«عنتر وعبلة»... عشق أوبرالي وحضور مذهل في الرياض

أول أوبرا عربية تعرض في العاصمة السعودية

من أوبرا «عنتر وعبلة» في الرياض
من أوبرا «عنتر وعبلة» في الرياض
TT

«عنتر وعبلة»... عشق أوبرالي وحضور مذهل في الرياض

من أوبرا «عنتر وعبلة» في الرياض
من أوبرا «عنتر وعبلة» في الرياض

رغم أنه أول عرض للأوبرا باللغة العربية يقام بالسعودية فقد لقي عرض «عنتر وعبلة» الذي أقيم خلال اليومين الماضيين على مسرح جامعة الأميرة نورة بالرياض إقبالا جماهيريا وترحيبا كبيرين. ويبدو أن ردود الفعل الإيجابية وحماس الجمهور الذي حضر اليوم الأول للعرض قد ساهمت في إغراء المزيد من الجمهور بحضور الأوبرا، مما أدى إلى نفاد التذاكر وإعادة طرح تذاكر جديدة للعائلات لعرض اليوم الثاني.
تحكي الأوبرا وهي من إنتاج «أوبرا لبنان» قصة الفارس العربي الشهير عنترة العبسي وحبيبته عبلة بنت شداد بلغة امتزج فيها الشعر الفصيح مع التأليف الأوركسترالي وتقنيات الأداء الأوبرالي، كل ذلك داخل ديكور مسرحي يحاكي الصحراء، وملابس وتفاصيل تستعيد حياة العرب في الأزمنة القديمة.
وعبر من حضروا الأوبرا في يومها الأول عن إعجابهم بكل التفاصيل: الديكور، الملابس، الغناء والموسيقى، ووضع كثيرون لقطات فيديو من العرض لافتين إلى أن الجمهور «متعطش لهذا الفن الراقي». على «تويتر» عبرت الإعلامية المعروفة منى أبو سليمان عن حماستها للعرض، وأشارت إلى أنها متحمسة للحضور مع أفراد عائلتها «لمشاهدة قصة الحب الأسطورية».
وفي حديث مع «الشرق الأوسط» قالت منى أبو سليمان أن العرض كان ممتعا وأضافت من ملاحظاتها على الحفل وعلى الحضور، «قضينا وقتا رائعا، الحضور كان راقيا وهادئا، أنا أحب الأوبرا وكون أن العرض كان مستمدا من تراثنا العربي كان عاملا مشجعا لي للحضور. الشيء الجميل أننا حضرنا كعائلة».
تضيف أن التجربة كانت مؤثرة وعاطفية لأكثر من سبب: «ما كان مؤثرا هو أننا كنا في السعودية نحضر عرض فني راق كهذا، كانت القاعة ممئلئة تماما ولم أتوقع ذلك ولكن ربما لأن كون الأوبرا مغناة بالعربية شجع الجميع وأنا منهم.. (تضحك) النهاية كانت سعيدة على غير المعروف عن قصة عنتر وعبلة». تضيف أن مزج الشعر مع الأوبرا خلق حالة فنية استثنائية «كنت أتمنى أن تكون أطول من فرط الإبداع». ومن جانبها علقت الإعلامية السعودية منى سراج على العرض عبر صفحتها على «تويتر» قائلة: «أوبرا عنتر وعبلة بالرياض نموذج جديد لخيارات الأسرة في السعودية، دخل الجميع في حضرة النظام والقانون استمتع الجميع بفن راقٍ مكتمل الأركان انتهت المناسبة لتسجل الحدث الأول من نوعه».
وعبر حساب يحمل اسم «ياسمين وعائشة» عن تقدير خاص للعرض: «عنتر_وعبلة_بالرياض شيء جميل إنه أخيرا صرنا نشوف أوبرا بلغتنا ومن ثقافتنا وتاريخنا بأسمائنا.. شيبوب شداد عنتر وليلى وعبلة، الطاقم الموسيقي كمان كان مبهراً».
وحرص منظمو العرض على التوجه لجميع فئات الجمهور فأعلنت الهيئة العامة للترفيه عبر شركة تايم إنترتانمينت عن توفر حضانات للأطفال: «جماهير أوبرا عنتر وعبلة وفرنا لأطفالكم حضانة استمتعوا بالعرض الأوبرالي العربي الأول من نوعه وأطفالكم بأعيننا». وتوجهت أيضا لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة برسالة مرحبة: «لذوي الاحتياجات الخاصة نسعد بحضوركم بخصم خاص لكم في أوبرا #عنتر_وعبلة_بالرياض».
الأوبرا من إنتاج مؤسسة أوبرا لبنان، والموسيقى من تأليف مارون الراعي، ومن تأليف أنطوان معلوف (لبنان)، وقام بغناء شخصيات: «عنتر» وديع أبي رعد (باريتون)، «عبلة» لارا جوخادار (سوبرانو)، «شيبوب» بيير سميا (تينور)، «شداد» رالف جدعون (باص)، بمصاحبة أوركسترا أوبرا مينسك من روسيا البيضاء بقيادة المايسترو ناير ناجي.


مقالات ذات صلة

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
يوميات الشرق ولي العهد مستقبلاً ستارمر في الرياض مساء الاثنين (واس)

شراكة سعودية بريطانية بمجال التراث الثقافي ودعم العلا مَعْلماً سياحياً عالمياً

هيئة التراث التاريخية في إنجلترا تضع اللمسات الأخيرة على شراكة جديدة مع هيئة التراث السعودي

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه خلال الحفل (واس)

تركي آل الشيخ: مبادرة الزواج الجماعي ستكون حافزاً لمراحل مقبلة في مناطق السعودية

أكد المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، أن «مبادرة الزواج الجماعي» التي تم الإعلان عنها تمثل حافزاً لمراحل إضافية خلال الفترة المقبلة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص ‎⁨فيلم «زيرو» للمخرج جان لوك إيربول يُعرض في الدورة الجديدة (إدارة المهرجان)⁩

خاص عسيري لـ«الشرق الأوسط»: «البحر الأحمر» هو السفير الأول للسينما المحلية والإقليمية

يترقب عشاق الفن السابع انطلاق الدورة الربعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الخميس، التي تستضيفها مدينة جدة.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق جانب من الفعاليات التي شهدتها «أيام مصر» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

حديقة السويدي تختتم فعاليات «أيام مصر» ضمن «انسجام عالمي»

اختتمت «حديقة السويدي» فعالياتها ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية تحت شعار «انسجام عالمي» بفعاليات «أيام مصر»

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».