مسلسل «تانغو»... انطلاقة موفقة في موسم الدراما الرمضانية

التشويق حبس أنفاس المشاهد منذ البداية

مسلسل «تانغو»... انطلاقة موفقة في موسم الدراما الرمضانية
TT

مسلسل «تانغو»... انطلاقة موفقة في موسم الدراما الرمضانية

مسلسل «تانغو»... انطلاقة موفقة في موسم الدراما الرمضانية

منذ لحظات عرض حلقته الأولى، أسر مسلسل «تانغو» مشاهده بتوليفته الجديدة واحترافية ممثليه. فهذا العمل الذي تعرضه شاشة «إل بي سي آي» اللبنانية، إضافة إلى محطات فضائية عربية أخرى، استطاع أن يجذب شريحة لا يستهان بها من اللبنانيين الذين وجدوا في قصته المحبوكة بغموض بارز عملاً يخرج عن المألوف، لا سيما أن مفاجآت كثيرة كما يبدو تنتظرنا في حلقاته المقبلة.
ولعل تلوينه بوجه تمثيلي جديد، هو دانييلا رحمة التي لم يسبق لها أن قامت بأي تجربة في هذا المجال، كان بمثابة تحد لذيذ خاضه المشاهد وهو يجهل انعكاس إطلالتها عليه، والممثل اللبناني باسم مغنية. كما يشارك في هذا العمل أسماء بارزة ومهمة لمعت في مجال الدراما العربية، كالسوريين باسل خياط ودانا مارديني.
صحيح أن المشوار لا يزال في بدايته، ولا يمكن حتى قراءته من عنوانه، إذ لا يمكننا الحكم على هذا العمل، ولا على غيره، من أولى حلقاته، إلا أنه على ما يبدو سيترك أثره لدى المشاهد الذي صار ينتظره في موعده مساء كل يوم.
ويتناول مسلسل «تانغو»، من تأليف إياد أبو الشامات، قصة عامر الذي يؤدي دوره باسل خياط، وهو رجل أعمال في مجال العقارات متزوج من لينا، التي تلعب دانا مارديني دورها، وهي ربة منزل وأم لطفل. وتجمع هذا الثنائي المتزوج علاقة صداقة وعمل متينة مع ثنائي آخر، يتألف من سامي (باسم مغنية)، مهندس عمارة داخلية، ومتزوج من فرح (دانييلا رحمة) التي تعمل مدربة رقص. وأول مفاجأة نكتشفها في هذا العمل تأتي إثر حادث سير يتعرض له عامر وفرح، إذ يتبين أن علاقة حب كانت تربط بينهما، وأنهما كانا يتحضران للهروب والسفر معاً. هذه المفاجأة التي فجرت أحداثاً مشوقة منذ الحلقة الأولى للمسلسل سيتلوها مفاجآت كثيرة كما تردد، من بينها أن الخيانة لن تقتصر على عامر وعشيقته فرح، بل ستطال أيضاً لينا وسامي. وقد حاول المخرج رامي حنا تمرير هذه المعلومة في لقطات سريعة من العمل، وبينها تلك التي شهدت غضب سامي من زوجته فرح عندما أخبرته بأنها تفكر بإقامة صفقة عمل مع لينا، زوجة عامر.
حقائق مؤلمة عن الحب والخيانة والغدر والخداع، إضافة إلى أحداث مشوقة أخرى ترتكز على عنصر المافيا والمخدرات وأموال غير نظيفة، سنكون على موعد معها في هذا العمل الذي اختارته «إل بي سي آي» في شبكة برامجها الرمضانية، معولة الآمال عليه ليحصد أعلى نسبة مشاهدة، تماماً كـ«كل الحب كل الغرام»، الذي حقق نسبة مشاهدة غير مسبوقة في عالم الدراما المحلية، فوضعته في أجندتها الرمضانية مقابل «الهيبة - العودة»، الذي يعرض في الوقت نفسه على شاشة «إم تي في».
وكان كل من منتج العمل جمال سنان صاحب شركة «إيغلز فيلم»، وبيار الضاهر رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي آي)، قد أكدا خلال المؤتمر الصحافي الذي شهد الإعلان عن تفاصيل هذا العمل الدرامي الرمضاني منذ فترة أن «تانغو» سيكون من الأعمال الرمضانية الناجحة بسبب قصته المشوقة وعناصره المكتملة (إنتاج ضخم وممثلون لامعون).
ولعل الانتقاد الوحيد الذي شهده المسلسل من قبل البعض في حلقته الأولى هو التمادي في تصوير حادث السيارة، والمبالغة فيه من قبل المخرج، بحيث تجاوزت في تدحرجها الوقت المطلوب.
أما الأبطال الأربعة للعمل، إضافة إلى خامسهم طلال الجردي الذي يؤدي دور المحقق، فتجمعهم الاحترافية. فباسل خياط، صاحب الحضور الفذ الذي أحبه اللبنانيون بعد أن تعرفوا إليه عن كثب في «عشق النساء»، وصف دوره هذا بالجديد، وبأنه بمثابة إضافة إلى مشواره، لا سيما أن مخرج العمل رامي حنا (كان زميله في الجامعة) يعرف كيف يوجه الممثل، ويخرج منه طاقاته المدفونة.
أما دانا مارديني، التي وصفها باسل خياط في إطلالته في برنامج «لهون وبس» بالممثلة التي «تبلع» (مصطلح يستخدمه الممثلون للإشارة إلى قوة الممثل) من يقف في وجهها، بسبب قدرتها التمثيلية الفائقة، فلم تشهد الحلقتان الأولى والثانية ما يترجم هذه المقولة على أرض الواقع، فيما اللقطات الترويجية للعمل تكتنفها مشاهد مؤثرة، وأخرى تقطع الأنفاس، تقدمها مارديني في سياق أحداث المسلسل، مما يدفع المشاهد إلى انتظارها على أحر من الشوق.
وحتى باسم مغنية، بعيداً عن دوره في مسلسل «كل الحب كل الغرام» المعروض على شبكة «إل بي سي آي» في رمضان، الذي تسوده البرودة إلى حد ما، فهو يخرج في «تانغو» من جلباب «ربيع» (اسمه في مسلسل كل الحب كل الغرام)، ليطل علينا في أداء مختلف تماماً.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.