دعوات توحيد حزب «المؤتمر» تثير حفيظة قيادات في «جناح صنعاء»

TT

دعوات توحيد حزب «المؤتمر» تثير حفيظة قيادات في «جناح صنعاء»

أثار الحديث المتداول أخيراً من قبل الأطراف والقوى اليمنية عن ضرورة توحيد حزب «المؤتمر الشعبي» حفيظة قيادات الحزب في «جناح صنعاء» الذي كان يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حتى مقتله في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على يد الميليشيات الحوثية.
وقال القيادي في الحزب ووزير الخارجية الأسبق إبان حكم صالح، أبو بكر القربي في تغريدات على «تويتر»، إن «المؤتمر لا يزال موحداً بكوادره الوطنية ومعظم قياداته في الداخل والخارج»، مشدداً على أن الحزب «سيظل متمسكاً بثوابته ومتصدياً لمخطط تقسيمه تحت اسم توحيده»، على حد قوله.
وأشار القربي الموجود خارج اليمن منذ نحو 3 سنوات، إلى أن الحزب «منفتح للحوار مع كل الأطراف لتحقيق السلام». وتابع في إحدى تغريداته بالقول: «المؤتمر سيظل مرحباً بكل مؤتمري ملتزم بميثاقه ولوائحه وقيادته في الداخل وبحريته في اتخاذ قراره السياسي».
وتزامنت تغريدات القربي مع منشور على «فيسبوك» للقيادي في «جناح صنعاء» - الذي بات ينظر إليه خصومه على أنه النسخة الحوثية من «المؤتمر» - حسين حازب، استغرب فيه الحديث عن جهود توحيد الحزب، مؤكداً «أنه موحد» ولا وجود لأي انقسامات فيه.
ويبدو أن قادة الحزب (جناح صنعاء) ما زالوا يتجاهلون ما بات معروفاً بالضرورة عن وجود جناح آخر لـ«المؤتمر» يوالي الرئيس عبد ربه منصور هادي ويؤيد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، التي تحظى بدعم دول التحالف الساعي إلى إعادة الشرعية وإنهاء انقلاب الحوثي.
وكان آخر المتحدثين الذين أثاروا مسألة توحيد الحزب ولملمة أجنحته التي باتت مرشحة إلى التشظي بعد مقتل صالح إلى أكثر من نسخة تدعي جميعها أنها «المؤتمر الشعبي»، هو رئيس الحكومة اليمنية والقيادي البارز في الجناح «المؤتمري» المؤيد للشرعية أحمد عبيد بن دغر، وذلك خلال تصريحات أطلقها خلال زيارته العلاجية المستمرة إلى القاهرة.
وتحدث بن دغر عن جهود حثيثة قال إنها تسعى لتوحيد الحزب الذي كان أسسه الرئيس السابق قبل 35 عاماً وترأسه حتى مقتله، كما كشف أن المساعي تشمل ضم أولاد صالح إلى قوام الحزب الموحد، واختيار قيادة جديدة له يختارها أعضاء وقيادات الحزب (اللجنة الدائمة)، لكنه لم يكشف عن موعد هذا الانعقاد.
من جهته، اعتبر محافظ عدن السابق، ورئيس ما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي» عيدروس الزبيدي، أن عملية توحيد الحزب ستكون عاملاً أساسياً في هزيمة الحوثيين، ودعا الزبيدي في تغريدة على «تويتر»، التحالف، إلى تبني هذه المهمة.
وقال إن «توحد حزب المؤتمر أصبح من أهم عوامل هزيمة ميليشيات الحوثي، ويجب على التحالف أن يعمل على توحيد حزب المؤتمر».
وكان عدد من قادة الحزب في صنعاء كلفوا بعد نحو شهرين من مقتل الرئيس السابق، صادق أمين أبو راس رئيساً للحزب خلفاً له، في اجتماع انعقد تحت حماية الحوثيين، ولم يستوفِ النصاب القانوني، بحسب ما يقوله قادة الجناح الآخر المؤيد للشرعية.
ويتهم ناشطون في الحزب «نسخة صنعاء» الحالية بأنها تعبر عن إرادة الحوثي وسطوته وليس عن قواعد الحزب التي تريد الانتقام من قتلة رئيس حزبهم. وهو الأمر الذي جعل كثيراً من القيادات الموالية لصالح بعد مقتله، تهاجر إلى جناح الشرعية.
في حين يقف طرف ثالث من هذه القيادات في المنتصف في انتظار أن تؤدي مساعيهم إلى إعادة تشكيل قيادة الحزب برئاسة أحمد علي صالح، النجل الأكبر للرئيس السابق، والموجود حالياً في دولة الإمارات العربية، تحت طائلة العقوبات الأممية التي حظرت عليه السفر وجمدت أمواله.
وكانت الجماعة الحوثية قتلت صالح مع عدد من أنصاره وقادة حزبه في ديسمبر الماضي، ونكلت بأقاربه وصادرت أموالهم وممتلكاتهم، وذلك بعد أن أعلن في آخر خطاباته، فض الشراكة مع الجماعة ودعا إلى مواجهتها، وفتح صفحة جديدة مع التحالف لإحلال السلام في اليمن.


مقالات ذات صلة

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

العالم العربي منذ أكثر من عام بدأت الجماعة الحوثية هجماتها في البحر الأحمر وتصعيدها ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

تطورات المنطقة وأوضاع الداخل تعزز خلافات الأجنحة الحوثية

تفاقمت الخلافات بين الأجنحة الحوثية على مستقبل الجماعة، بسبب المواجهة مع إسرائيل والغرب، بين المطالبة بتقديم تنازلات والإصرار على التصعيد.

وضاح الجليل (عدن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي في 19 ديسمبر 2024 تظهر غارات إسرائيلية على أهداف للحوثيين (رويترز)

اليمن يدين الغارات الإسرائيلية ويحمّل الحوثيين المسؤولية

وسط قلق أممي من التصعيد، أدان مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الغارات الإسرائيلية الجديدة على صنعاء والحديدة، وحمّل الحوثيين مسؤولية تعريض اليمن لانتهاك سيادته.

علي ربيع (عدن)
تحليل إخباري دمار كبير في إحدى محطات الكهرباء بصنعاء إثر الغارات الإسرائيلية (رويترز)

تحليل إخباري ضربات إسرائيل في صنعاء تضاعف المخاوف المعيشية والأمنية

يخشى السكان في صنعاء من تأثير الضربات الإسرائيلية على معيشتهم وحياتهم ومن ردة فعل الجماعة الحوثية واستغلال الفرصة لمزيد من الانتهاكات بحقهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي دخان في صنعاء بعد ضربة أميركية على مواقع الجماعة الحوثية فيها الثلاثاء (أ.ف.ب)

ما مصير الجماعة الحوثية بعد إثارة مخاوفها بالحراك الدبلوماسي؟

تعيش الجماعة الحوثية حالة استنفار بعد حراك دبلوماسي يبحث مواجهة نفوذها واستمرار أعمالها العدائية، وتخشى تكرار السيناريو السوري في اليمن.

وضاح الجليل (عدن)

البرد يهدد حياة 67 ألف أسرة يمنية في مخيمات النزوح

موجة الصقيع تسببت العام الماضي في وفاة عدد من سكان المخيمات في اليمن (إعلام حكومي)
موجة الصقيع تسببت العام الماضي في وفاة عدد من سكان المخيمات في اليمن (إعلام حكومي)
TT

البرد يهدد حياة 67 ألف أسرة يمنية في مخيمات النزوح

موجة الصقيع تسببت العام الماضي في وفاة عدد من سكان المخيمات في اليمن (إعلام حكومي)
موجة الصقيع تسببت العام الماضي في وفاة عدد من سكان المخيمات في اليمن (إعلام حكومي)

أطلقت الوحدة الحكومية المعنية بمخيمات النازحين في اليمن نداءً عاجلاً للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإنقاذ حياة آلاف الأسر التي تعيش في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب نتيجة البرد القارس.

يأتي هذا في وقت كشف فيه برنامج الأغذية العالمي عن مواصلته توزيع المساعدات الطارئة في مناطق سيطرة الحوثيين، واستبعاده نحو مليون شخص في مناطق سيطرة الحكومة من قوائم المستفيدين من المساعدات الغذائية نتيجة نقص التمويل، ونحو مليون طفل من التغذية المدرسية للسبب ذاته.

يعيش النازحون داخلياً في اليمن داخل مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة (إعلام حكومي)

وذكرت الوحدة المعنية بإدارة مخيمات النازحين في بيان لها أن نحو 67941 أسرة تعيش في 203 مخيمات وفي مساكن مؤقتة «غير محمية من البرد الشديد» الذي يهدد حياة آلاف الأطفال وكبار السن في ظل غياب مواد التدفئة والخدمات الأساسية. وقالت إن السنوات الماضية شهدت حالات وفاة بسبب البرد الشديد.

وإذا لم تُقدَّم مساعدات طارئة هذا العام، قالت الوحدة الحكومية إن «الخطر لا يزال قائماً»، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية إلى التحرك السريع لـ«إنقاذ النساء والأطفال وكبار السن في مخيمات مأرب» التي تضم أكثر من 60 في المائة من النازحين في اليمن.

وطالبت الوحدة المعنية بشؤون النازحين بتوفير مستلزمات الشتاء من الأغطية والملابس ووسائل التدفئة، وتحسين المساكن المؤقتة لضمان حماية النازحين الذين يعيشون في ظروف سيئة، ويواجهون مخاطر المجاعة بسبب نقص المساعدات الغذائية نتيجة نقص التمويل المقدم من المانحين لخطة الاستجابة الإنسانية.

مساعدة الأكثر احتياجاً

ذكر برنامج الأغذية العالمي أنه أكمل توزيع الدورة الأولى من برنامج المساعدات الغذائية الطارئة المستهدفة في نوفمبر (تشرين الثاني)، في مناطق سيطرة الحوثيين، وأنه يستعد لتوسيع البرنامج بشكل أكبر. وبيّن أن النقص الشديد في التمويل اضطره إلى توجيه المساعدات فقط إلى أولئك الأكثر احتياجاً؛ مما يدفع إلى استهداف صارم وتحديد الأولويات لتعظيم استخدام الموارد النادرة.

وفي المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً، بدأ البرنامج توزيع الأغذية في ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مع إعطاء الأولوية لـ2.8 مليون شخص للحصول على المساعدات الغذائية، حيث تُظهر أحدث البيانات تدهوراً شهرياً في استهلاك الغذاء على مستوى البلاد خلال أكتوبر (تشرين الأول).

نقص التمويل حرم مليون طفل يمني من برامج التغذية المدرسية (إعلام حكومي)

وأعاد البرنامج الأممي أسباب ذلك التدهور في المقام الأول إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ونقص المساعدات الغذائية المقدمة في المناطق الخاضعة للحوثيين، بالإضافة إلى ندرة الأنشطة المدرة للدخل على مستوى البلاد.

ووفق البرنامج، تجاوزت جميع المحافظات في اليمن عتبة «عالية للغاية» (20 في المائة) لاستهلاك الغذاء السيئ في أكتوبر، مع إفادة أكثر من نصف الأسر بتبني استراتيجيات تكيّف شديدة تعتمد على الغذاء.

نقص التمويل

ذكر برنامج الغذاء العالمي أن الاستهلاك غير الكافي للغذاء كان أعلى في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، حيث وصلت تكلفة سلة الغذاء الدنيا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، فيما يتعلق باستمرار انخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار الوقود.

واعتباراً من دورة توزيع الشهر الحالي، يقوم البرنامج بتقليص عدد الأشخاص المستهدفين بالمساعدات الغذائية من 3.6 مليون إلى 2.8 مليون شخص كجزء من جهود تحديد الأولويات في إطار عملية إعادة الاستهداف والتسجيل.

ونبّه البرنامج إلى الآثار المترتبة على نقص التمويل، وقال إنه يواجه نقصاً في التمويل، ويحتاج بشكل عاجل إلى مزيد من الدعم من الجهات المانحة لكي يتسنى له توسيع نطاق المساعدات الغذائية وتلبية الاحتياجات بصورة كافية.

وأكد أنه لم يكن باستطاعته استهداف سوى مليون طفل تقريباً من أصل مليونَي طفل كان من المقرر الوصول إليهم على مستوى اليمن خلال العام الدراسي 2024-2025.