تونس تعلن إحباط «هجمات دموية»

انفجار في منزل كشف مخططاً لـ«خلية إرهابية»

TT

تونس تعلن إحباط «هجمات دموية»

كشف سفيان السليطي، المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس، أن البلاد أُنقذت من عمليات إرهابية دموية كانت ستنفذها خلية في مدينة قليبية (ولاية نابل في شمال شرقي البلاد). وقال السليطي، في مؤتمر صحافي، أمس، إن الخلية المكونة من 10 متهمين بالإرهاب كانت تحاول صنع متفجرات وتنفيذ عمليات إرهابية مشابهة لتلك التي جرت في مدينة سليمان عام 2007 في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.
وبحسب المعلومات المتوافرة، حاولت هذه الخلية الإرهابية إعداد متفجرات تقليدية الصنع لتنفيذ عمليات دموية تستهدف مركزاً للحرس ومركزاً أمنياً في مدينة قليبية. وتبيّن أن نوعية المتفجرات التي كان يُخطط لاستخدامها شبيهة بتلك التي فجّرها إرهابيون في أحداث عملية سليمان قبل نحو 11 سنة.
وأكد السليطي إصدار 7 بطاقات إيداع بالسجن ضد عناصر الخلية الإرهابية، إحداها في حق امرأة، مشيراً إلى أن شخصين من أفراد الخلية قُدّما أمام القضاء التونسي. ومن المنتظر محاكمة المتهمين، وفق قانون الإرهاب الصادر سنة 2015. وقد وجهت لهم تهمة العزم المقترن بعمل تحضيري على تنفيذ أعمال إرهابية.
وتم الكشف عن هذه الخلية يوم 13 أبريل (نيسان) الماضي إثر حدوث انفجار في أحد المنازل في مدينة قليبية. واتضح بعد التحريات الأمنية أن عناصر خلية إرهابية كانوا يحاولون صنع المتفجرات، وتنفيذ عمليات إرهابية مدوية، لكن مخططهم أُحبط نتيجة الانفجار. ولم تعلن السلطات القضائية إذا كان هؤلاء يتبعون تنظيم داعش الإرهابي أو تنظيمات متشددة أخرى.
يُذكر أن أحداث سليمان التي عرفتها تونس سنة 2007 أسفرت عن مقتل عوني أمن وإصابة ثلاثة آخرين ومقتل 12 مسلحاً واعتقال 15 آخرين، وحجز رسوم لمواقع بعض السفارات الأجنبية ووثائق تتضمن أسماء عدد من الدبلوماسيين الأجانب المقيمين في تونس. وكشفت تلك العملية عن مخططات إرهابية من العيار الثقيل كانت تستهدف عدداً من المنشآت الحيوية.
وأشارت وكالة الأنباء الألمانية، في غضون ذلك، إلى أن السليطي قال أمس إن أكثر من 6 آلاف عنصر جرى إيقافهم في قضايا إرهابية في تونس في الفترة الممتدة بين 2015 و2018. وأوضح المتحدث باسم القطب القضائي، وهو مجمع قضائي يخضع لإشراف وزارة العدل ويختص بالتحقيق في القضايا الإرهابية، أن 6590 عنصراً جرى إيقافهم منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2015 وحتى مارس (آذار) 2018. وتابع، بحسب الوكالة الألمانية، أنه خلال الفترة نفسها تم الفصل في نحو 3 آلاف قضية إرهابية، بينما لا تزال هناك أكثر من 1500 قضية للنظر لدى قضاة التحقيق. وأضاف أن القضاة أصدروا أحكاماً بالإعدام والسجن مدى الحياة بحق 7 متهمين بالإرهاب، مع أن السلطات لم تنفذ الإعدام منذ نحو 3 عقود بسبب ضغوط دولية.
وأشارت الوكالة الألمانية إلى أن العمليات الإرهابية تصاعدت في تونس بشكل لافت منذ عام 2011، ومن بينها بالخصوص 3 هجمات دموية في 2015 أدت إلى مقتل 59 سائحاً أجنبياً و13 عنصراً أمنياً. كما تعرضت وحدات عسكرية إلى هجومين مباغتين في جبال القصرين غرب البلاد خلال شهر رمضان من عامي 2013 و2014 ما أوقع 22 قتيلاً في صفوف الجنود.


مقالات ذات صلة

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو.

علي بردى (واشنطن )
أميركا اللاتينية شرطة فنزويلا (متداولة)

السلطات الفنزويلية تعتقل أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب

أعلن وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيلو، الاثنين، أن السلطات اعتقلت أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب، عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس )

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.