نزيف حوثي على مستوى القادة الميدانيين يضاعف رعب «الجماعة»

مقتل 200 متمرد خلال أسبوع

مسلحون حوثيون في تجمع بصنعاء (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون في تجمع بصنعاء (إ.ب.أ)
TT

نزيف حوثي على مستوى القادة الميدانيين يضاعف رعب «الجماعة»

مسلحون حوثيون في تجمع بصنعاء (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون في تجمع بصنعاء (إ.ب.أ)

تكبدت ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية الأسبوع الماضي خسائر ضخمة في الأرواح والعتاد، جراء المواجهات المحتدمة مع قوات الجيش اليمني والضربات الجوية لطيران التحالف الداعم للشرعية، بما في ذلك خسارتها أكثر من 10 من قادتها الميدانيين.
وتأتي هذه الخسائر الحوثية في ظل حالة من الذعر تجتاح قيادات الجماعة الانقلابية على وقع التقدم الواسع لقوات الجيش اليمني والمقاومة الوطنية في مختلف الجبهات، وفي ظل الغطاء المحكم لمقاتلات التحالف، وما تشكله الضربات الجوية لها من استنزاف كبير لقادتها الميدانيين ومعداتها القتالية وتعزيزاتها القتالية.
وفي حين قدرت مصادر عسكرية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن أكثر من 200 متمرد من عناصر الجماعة قتلوا في مختلف الجبهات خلال أسبوع، أفادت المصادر بأن الجماعة تحيط خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد من الالتحاق بصفوفها.
وشيعت الجماعة الانقلابية أمس، في صنعاء، القيادي البارز المسؤول ناصر القوبري، الذي كانت عينته قائداً لعملياتها الصاروخية ومنحته رتبة لواء، قبل أن يلقى مصرعه قبل أيام، إثر غارة جوية لطيران التحالف استهدفته مع عدد من مساعديه أثناء اختبائهم في أحد الكهوف شمال صعدة، استعداداً لشن هجمات صاروخية باتجاه الأراضي السعودية.
ويعد القوبري الذي يكنى «أبو صلاح» من عناصر الجيش اليمني السابق الذين نجحت الجماعة في استقطابهم طائفياً بعد سيطرتها على صنعاء، ودفعت بهم إلى جبهات صعدة، كما أنه من القادة الذين شكل مصرعهم ضربة موجعة للجماعة، التي كانت استعانت به لقيادة مجاميع مسلحة شاركت في وأد انتفاضة الرئيس السابق علي عبد الله صالح وتصفيته في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأكدت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن القوبري كان على رأس مجموعة من عناصر الميليشيات التي اقتحمت مبنى قناة «اليمن اليوم» التابعة للحزب وزعيمه الراحل صالح، وقامت باحتجاز أكثر من 40 شخصاً من طاقمها الإعلامي.
ولم تكد الجماعة تفيق من صدمة مقتل القوبري حتى فوجئت بخسارة القيادي الميداني المكلف بقيادة قواتها للتدخل السريع جار الله سالم الجعوني، إثر غارة أخرى استهدفته مع 12 متمرداً كان يقودهم في منطقة «المتجرف» الواقعة بين منطقتي الحصامة والملاحيظ القريبة من الحدود السعودية غرب صعدة.
وذكرت مصادر استخباراتية في صنعاء أن الجعوني المكنى «أبو مقداد»، من القادة العقائديين في الجماعة الذين أخذوا دورات طائفية وعسكرية في إيران ولبنان، ويرجح أن الميليشيات دفعت به على رأس مجموعة من عناصرها المدربين جيداً لإسناد صفوفها المتهاوية في جبهة الملاحيظ التي تشهد تقدماً متسارعاً لقوات الجيش اليمني.
وفي الأثناء، تلقت الميليشيات الحوثية ضربة أخرى بمقتل القيادي البارز منصور السعادي، وهو المشرف على قواتها البحرية أثناء استهدافه بغارة محكمة لطيران التحالف في مديرية الصليف الساحلية، إلى جانب مساعده القيادي صلاح الشرقعي، وكلاهما من العناصر العقائدية المنتمية إلى منطقة مران، حيث المعقل الأول للجماعة غرب صعدة.
ويعد السعادي الذي يكنى «أبو سجاد» واحداً من أبرز قادة الميليشيا الذين تلقوا تدريبات مكثفة ودورات طائفية في إيران، كما أنه أحد عناصر الجماعة المكلفة بالإشراف على تهريب الأسلحة الإيرانية عبر السواحل اليمنية، وهو من ضمن طاقم السفينة الإيرانية «جيهان» التي كانت ضبطت قبالة السواحل الجنوبية الشرقية لليمن وهي محملة بشحنة أسلحة للحوثيين.
وتمكنت الجماعة الانقلابية من الإفراج عنه مع رفاقه الآخرين من طاقم السفينة بعد أن سيطرت على صنعاء في 2014، وهاجمت مقر جهاز الأمن القومي (المخابرات) الذي كان معتقلاً فيه إلى جانب عدد من العناصر الإيرانية.
كما خسرت الميليشيات واحداً من أبرز قادتها العقائديين في جبهة ميدي شمال غربي محافظة حجة الحدودية خلال عمليات تمشيط المدينة المحررة أخيراً من قبل القوات اليمنية، وهو القيادي عقيل الشامي، الذي أحاطت الجماعة نبأ مصرعه بالكتمان.
وفي محافظة صعدة، وتحديداً في جبهة كتاف، شمال شرقي المحافظة، خسرت الميليشيات الأربعاء الماضي، القيادي يونس المطاع، وهو نجل القيادي العقائدي في الجماعة وأحد أبرز مرجعياتها، محمد المطاع، الذي كان أفتى بتكفير كل اليمنيين المخالفين لجماعته واستباحة دمائهم.
وكان المرجعية الحوثي محمد المطاع المطلوب للتحالف ضمن لائحة الأربعين حوثياً، فقد نجله الآخر قبل عامين أثناء مشاركته في صفوف الجماعة الانقلابية.
إلى ذلك، أكدت مصادر الجيش اليمني مقتل نجل القيادي الحوثي حمود عباد المعين أميناً للعاصمة صنعاء من قبل الجماعة، واسمه علي حمود، أثناء تقدم الجيش في جبهة قانية الفاصلة بين مأرب والبيضاء، ولا تزال جثته - بحسب مصادر قبلية - لدى القوات الحكومية، مع جثث أخرى لعناصر الميليشيا، من بينهم القيادي أبو الحسن الصعداوي.
وفي السياق نفسه، أفادت مصادر محلية في صعدة لـ«الشرق الأوسط» بأن القيادي في الجماعة الحوثية جلال النبعي قتل في غارة جوية لطيران التحالف الداعم للشرعية، ويعد واحداً من أبرز الأذرع الإعلامية للجماعة من خلال عمله مديراً لفرع مؤسستها الإعلامية المسؤولة عن إنتاج الأهازيج الحربية (الزوامل)، التي تحمل اسم أول قتيل للجماعة إبان أول تمرد لها على الدولة اليمنية في 2004، زيد علي مصلح.
وفي جبهة نهم، حيث المعارك المستمرة بين قوات الجيش اليمني وميليشيا التمرد شمال شرقي صنعاء، لقي قبل يومين القيادي الحوثي عبد العزيز العسرة مصرعه مع عدد من أتباعه جراء غارة جوية للتحالف استهدفت عربة عسكرية تقلهم.
كما أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني بأن القيادي في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية خالد مبارك حلسه، والمكنى «أبو طالب» قتل أول من أمس، في معارك مع الجيش في جبهة المصلوب، غرب محافظة الجوف الحدودية. وذكر الموقع أن «أبو طالب» هو المشرف العام للميليشيات الانقلابية في المصلوب والمسؤول عن زراعة الألغام والعبوات الناسفة.
وفي محافظة تعز (جنوب غرب)، كبدت غارات التحالف هذا الأسبوع، الميليشيات الحوثية، عشرات القتلى والجرحى، وذكرت مصادر رسمية يمنية أن القيادي الحوثي أمين الخدشي قتل في واحدة من الضربات مع عدد من مرافقيه في منطقة الكدحة غرب تعز.
واعترفت الميليشيات الحوثية قبل يومين بأن مؤسستها الطائفية المعنية بأحوال الجرحى استقبلت 63 ألف جريح من عناصر ميليشياتها الذين أصيبوا خلال المواجهات مع قوات الجيش اليمني وضربات التحالف، ويتضمن الرقم المعلن الجرحى الذين استقبلتهم المؤسسة الحوثية فقط، في حين يقدر مراقبون أن الرقم الحقيقي لجرحى الجماعة الذين استقبلتهم المستشفيات الخاضعة لها في مناطق سيطرتها يتجاوز ضعف الرقم المعلن.
وأدت هذه الخسائر خلال أسبوع في صفوف القادة الميدانيين للجماعة الحوثية إلى إحجام القادة البارزين عن الظهور الاستعراضي المعتاد خشية الاستهداف من قبل طيران التحالف، في الوقت الذي تحاول فيه أن تدفع بعناصرها من المجندين الجدد إلى جبهات الساحل الغربي، إثر التطورات التي تشهدها هذه الجبهة مع دخول القوات التي يقودها نجل شقيق الرئيس السابق، طارق صالح على خط النار.
وتعبيراً عن حالة الذعر التي أصابت الجماعة جراء تساقط قياداتها هذا الأسبوع وتهاوي صفوفها الأمامية في جبهة الساحل الغربي، دفعت برئيس مجلسها الانقلابي صالح الصماد إلى الحديدة، متوسلاً الرجال والنساء لإسناد الجماعة في مواجهة الزحف المرتقب لقوات طارق صالح نحو الحديدة لتحريرها واستعادة مينائها الاستراتجي.
وأعلنت الجماعة، بناء على طلب من الصماد، إقامة مظاهرة مسلحة في الحديدة، عصر الأربعاء المقبل، أطلقت عليها «مسيرة البنادق» في محاولة لرفع معنويات أتباعها ودفعهم إلى الاستمرار في القتال.


مقالات ذات صلة

«تقييم الحوادث» في اليمن يؤكد عدم استهداف التحالف مستشفى صرواح الريفي في 2015

الخليج المستشار منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي الأربعاء في الرياض (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يؤكد عدم استهداف التحالف مستشفى صرواح الريفي في 2015

أكد الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن أن مهمته إيضاح الحقائق بحيادية تامة ودون تحيز.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
تحليل إخباري موالون للجماعة الحوثية يرفعون صوراً لزعيمهم خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

تحليل إخباري خوفاً على مشروعهم من الانهيار... دعوات حوثية للبحث عن حلول عاجلة للأزمة اليمنية

برزت أصوات من داخل جماعة الحوثيين تدعو إلى التحرك العاجل والبحث عن مخرج للأزمة اليمنية، تحسباً لتفاقم الأوضاع الإقليمية وتداعياتها المحتملة على الداخل اليمني.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي شاشة عملاقة نصبتها الجماعة في إحدى الساحات بصنعاء لمتابعة التصعيد بين إسرائيل وإيران (إكس)

الحوثيون يحشدون لـ«يوم الغدير» وتأييد إيران

حشد الحوثيون أنصارهم وأجبروا الأهالي على حضور احتفالات «يوم الولاية» واستغلوا الاحتفالات لتأييد إيران في مواجهة إسرائيل، في ظل أوضاع معيشية صعبة يعيشها السكان.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي السعدي مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة (إعلام حكومي)

غروندبرغ: توافق إقليمي واسع للحلّ التفاوضي في اليمن

أمام مجلس الأمن الدولي، أعلن المبعوث الأممي إلي اليمن عن وجود توافق إقليمي واسع للحلّ التفاوضي في اليمن، في حين اتهم مندوب اليمن الحوثيين بعرقلة جهود السلام.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أدان عدم امتثال إيران لالتزاماتها (رويترز)

اليمن يطالب إيران بالكف عن زعزعة أمنه واستقراره

بالتزامن مع إدانتها لعدم الامتثال لالتزاماتها، طالب اليمن إيران بالكف عن زعزعة استقراره، في حين تشهد مناطق سيطرة الحوثيين تحركات موازية للتوترات في المنطقة

وضاح الجليل (عدن)

مواقف متباينة في صنعاء حول الحرب الإيرانية - الإسرائيلية

عنصر حوثي خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

مواقف متباينة في صنعاء حول الحرب الإيرانية - الإسرائيلية

عنصر حوثي خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

أثار إعلان الجماعة الحوثية وقوفها مع إيران في مواجهة إسرائيل، سخط الشارع اليمني، حيث يرى سكان وناشطون في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة تسعى مُجدداً لإقحام نفسها في حروب جديدة يدفع فاتورتها الشعب اليمني دون غيره.

ويأمل سكان في صنعاء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» ألا يقحم قادة الانقلاب الحوثي اليمنيين في صراعات «لا ناقة لهم فيها ولا جمل»، بخاصة في ظل هذه المرحلة التي يصفونها بـ«العصيبة»، إذ يعاني الملايين من الجوع وانعدام فرص الحياة.

وكانت جماعة الحوثيين تبنّت، الأحد الماضي، أولى الهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل لمساندة إيران بالتنسيق مع الأخيرة، وذلك غداة تأكيد زعيمها عبد الملك الحوثي دعمه لموقف طهران «بكل ما يستطيع» للرد على الضربات الإسرائيلية.

وجاء تبني الجماعة للهجمات المنسقة مع طهران عقب ساعات من استقبال العاصمة المختطفة صنعاء ضربات إسرائيلية هدفت لاغتيال قادة حوثيين، يتصدرهم رئيس أركان الجماعة محمد عبد الكريم الغماري، وسط تعتيم على نتائج العملية.

آثار الدمار إثر قصف صاروخي إيراني شرق تل أبيب (أ.ف.ب)

وشهدت صنعاء ومدن أخرى خاضعة للحوثيين تبايناً في ردود الفعل والمواقف الشعبية، لكنها اتسمت في معظمها إما بالصمت أو بالتشفي من طهران وتل أبيب على حد سواء، بسبب تقديم الأولى الدعم والتمويل للجماعة الحوثية لقتل وتجويع وتشريد اليمنيين، وبسبب ارتكاب إسرائيل المجازر في غزة.

ثلاث فئات

أظهرت متابعة الشارع اليمني الخاضع للحوثيين أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية الحالية أفرزت السكان والناشطين إلى ثلاث فئات متباينة في ردود الفعل والمواقف، إذ تمثلت الفئة الأولى في «المتابعين بصمت» الذين يرون باختصار أن هذه الحرب هي «تصفية الظالمين بالظالمين». وفق تعبيرهم.

أما الفئة الثانية فتمثلت في أتباع الجماعة الحوثية والموالين لها ممن يؤيدون بقوة الضربات الإيرانية ضد إسرائيل، ويطالبون كبار قادة جماعتهم بسرعة التدخل لدعم إيران من باب رد الجميل لها.

تصاعد الدخان عقب هجوم إسرائيلي على مستودع للنفط في طهران (رويترز)

وتمثلت الفئة الأخيرة في المؤيدين لما يتعرض له النظام الإيراني، الذين يرون أنه حول اليمن إلى مسرح مفتوح للحرب وقام بدعم الانتهاكات الحوثية وتزويد الجماعة بالأسلحة لترسيخ انقلابها وقمع اليمنيين.

ويبدي «سامي»، وهو اسم مستعار لأحد سكان صنعاء، ارتياحه إزاء استمرار توجيه ضربات عنيفة للنظام الإيراني حتى يلاقي، بحسب قوله، مصيره حيال دعمه المتكرر للإرهاب الحوثي.

ويتمنى سامي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن تؤدي هذه المواجهة إلى إضعاف النفوذ الإيراني أو حتى سقوطه بصورة نهائية في المنطقة، وعلى رأسه الذراع الحوثية في اليمن.

ويرى أن أي استهداف قوي وُمدمر للنظام الإيراني في الوقت الحالي سينعكس حتماً على حلفائه في اليمن الممثلين في الجماعة الحوثية.

رقابة أمنية

على صعيد المنع الحوثي للتأييد المحلي في صنعاء لضرب إيران، فقد نشرت الجماعة العشرات من الجواسيس والمخبرين التابعين لها في معظم شوارع وأحياء صنعاء وعلى مستوى أماكن التجمعات والمقاهي والحدائق العامة، بغية مراقبة وتتبع أحاديث السكان بخصوص الصراع الحالي، والإبلاغ عن المؤيدين لضرب إيران.

صواريخ اعتراضية إسرائيلية تتصدى لهجوم حوثي (رويترز)

وكانت الجماعة الحوثية لجأت عقب تنفيذ الضربة الأولى ضد إيران لاستخدام كافة الوسائل والطرق الممكنة لإقناع السكان في صنعاء وبقية المدن بضرورة تأييد طهران، بزعم أن الأخيرة تقف حالياً بالنيابة عن الدول العربية والإسلامية في مواجهة إسرائيل والغرب.

ويرى مراقبون في صنعاء أن ذلك يأتي خوفاً من الخلاص من النظام الإيراني الذي لطالما قدم لها الدعم والتمويل لمواصلة انقلابها وحربها ضد اليمنيين وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وخشية من أن يأتي الدور القادم عليها.

عاجل صافرات إنذار في تل أبيب مع وصول رشقة صاروخية إيرانية