غياب نجوم مكرّمين عن حفل جائزة «موركس دور» في لبنان

الممثلة القديرة منى واصف أثناء تلقيها جائزتها التكريمية عن مجمل أعمالها الفنية
الممثلة القديرة منى واصف أثناء تلقيها جائزتها التكريمية عن مجمل أعمالها الفنية
TT

غياب نجوم مكرّمين عن حفل جائزة «موركس دور» في لبنان

الممثلة القديرة منى واصف أثناء تلقيها جائزتها التكريمية عن مجمل أعمالها الفنية
الممثلة القديرة منى واصف أثناء تلقيها جائزتها التكريمية عن مجمل أعمالها الفنية

في حفل راح يتابعه اللبنانيون عبر شاشة «إم تي في»، انطلقت وقائع جائزة «موركس دور» لعام 2017 في دورتها الـ18 التي استضافها مسرح «كازينو لبنان». وجرى هذا الاحتفال برعاية الرئيس سعد الحريري ممثلا بوزير الصحة غسان حاصباني، كما حضره وزيرا السياحة وشؤون المرأة أفيديس كيدانيان وجان أوغاسابيان.
ورغم انتظار المشاهد هذا الحدث سنويا لما يتضمن من إطلالات كثيفة لنجوم فن من لبنان والعالمين العربي والغربي، إلا أنه افتقد هذا العام «الضيف العالمي»، بعد أن اكتفى بتكريم المغني الفرنسي سيباستيان ايلشاتو والممثلة التركية سونغول أوزان. فالأول لا يعرفه كثير من اللبنانيين والثانية تعد بطلة مسلسلات تركية سابقة (اشتهرت في مسلسل نور) بالكاد يتذكر بعض المشاهدين نجوميتها. كما سجل الحدث هذه السنة غياب عدد من النجوم المكرمين. ومع أن بعض النقاد أطلق على الحفل هذا العام لقب «جائزة الهيبة» (إشارة إلى حصد مسلسل الهيبة أكبر عدد ممكن من الجوائز)، إلا أن بطل هذا العمل تيم حسن كان أول الغائبين عنه فلم يتسلم جائزته (أفضل ممثل عربي في الدراما اللبنانية العربية)، بل اكتفى القيمون على الحفل بتمرير تسجيل قصير ومصور له يشكر فيه الأخوين حلو (زاهي وفادي الحلو) منظمي ومؤسسي هذه الجائزة على لفتتهما تجاهه. وكان المسلسل المذكور قد حصد جائزة «أفضل مسلسل لبناني عربي» تسلمها منتجه صادق الصباح وأخرى تقديرية «أفضل مخرج عربي» لمخرجه سامر البرقاوي و«أفضل ممثل لبناني» لأحد أبطاله عبدو شاهين و«ممثل دراما لبنانية عربية» لتيم حسن و«أفضل ممثلة لبنانية» لنادين نسيب نجيم.
أما الفنان التونسي صابر الرباعي فقد حصل على جائزة أفضل أغنية مصورة فلم يحضر الحفل هو أيضا كما لم يعلن مقدما الحفل كارلا حداد ووسام بريدي أي تفسير حول الأمر. أما النجوم الباقون كوائل كفوري وشيرين عبد الوهاب والمخرج زياد الدويري ويعقوب شاهين فغيابهم جاء إما بسبب ارتباطهم بعمل خارج لبنان (وائل ودويري) أو لظروف قاهرة (وفاة والد شيرين).
أما المساحة التي خصصها هذا الحدث لتكريم نجوم من مراحل سابقة أمثال المغنية جورجيت صايغ والإعلامية جاندارك أبو زيد والممثلة أمال عفيش، فقد انعكست إيجابا على المشاهد الذي راح يعود بذاكرته إلى سنين خلت شكلت فيها تلك الأسماء نجومية كبيرة انطبعت في ذهنه فكان من الجدير تكريمها.
كمل لوحظ تخصيص جوائز لفئات فنية مختلفة اعتمدت على تكريم أصحاب المواهب الفنية الجديدة كالمغنية نانسي نصر الله ونجم «أراب أيدول» يعقوب شاهين وجورج نعمة (اشتهر في أغنية وبتتذكري) ومعن برغوث (صاحب أغنية هلا بالخميس).
وكالعادة شغلت أزياء الضيوف من لبنان والعالم العربي اهتمام المشاهد لا سيما أن غالبيتها حملت تواقيع مصممين لبنانيين عالميين أمثال زهير مراد ونيقولا جبران وايلي صعب وغيرهم. فيما بدت تصاميم فنانين آخرين خارجة عن المألوف ومبالغ فيها كفستان الممثلة السورية سوزان نجم الدين، التي رددت أكثر من مرة بأنها استوحته من عصر النهضة. وكان واضحا ذلك للمشاهد إذ جاء نافرا للعين وخارجا عن المألوف ولا يتناسب بتفاصيله مع موضة العصر الحالي ويتناسب أكثر مع حفلة تنكرية.
وجاءت إطلالات كل من نانسي عجرم (حصدت جائزة أفضل مطربة لبنانية وألبوم متميز لعام 2017) ونادين نسيب نجيم (أفضل ممثلة لبنانية) وناصيف زيتون (نجم الغناء العربي لعام 2017 وأفضل أغنية شارة مسلسل الهيبة «مجبور») وملحم زين (فاز بجائزتي نجم الغناء اللبناني وأفضل أغنية «الجرح اللي بعدو») على مستوى آمال اللبنانيين إن بأناقتهم اللافتة وإن بأعمالهم الفنية الراقية التي تستأهل هذا النوع من التكريم.
ومن الفنانين العرب الذين كرموا في هذه الحفلة المصريين أبو ويسرا عن أغنية «3 دقات» وظافر عابدين وهند صبري عن دورهما المؤثّر في مسلسل «حلاوة الدنيا»، وكذلك الممثلة السورية العريقة منى واصف (عن مشوارها التمثيلي وأحدث إنجازاتها الفنية في دورها في مسلسل «الهيبة»). ومن الشخصيات الفنية التي تم تكريمها أيضا في الدورة الـ18 لجائزة «موركس دور» الموسيقي إبراهيم معلوف (جائزة تكريمية) والمخرج زياد دويري عن «أفضل فيلم سينمائي قضية 23» وسمير حبشي عن جائزة «أفضل مخرج لبناني» (عن مسلسل الشقيقتان)، ورندة كعدة عن جائزة «أفضل ممثلة لبنانية في دور مساند» ومازن معضم عن «أفضل ممثل لبناني في دور أول» وبتي توتل «جائزة التميز المسرحي»و جوليان فرحات «جائزة ظاهرة العام والمغني زياد برجي كـ«أفضل فنان شامل». ومن الجزائر فاز مسلسل «الخوة» بجائزة تكريمية فيما نالت سهيلة بن لشهب جائزة «نجمة الغناء العربي».
في الدورة الـ18 لحفل «موركس دور» غاب الوهج الذي توّج حفلته العام الفائت، كما شهد تغييرات «آخر لحظة» في موضوع الشخصيات المفروض تسليمها الجوائز للمكرمين. ولوحظت الفوضى التي سادت عدداً من المواقف وأبرزها عند اعتلاء المدعوين المسرح إلى جانب منظمي الحفل زاهي وفادي حلو.
فجرى نوع من المعارك الطاحنة بين النساء اللاتي رحن يتدافعن للوقوف أمام الكاميرا. فيما يشهد للفنان ملحم زين اللياقة التي تمتع بها خلال الحفل فكان يصفق للجميع ويقف شاكرا كلمات الثناء التي طالته. كما كان الوحيد من بين النجوم المدعوين الذي بقي إلى حين انتهاء الحفل واختتامه مع أغنية «ميغينا» للمغني ساكو.


مقالات ذات صلة

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

عُرض «شرق 12» في السعودية والبرازيل وأستراليا والهند وشاهده جمهور واسع، ما تراه هالة القوصي غاية السينما، كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».