الفنان التشكيلي المغربي عبد الرحيم عقبي يعرض في مراكش «نظرات من الكارثة»

لوحاته تشكل ثالوثا يدعى «عائلة النظر»

الفنان التشكيلي عبد الرحيم عقبي في صالة العرض «ماتيس» بمراكش («الشرق الأوسط»)
الفنان التشكيلي عبد الرحيم عقبي في صالة العرض «ماتيس» بمراكش («الشرق الأوسط»)
TT

الفنان التشكيلي المغربي عبد الرحيم عقبي يعرض في مراكش «نظرات من الكارثة»

الفنان التشكيلي عبد الرحيم عقبي في صالة العرض «ماتيس» بمراكش («الشرق الأوسط»)
الفنان التشكيلي عبد الرحيم عقبي في صالة العرض «ماتيس» بمراكش («الشرق الأوسط»)

استغرق الأمر ساعة أو ساعتين من تبادل النظرات في صمت، لكن في النهاية يظل مهما أن نتكلم، تجربة العزلة تضع الفنان عبد الرحيم عقبي في مواجهة لوحاته، تلك المعلقة على جدران صالة العرض «ماتيس» في مراكش، التي سيمتد عرضها إلى غاية 30 يونيو (حزيران) الحالي.
يحدثنا عقبي عبر موضوع «النظرة» الحاضر في أعماله عن مختلف النظرات، انطلاقا من تلك الأكثر ثباتا إلى تلك التي تتحول بمقدار الحلاوة الممكن، بيد أنه يحدثنا عن أمه، التي يقول إنها ما زالت على قيد الحياة، وخيانة الحب العميق الذي يحمله لها، تلك الخيانة غير القابلة للشفاء، ورغبته السرية والمخجلة إلى حد ما في الموت معها باليوم نفسه.
وجدير بالذكر أن ما يهم أكثر في لوحات عقبي هو أن الحوار ممكن بالنظرات، حيث يتشكل ثالوث بين الرسام والشخصيات المرسومة على لوحاته، وكذا المشاهدين، يدعى «عائلة النظر» التي تحضر دائما برسومات الفنان في ورشته، الأمر الذي يضعه في مواجهة رهان الوجود.
ومن جهة ثانية، تندرج الكارثة في سياق الفكر والمفهوم وليست مجرد حوادث، إذ تأسست على مبدأ الاصطدام أو المواجهة الحقيقية، وكذا التثمين الذي يقوم على حدود نموذج، عالم وخطاب، الرسم يعني الذهاب إلى سيرورة العالم، إنها جزء من الفوضى التي تحدث خلال محاولة تنظيم العالم، وهو الأمر الذي يظهر من خلال الألوان واللوحات نفسها.
وفي هذا السياق، يشدد فرانسيس بيكون على القول: «قبل أن تشرع في الرسم، هناك أشياء حدثت بالفعل»، حيث يقحم الرسم فضاء الكارثة في القماش، لكي يكون قادرا على تخليص اللوحة مما يثقلها قبل الشروع في الرسم، إذ يعتقد «بيكون» أن الأسوأ موجود هناك سلفا قبل أن يبدأ الرسم، مؤكدا أن الأسوأ سيكون من «الكليشيهات»، وأن الأمور الجيدة كتأثير الديكور والجمال والجانب المغري، تمكن من تجنب الكارثة، وهو الأمر الذي ينهجه الفنان عقبي إلى جانب «باكون»، يمر عبر الكارثة لأنه يعلم إذا لم يذهب من خلال ذلك، ستجري إدانته برسم «الكليشيهات» فقط.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.