«الكركديه» شاي الإمبراطورية ونبتة الجمال

مشروب غينيا الوطني والصحي وحبيب المصريين

«الكركديه» شاي الإمبراطورية ونبتة الجمال
TT

«الكركديه» شاي الإمبراطورية ونبتة الجمال

«الكركديه» شاي الإمبراطورية ونبتة الجمال

تعد نبتة «الكركديه» (Hibiscus) واحدة من بين الأشهر في أفريقيا. تتألف من ثمرة وزهور حمراء تضفي طعم الحامض على وصفات الطعام التي تدخلها. هذه النبتة التي اكتُشفت في القرن التاسع عشر كانت تعرف في القدم بنبتة «الإمبراطورية» ويمكن تناول مشروبها بارداً كما في بلاد أفريقيا أو ساخناً كما في بلاد الغرب بعد إضافات منكهات إليها كعيدان القرفة وأوراق النعناع.
فوائد صحية كثيرة تتمتع بها هذه النبتة التي يمكن استعمال أوراقها نيئة في السلطات ومغلية مع ثمرتها الحمراء في وصفات طعام عدة كمهروس البطاطا والباذنجان، وكذلك في وصفات الأكل المرتكزة على الدجاج والسمك.
ومن بين فوائدها تلك المتعلقة بتخفيض مستوى ضغط الدم، وضبط نبضات القلب السريعة، وكذلك كمضاد حيوي فعال لأمراض التنفس والرشح.
ومن جهة أخرى فهي تُعرف بـ«نبتة الجمال» (غنية بفيتامين سي وبمضادات الأكسدة)، إذ يُنصح باستعمال كمية منقوعة ومطحونة منها مضاف إليها كوب من الزبادي لإخفاء الشيب في الشعر وإضفاء اللمعان والنعومة عليه. فيما يعد مزيج أوراقه المجففة والمسحوقة بعد إضافة قليل من الحليب معها أفضل دواء للتخلص من القشرة. ولمن يبحث عن علاج فعال لتشقق الشفاه والرؤوس السوداء والبشرة الدهنية فإنه سيجد حلولاً لها مع حفنة من منقوع أوراقها أو في خلطات من مسحوقها المجفف وأوراقها المغلية مع الفازلين وزيت السمسم.
تشتهر استعمالات هذه النبتة (من فصيلة الخبازية) في المطبخين الأفريقي والآسيوي ولا سيما في الصين وتايلاند والهند. وفي هذه الأخيرة يتم طهوها مع حساء العدس، وأيضاً في أطباق السمك والدجاج وسرطان البحر. وفي الفلبين تُضاف أوراقها وزهورها إلى طبق «تينولا» المؤلف من الدجاج. أما في فيتنام فتستخدم أوراقها وزهورها الفتية في أطباق حساء السمك. أما المطبخ المصري فيستخدمها بشكل أكبر في أطباق الحلوى وبينها المهلبية.
> انطلاقاً من هذه النبتة نقدم إليك وصفات طعام ومشروب ترتكز عليها فتدخل في تحضيرات لأطباق مالحة وكذلك في الحلويات والمشروبات:
- شاي «الكركديه» اللذيذ مع النعناع
إن عملية تحضير هذا المشروب سهلة جداً وتعتمد على نقع كمية من زهور «الكركديه» الحمراء في ماء مغلي لمدة 10 دقائق يضاف إليه ملعقة سكر صغيرة ويتم تناوله فاتراً بعد تصفيته. كما ينصح البعض بغلي هذه الكمية منه مع إضافة اليانسون أو عيدان القرفة وأوراق النعناع إليه، ليتم تناوله تماماً كالشاي الساخن. فيما يفضل البعض تناول المزيج نفسه بارداً مع إضافة مكعبات الثلج إليه ليمد صاحبه بشعور الانتعاش في فصل الصيف.
- وصفة قطع الدجاج مع «الكركديه»
ترتكز وصفة الدجاج بالفرن مع «الكركديه» وحليب جوز الهند والعسل، على شراب منقوع زهرة هذه النبتة في ماء مغلي، نضيف إليه ملعقة كبيرة من العسل ومثلها من عصير الحامض، ورشّة من برش الليمون الحامض أيضاً وبودرة الزنجبيل ورشّة ملح وبهار. نخلط هذا المزيج ونتركه منقوعا لمدة 5 دقائق فقط.
في هذا الوقت نطهو قطع الدجاج في طنجرة بعد تحميره بالزيت على نار متوسطة ونضيف إليه البصل المشرّح و5 فصوص ثوم مقطعة، ونسكب عليها إثر نضجها صلصة الكركديه بعد تصفيتها، ونحو نصف كوب من حليب جوز الهند، ونتركها تُطهى على نار هادئة لمدة 40 دقيقة. يُترك الغطاء مفتوحاً في النصف الأخير من مدة طهوها لتصبح الصلصة كثيفة ومركزة.
وفي الختام يضاف إلى هذا الطبق الكزبرة الخضراء المفرومة لتقدم إلى المائدة مع الأرز المفلفل.
- كاتو «الكركديه» مع اللوز
هي وصفة حلويات خارجة عن المألوف ذات طعم لذيذ وشهيّ. وتتألف من: مزيج بيضتين اثنتين، مع 40 غراماً من السكر، و80 غراماً من الطحين، و50 غراماً من الزبدة، وملعقة كبيرة من الحليب، وأخرى صغيرة من الخميرة، وكمشة من زهور «الكركديه»، وثانية من اللوز، وملعقة صغيرة من ملون اصطناعي أحمر. وبعد أن يتم خفق البيض مع السكر وسحق الزهور مع اللوز تضاف جميع المكونات ليتم سكبها في قالب الكيك ويوضع في فرن على درجة 180 لمدة 15 دقيقة ويزين بحبوب اللوز المحمصة.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الفول المصري... حلو وحار

طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
TT

الفول المصري... حلو وحار

طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك، وفي كل الأحوال البصل الأخضر أو الناشف المشطور حلقات ضيف مائدتك، إن راق لك ذلك.

فطبق الفول «حدوتة» مصرية، تُروى كل صباح بملايين التفاصيل المختلفة، لكي يلبي شهية محبيه لبدء يومهم. فقد يختلف طعمه وفق طريقة الإعداد من «قِدرة» إلى أخرى، وطريقة تقديمه حسب نوعيات الزيت والتوابل، إلا أن كلمة النهاية واحدة: «فول مدمس... تعالى وغمس».

"عربة الفول" تقدم الطبق الشعبي بأصنافه التقليدية (تصوير: الشرق الأوسط)

سواء قصدت «عربة فول» في أحد الأحياء أو اتجهت إلى مطاعم المأكولات الشعبية، ستجد طبق الفول في انتظارك، يستقبلك بنكهاته المتعددة، التي تجذبك لـ«تغميسه»، فالخيارات التي يتيحها ذلك الطبق الشعبي لعشاقه عديدة.

من ناحية الشكل، هناك من يفضلون حبة الفول «صحيحة»، وآخرون يرغبونها مهروسة.

أما عن ناحية المذاق، فيمكن تصنيف أطباق الفول وفق الإضافات والنكهات إلى العديد من الأنواع، ولعل الفول بالطحينة أو بالليمون، هما أكثر الإضافات المحببة لكثيرين، سواء عند إعداده منزلياً أو خارجياً. أما عن التوابل، فهناك من يفضل الفول بالكمون أو الشطة، التي تضاف إلى الملح والفلفل بوصفها مكونات رئيسية في تحضيره. بينما تأتي إضافات الخضراوات لكي تعطي تفضيلات أخرى، مثل البصل والفلفل الأخضر والطماطم.

طبق الفول يختلف مذاقه وفق طريقة الإعداد وطريقة التقديم (مطعم سعد الحرامي)

«حلو أم حار»؟، هو السؤال الأول الذي يوجهه جمعة محمد، صاحب إحدى عربات الفول الشهيرة بشارع قصر العيني بالقاهرة، للمترددين عليه، في إشارة إلى نوعَيْه الأشهر وفق طريقتي تقديمه التقليديتين، فطبق فول بالزيت الحلو يعني إضافة زيت الذرة التقليدي عند تقديمه، أما «الحار» فهو زيت بذور الكتان.

يقول جمعة لـ«الشرق الأوسط»: «الحار والحلو هما أصل الفول في مصر، ثم يأتي في المرتبة الثانية الفول بزيت الزيتون، وبالزبدة، وهي الأنواع الأربعة التي أقدمها وتقدمها أيضاً أي عربة أخرى»، مبيناً أن ما يجعل طبق الفول يجتذب الزبائن ليس فقط نوعه، بل أيضاً «يد البائع» الذي يمتلك سر المهنة، في ضبط ما يعرف بـ«التحويجة» أو «التحبيشة» التي تضاف إلى طبق الفول.

طاجن فول بالسجق (مطعم سعد الحرامي)

وبينما يُلبي البائع الخمسيني طلبات زبائنه المتزاحمين أمام عربته الخشبية، التي كتب عليها عبارة ساخرة تقول: «إن خلص الفول أنا مش مسؤول»، يشير إلى أنه مؤخراً انتشرت أنواع أخرى تقدمها مطاعم الفول استجابة للأذواق المختلفة، وأبرزها الفول بالسجق، وبالبسطرمة، وأخيراً بالزبادي.

كما يشير إلى الفول الإسكندراني الذي تشتهر به الإسكندرية والمحافظات الساحلية المصرية، حيث يعدّ بخلطة خاصة تتكون من مجموعة من البهارات والخضراوات، مثل البصل والطماطم والثوم والفلفل الألوان، التي تقطع إلى قطع صغيرة وتشوح وتضاف إلى الفول.

الفول يحتفظ بمذاقه الأصلي بلمسات مبتكرة (المصدر: هيئة تنمية الصادرات)

ويلفت جمعة إلى أن طبق الفول التقليدي شهد ابتكارات عديدة مؤخراً، في محاولة لجذب الزبائن، ومعه تعددت أنواعه بتنويع الإضافات والمكونات غير التقليدية.

بترك عربة الفول وما تقدمه من أنواع تقليدية، وبالانتقال إلى وسط القاهرة، فنحن أمام أشهر بائع فول في مصر، أو مطعم «سعد الحرامي»، الذي يقصده المشاهير والمثقفون والزوار الأجانب والسائحون من كل الأنحاء، لتذوق الفول والمأكولات الشعبية المصرية لديه، التي تحتفظ بمذاقها التقليدي الأصلي بلمسة مبتكرة، يشتهر بها المطعم.

طاجن فول بالقشدة (مطعم سعد الحرامي)

يبّين سعد (الذي يلقب بـ«الحرامي» تندراً، وهو اللقب الذي أطلقه عليه الفنان فريد شوقي)، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن الأنواع المعتادة للفول في مصر لا تتعدى 12 نوعاً، مؤكداً أنه بعد التطورات التي قام بإدخالها على الطبق الشعبي خلال السنوات الأخيرة، فإن «لديه حالياً 70 نوعاً من الفول».

ويشير إلى أنه قبل 10 سنوات، عمد إلى الابتكار في الطبق الشعبي مع اشتداد المنافسة مع غيره من المطاعم، وتمثل هذا الابتكار في تحويل الفول من طبق في صورته التقليدية إلى وضعه في طاجن فخاري يتم إدخاله إلى الأفران للنضج بداخلها، ما طوّع الفول إلى استقبال أصناف أخرى داخل الطاجن، لم يمكن له أن يتقبلها بخلاف ذلك بحالته العادية، حيث تم إضافة العديد من المكونات للفول.

من أبرز الطواجن التي تضمها قائمة المطعم طاجن الفول بالسجق، وبالجمبري، وبالدجاج، والبيض، و«لية الخروف»، وبالموتزاريلا، وباللحم المفروم، وبالعكاوي. كما تحول الفول داخل المطعم إلى صنف من الحلويات، بعد إدخال مكونات حلوة المذاق، حيث نجد ضمن قائمة المطعم: الفول بالقشدة، وبالقشدة والعجوة، وبالمكسرات، أما الجديد الذي يجرى التحضير له فهو الفول بالمكسرات وشمع العسل.

رغم كافة هذه الأصناف فإن صاحب المطعم يشير إلى أن الفول الحار والحلو هما الأكثر إقبالاً لديه، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية التي تدفع المصريين في الأغلب إلى هذين النوعين التقليديين لسعرهما المناسب، مبيناً أن بعض أطباقه يتجاوز سعرها مائة جنيه (الدولار يساوي 48.6 جنيه مصري)، وبالتالي لا تكون ملائمة لجميع الفئات.

ويبّين أن نجاح أطباقه يعود لسببين؛ الأول «نفَس» الصانع لديه، والثاني «تركيبة العطارة» أو خلطة التوابل والبهارات، التي تتم إضافتها بنسب معينة قام بتحديدها بنفسه، لافتاً إلى أن كل طاجن له تركيبته الخاصة أو التوابل التي تناسبه، فهناك طاجن يقبل الكمون، وآخر لا يناسبه إلا الفلفل الأسود أو الحبهان أو القرفة وهكذا، لافتاً إلى أنها عملية أُتقنت بالخبرة المتراكمة التي تزيد على 40 عاماً، والتجريب المتواصل.

يفخر العم سعد بأن مطعمه صاحب الريادة في الابتكار، مشيراً إلى أنه رغم كل المحاولات التي يقوم بها منافسوه لتقليده فإنهم لم يستطيعوا ذلك، مختتماً حديثه قائلاً بثقة: «يقلدونني نعم. ينافسونني لا».