«بروكلي ماركت» حاضن المنتجات المحلية

سوق مأكولات لندني يشجع المزارعين

«بروكلي ماركت» حاضن المنتجات المحلية
TT

«بروكلي ماركت» حاضن المنتجات المحلية

«بروكلي ماركت» حاضن المنتجات المحلية

الطعام وعالمه جزء لا يتجزأ من حياة مدينة لندن الضخمة والعريقة، ولكن الطعام فيها لا يقتصر على آلاف المطاعم الهامة والفاخرة والشعبية التي تعكس تركيبتها وفسيفسائها البشرية والإثنية، بل على طعام الشارع أيضا وأسواقه في كل المناطق من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. وتعكس هذه الأسواق أيضا عالم المنتجات المحلية وعالم المآكل البريطانية التقليدية والمآكل الأجنبية القادمة من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا نفسها. وكما هو الحال هناك أسواق رئيسية وهناك أسواق صغيرة يقصدها الناس من كل حدب وصوب. ومن هذه الأسواق، سوق بروكلي - Brockley Market الذي فاز بجوائز عدة خلال الأربعين سنة من حياته المزدحمة.
وعلى رأس هذه الجوائز جوائز التايم آوت - Time Out للسنوات 2014 - 2015 – 2016، كما فاز السوق بجائزة أفضل المتاجر الحضرية لعام 2014 في لندن. كما يعتبر من أسواق الطعام الشعبية الهامة في نظر البي بي سي.
يقع السوق في موقف سيارات لوشيم كوليدج في منطقة سان جونز في جنوب لندن. يوصف السوق عادة بأنه من الأسواق الودية ومكانا رائعا للتبضع والتي يمكن للفرد التبضع فيه الكثير من الأنواع والأطعمة ذات الجودة العالية. وعادة ما يتم التركيز في السوق الذي يفتح كل يوم سبت بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الثانية بعد الظهر، على الأطعمة الموسمية المنتجة محليا، أكان ذلك وجبة للغذاء أم بعض الخضار والفاكهة الطازجة أو المعجنات والخبز وشتى أنواع الكعك. ويعرف السوق بأنه من داعمي المزارع المحلية للأطعمة والغذاء في بريطانيا.
وهناك كما هو الحال في العديد من أسواق طعام الشارع الشعبية، الكثير من الأسماء التجارية الهامة والمرموقة والمعروفة مثل «جاكوبز لادر» الذي يقدم أنواع اللحوم العضوية، و«فوسيه ميدو» التي تقدم شتى أنواع الطيور و«ويلد كنتري أورغانيكز» التي تقدم شتى أنواع الخضار العضوية، والكثير من الأطعمة الأجنبية وعلى رأسها لائحة طويلة من أنواع الجبنة الإسبانية الممتازة.
ومن البسطات المعروفة، بسطة «مايك وأولي» - Mike & Ollie التي تقدم سندوتشات بالخبز العربي أو خبز البيتا، وفليشموب - Fleischmob التي تقدم الأطعمة النمساوية وعلى رأسها أشهر الأطباق الـ«شنيتزل» (شرائح من اللحم أو الدجاج من دون عظم مغطاة بمطحون الكعك - مقلية). كما تقدم «ماثرزفليبر» - Mother Flipper. من فطائر لذيذة من فطائر اللحوم المختلفة وبشكل أساسي سندوتشات البرغر المختلفة والطيبة.
وهذا بعض من تعليقات الزبائن على السوق كما وردت في موقع «تريب أدفايزر - tripadvisor» المعروف عالميا:
«توقفنا هنا لفترة وجيزة فقط يوم سبت بارد جدا. كنا محظوظين جدا للعثور على مواقف للسيارات في الشارع على نفس الطريق. هناك مجموعة جيدة من الطعام، ما يناسب كل فرد. كانت هناك مواقف بيع اللحوم والجبن والبيض الاسكوتلندي والجعة والمعكرونة. وهناك عربات بيع الطعام الساخن مثل البرغر الذواقة والبيتزا. للسوق جو حيوي وجميل وهناك الكثير من المقاعد للجلوس والاستمتاع بالطعام».
أما آخر فيركز على المنتجات الطازجة قائلا: «لا تأت إلى هنا لامتصاص جو الشارع بل لالتقاط المنتجات الطازجة من جميع الأنواع من الأكشاك ويمكن أيضا شراء الطعام الساخن من واحدة من الشاحنات الصغيرة - إنها مصطفة بدقة بجانب بعضها البعض....».
وآخرين أكثر اهتماما بالأسعار: «سوق رائع ولكن مكلف وهذا هو السبب في أنني أعطيته فقط 4 نجوم. هناك خيارات ممتازة من اللحوم الطازجة والخضراوات وبعض المواد الغذائية المطبوخة. هناك الكثير من الأغذية العضوية مما يفسر ارتفاع الأسعار. كانت كعكة التوت وشريحة التفاح لذيذتين جدا..».


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.