سلطان بن سلمان: سنوظف التقنيات المستجدة لإحداث نقلة لتأهيل المعوقين

انطلاق المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل برعاية خادم الحرمين مطلع أبريل

الأمير سلطان بن سلمان («الشرق الأوسط»)
الأمير سلطان بن سلمان («الشرق الأوسط»)
TT

سلطان بن سلمان: سنوظف التقنيات المستجدة لإحداث نقلة لتأهيل المعوقين

الأمير سلطان بن سلمان («الشرق الأوسط»)
الأمير سلطان بن سلمان («الشرق الأوسط»)

أكد الأمير سلطان بن سلمان، رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، أن بلاده تعتزم إحداث نقلة نوعية في التعامل مع التقنيات المستجدة في مختلف مجالات العلاج والتعليم والتأهيل للمعوقين، منوها بأن المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل، الذي ينظمه المركز برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال يومي 1و 2 أبريل (نيسان) المقبل، بالرياض، سخّر جميع إمكاناته لخروجه بالصيغة التي تليق بمكانة المملكة.
وقال الأمير سلطان رئيس اللجنة الإشرافية العليا، للمؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل إن «هذا المؤتمر، يعد واجهة لإظهار الجهود السعودية في خدمة قضية الإعاقة والمعوقين»، مشيرا إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين، للمؤتمر تبرز أهمية تبني السعودية للدور الريادي نحو العناية برفع مستويات البحوث العلمية وتطبيقاتها في جميع المؤسسات العلمية والتعليمية واهتمامها.
وأوضح أن هذه الجهود، ستساهم في دعم وتطوير الخدمات المقدمة للمعوقين في السعودية من جهة، بجانب تفعيل ثقافة البحث العلمي من جهة أخرى، ما يحتم على المركز تقديم أفضل ما يخدم أصحاب القضية الذين ينتظرون ما سيحدثه هذا المؤتمر من إضافة لتحقيق رؤاهم وتطلعاتهم وفق «رؤية 2030».
من ناحيته، أكد الدكتور عبد الرحمن السويلم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، أن المؤتمر يتسق مع رؤية تفعيل دور البحث العلمي في جميع مجالات الحياة. وقال السويلم: «نلمس جميعا جهود الدولة في مساندة كل ما فيه خير للوطن والمواطن ويزداد هذا الدعم والاهتمام عندما يمس فئة ذوي الإعاقة»، مشيرا إلى أن البرنامج يدعم أكثر من 3 ملايين مواطن، بما يعادل نسبة 10 في المائة من السكان، من ذوي الإعاقة وكبار السن.
من جهته، كشف الدكتور سلطان السديري رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر عن تفاصيل البرنامج العلمي لفعاليات المؤتمر الذي يتضمن 4 محاور و6 جلسات رئيسية، و6 ورشات عمل متخصصة وورشة لعرض التوصيات الختامية، يشارك فيها خبراء ومسؤولون من القطاع الحكومي والخاص ومختصون من خارج البلاد. وقال السديري: «من بين المشاركين في المؤتمر الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، والدكتورة علياء بنت حميد القاسمي، والدكتور ناصر بن علي الموسى، والدكتورة فيرا لوكسنر، والدكتور فوزان الكريع، والدكتور كريستوفر داوني، والدكتور جون كاستيل، والدكتور جوزيف ريزو، والدكتورة أنجيلا ستيوارت».
وستغطي الجلسات الرئيسية للمؤتمر القوانين والتشريعات، والوصول الشامل، واستراتيجيات التوحد، والتأهيل العصبي، والطبي، والعلاجي، والتواصل والقوانين، والتكنولوجيا المساعدة في التعليم، والتعليم والتعلم، والجودة في التعليم، والصم وضعاف السمع، والتكنولوجيا المساندة.
وتتضمن ورشات العمل تخصيص ورشة برئاسة الأمير الدكتور تركي بن سعود عن مستجدات تطبيق الوصول الشامل وتقديم جهود الجهات لتنفيذ البرنامج، التي تشتمل على التوعية والتدريب، وضمان الجودة والتقييم، وتحديات تطبيق البرنامج وحلولها، والتحديثات الدورية للمعايير والآليات الخاصة بكل جهة لتنفيذ البرنامج.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».