مشاركة عربية مكثفة في تظاهرة 24 ساعة مسرح دون انقطاع بتونس

مسرحية خوف للجعايبي في الافتتاح
مسرحية خوف للجعايبي في الافتتاح
TT

مشاركة عربية مكثفة في تظاهرة 24 ساعة مسرح دون انقطاع بتونس

مسرحية خوف للجعايبي في الافتتاح
مسرحية خوف للجعايبي في الافتتاح

دارت تظاهرة 24 ساعة مسرح من دون انقطاع في دورتها 17، في فضاء المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدينة الكاف التونسية (160كلم شمال غربي العاصمة التونسية)، في أجواء احتفالية على الرغم من برودة طقس هذه المدينة ذات الطابع الجبلي، وعرفت مشاركة عدد مهم من المسرحيين العرب القادمين إلى تونس من ليبيا والجزائر والمغرب ومصر وفلسطين والعراق علاوة على مشاركة السنغال وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا.
وانطلقت التظاهرة بعرض مسرحية «خوف» للمسرحي التونسي الفاضل الجعايبي وبُرمجت مجموعة من المسرحيات الأخرى على غرار «ثلاثين وأنا حاير فيك» لتوفيق الجبالي و«إرهابي غير ربع» لرؤوف بن يغلان و«الأجنة» لعاطف بن حسين، وقد شاركت فلسطين لأول مرّة في هذا الحدث الثقافي.
ساهم الدكتور أحسن الثليلاني من الجزائر والدكتور كمال العابد والدكتور محمد الهادي الفرحاني وكلاهما من تونس، في إدارة الحوار ضمن ندوة «المسرح العربي والواقع: جدلية النسخ والفسخ»، وطرحوا عدداً من الأسئلة قصد البحث والتحليل والنقاش على غرار: هل ما زال مصطلح المحاكاة أداة إنشاء للنصوص الدرامية، وأي مستقبل للفعل الدرامي في غياب المحاكاة أو تقلّصها؟ وأيّة خصائص ستتّسم بها الشخصيّات المتنصلة عن المرجع؟ وهل أصبح الواقع أرضيّة تتحرك فوقها شخوص تصدر القتل والموت، وإلى أين تتجه إنشائيات الدراما في المسرح العربي؟
كما بحث المسرحيون العرب ضمن ندوة علمية موضوع «الهياكل المسرحية المحترفة: إشكالات الهيكلة وتطلّعات القانون».
كما نظّم مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف باقة من التربصات التكوينية تحت إشراف مختصين من تونس والخارج على غرار ورشة المسرحي الفرنسي «دومينيك روبو» حول «الرقص والأغنية الفولكلورية». كما انتظمت ورشة تحت شعار «موليير اليوم» تحت إشراف أعضاء الفرقة المسرحية لمدينة بيليني الفرنسية، أمّا الورشة الثالثة فكان موضوعها «الجسد والفضاء المتوسطي».
وبشأن هذه التظاهرة المختلفة عن بقية التظاهرات الثقافية، قال عماد المديوني مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف، إنّ تظاهرة هذه السنة محطة مميزة بكل المقاييس الإبداعية والجمالية والفكرية وذلك بالنظر إلى جودة الأعمال المقترحة وإلى العدد الهائل من العروض المسرحية العربية المبرمجة طيلة فترة المهرجان التي انطلقت يوم 23 مارس (آذار) الحالي وتتواصل لغاية 28 من الشهر نفسه.
وأضاف المديوني أنّ 51 عرضاً فنياً وفرجوياً ستقدمه مختلف الفرق المسرحية العربية والأجنبية المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية. وشهدت مشاركة أجنبية قياسية هذه السنة من خلال برمجة 13 عرضا دوليا من مجموع 10 دول أجنبية.


مقالات ذات صلة

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.