جريصاتي يطالب رئيسة المحكمة الدولية بتسريع المحاكمات

أثار معها سحب القرار الاتهامي بملفات حاوي وحمادة والمرّ

TT

جريصاتي يطالب رئيسة المحكمة الدولية بتسريع المحاكمات

طالب وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي المحكمة الدولية بالإسراع في عملها لما فيه مصلحة حقيقة معرفة من اغتال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
وقال جريصاتي بعد لقائه رئيسة المحكمة الخاصة بلبنان القاضية إيفانا هردليشكوفا ونائبها القاضي رالف رياشي بحضور وفد قضائي وإداري والمديرة العامة لوزارة العدل القاضية ميسم نويري: «تداولنا في شؤون المحكمة وأثرنا مع رئيستها مسألة شغور منصب مكتب رئيس الدفاع وضرورة تعيين البديل للسيد فرنسوا رو لما فيه مصلحة الدفاع، لا سيما في المرحلة المقبلة وهي مرحلة تقدم الدفاع بمرافعاته ودفاعاته أمام المحكمة».
وكشف جريصاتي عن أنه أثار «مسألتي الوقت الذي يستغرقه عمل المحكمة، وقيام المدعي العام بسحب القرار الاتهامي بالقضايا المتلازمة لإعادة النظر فيه، والمعروف أن القضايا المتلازمة هي ثلاث: اغتيال الشهيد جورج حاوي ومحاولتا اغتيال الوزير مروان حمادة والوزير السابق إلياس المر».
وكانت معلومات قد تحدثت عن تقديم المدعي العام لدى المحكمة نورمان فاريل، قراراً اتهامياً جديداً بالجرائم التي طالت حاوي وحمادة والمرّ، وتردد أن فاريل وجّه أصابع الاتهام لكوادر من «حزب الله»، أسوة بخمسة آخرين من الحزب يحاكمون غيابياً باغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري.
وأضاف وزير العدل اللبناني: «تكلمنا عن أهمية الوقت الذي هو من ذهب، وأن هذه المحكمة يجب أن تتقدم وأن يسود التناغم عملها، وهذا ما لا يبدو قائما حتى الآن، وذلك لما فيه مصلحة حقيقة معرفة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه لأن هذه هي المهمة الأساسية لهذه المحكمة وكل مهمة أخرى تضيع بوصلة المحكمة وتبعدها عن الهم الأساسي الذي هو معرفة هذه الحقيقة»، مشيراً إلى أن «الاجتماع كان مثمرا جدا، والتعاون قائم على أشده مع وزير العدل الذي هو ضابط الارتباط بشخصه بين الحكومة اللبنانية والمحكمة الخاصة». ورأى أن «زيارة رئيسة المحكمة مثمرة جدا وخصوصا أن شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران)، سيكونان زاخرين بالمرافعات والجلسات أقله في المرحلة الابتدائية».
ورداً على سؤال عن مطالبة وكلاء الدفاع عن أحد المتهمين بتنحي كل قضاة المحكمة، أجاب جريصاتي: «لقد بحثنا في هذا الموضوع أيضا فيما يختص بتنحي قضاة المحكمة الابتدائية، ومنهم القاضية اللبنانية ميشلين بريدي وقاضية أخرى، وبلغت أن رئيسة المحكمة عينت قضاة محايدين للنظر في طلب رد القضاة وسيصدر القرار قريباً».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.