اكتشاف مقبرة فرعونية لسيدة من كبار الموظفين قرب أهرامات الجيزة

استكمال أعمال تطوير منطقة الأهرامات في منتصف العام الحالي

جانب من النقوش داخل مقبرة «حتبت» الفرعونية
جانب من النقوش داخل مقبرة «حتبت» الفرعونية
TT

اكتشاف مقبرة فرعونية لسيدة من كبار الموظفين قرب أهرامات الجيزة

جانب من النقوش داخل مقبرة «حتبت» الفرعونية
جانب من النقوش داخل مقبرة «حتبت» الفرعونية

بعد أكثر من 100 عام على اكتشاف بعض مقتنيات كاهنة المعبودة الفرعونية «حتحور»، تمكنت بعثة الآثار المصرية من العثور على مقبرة لسيدة من كبار الموظفين في البلاط الملكي تدعى «حتبت»، في منطقة الجبانة الغربية بأهرامات الجيزة.

وأعلن وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني، في مؤتمر صحافي، أمس (السبت)، بمنطقة أهرامات الجيزة، عن اكتشاف مقبرة «حتبت»، وأن النقوش الموجودة داخلها توضح أن «صاحبتها كانت من كبار الموظفين ذات الصلة بالبلاط الملكي خلال نهاية عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، أي نحو 4400 سنة»، كما ورد نقش يقول إنها كانت «كاهنة المعبودة حتحور.»
وقال العناني: «نحن نعلن اليوم عن كشف أثري في منطقة الأهرامات، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع»، مشيراً إلى أن هذا هو أول كشف أثري يتم إعلانه عام 2018، وسيتبعه اكتشاف آخر يعلن عنه في الأسابيع القليلة المقبلة.
وتضم جبانة الجيزة الغربية مقابر لكبار الموظفين من الدولة القديمة عثر عليهم بواسطة البعثات الأثرية السابقة التي توالت على الجبانة منذ عام 1842، وقال العناني: إن «آخر من عمل بها كان وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس».
وبدأت البعثة الأثرية أعمال التنقيب الأثري في أوائل شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وتم ترقيم المقبرة الجديدة برقم «G 9000»؛ للحفاظ على مسلسل الأرقام للمقابر الموجودة بالمنطقة.
وتحمل مقبرة «حتبت» جميع سمات عصر الأسرة الخامسة من حيث التخطيط المعماري والعناصر الفنية؛ فهي تتكون من مدخل يؤدي إلى مقصورة على شكل حرف «L» بها حوض للتطهير حفر عليه أسماء صاحبة المقبرة وألقابها، منها الكاهنة وأحد كبار الموظفين ذات الصلة بالبلاط الملكي.
وفي نهاية ممر المقصورة من الناحية الغربية يوجد مدخل به درج اصطف على جانبيه حامل للبخور والقرابين يؤدي إلى حجرة صغيرة كان يوجد بها تمثال لصاحبة المقبرة لم يتم العثور عليه حتى الآن، وفي أرضية المقصورة يوجد مائدة صغيرة للقرابين.
وزينت جدران المقبرة بمناظر ملونة تصور «حتبت» في وضع الوقوف تستعرض مناظر صيد الطيور والأسماك، إضافة إلى مناظر لصناعات مختلفة كصناعة مراكب البردي والجلود وصهر المعادن، ومناظر للرعي وذبح الأضاحي وجمع الفاكهة وفرق موسيقية ورقص الفتيات، كما تظهر صاحبة المقبرة في مناظر أخرى وهي جالسة أمام مائدة للقرابين تستقبل القرابين المقدمة من أبنائها.
وقال أمين عام المجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري: إن أهم المشاهد في المقبرة يضم صورة «متميزة لقردين، حيث كانت القردة حيوانات مستأنسة في ذلك الوقت، ويصور المنظر الأول قرداً يجمع ثمار الفاكهة، وهو منظر شوهد أيضاً داخل مقبرة (خنوم حتب الثاني) بمنطقة بني حسن الأثرية في محافظة المنيا، التي ترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشر من الدولة الوسطى».
أما المنظر الآخر، وفقاً لوزيري: «فيصور أحد القردة وهو يرقص مع فرقة موسيقية كاملة، وهو منظر مميز ويوجد مثله بمقبرة «كا عبر» بمنطقة آثار سقارة من عصر الأسرة الخامسة، وفيه يظهر القرد مع عازف قيثارة وحيد وليس مع فرقة موسيقية كاملة».
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف شيء يعود لـ«حتبت»، فيقول العناني: إنه «في عام 1909 تم اكتشاف بعض القطع الأثرية التي تعود لسيدة تدعى حتبت، وهذه القطع معروضة حالياً في متحف برلين».
ويرجح العناني أن تكون المقبرة المكتشفة أخيرًا هي للسيدة نفسها التي تم اكتشاف مقتنياتها عام 1909، بينما يرى وزيري أن «هناك مقبرة أخرى لتلك السيدة (حتبت)».
ويقول وزيري: إن «المقتنيات التي تم اكتشافها في السابق هي من الحجر، بينما المقبرة الحالية من الطوب اللبن؛ لذلك أعتقد أن هناك مقبرة أخرى من الحجر سيتم العثور عليها في المنطقة نفسها للسيدة حتبت، مشيراً إلى أن المكانة العالية التي كانت تتمتع بها «حتبت، مكّنتها من بناء مقبرتين لها وليس مقبرة واحدة».
وتفقد العناني أعمال تطوير منطقة الأهرامات المقرر افتتاحها في منتصف العام الحالي، حيث عانت منطقة الأهرامات من إهمال شديد على مدار السنوات الماضية، وبدأ وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني مشروعاً لتطوير المنطقة، لكنه لم يكتمل بسبب الأحداث التي أعقبت «ثورة 25 يناير 2011».
وقال المشرف على مشروع تطوير الهرم، والمسؤول عن البعثات الأجنبية بوزارة الآثار المصرية، الدكتور محمد إسماعيل، لـ«الشرق الأوسط»: إن المنطقة ستتغير بالكامل وسيصبح المدخل الوحيد للهرم من طريق الفيوم، حيث سيتوقف السياح في مركز الزوار، وبه يستقلون عربات كهربائية تصحبهم في جولات بمنطقة الأهرامات. وقال إسماعيل: إنه تم الانتهاء من 85 في المائة من الطريق الواصلة بين بوابة الفيوم والهرم الأوسط، ونعمل حالياً في باقي المنطقة حتى هرم خوفو، مشيراً إلى أن الزائر يستطيع التوقف في أي مكان والعودة للعربات الكهربائية لاستكمال جولته في أي وقت.
وتعاني منطقة الأهرامات من تدهور بسبب الباعة الجائلين والخيّالة والجمّالة، الذي يشوهون شكل المنطقة، وهم أكبر عائق لعملية تطوير منطقة الأهرامات؛ ولذلك بدأت عمليات التطوير في عام 2009، تكلفت 150 مليون جنيه، إلا أنها توقفت، ويتم الآن استكمال المشروع بتكلفة قدرها 400 مليون جنيه.
لكن الدكتور إسماعيل يؤكد أن خطة التطوير ستجعل منطقة الأهرامات محرّمة بالكامل إلا على الزوار، موضحاً أنه سيكون هناك منطقة للتصوير، ومنطقة للتريض توجد بها الخيّالة والجمّالة.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.