ريهام عبد الغفور: استعنت بطبيب نفسي من أجل «الرحلة»

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها تعشق الأدوار الصعبة

لقطة من مسلسل «الرحلة» تجمع ريهام عبد الغفور بباسل الخياط بطل المسلسل
لقطة من مسلسل «الرحلة» تجمع ريهام عبد الغفور بباسل الخياط بطل المسلسل
TT

ريهام عبد الغفور: استعنت بطبيب نفسي من أجل «الرحلة»

لقطة من مسلسل «الرحلة» تجمع ريهام عبد الغفور بباسل الخياط بطل المسلسل
لقطة من مسلسل «الرحلة» تجمع ريهام عبد الغفور بباسل الخياط بطل المسلسل

رغم حصرها في أدوار الفتاة الطيبة المسالمة، فإنها قررت التمرد على تلك النوعية من الأدوار، واختارت الطريق الصعبة، لتقديم أدوار لم تقدمها من قبل، فقدمت دور الراقصة، والشريرة، وبائعة الكبدة... إنها الفنانة المصرية ريهام عبد الغفور، التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن أحدث أعمالها الدرامية مسلسل «الرحلة» الذي يعرض حالياً على إحدى القنوات الفضائية، وينافس في الموسم الدرامي الرمضاني هذا العام، كما كشفت عن أسباب اعتذارها عن الجزء الثاني من مسلسل «الزيبق»، ومشاركتها في فيلم «سوق الجمعة».
تقول ريهام عبد الغفور: اخترت مسلسل «الرحلة» لأنني أعشق الأدوار الصعبة، ودوري به من أصعب الأدوار التي قدمتها في حياتي الفنية؛ فهو يتناول قصصاً إنسانية لمجموعة من الأشخاص، كل منهم يعاني أزمة نفسية، وله قصة مختلفة وسر يخفيه، يقابلون بعضهم بعضاً على متن طائرة لرحلة تحمل رقم 710، وكل هذه الأحداث تجري في إطار من الإثارة والتشويق.
تقول ريهام، أقوم بدور فتاة تدعى «رانيا»، تعاني أزمة نفسية، وعقدة منذ الصغر تؤثر عليها عندما تكبر، وتمر شخصيتها بمراحل نفسية كثيرة وتطورات في الشخصية نفسها، احتاجت مني إلى مجهود كبير وضخم. لذلك؛ استعنت بطبيب نفسي من أجل تجسيد هذا الدور، بشكل واقعي وصادق، وبخاصة أنني لم أقدم دور المريضة النفسية من قبل.
وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء التصوير تقول: تركيزي الشديد في تجسيد تطورات وانفعالات الشخصية أثر بشكل مباشر على وجداني، وأصبحت مكتئبة وحزينة معظم الوقت.
ولفتت إلى أن فريق العمل كان متعاوناً ومحترفاً جداً، وعلى رأسهم باسل الخياط، فهو فنان بارع بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، بعدما تقمص الشخصية التي يؤديها بشكل رائع. كما أنه يجعل الفنان الذي يمثل أمامه يشعر بالمتعة والمبارزة الفنية، فيخرج كل ما عنده من طاقات فنية، أما باقي أسرة العمل فكل منهم بذل مجهوداً ضخماً، في أداء دوره من أجل نجاح هذا العمل، فالفنانون: حنان مطاوع ومي سليم، ووليد فواز، وإيهاب فهمي، قدموا سيمفونية فنية ضخمة، وأراهن على نجاح هذا العمل، وأن يكون هو الحصان الرابح لهذا العام.
وأضافت عبد الغفور: «استعنت بباروكة شعر طويل حتى تناسب شكل الشخصية؛ لأن شعري الحقيقي قصير، كما استعنت بخبير تجميل استطاع أن يضع لي ماكياجاً يناسب شخصية المريضة النفسية التي ألعبها.
في سياق منفصل، تحدثت عبد الغفور عن عودتها للسينما من خلال فيلم «سوق الجمعة» تقول: مخرج الفيلم سامح عبد العزيز، هو الذي اختارني لبطولة هذا العمل، والفيلم فكرته مختلفة لم تقدم من قبل سينمائياً فهو يجسد سوق الجمعة بشكل حقيقي وما يحدث داخله من أحداث وكواليس، لم يعرفها أحد، وجميع الأحداث تدور في يوم واحد، وأحداثه تحمل لمحة كوميدية، ويشاركني به كل من عمرو عبد الجليل، ونسرين أمين، ودلال عبد العزيز، ومحمد لطفي، وأحمد فتحي.
موضحة أنها تلعب دور «نجاة»، وهي بائعة كبدة في السوق، كما أنها سيدة شعبية سيئة السمعة والأخلاق، تتعرض للكثير من المواقف داخل سوق الجمعة، وتربطها علاقة عاطفية مع «ملقاط» الذي يقوم بدوره الفنان أحمد فتحي، الذي يتزعم السوق.
وأشارت إلى أن المخرج سامح عبد العزيز، مخرج متمكن من أدواته الفنية، ويستطيع توظيف الفنان بالشكل الذي يضيف إليه، كما يجعله يخرج أفضل ما لديه أمام الكاميرا. وعن قرار رفضها الاشتراك في المسلسلات الطويلة قالت عبد الغفور، أرفض تلك النوعية من الأعمال ولا أفضلها رغم أن لها جمهورها، لكن أشعر بأن المشاهد يمل من التطويل المبالغ به في الأحداث، وعلى الرغم من أن مسلسل «الخطيئة» عمل درامي متميز، فإنني شعرت بالملل أيضاً من طول عدد الحلقات.
خروج ريهام عبد الغفور في الفترة الأخيرة من عباءة الشخصية المسالمة الطيبة، قالت عنه: بالفعل تعمدت ذلك وسعيت إلى عدم تكرار شكل محدد من الشخصيات، وبدأت أبحث عن الدور الصعب القوي، لأقدمه، ولذلك اخترت شخصية «رانيا» في مسلسل الرحلة، و«نجاة» في فيلم سوق الجمعة، ومن قبلهم قدمت دور الراقصة لأول مرة في مسلسل «حارة اليهود» وغيرها من الشخصيات المختلفة.
إلى ذلك، قالت كشفت عبد الغفور عن سبب اعتذارها عن الاشتراك في الجزء الثاني من مسلسل «الزيبق»: وجدت أن الشخصية، التي سأقدمها في العمل لم تتطور تماماً، وتظل زوجة ضابط المخابرات، التي تبحث عن حلم الإنجاب دون أي جديد؛ لذا عندما اعتذرت عن العمل، تمت إزالة هذا الدور من السيناريو بما لا يؤثر على سير العمل ككل، ولم تتم الاستعانة بفنانة أخرى لأداء هذا الدور.
وأوضحت ريهام، أنها تعلمت «الدقة» في اختيار الأعمال، من والدها الفنان أشرف الغفور، كما تعلمت منه قراءة السيناريو أكثر من مرة، فأنا أكتشف زوايا وتفاصيل جديدة في كل مرة أقرأ فيها السيناريو الخاص بالشخصيات التي أؤديها، واستفدت من ذلك كثيراً، كما تعلمت منه الالتزام بمواعيد التصوير، وأن أفصل ما بين حياتي الشخصية، والحياة الفنية، بحيث لا يؤثر إحداهما على الآخر.



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».