ضغوط دولية لوقف «الإبادة» في الغوطة

موسكو تنتقد «تهويل الغرب»... وأنقرة لـ«اتصالات استخباراتية» مع النظام حول عفرين

صورة وزعها «مركز الغوطة الإعلامي» أمس تظهر مقابر جماعية لسوريين قتلوا بغارات النظام في غوطة دمشق (أ.ب)
صورة وزعها «مركز الغوطة الإعلامي» أمس تظهر مقابر جماعية لسوريين قتلوا بغارات النظام في غوطة دمشق (أ.ب)
TT

ضغوط دولية لوقف «الإبادة» في الغوطة

صورة وزعها «مركز الغوطة الإعلامي» أمس تظهر مقابر جماعية لسوريين قتلوا بغارات النظام في غوطة دمشق (أ.ب)
صورة وزعها «مركز الغوطة الإعلامي» أمس تظهر مقابر جماعية لسوريين قتلوا بغارات النظام في غوطة دمشق (أ.ب)

واصلت قوات النظام السوري، أمس، حملة القصف العنيف على غوطة دمشق، ما أدى إلى مقتل 300 مدني بينهم 71 طفلاً، فيما تسارعت الاتصالات بين أعضاء مجلس الأمن أملاً في التصويت خلال الساعات الـ48 المقبلة على مشروع قرار كويتي - سويدي، يطالب بوقف النار لمدة شهر والسماح بنقل الإمدادات الإنسانية لملايين المحتاجين في سوريا، في ظل تخوف من استخدام روسيا حق النقض {الفيتو}.
وندّد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، بـ«حملة إبادة وحشية» ضد المدنيين المحاصَرين في الغوطة الشرقية، وقال إن «القانون الإنساني الدولي صيغ بإحكام لوقف مثل هذه الأوضاع التي يُذبح فيها المدنيون بشكل جماعي من أجل تنفيذ أهداف سياسية وعسكرية». ونقل نشطاء أن نحو 400 ألف مدني محاصَر يعانون من أوضاع صعبة بسبب القصف وتعطيل المستشفيات. ونقلت وكالات أنباء عن سكان قولهم إنهم باتوا «يدفنون أنفسهم في الملاجئ».
من جانبه، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعلان «هدنة». وقال إن «فرنسا تطلب هدنة في الغوطة الشرقية بهدف التأكد من إجلاء المدنيين، وهو أمر ضروري، وإقامة كل الممرات الإنسانية التي لا بد منها، في أسرع وقت». وتابع: «بذريعة مكافحة الإرهابيين، قرر النظام مع بعض حلفائه، أن يهاجم سكاناً مدنيين وربما بعضاً من معارضيه».
بدوره، قال المتحدث الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف إن «الاتهامات التي تزعم ضلوع روسيا في سقوط المدنيين في الغوطة لا أساس لها». كما انتقد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي «تضخيم الوضع، والتعامل بشكل انتقائي مع الحالة الإنسانية في الغوطة». وقال: «أعتقد أن الحديث عن هدنة يعتمد على مسار المحادثات الجارية لصياغة مشروع القرار في مجلس الأمن. سيكون عن الوضع الإنساني بشكل عام في سوريا».
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس «كل اللاعبين الخارجيين» إلى «الحوار مع الحكومة السورية»، وذلك غداة دعوته أنقرة لفتح حوار مباشر مع دمشق. من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن «عملية عفرين» ستتواصل بالقوة نفسها، وأن الجيش التركي سيتصدى لأي محاولات لمساعدة «الإرهابيين»، في إشارة إلى مسلحي «وحدات حماية الشعب الكردية» هناك. وقال: «ليست لدينا اتصالات رسمية مباشرة مع النظام السوري، لكن يمكن لمؤسساتنا المعنية، وأقصد هنا أجهزتنا الاستخباراتية، الاتصال بشكل مباشر أو غير مباشر معه في ظروف استثنائية لحل مشكلات معينة عند الضرورة، وهذا يندرج ضمن وظائف أجهزتنا الاستخباراتية».
...المزيد
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».