ألمانيا تسلّم تونس متهماً بالتورط في هجوم إرهابي

TT

ألمانيا تسلّم تونس متهماً بالتورط في هجوم إرهابي

أكد سفيان السليطي، المتحدث باسم المحكمة الابتدائية والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، أن السلطات التونسية تسلّمت أمس الأربعاء الإرهابي هيكل السعيداني، وهو مواطن تونسي صدرت في حقّه أوامر بحث من قبل الوحدات الخاصّة لمكافحة الإرهاب والمشتبه في تورّطه بجرائم إرهابية في تونس من بينها الهجوم على متحف باردو في العاصمة التونسية يوم 18 مارس (آذار) 2015، وهو الحادث الذي تسبب بمقتل 21 سائحاً أجنبياً وعنصر أمن تونسي. وتتهم السلطات التونسية السعيداني أيضاً بالتورط في التخطيط لتنفيذ الأحداث الإرهابية التي عرفتها مدينة بن قردان جنوب غربي تونس، في السابع من مارس (آذار) 2016، وذلك من خلال محاولة عناصر إرهابية منتمية إلى تنظيم داعش الإرهابي إقامة «إمارة» في المدينة المواجهة للحدود الليبية.
وأشار السليطي إلى أن عملية التسليم تمّت بناء على بطاقة جلب دولية صادرة عن قاضي التحقيق التونسي بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب إلى جانب مطلب تسليم من قبل إدارة الشؤون الجزائيّة بوزارة العدل التونسية. وأوضحت مصادر قضائية تونسية أن القضاء الألماني وافق على تسليم الإرهابي التونسي البالغ من العمر 36 عاماً بعد أن رفضت المحكمة الإدارية في فرانكفورت طلبه اللجوء السياسي في ألمانيا.
واشترطت السلطات الألمانية عند تسليمه ضمان عدم تعرضه للتعذيب أو تسليط حكم الإعدام ضده، إذ إن قانون محاكمة الإرهاب وغسل الأموال في تونس المصادق عليه من قبل البرلمان في يوليو (تموز) 2016 أقر عقوبة الإعدام من بين العقوبات التي يمكن تسليطها على العناصر الإرهابية المتسببة في جرائم قتل خلال أعمال إرهابية.
وتشير المعطيات التي وفرتها السلطات الألمانية إلى نظيرتها التونسية إلى أن الإرهابي هيكل السعيداني كان يعيش في ألمانيا خلال الفترة بين العامين 2003 و2013، قبل أن يغادر ألمانيا ويعود إليها ثانية في أغسطس (آب) من سنة 2015 طالباً اللجوء السياسي. وصادف تاريخ دخوله للمرة الثانية إلى ألمانيا مرور خمسة أشهر على حادث الهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف باردو غرب العاصمة التونسية، ما أثار شكوكاً في أنه ربما شارك في رحلة هجرة غير شرعية لمغادرة تونس.
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير من فرانكفورت بأن وزير الداخلية المحلي في ولاية هيسن، بيتر بويت، قال أمس الأربعاء في فيسبادن، عاصمة الولاية، إن الشرطة الاتحادية سلّمت متشدداً خطيراً إلى السلطات التونسية. وأضاف: «قمنا بترحيله بنجاح». وكانت صحيفة «بيلد» الألمانية ذكرت في وقت سابق أن عدداً من أفراد الشرطة الاتحادية كانوا على متن الطائرة التي رحّلت التونسي إلى بلاده.
وكان التونسي قد أخفق في طلبه العاجل أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للحصول على قرار بوقف ترحيله بعدما أخفق يوم الاثنين في طلب مماثل أمام المحكمة الدستورية الألمانية. وقالت محامية هيكل عن حكم الدستورية العليا في ألمانيا: «إنها قرارات سياسية وليست دستورية... حتى إذا تعهد الجانب التونسي بعدم إصدار عقوبة الإعدام، فإن هذا لا يعد ضماناً. الأمر قد يتغير سريعاً إذا تغيّر الوضع السياسي في البلاد».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».