لفترات طويلة خلال مرحلة البلوغ قد يعتبرون مجموعة عالية المخاطر مستهدفة لتعديل عامل الخطر لمنع أمراض القلب والموت. وأضاف أن نتائج هذه الدراسة تسهم في فهم أفضل لعوامل الخطر لجميع أسباب الوفيات القلبية الوعائية.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».