روبوتات ارامكو السعودية ذكية وتعزز الكفاءة التشغيلية

تمكنت من إيجاد حلول لتراكم الغبار على الألواح الشمسية

مهندسان يجريان عملية صيانة لروبوت المياه الضحلة
مهندسان يجريان عملية صيانة لروبوت المياه الضحلة
TT

روبوتات ارامكو السعودية ذكية وتعزز الكفاءة التشغيلية

مهندسان يجريان عملية صيانة لروبوت المياه الضحلة
مهندسان يجريان عملية صيانة لروبوت المياه الضحلة

تواصل شركة «أرامكو السعودية» أبحاثها العلمية لتطوير أنشطتها التشغيلية من خلال حلول مبتكرة تواكب تقنيات الإنتاج والخدمات في مختلف قطاعاتها، وذلك في إطار التوسع التقني الذي يوفر كثيراً من المزايا التي تتعلق بالكفاءة والسلامة، ويرفع مستويات الموثوقية ويعزّز قدراتها في تطوير أعمالها.
وفيما تعمل جميع قطاعات وأقسام الشركة على تطوير أنشطتها ومواكبة التقنيات الذكية وصولاً إلى حلول مبتكرة، يجري مركز البحوث والتطوير في «أرامكو السعودية» بحثاً متطوراً، يتوقع أن يؤدي إلى تطور سريع في التقنية وتسويق الأنظمة الذكية التي تساند أعمال الشركة وتساعد في مراقبة سلامة المنشآت.
تساعد تلك التقنيات في التعامل مع التحديات القائمة والمتوقعة، إذ تُعتبر ضرورية لتحقيق كفاءة التشغيل وترشيد النفقات في الوقت الذي تساند مركز الشركة العالمي كمُنتج موثوق للزيت والغاز.
يتمثل الهدف الرئيسي الذي تسعى «أرامكو السعودية» لتحقيقه في التقليل من التكاليف السنوية للتآكل من خلال تركيز جهودها على ثلاث آليات رئيسة تتمثل في: التنبؤ بحدوث التآكل من خلال تطوير برامج متقدمة، والكشف عن التآكل واستشعاره، وأخيراً منع التآكل وتقليله من خلال استخدام المواد المتقدمة.
يعمل فريق الأنظمة الذكية في «أرامكو السعودية» على إيجاد حلول لتقنية الفحص المصممة لتلبية حاجات مرافق التشغيل في «أرامكو السعودية»، حيث يركز على مشاريع تشمل تطوير أجهزة ومعالجات ذكية يُمكن تطبيقها لضمان سلامة الموجودات، وذلك بالتعاون مع كبار الشركات والجامعات العالمية.
طور الفريق من خلال تركيزه على الروبوتات في السنوات الست الأخيرة أربع تقنيات فريدة تخدم برنامج الاستشعار والمراقبة.
عبر السنوات تضمن فريق الأنظمة الذكية اثنا عشر شخصاً، سبعة منهم من خريجي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ويمثلون عشر دول مختلفة.
درس معظم أعضاء الفريق هندسة الميكانيكا وأنظمة التحكم وذلك ضمن تخصصات الهندسة الميكانيكية، أو هندسة الكهرباء أو هندسة الإلكترونيات، مع التركيز على الروبوتات وأجهزة القياس والمجالات المشابهة الأخرى.
يقع مقر الفريق حالياً في مجمع البحوث بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للاستفادة من قربه من مختبر الروبوتات والأنظمة الذكية والتحكم في الجامعة، واستخدام مرافقها مثل ورش العمل المركزية ومختبرات إعداد النماذج الأولية.
في ظل حاجة عمليات «أرامكو السعودية» لحلول تقنية مستدامة وذكية، طور باحثو الشركة «روبوت أرامكو السعودية» للفحص، وهو عبارة عن زاحف مغناطيسي روبوتي قادر على المعاينة وفحص الأنابيب باستخدام الموجات فوق الصوتية. يمكنه أيضاً استشعار تسرّب الغاز على الأسطح الفولاذية المرتفعة التي يصعب الوصول إليها.
يسهم «روبوت الفحص» في خفض الأخطار المحتملة ومدة المعاينة والتكاليف المترتبة على نصب السقالات المفردة المستخدمة في أعمال المعاينة.
«الروبوت» الذي يعمل لاسلكياً، مستقل، ويتيح مستويات متقدمة في مجال الخفة والبراعة أثناء التحرك على الأسطح الفولاذية ضمن نطاقٍ واسعٍ من المنحنيات، بما يجعله متفوقاً على نظرائه في السوق.
ولتسويق تقنية «روبوت أرامكو السعودية» للفحص، أُنشئت شركة جديدة في المملكة من خلال مشروع استثماري واتفاقية للترخيص، وتوجد حالياً ثلاث وحدات من «روبوت الفحص» في مختبر جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
نتج عن تصنيع «روبوت أرامكو السعودية» للفحص تقديم عشرة طلبات للحصول على «براءات اختراع»، وقد مُنح سبع براءات اختراع.
«روبوت الفحص» والمراقبة في المياه الضحلة، نظام روبوتي مزوّد بتقنيات فحص مدمجة يمكن تشغيله عن بُعد في المياه الضحلة، وذلك لتعزيز سرعة وكفاءة وسلامة فحص خطوط الأنابيب.
هذه التقنية المتطورة تعتبر نوعا من الابتكار المهم للتعامل مع التحديات الجوهرية التي تواجه «أرامكو السعودية» ضمن أعمالها الواسعة.
وينطوي فحص الأنابيب في المياه الضحلة على مصاعب، حيث يُجري أعمال الفحص غواصون يرتبطون بسفينة الإسناد أو سفن مساندة الغواصين بكابل، وهو يستخدم للتزويد بالهواء وكوسيلة للاتصال مع الغواص ولنقل إرسال مرئي مباشر عبر الكاميرا. ومن شأن استخدام روبوت الفحص والمراقبة في المياه الضحلة الاستغناء عن الغواصين، وجعل عملية الفحص أكثر سلامة وسرعة.
ويكون الإبحار عن طريق «سفن مساندة الغواصين» في المياه الضحلة صعباً، وأحياناً مستحيلاً، بسبب خطر التعرض للاصطدام بقاع البحر أو العوائق تحت المياه. لذلك تُستخدم طرق بديلة لفحص الأنابيب في المياه الضحلة، بما في ذلك استخدام القوارب الصغيرة.
وتُعد تلك الطرق بطيئة جداً مقارنة بالفحص في المياه الأكثر عمقاً. ويُتيح روبوت الفحص والمراقبة في المياه الضحلة المجال لفحص الأنابيب بطريقة آمنة وسريعة وأكثر فعالية، واستخدامه يقلّل كثيراً من الوقت والتكلفة نتيجة لعمليات الفحص في المياه الضحلة.
صمّم روبوت الفحص والمراقبة في المياه الضحلة، وطُور وجُرّب ميدانياً خلال أقل من سنتين ممّا أدّى إلى نشر استخدامه قبل الموعد المحدد بخمسة أشهر.
وحصل الروبوت على جائزة التميز في «أرامكو السعودية» أخيراً لدوره في تعزيز مركز الشركة والمملكة كرائدين في التقنيات الابتكارية. ونتج عن ابتكاره 11 براءة اختراع، وهو محميّ بسبع براءات اختراع.
تعتبر الألواح الشمسية مصدراً اقتصادياً ومستداماً ومتجدداً وموثوقاً للطاقة، لذا ينبغي أن تحظى بعناية وصيانة دورية مستمرة، إذ يمكن لتراكم الغبار على هذه الألواح أن يؤدي إلى تأثير كبير على كفاءتها.
يمكن لتراكم الغبار أن يؤدي إلى تخفيض الكفاءة بنسبة 2 في المائة أو أكثر أسبوعياً، ويمكن لعاصفة غبار أن تخفض فعالية الألواح الشمسية بنسبة 40 في المائة. لذلك ومن أجل تعظيم ربحية وإنتاجية محطة الطاقة الشمسية، من الضروري التقليل من تراكم الغبار والشوائب.
في إطار إيجاد حلول علمية لذلك، ابتكر فريق الأنظمة الذكية بـ«أرامكو السعودية» تقنية روبوتية لتخفيف كمية الغبار، وهي تقنية منخفضة التكلفة للتقليل من الأثر السلبي للغبار على إنتاجية الألواح الشمسية. بعد سنتين توصلت الأبحاث والتجارب على النماذج الأولية إلى حل يتمثل في تقنية آلية للتنظيف الجاف في مواعيد محددة أو عند الطلب.
هذه التقنية جاهزة حالياً لمساعدة الشركة والمملكة لجني الأرباح الكاملة من نشر استخدام الطاقة الشمسية على نطاقٍ واسعٍ في المنطقة من خلال تطبيق تقنية تخفيف آثار الغبار آلياً.
وأثبتت الأبحاث الرئيسة التي أُجريت خلال المشروع، أنّ التنظيف الجاف للألواح الشمسية باستخدام هذه التقنية، التي نتج عن ابتكارها تقديم أربع براءات اختراع لا تؤثر سلباً على أداء الألواح الشمسية.
نتيجةً لذلك صدرت نشرتان علميتان مؤثرتان من شأنهما مساعدة صناعة الطاقة الشمسية في أن تصبح أكثر كفاءة وفعالية في المناطق القاحلة بالسعودية.
قبل إجراء هذا البحث، كانت الألواح الشمسية تُنظّف يدوياً، وهو أمر مكلف ويؤدي إلى استخدام كميات كبيرة من المياه، ويمكن أن يلحق الضرر بها.
ثبت أن هذه التقنية تحافظ على أكثر من 99 في المائة من الأداء، ممّا نتج عنه زيادة في توليد الطاقة بنسبة 1 في المائة على الأقل أسبوعياً مقارنة بالتنظيف بالمياه المقطرة واستخدام الأيدي العاملة، ممّا يعني أن هناك زيادة مباشرة في إنتاج محطة الطاقة الشمسية بنسبة 1 في المائة من خلال التحوّل من الأسلوب الحالي إلى تقنيات تخفيف الغبار آلياً، وذلك يؤدي أيضاً إلى تخفيض تكلفة التشغيل.
نتج عن نجاح تقنية تخفيف الغبار آلياً، التقدم بطلب الحصول على أربع براءات اختراع، فيما تعمل شركة محلية حالياً على ترخيص هذه التقنية وتسويقها.


مقالات ذات صلة

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

علوم روبوتات أمنية في متاجر أميركية

روبوتات أمنية في متاجر أميركية

فوجئ زبائن متاجر «لويز» في فيلادلفيا بمشهدٍ غير متوقّع في مساحة ركن السيّارات الشهر الماضي، لروبوت بطول 1.5 متر، بيضاوي الشكل، يصدر أصواتاً غريبة وهو يتجوّل على الرصيف لتنفيذ مهمّته الأمنية. أطلق البعض عليه اسم «الروبوت النمّام» «snitchBOT». تشكّل روبوتات «كي 5» K5 المستقلة ذاتياً، الأمنية المخصصة للمساحات الخارجية، التي طوّرتها شركة «كنايت سكوب» الأمنية في وادي سيليكون، جزءاً من مشروع تجريبي «لتعزيز الأمن والسلامة في مواقعنا»، حسبما كشف لاري كوستيلّو، مدير التواصل المؤسساتي في «لويز».

يوميات الشرق «كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

«كلاب روبوتات» تنضم مرة أخرى لشرطة نيويورك

كشف مسؤولو مدينة نيويورك النقاب، أمس (الثلاثاء)، عن 3 أجهزة جديدة عالية التقنية تابعة للشرطة، بما في ذلك كلب «روبوت»، سبق أن وصفه منتقدون بأنه «مخيف» عندما انضم لأول مرة إلى مجموعة من قوات الشرطة قبل عامين ونصف عام، قبل الاستغناء عنه فيما بعد. ووفقاً لوكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فقد قال مفوض الشرطة كيشانت سيويل، خلال مؤتمر صحافي في «تايمز سكوير» حضره عمدة نيويورك إريك آدامز ومسؤولون آخرون، إنه بالإضافة إلى الكلب الروبوت الملقب بـ«ديغ دوغ Digidog»، فإن الأجهزة الجديدة تتضمن أيضاً جهاز تعقب «GPS» للسيارات المسروقة وروبوتاً أمنياً مخروطي الشكل. وقال العمدة إريك آدامز، وهو ديمقراطي وضابط شرطة سابق

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

دراسة: الأحكام الأخلاقية لـ«تشات جي بي تي» تؤثر على أفعال البشر

كشفت دراسة لباحثين من جامعة «إنغولشتات» التقنية بألمانيا، نشرت الخميس في دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، أن ردود الفعل البشرية على المعضلات الأخلاقية، يمكن أن تتأثر ببيانات مكتوبة بواسطة برنامج الدردشة الآلي للذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي». وسأل الفريق البحثي برئاسة سيباستيان كروغل، الأستاذ بكلية علوم الكومبيوتر بالجامعة، برنامج «تشات جي بي تي»، مرات عدة عما إذا كان من الصواب التضحية بحياة شخص واحد من أجل إنقاذ حياة خمسة آخرين، ووجدوا أن التطبيق أيد أحيانا التضحية بحياة واحد من أجل خمسة، وكان في أحيان أخرى ضدها، ولم يظهر انحيازاً محدداً تجاه هذا الموقف الأخلاقي. وطلب الباحثون بعد ذلك من 767 مشاركا

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

«غوغل» تطلق «بارد»... منافسها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي

سيتيح عملاق الإنترنت «غوغل» للمستخدمين الوصول إلى روبوت الدردشة بعد سنوات من التطوير الحذر، في استلحاق للظهور الأول لمنافستيها «أوبن إيه آي Open.A.I» و«مايكروسوفت Microsoft»، وفق تقرير نشرته اليوم صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. لأكثر من ثلاثة أشهر، راقب المسؤولون التنفيذيون في «غوغل» مشروعات في «مايكروسوفت» وشركة ناشئة في سان فرنسيسكو تسمى «أوبن إيه آي» تعمل على تأجيج خيال الجمهور بقدرات الذكاء الاصطناعي. لكن اليوم (الثلاثاء)، لم تعد «غوغل» على الهامش، عندما أصدرت روبوت محادثة يسمى «بارد إيه آي Bard.A.I»، وقال مسؤولون تنفيذيون في «غوغل» إن روبوت الدردشة سيكون متاحاً لعدد محدود من المستخدمين

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

الروبوتات قد تحسّن السلامة العقلية للبشر

كشفت دراسة حديثة عن أن الناس تربطهم علاقة شخصية أكثر بالروبوتات الشبيهة بالألعاب مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالبشر، حسب «سكاي نيوز». ووجد بحث أجراه فريق من جامعة كامبريدج أن الأشخاص الذين تفاعلوا مع الروبوتات التي تشبه الألعاب شعروا بتواصل أكبر مقارنةً بالروبوتات الشبيهة بالإنسان وأنه يمكن للروبوتات في مكان العمل تحسين الصحة العقلية فقط حال بدت صحيحة. وكان 26 موظفاً قد شاركوا في جلسات السلامة العقلية الأسبوعية التي يقودها الروبوت على مدار أربعة أسابيع. وفي حين تميزت الروبوتات بأصوات متطابقة وتعبيرات وجه ونصوص تستخدمها في أثناء الجلسات، فقد أثّر مظهرها الجسدي على كيفية تفاعل الناس معها ومدى فاع

«الشرق الأوسط» (لندن)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».