6 مقترحات لتقليص الأعباء الخليجية في قطاعي الصحة والرعاية الوقائية

TT

6 مقترحات لتقليص الأعباء الخليجية في قطاعي الصحة والرعاية الوقائية

أوصت دراسة حديثة بضرورة اتخاذ دول الخليج خطوات، من شأنها تحسين مستوى تدابير الصحة والرعاية الوقائية، وذلك من خلال 6 مقترحات، تساهم في تقليص الأعباء المالية التي تتحمّلها الحكومات الخليجية، باعتبارها أكبر المنفقين حالياً على هذا القطاع في المنطقة.
وقالت الدراسة التي صدرت تحت عنوان: «توصيات لتطوير قطاع الرعاية الصحية في الخليج» إن التقديرات تشير لحجم إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي على السفر بغرض العلاج الطبي، من خلال صرف 12 مليار دولار سنوياً، موضحة أنه مبلغ يمكن إنفاقه في تطوير صناعة الرعاية الصحية المحلية.
وأوضحت الدراسة أن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية يشكّل تحدياً متزايداً في ظل انخفاض أسعار النفط وتقلّص الميزانيات الحكومية، لا سيما أن حكومات دول مجلس التعاون لا تزال تنفق وسطياً ما نسبته 70 في المائة من جميع تكاليف الرعاية الصحية، بينما لا تزال مشاركة متحمّلي نفقات الرعاية الصحية ومزوّدي الخدمات من القطاع الخاص، أقل نسبياً من المستوى المطلوب.
وتوصي الدراسة البحثية التي صدرت عن شركة «إنفستكورب» للاستثمارات، بالترويج لعادات الغذاء الصحي وممارسة الرياضة بين جميع أفراد مجتمعاتها، وتشجيعهم على إجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري، كأولى مقترحاتها. فيما يتمثل المقترح الثاني في العمل على سد فجوة المعروض، عبر توفير خدمات رعاية صحية تلبي احتياجات السوق، من خلال التركيز على زيادة عدد المنشآت الطبية المتخصصة، وتحسين مستوى جودة الخدمات، مثل بناء شراكات مع المؤسسات والمعاهد الطبية الغربية.
وقال ربيع خوري، المدير العام لاستثمارات الشركات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى «إنفستكورب»: «اتخذت الحكومات الخليجية خطوات تشجيعية بهدف دعم تطور قطاع الرعاية الصحية، بما يواكب أفضل المعايير العالمية. وتعد السعودية خير مثال في هذا الاتجاه، حيث تعمل الحكومة على إعداد لوائح جديدة من شأنها دعم تطور القطاع المحلي، كما وسعت بشكل كبير من برامج خصخصة مؤسساتها الصحية. ومن شأن هذا التحول أن يسهم بشكل كبير في الارتقاء بمعايير الرعاية الصحية في البلاد، ويلبي توقعات سكانها بشكل أفضل».
وزاد: «تستند الدراسة البحثية إلى آليات عملية وفعّالة، وأفضل الممارسات العالمية المدعومة بمعرفة عميقة باحتياجات السوق في منطقة الخليج، حيث تقدّم ستة حلول مقترحة لتعزيز نمو القطاع في المنطقة، ودعم الجهود الرامية لتطويره، ورفع مستوى جودة الخدمات المتعلّقة به».
وثالثاً أوضحت الدراسة أنه ينبغي على مزوّدي خدمات الرعاية الصحية، بما في ذلك المستشفيات والعيادات، إجراء اندماجات فيما بينهم، وتوحيد عملياتهم للاستفادة من وفورات الحجم التي يمكن تحقيقها جرّاء ذلك. فيما شددت الورقة في المقترح الرابع على الدور الحيوي لمبادرات الخصخصة في تطوير المنظومة الكلية للرعاية الصحية، والارتقاء ببنيتها التحتية.
وأشارت إلى أن جميع حكومات دول الخليج تطمح إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في مجال الرعاية الصحية مستقبلاً، وتتوقع أن يسهم ذلك في تعزيز الفعالية والكفاءة عبر تحسين الخدمات الطبية وخفض التكاليف، وتتمتع السعودية والإمارات بمكانة متقدّمة في هذا المجال، لا سيما من حيث تشجيع كافة شركات القطاع الخاص على توفير خدمات التأمين الصحي الخاص للموظفين، وعلى صعيد متّصل، يمكن للشراكات المثمرة بين مقدمي خدمات الرعاية الصحية في القطاعين العام والخاص، أن تلعب دوراً كبيراً في دعم جهود الخصخصة.
وخامساً أوصت الدراسة الحكومات بتطبيق أنظمة الرعاية الصحية المعتمدة على القيمة، لتحفيز ممارسات السلوك الجيد وتقليل التكاليف، فيما أكدت الورقة سادساً أهمية تعزيز التعاون بين أسواق المنطقة، إلى جانب توحيد مشترياتها وبنيتها التحتية.


مقالات ذات صلة

تطلُّع خليجي لعودة السلام في لبنان بعد انتخاب جوزيف عون

الخليج البديوي يأمل بأن تتعزز العلاقات التاريخية بين الخليج ولبنان (مجلس التعاون)

تطلُّع خليجي لعودة السلام في لبنان بعد انتخاب جوزيف عون

تطلّع جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، لأن يسهم انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للبنان، في استعادة الأمن والسلام في البلاد وتحقيق تطلعات الشعب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق التقرير المناخي المعني بفصل الشتاء في السعودية يُشير إلى اعتدال نسبي هذا العام (واس)

موجة باردة تؤثر على دول الخليج... والحرارة تصل للصفر

موجة باردة تشهدها دول الخليج تسببت في مزيد من الانخفاض لدرجات الحرارة، لتقترب من درجة صفر مئوية في عدد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عربية لاعبو الكويت وحسرة عقب الخروج من البطولة (خليجي 26)

الكويتي خالد إبراهيم: خسرنا اللقب وكسبنا نجوم المستقبل

أكد خالد إبراهيم، مدافع منتخب الكويت، أنهم خرجوا بمكاسب كبيرة من بطولة الخليج، وذلك عقب خسارتهم على يد البحرين 0-1 في نصف النهائي.

علي القطان (الكويت )
رياضة عالمية بيتزي يوجه لاعبيه خلال المباراة (خليجي 26)

بيتزي مدرب الكويت: لست قلقاً على مستقبلي

قال الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي مدرب الكويت، إنه ليس قلقاً على مستقبله مع الفريق رغم الهزيمة 1 - صفر أمام البحرين الثلاثاء.

نواف العقيل (الكويت )

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.