الكويت تنظم مؤتمراً عالمياً للمالية الإسلامية في مايو

TT

الكويت تنظم مؤتمراً عالمياً للمالية الإسلامية في مايو

أعلن بنك الكويت المركزي ومجلس الخدمات المالية الإسلامية عقدَ مؤتمر عالمي حول المالية الإسلامية في الثاني من مايو (أيار) المقبل في دولة الكويت.
وقال البنك في بيان، إن هذا المؤتمر يأتي استمراراً للنجاح الذي حققه مؤتمر المالية الإسلامية الأول الذي أقيم في دولة الكويت تحت عنوان «المالية الإسلامية، تلبية الطموحات العالمية» في11 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، بتنظيم مشترك مع صندوق النقد الدولي.
وتأتي دورة هذا العام لتركز على الأهمية المتزايدة لشمولية الصناعة المالية الإسلامية، وسيسلط المؤتمر الضوء على الدور الذي يمكن أن تقوم به في الإطار الأوسع لبرامج التنمية الوطنية، ويتوقع أن يستقطب المؤتمر نخبة من المختصين وصناع القرار، على مستوى الوزراء ومحافظي البنوك المركزية ورؤساء الهيئات الرقابية والإشرافية ووكالات التصنيف الائتماني العالمية، علاوة على عدد من المنظمات وهيئات المعايير الدولية، بالإضافة إلى مؤسسات مالية إسلامية وتقليدية، ونخبة من المديرين التنفيذيين من القطاعين العام والخاص، والأكاديميين والعلماء، فضلا عن المهتمين وذوي الشأن من المؤسسات المالية الإسلامية القيادية، ليكون هذا المؤتمر من بين الأكبر على صعيد الصناعة المالية الإسلامية.
وفي هذا الصدد، صرح محافظ بنك الكويت المركزي، رئيس المجلس الأعلى للخدمات المالية الإسلامية الدكتور محمد يوسف الهاشل قائلاً: «يسعدنا في بنك الكويت المركزي أن ننظم هذا المؤتمر العالمي رفيع المستوى حول الصناعة المالية الإسلامية، الذي يأتي انعقاده في أنسب وقت من مسيرة تطور هذه الصناعة، ويلقي الضوء على دورها في الإطار العام للتنمية الاقتصادية للدول، ويشجع على مزيد من التعاون الدولي في هذا الشأن. ونعتقد أن المالية الإسلامية مشروع ذو قيمة عالمية يمكنها أن تقود إلى نمو مستدام وشمولي يعود بالنفع على الجميع». وأضاف أن «المواضيع التي ستتم مناقشتها في المؤتمر ستؤول إلى توصيات قابلة للتطبيق، يمكنها إذا تم تبنيها بشكل جمعي أن تفضي إلى مزيد من التطور في الصناعة المالية الإسلامية على المستوى العالمي».
واستطرد الهاشل أن «الكويت شكلت الانطلاقة الأساسية لهذه الصناعة قبل أكثر من أربعة عقود، وساهمت في تعزيز حضورها في العالم، ونسعى اليوم من خلال هذا المؤتمر إلى استكمال تلك الجهود ورعاية هذه الصناعة التي لا تزال في مرحلة تستدعي من الجميع العناية بها واستمرار التطوير لتواكب الصناعة المالية التقليدية المتطورة». وتتمحور مواضيع المؤتمر حول دور الصناعة المالية الإسلامية في تعزيز الاستراتيجيات الحكومية لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، كما تستعرض الحلول التي من شأنها بناء نظام رقابي متين، وتبين كيف يمكن للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية أن تنطلق في خضم التطورات التقنية، وتتناول مستقبل الصناعة المالية الإسلامية، وكيف لها أن تصل إلى أعلى درجات نموها بناءً على أسس قوية وراسخة.
وفي السياق ذاته، ثمّن الدكتور بيلو لاوال دانباتا الأمين العام لمجلس الخدمات المالية الإسلامية التعاون البناء مع بنك الكويت المركزي، وعبّر عن شكره لاستضافة الاجتماعات السنوية لمجلس الخدمات المالية الإسلامية لعام 2018، وأضاف: «يهدف المؤتمر بمشاركة أعضاء مجلس الخدمات المالية الإسلامية إلى إطلاق نقاشات تستعرض طيفاً واسعاً من الآراء والخبرات القادمة من الأسواق المالية الإسلامية، سواء الجديدة منها أو الناشئة أو المتقدمة، وسوف تساهم مشاركة المؤسسات الدولية والهيئات الرقابية وبنوك التنمية في إثراء نقاشات المؤتمر وأعماله».
ويذكر أن الاجتماعات السنوية لمجلس الخدمات المالية الإسلامية لعام 2018 سوف تعقد في الكويت في الفترة من 1 وحتى 3 من مايو بالتوازي مع المؤتمر، كما يستضيف بنك الكويت المركزي ورش العمل والجلسات التي تهدف إلى تعزيز التواصل بين الأعضاء وأقطاب الصناعة المالية الإسلامية إضافة إلى اجتماعات الجمعية العامة والمجلس الأعلى.


مقالات ذات صلة

دخل الاستثمارات والعمليات يدفع البنوك السعودية لتحقيق أعلى أرباح ربعية في تاريخها

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض توجد بها مقار رئيسية لأكبر البنوك (رويترز)

دخل الاستثمارات والعمليات يدفع البنوك السعودية لتحقيق أعلى أرباح ربعية في تاريخها

واصلت البنوك السعودية تسجيل مستويات قياسية جديدة خلال الربع الثالث من 2024 بعد أن نما صافي أرباحها بنسبة 13.49 في المائة عن الربع المماثل.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد أحد فروع "مصرف الراجحي" (الموقع الإلكتروني للمصرف)

«الراجحي» السعودي يسجل أعلى أرباح فصلية على الإطلاق

قفزت أرباح «مصرف الراجحي» السعودي خلال الربع الثالث من العام بنسبة 22.8 % على أساس سنوي، لتبلغ 5.1 مليار ريال، مسجّلة أعلى أرباح فصلية على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منظر جوي للكويت جرى التقاطه بطائرة دون طيار (رويترز)

«الخليج» و«بوبيان» الكويتيان يوقّعان مذكرة تفاهم بشأن اندماج مقترح

وقّع بنك بوبيان الكويتي مع نظيره بنك الخليج مذكرة تفاهم وسرية معلومات بشأن مشروع الاندماج المقترح فيما بينهما لتكوين كيان مصرفي متوافق مع الشريعة الإسلامية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد منظر جوي للكويت جرى التقاطه بطائرة دون طيار (رويترز)

«الخليج» و«بوبيان» الكويتيان يدرسان الاندماج لتكوين كيان مصرفي بأكثر من 50 مليار دولار

وافق مجلسا إدارتي «بنك الخليج» و«بنك بوبيان» الكويتيين على مقترح لدراسة الاندماج فيما بينهما، وتكوين كيان مصرفي متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد منظر جوي يظهر مدينة الكويت (رويترز)

نمو أرباح أكبر مصرفين كويتيين خلال الربع الثاني

حقق أكبر مصرفين كويتيين من حيث الأصول وهما بيت التمويل الكويتي (بيتك)، و«بنك الكويت الدولي» أرباحاً بلغ مجموعها 602.6 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.