هرمون الذكورة... حلول علاجية لانخفاض مستوياته

خطة طموحة لإنشاء عيادات متخصصة «بصحة الرجل» في السعودية

هرمون الذكورة... حلول علاجية لانخفاض مستوياته
TT

هرمون الذكورة... حلول علاجية لانخفاض مستوياته

هرمون الذكورة... حلول علاجية لانخفاض مستوياته

يتعرض الرجل، في عالمنا العربي بشكل خاص، لضغوط نفسية وتحديات اجتماعية تجعله ينسى أو يتناسى الاهتمام بنفسه وصحته. ومن هذا المنطلق كانت الحاجة ملحة لوجود جمعية متخصصة بشؤون «صحة الرجل». وها هي قد أنشئت أخيراً وأطلق عليها «الجمعية السعودية لصحة الرجل»، وتضم كل التخصصات الصحية المعنية بصحة الرجل.
- صحة الرجل
كشف رئيس الجمعية السعودية لصحة الرجل، البروفسور صالح بن صالح استشاري جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم في كلية الطب والمستشفيات الجامعية - جامعة الملك سعود - عن خطة طموحة لإنشاء عيادات مختصة «بصحة الرجل»... من القلب والأوعية الدموية والصحة الجنسية والخصوبة إلى السكري والأعصاب، إضافة لرفع الوعي الصحي لدى الرجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومجلة مختصة بصحة الرجل.
وعقدت الجمعية اجتماعها الأول بمدينة الرياض في شهر فبراير (شباط) 2018، وكان الثاني بمدينة جدة في أول شهر أبريل (نيسان) الحالي 2018، وقد حضره عدد كبير من رواد الطب من داخل المملكة وخارجها، وكان على رأسهم البروفسور جون مولهول (John P. Mulhall، MD) أستاذ المسالك البولية والعقم بجامعة كورنيل في نيويورك، الذي يعمل أيضاً رئيساً لتحرير مجلة الصحة الجنسية («The Journal of Sexual Medicine «JSM)، وألقى محاضرة عن أهمية وجود جمعية متخصصة بصحة الرجل تعمل على تطوير وتحديث أساليب التشخيص والعلاج من جهة، وزيادة الوعي الصحي بأهمية الكشف المبكر عن أمراض الرجل من جهة أخرى.
- هرمون الذكورة
وأوضح البروفسور بن صالح أن صحة الرجل تعتمد بشكل عام على وجود نسبة طبيعية من الهرمونات بالجسم، ومن أهمها هرمون الذكورة (تيستوستيرون)، بما له من تأثيرات مباشرة على صحة الرجل الجنسية وتأثير في الرغبة والصحة العامة، وخصوصاً بعد سن الأربعين.
تشكل الخصيتان المصدر الرئيسي لهرمون الذكورة (تيستوستيرون)، ومن المعروف طبياً أن خصية الرجل الطبيعي تصنع من 6 إلى 7 ملغم من هرمون الذكورة يومياً. وتكمن أهمية هرمون الذكورة في تعدد وظائفه وتداخلها في معظم أجهزة الجسم، فمنها ما له علاقة بالصحة الإنجابية والجنسية وزيادة الرغبة والقدرة الجنسية، ومنها ما يساعد في بناء العضلات وتنظيم وظائف الكبد وزيادة كثافة العظام وتنظيم الدورة الدموية وتحسين الذاكرة.
ويحدث نقص تدريجي، فسيولوجياً، في مستوى هرمون الذكورة في الرجال الأصحاء، حيث ينخفض بنسبة 30 في المائة، ابتداء من سن 25 عاماً وحتى 75 عاماً تدريجياً. وبالإضافة للأسباب المتعلقة بالعمر، يوجد هناك كثير من الأسباب المرضية لنقص هرمون الذكورة، وهي إما أسباب خارجية كالتعرض للإشعاعات أو بعض العقاقير أو كدمات الخصية أو الحرارة العالية أو زيادة نشاط الغدة النخامية أو اضطرابات الغدة الدرقية أو زيادة إفراز هرمون الحليب (البرولاكتين) أو خلل شديد في وظائف الجسم، كما في حالات الفشل الكلوي أو الكبدي. إلا أن أكثر أسباب نقص هرمون الذكورة شيوعاً، الذي حظي باهتمام علمي شديد في الآونة الأخيرة هو التقدم في العمر. ومن المعروف أن هرمون الذكورة يبدأ في الزيادة في جسم الرجل عند مرحلة البلوغ، ويكون في أعلى مستوياته خلال الفترة العمرية ما بين 19 - 30 سنة، ثم يبدأ في التناقص تدريجياً بنسبة 1 - 2 في المائة سنوياً. ويبدأ كثير من الرجال ملاحظة أعراض هذه المشكلة بعد تخطي سن الخمسين عاماً، إلا أن الأعراض قد تبدأ قبل ذلك في نسبة قليلة منهم.
وقد وجدت دراسة كندية أجريت على عدة آلاف من الرجال، أن الأعراض تحدث في الرجال بنسبة 8 في المائة في الأربعينات من أعمارهم، و29 في المائة في الخمسينات، و44 في المائة في الستينات، و70 في المائة في السبعينات و1 في المائة في الثمانينات.
- الأعراض والتشخيص
> الأعراض. تتلخص أعراض المشكلة حسب أهميتها: ابتداء من ضعف الرغبة الجنسية، وضعف كفاءة العضو الذكري، وضعف القدرة العضلية والقدرة على بذل المجهود، والإحساس بالخمول، والإحساس بالاكتئاب وضعف الذاكرة وزيادة وزن الجسم وخصوصاً في منطقة البطن. تشخيص نقص الهرمون. وللمساعدة في تشخيص نقص هرمون الذكورة ومعرفة الأشخاص الذين تجب عليهم المبادرة بالاستشارة الطبية، يتم اتباع الآتي:
- أولاً: استبيان آدم ADAM، في حالة الإجابة بنعم عن السؤالين الأول والسابع أو أي 3 أسئلة أخرى، يجب على المريض المبادرة باستشارة الطبيب المتخصص. يتكون الاستبيان من 10 أسئلة، هي:
1. هل تعاني من ضعف في الرغبة الجنسية؟
2. هل تعاني من الخمول الجسدي؟
3. هل تعاني من ضعف القدرة العضلية بمرور الوقت؟
4. هل نقص طولك؟
5. هل لاحظت قلة استمتاعك بالحياة؟
6. هل تعاني من الحزن أو الاكتئاب؟
7. هل تعاني من ضعف في الانتصاب؟
8. هل لاحظت أخيراً قلة قدرتك على ممارسة الرياضة؟
9. هل تحتاج إلى النوم مباشرة بعد تناول الطعام؟
10. هل تحس في الفترة الأخيرة بضعف في الذاكرة أو القدرة على أداء عملك؟
- ثانياً: التحاليل المخبرية، الخاصة بقياس هرمون الذكورة أو التيستوستيرون، ويفضل عملها صباحاً من 8: 10 صباحاً، حيث يكون الهرمون في أعلى مستوياته، ويقاس مستوى الهرمون الحر في الدم في حالة وجود المستوى الكلي للهرمون عند الحدود الدنيا المقبولة لهذا الهرمون.
- ثالثاً: فحص البروستاتا: يجرى يدوياً، للتأكد من عدم وجود موانع لاستخدام العلاج الهرموني، وفي الوقت نفسه للاطمئنان على غدة البروستاتا نفسها.
- رابعاً: قياس مستوى إنزيم بي إس إيه (PSA) في الدم، خصوصاً بعد عمر 45، للتأكد من سلامة الغدة وخلوها من وجود أورام حميدة أو سرطانية، وهو ما يمنع استخدام العلاج التعويضي لهرمون الذكورة.
-- العلاج
< أولاً: العلاج التعويضي بهرمون الذكورة وله فوائد كثيرة، يمكن تلخيصها كالتالي:
> العظام: فوائد تدريجية لكتلة العظام وتقليل درجة هشاشة العظام وتقليل عملية ضمور العظام التي تحدث بصورة تدريجية مع تقدم السن.
> العضلات والقوة الجسمية: تحسن تدريجي مع تعويض النقص في هرمون الذكورة وتحسن التمثيل الغذائي وتقليل عملية الضمور التدريجي بعضلات وكتلة الجسم التي تحدث، عادة، مع الشيخوخة.
> الوظائف الجنسية والمزاجية: تحسن تدريجي في الرغبة الجنسية والإحساس بالمتعة واللذة الحسية مع زيادة تدريجية في معدل مرات ممارسة العلاقة الزوجية وسهولة الاستثارة الجنسية. وقد ثبت أيضاً حصول المريض على تحسن الذاكرة والتفكير والقدرة على الأداء العملي.
> القلب والأوعية الدموية: تحسن نسبي في مستوى الهرمونات بالدم وتأثيرات مختلفة في عوامل التجلط ودور إيجابي لتأثير الإنسولين على الأنسجة.
ولقد بينت بعض الدراسات الطبية الحديثة وجود علاقة بين نقص مستوى هرمون الذكورة في كبار السن وزيادة حدوث احتمالات أمراض شرايين القلب والذبحة الصدرية، كما أنه قد يكون مصحوباً بزيادة تدريجية في الدهون الثلاثية بما لها من مخاطر على القلب.
إن علاج هذه المشكلة سهل وميسور، طبياً، ويتم عن طريق تعويض الجزء الناقص من هرمون الذكورة، إما عن طريق حبوب أو دهان موضعي على الجلد، أو إبر، وأحدث الأدوية في هذا المجال هو عقار يعطى عن طريق الحقن ويتميز عن غيره من الأدوية بإعطاء مستوى ثابت لهرمون الذكورة في الدم ولمدة طويلة تزيد على الشهر.
إلا أنه ينبغي التأكيد أنه في حالة استخدام علاجات تعويضية لهرمون الذكورة، يجب أن تتم تحت إشراف طبي دقيق للحصول على أفضل النتائج وتلافي أي آثار جانبية لهذه الأدوية.

< ثانياً: العلاج الدوائي
أوضح البروفسور صالح بن صالح، أن أحدث العلاجات للضعف الجنسي يتم بالعقاقير وتعطى عن طريق الفم، وقد أحدثت ثورة في العلاج في العشرين سنة الأخيرة، وأن كل نوع من الأنواع المتاحة في الصيدليات له ميزاته. ويجب وصف كل نوع حسب حالة المريض نفسه. فمثلاً، نجد بعضاً من المرضى يناسبهم أخذ عقار «هيروكس 5 ملغم» يومياً بصفة منتظمة، بصرف النظر ما إذا كان هناك جماع أم لا! لأن هذا الأسلوب من العلاج من شأنه أن يحسن من الصحة الجنسية كثيراً عند الرجل، وتكون لديه القدرة على ممارسة العلاقة الحميمة في أي وقت يشاء، لأنه يحسن من وظيفة الجهاز التناسلي عند الرجل ويساعد في حماية القلب، وفي النهاية يهدف إلى تحسين العلاقة الزوجية والحفاظ على وظائف الجسم الحيوية، ويساعد في استقرار الأسرة والحياة الزوجية.
- تقييم ومتابعة
ومن الأهمية بمكان أن تتم المتابعة الطبية المتواصلة، اعتباراً من لحظة البدء في العلاج الفعلي، وذلك من أجل تقييم درجة الاستفادة ومقدارها. وهذا التقييم متعدد الجوانب، فمنه ما يشمل تقييم درجة الاستفادة والاطمئنان من عدم وجود أي أعراض جانبية تؤثر في حياة المريض وصحته، لأن الهدف الأول والرئيسي في إعطاء هذا العلاج هو جودة حياة المريض بإذن الله. وعليه، يوصى باستمرار المتابعة الطبية والتقييم خلال مراحل العلاج للحصول على الاستفادة المرجوة، ويتم ذلك بناءً على الإحساس الذاتي للمريض والناحية النفسية والمزاجية له، حيث يحدث تحسن ملحوظ في القدرات البدنية والذهنية ويقل الخمول والإرهاق والكسل ويزداد النشاط والحيوية والطموح. ويحدث أيضاً تحسن ملحوظ في الرغبة والقدرة الجنسية وزيادة تدريجية في عدد مرات المعاشرة، وقد يلاحظ المريض حدوث انتصاب أحياناً في فترات غير مخصصة لذلك، وكل هذه العلامات تعتبر نجاحاً للعلاج. وبالنسبة للناحية الجسدية، فيحدث تحسن تدريجي في حجم الجسم وزيادة في حجم العضلات وقوتها ونقص تدريجي في نسبة الدهون، وقد يحدث في بعض المرضى إعادة توزيع الدهون من أسفل البطن والأرداف والأفخاذ، مثل التوزيع النسائي إلى مناطق أخرى ذات طابع ذكورة.
وقد تحدث زيادة أيضاً في معدل نمو اللحية والشارب. وبالنسبة للأماكن الأخرى للجلد أو البشرة فقد يتحول الجلد من جاف إلى دهني بنسب متفاوتة. ويجب عدم إغفال دور المتابعة في المختبر عند تقييم الاستجابة للعلاج، حيث يجب إجراء التحاليل الطبية التالية، كل مريض على حسب حالته، وعلى حسب سنه، مثل:
> تحليل لمستوى هرمون الذكورة الكامل والحر.
> صورة دم كاملة.
> تحليل لوظائف الكبد.
> تحليل للكوليسترول والدهون الثلاثية.
> تحليل كتلة العظام واختبارات الهشاشة.
> تحليلات للبروستاتا والحويصلات المنوية، وهذه تشمل كمية السائل المنوي وفحصاً روتينياً للبروستاتا وإجراء دلالات البروستاتا أيضاً.

- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».