المركزي {اليمني» ينفي تأجيل الوديعة السعودية ونقل مقره إلى الخارج

توقع توريد المبلغ لحسابه الأسبوع المقبل بعد انتهاء الإجراءات الفنية

المركزي {اليمني» ينفي تأجيل الوديعة السعودية ونقل مقره إلى الخارج
TT

المركزي {اليمني» ينفي تأجيل الوديعة السعودية ونقل مقره إلى الخارج

المركزي {اليمني» ينفي تأجيل الوديعة السعودية ونقل مقره إلى الخارج

نفى البنك المركزي اليمني، أمس، صحة الأنباء المتناقَلة عن تأجيل تسلمه الوديعة السعودية الأخيرة، وقدرها مليارا دولار، متوقعاً أن يتم توريدها إلى حسابه من قبل الجهات المختصة في المملكة، الأسبوع المقبل، بعد الانتهاء من الإجراءات الفنية، كما نفى صحة الشائعات التي تحدثت عن اعتزامه نقل مقره إلى العاصمة الأردنية عمان.
ووصف البنك تلك الأنباء في بيان رسمي، أمس، بـ«الملفقة»، وقال إنها «تصدر من جهات وأشخاص تكنّ العداء والحقد على الشعب اليمني بكامله دون تفريق كون الأمر متعلق بالاقتصاد الذي يفاقم الوضع الإنساني المتدهور». وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قد أمر في يناير (كانون الثاني) الماضي بمنح وديعة سعودية قدرها مليارا دولار للبنك المركزي اليمني في سياق حرص المملكة على إنقاذ العملة اليمنية والاقتصاد من التدهور المتسارع الذي تسبب فيه انقلاب الميليشيات الحوثية.
وتوقع «المركزي اليمني» في بيانه أن «التوقيع على إجراءات الوديعة سيتم الأسبوع المقبل، بحضور كل وسائل الإعلام الراغبة في المشاركة». وقال: «الحقيقة هناك حرص شديد على سرعة استكمال كل الإجراءات الإدارية والمصرفية بأقصى سرعة ممكنة». وأثنى البيان على «سير المباحثات الفنية الجارية مع وزارة المالية السعودية ومؤسسة النقد العربي السعودي لاستكمال الترتيبات الفنية والمصرفية لتوقيع اتفاقية الوديعة السعودية الثانية بمبلغ مليارَي دولار بموجب الأوامر الملكية السامية برفد البنك المركزي اليمني بالوديعة التي تهدف إلى دعم العملة الوطنية ومواجهة المتطلبات الإنسانية من الغذاء والدواء والمواد الضرورية الأخرى».
وأكد أن الفريق الفني برئاسة الدكتور خالد العبادي وكيل البنك المركزي اليمني لقطاع العلاقات الخارجية، وفريق وزارة المالية ومؤسسة النقد العربي السعودي، أوشكا على الانتهاء من جميع الإجراءات.
إلى ذلك نفى البنك الأخبار المتناقلة عن فكرة نقل نشاطه من مقره الحالي في مدينة عدن إلى خارج البلاد، مؤكداً أنه أصبح يمارس دوره من العاصمة المؤقتة بكل كفاءة واستقلالية. وكانت مصادر محلية يمنية قد أشارت إلى وجود نية لدى «اللجنة الرباعية» بشأن اليمن، لنقل مقر البنك إلى العاصمة الأردنية عمان ليتولى المحافظ الجديد، محمد زمام، من هناك إدارة البنك المركزي بما في ذلك الفرع الذي يسيطر عليه الحوثيون في صنعاء.
وأشار بيان البنك إلى أن المحافظ محمد منصور زمام «عقد جلسة مباحثات مع وزير المالية بالمملكة العربية السعودية محمد الجدعان» وكشف عن أن الأخير «عبّر عن تطلعه لسرعة إنجاز الوثائق المطلوبة للتوقيع عليها في الأسبوع القادم ليتسنى لوزارة المالية السعودية سرعة توريد مبلغ الوديعة للجهة التي تنص عليها الوثيقة».
ودعا البنك كل اليمنيين من صحافيين وغيرهم إلى «ضرورة توخي دقة الأخبار خصوصاً في الشأن الاقتصادي والمصرفي». وقال: «إن الأخبار الكاذبة تعد جريمة، أما التشكيك في الإجراءات المصرفية في الوقت الحالي فإنها جريمة أكبر، كون الأمر اليوم متعلق بتفعيل إجراءات البنك المركزي اليمني بهدف التخفيف من الأزمة الإنسانية التي صنفتها الأمم المتحدة كأخطر أزمة إنسانية في الوقت الحاضر».
كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قد أصدر قراراً رئاسياً بتعيين محمد زمام محافظاً للبنك المركزي اليمني، خلفاً، لسلفه منصر القعيطي.
وتعول الحكومة الشرعية على خبرة المحافظ الجديد، في اتخاذ تدابير من شأنها المحافظة على استقرار سعر العملة اليمنية (الريال)، مستفيداً من الوديعة السعودية الجديدة. وأمرت الحكومة في أغسطس (آب) 2016، بنقل مقر البنك من صنعاء إلى عدن، بعد أن استنفد الانقلابيون الحوثيون خلال عامين من السيطرة عليه كل احتياطيات اليمن من العملة الصعبة المقدرة بنحو 5 مليارات دولار، إلى جانب استنزاف نحو ترليوني ريال من السيولة النقدية من العملة المحلية.
يُذكر أن الاقتصاد اليمني تعرّض لعملية تجريف غير مسبوقة على يد ميليشيا الحوثيين منذ انقلابهم على الشرعية، في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ انخفضت قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية إلى الضعف، ما تسبب في تدني القدرة الشرائية لدى المواطنين الذين ترفض الجماعة دفع رواتب الموظفين منهم في مناطقها منذ نحو 17 شهراً.
ورفضت الميليشيات العام الماضي مقترحاً للأمم المتحدة يقضي بتسليم الجماعة ميناء الحديدة (ثاني أهم ميناء حيوي في اليمن) لإدارة مستقلة تتولى توريد الإيرادات المالية إلى البنك المركزي في عدن، مقابل التزام الشرعية بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الجماعة.
وعلى صعيد منفصل، أفادت مصادر حكومية يمنية، أمس، بأن رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر غادر الرياض إلى القاهرة، أمس، في رحلة علاجية إثر تعرضه لوعكة صحية، وقالت إنه سيعود من القاهرة بعد انتهاء العلاج إلى العاصمة المؤقتة عدن لمواصلة مهام الحكومة في تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.