مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز {مسك الخيرية} في برنامج قادة المستقبل في جامعة هارفارد

البرنامج الأول من نوعه في العالم ويتيح فرصة الدراسة الجامعية

مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز {مسك الخيرية} في برنامج قادة المستقبل في جامعة هارفارد
TT

مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز {مسك الخيرية} في برنامج قادة المستقبل في جامعة هارفارد

مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز {مسك الخيرية} في برنامج قادة المستقبل في جامعة هارفارد

منحت جامعة هارفارد الأميركية مقاعد لمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية «مسك الخيرية} لبرنامج تدريب صيفي متخصص في القيادة، ضمن إطار رؤية «مسك الخيرية} في استحداث الفرص لتنمية المجتمع وإطلاق طاقات أفراده، وتمكين الشباب السعودي من التعلم والتطوير والتقدّم.
وجاء ذلك ضمن اتفاقية بين مؤسسة «مسك الخيرية} وجامعة هارفارد، وخولت هذه الاتفاقية «مسك الخيرية} إجراء الاختبارات والمقابلة الشخصية والترشيح النهائي للبرنامج في جامعة هارفارد، وذلك لأول مرة خارج حرمها الجامعي.
ويعد برنامج إعداد قادة المستقبل الذي يستمر لمدة سبعة أسابيع، البرنامج الأول من نوعه على مستوى العالم، ويهدف إلى تبني النوابغ والبارزين من الطلاب وتأسيسهم تأسيسا علميا وأخلاقيا وعمليا ثم إعدادهم ليكونوا قادة المستقبل المنشود ثم متابعتهم حتى تتحقق آمالهم وطموحاتهم.
ويهدف البرنامج إلى تهيئة الطلاب للمرحلة الجامعية، من خلال إتاحة الفرصة للطلاب في بيئة جامعية راقية، والمعيشة في جو أكاديمي عالمي رفيع، وتوسيع مداركهم والارتقاء بعلاقاتهم وفتح آفاق القبول لهم في جامعة هارفارد والجامعات الأميركية بشكل عام، الذي يتماشى بدرجة كبيرة مع رسالة مؤسسة «مسك الخيرية} المتمثلة في تمكين المجتمع من التعلم والتطوير والتقدم في مجالات الأعمال والمجالات الأدبية والثقافية والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية.
وستمنح «مسك الخيرية} المقاعد المتاحة في هذه الاتفاقية إلى مدارس الرياض، من أجل إتاحة الفرصة لطلابها بالاستفادة من هذا البرنامج العالمي، إذ يعد تجربة فريدة وفرصة نوعية لشباب وشابات الوطن، يمكنهم من خلالها تحقيق آمالهم وطموحاتهم في خدمة وطنهم ومجتمعهم.
ويتميز برنامج إعداد قادة المستقبل بالتعرف عن قرب على جامعة هارفارد إحدى أفضل الجامعات في العالم، والتخصصات المتاحة فيها والمفاضلة بينها واختيار المناسب منها، ودراسة مقررين جامعيين اختياريين مع الطلاب المنتظمين في جامعة هارفارد، كما يمكن البرنامج الطلاب من المشاركة في عدد كبير من الدورات وورش العمل والأنشطة اللاصفية مع الطلاب المنتظمين في جامعة هارفارد، ويتيح لهم إقامة علاقات نوعية عالية من نخبة من الطلاب المميزين حول العالم من أكثر من خمسين ولاية وأكثر من خمسين دولة.
وأبدى الدكتور هنت لانبرت عميد أكبر كلية في جامعة هارفارد، ارتياحه الشديد للتعاون مع {مسك الخيرية}، متطلعا إلى تعاون أكبر يشمل الشرق الأوسط بأكمله خلال الفترة المقبلة.
من جانبها عبرت الدكتورة ساندرا ناداف، عميدة البرامج الصيفية بجامعة هارفارد، عن سعادتها بعد اطلاعها على رؤية {مسك الخيرية» ورسالتها نحو تأهيل الشباب السعودي لأفضل البرامج التدريبية في العالم، مؤكدة إعجابها الكبير بما رأته من وجود مؤسسات غير ربحية تهتم بالقيادات الشابة وترعاها في منطقة الشرق الأوسط.
وأبدى الدكتور ويليم هالنقر، المشرف على البرنامج المشترك بين {مسك الخيرية} وهارفارد، سعادته بالاتفاقية مع «مسك الخيرية} وإقامة هذا البرنامج، مشيرا إلى أنه سيكون في استقبال الطلبة المشاركين، وسيتولى الإشراف على جميع الأنشطة والفعاليات الخاصة بهذا البرنامج، آملا بمخرجات إيجابية تنعكس على الطلاب أنفسهم.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».