مأكولات الشوارع في مصر تطعم الملايين

عشرات الوجبات بعضها غير معروف في العالم

أكل الشوارع في مصر ليس ظاهرة جديدة ولكنه منتشر بكثرة
أكل الشوارع في مصر ليس ظاهرة جديدة ولكنه منتشر بكثرة
TT

مأكولات الشوارع في مصر تطعم الملايين

أكل الشوارع في مصر ليس ظاهرة جديدة ولكنه منتشر بكثرة
أكل الشوارع في مصر ليس ظاهرة جديدة ولكنه منتشر بكثرة

التنوع والابتكار هو عنوان وجبات الشوارع في مصر. ومن عربات يد تنتشر في الأركان بتصميمات ملونة وتحمل داخلها مواقد لتسخين الطعام يأتي الملايين يوميا لتناول أطعمة اعتادوا عليها.
من ألوان التنوع أن هناك وجبات صباحية وأخرى مسائية والبعض الآخر طوال اليوم. وإلى جانب الوجبات تنتشر أيضا المشروبات بأنواعها ومنها ما يعتبر من الفولكلور المصري مثل شراب العرقسوس وأسلوب بيعه من قارورات زجاجية كبيرة يحملها البائع مع أكواب.
من معالم عربات الطعام المصرية إلى جانب ألوانها البراقة نماذج من الخط العربي سواء كان في آيات قرآنية أو أقوال مأثورة أو إعلانات عن نوعية الطعام وشخصية بائعه. وتتخذ العربات مواقع استراتيجية لجذب الزبائن ولكل عربة زبائنها الذين اعتادوا عليها. ويقال إن أكبر المطاعم المشهورة في القاهرة الآن بدأت كعربات طعام صغيرة.
وتنتشر عربات الطعام في جميع الأحياء تقريبا، خصوصا في الأحياء الشعبية وبالقرب من محطات القطارات والباصات وهي تتيح الأكل حول العربة أو الحصول على ساندويتشات لتناولها فيما بعد (تيك أواي). وتعمل بعض العربات على فترات معينة وفقا لنوع الأطعمة التي تبيعها، بينما تباع أطعمة أخرى على عربات متجولة تجوب الأحياء يوميا.
النصيحة الوحيدة التي يتعين الالتزام بها هي توخي النظافة في اختيار عربات الطعام التي يحبذ شراء الأطعمة منها والتأكد أنها تتبع شروطا صحية لعدم نقل أي عدوى. ولكن معظم الأكلات المطبوخة التي تقدم طازجة تعد صحية بالمقاييس المصرية وبالمقارنة إلى وجبات أفخم المطاعم في البلاد.
- فول وفلافل وكشري
هذه النخبة المتنوعة من أكلات الشوارع في مصر تعطي فكرة عامة عن مدى التنوع الذي لا يوجد في أي مكان آخر:
- الكشري: وهو من أشهر الوجبات المصرية ويمكن تناوله في المطاعم أو من عربات بيعه المنتشرة في الأحياء. وتحمل العربات مكونات الكشري من الأرز والعدس والحمص والصلصة والبصل، ولا يتم خلطها إلا في الأطباق عند طلبها. وهي وجبات تؤكل ساخنة ويمكن إضافة «الشطة» لها عبر الصلصات الخاصة المتاحة. ويتم غسل الأطباق على جانب العربة قبل استخدامها مرة أخرى لخدمة زبائن جدد.
- الفول والفلافل: وهي وجبة أساسية شعبية في مصر وتقدمها إلى جانب المطاعم المشهورة عربات مزودة بمواقد لتسخين الفول وقلي الفلافل. ويختار الزبائن بين إضافة أنواع السلاطات والزيت المختلفة للفول وبين تناول الوجبات حول العربة أو شرائها كساندويتشات. وتعتمد بعض العربات على الخبز البلدي المصنوع من الطحين الأسمر أو الخبز «الشامي» من الدقيق الأبيض. بعض هذه العربات يعمل في فترات الصباح فقط وبعضها الآخر يقدم وجباته طوال ساعات اليوم وحتى المساء.
- الكباب والكفتة: وهو أيضا من الأنواع التي تباع أحيانا على عربات لزبائن يشترونه لتناوله في المنازل. ويعتبر الدخان الكثيف ذو الرائحة الطيبة هو خير إعلان عن هذه الأطعمة التي يتم طهيها على الفحم ولفها في الورق مع البقدونس. وهي وجبة مفضلة لدى الطبقات الوسطى وتعتبر بديلا راقيا من وجبات الفول والفلافل. ويطهى اللحم الطازج كل ليلة كطلب الزبائن ويتم البيع مع الخبز والسلاطة.
- الحمص الشامي: تنتشر هذه العربات في فترة الظهيرة والمساء لتقدم أكوابا ساخنة من الحمص الشامي بصلصة الطماطم وتوابل الكمون والثوم والليمون والشطة. وهي وجبة خفيفة يقبل عليها المصريون في فصل الشتاء وتقدم من عربات بها قدور ضخمة على مواقد وتقدم في أكواب زجاجية. وتعمل عربات الحمص حتى ساعات متأخرة ليلا وهي لا تقدم وجباتها صباحا.
- البطاطا: وهي تباع على عربات متجولة ويتم شوي البطاطا في أفران خاصة فوق العربات تعمل بحرق الخشب والفحم داخلها ويتم رص البطاطا فوقها لعدة ساعات حتى يتم طهيها تماما وتباع البطاطا الساخنة لمن يطلبها ملفوفة في ورق الصحف. وتجول هذه العربات في الأحياء الشعبية في فترات الظهيرة والليل وتعد البطاطا من الأطعمة الخفيفة التي يتم تناولها بين الوجبات.
- الترمس: تعتبر حبوب الترمس المالحة من أنواع التسالي التي تباع للمشتري في قراطيس يصنعها البائع بنفسه. وتنتشر عربات الترمس التي تبيع أيضا الحمص على كورنيش النيل في القاهرة وتعتبر من المعالم المصرية التقليدية. وتحمل العربات المياه الباردة في قلل خاصة بالزبائن فقط. ويقبل بعض الزبائن على شراء القليل من الترمس من أجل الحصول على بعض المياه الباردة في الليالي الحارة.
- الذرة المشوية: لا تكتمل ليالي القاهرة من دون الذرة المشوية التي تباع على عربات أو على الأرض على حوامل أفران الفحم التي تشبه الباربيكيو. ويباع الذرة ساخنا إلى الزبائن ويتم لفه في أوراق الذرة الخضراء لكي يتم تناوله أثناء المشي أو الجلوس على ضفاف النيل. وهي وجبة خفيفة تنتشر ليلا في مواسم الذرة خصوصا في موسمي الخريف والشتاء.
- السميط: وهو نوع من الكعك المصري يحمله الباعة على أقفاص ويطوفون بها في الأماكن العامة. وهناك عدة أنواع من السميط منها الطازج والجاف ويتم تناوله مع الجبن أو البيض أو خلطة الملح والتوابل التي تسمى «دُقة» بضم الدال. وهي وجبة يحبها الأطفال أثناء التنزه على النيل ويقبل عليها الفقراء أحياناً كبديل رخيص للوجبات في المطاعم.
- الكبدة: وتباع ساندويتشات الكبدة المقلية في الزيت والثوم على عربات ثابتة في مواقع معروفة. وهي مثل عربات الفول تقدم وجباتها طازجة على عربات بها مواقد لإعداد الكبدة الساخنة قبل بيعها. وهي وجبات ليلية تشتهر برائحتها الجذابة ويقبل عليها الشباب بعد يوم عمل طويل. وتقدم الساندويتشات في خبز «فينو» من الحجم الصغير. ومن أنواع المأكولات التي تقدم في ساندويتشات مماثلة من عربات أو مطاعم، السمك والجمبري.
- المشروبات: لا تقتصر وجبات الشوارع في مصر على المأكولات وحدها، وإنما تشمل أيضاً المشروبات والتي تشمل أنواع المياه الغازية التي يتناولها الزبائن وقوفا قبل إعادة الزجاجات للبائع. ويمكن أيضا تناول الشاي من أركان تحضيره في مواقع بعيدة عن المقاهي التقليدية خصوصا على شواطئ النيل. وفي الأسواق يباع شراب العرقسوس والخروب وعصير البرتقال والمانجو والرمان.
- المكسرات: وهي تباع من صوان يحملها باعة جائلون وتشمل اللب والفول السوداني والحمص والفستق وتباع في أكياس صغيرة. ويقبل المشترون على شراء المكسرات لتناولها أثناء المشي على ضفاف النيل أو التجول في منطقة وسط القاهرة. ويضيف بعض الباعة إلى المكسرات بيع شرائح البطاطس المقلية (تشيبس) وأحيانا السجائر أيضا.
- الحلويات: وهي تباع على عربات ثابتة أو من باعة متجولين. وهناك كثير من الأنواع أشهرها السمسمية والحمصية. وينتشر باعة هذه الأنواع أمام المدارس لبيعها إلى الأطفال. وهي من الأنواع التي يتوخى الحذر عند شرائها من عربات مكشوفة لأنها تجذب الذباب. ويجب التأكد من أن الحلويات مغلفة أو تباع من صناديق زجاجية مغلقة.
- الآيس كريم: وهو يباع من ثلاجات تشبه الصناديق على دراجات ثلاثية العجلات. ويطوف الباعة بهذه الدراجات على الأحياء والمناطق المزدحمة، خصوصا في فصل الصيف لبيع الآيس كريم للأطفال والكبار على السواء. وهنا أيضا من الأفضل اختيار الأنواع المغلفة حفاظا على الصحة العامة.
ولا تمثل أطعمة الشوارع في مصر كل أنواع المطبخ المصري، حيث تتنوع الأصناف التي تباع في المطاعم والمنازل والتي تتطلب الجلوس على مائدة لتناولها كما أنها تتطلب وقتا وجهدا لإعدادها. ويتبع المطبخ المصري وجبات البحر المتوسط، وهو في أغلبه نباتي وصحي ولا يعتمد على التوابل الحريفة. ولعل العامل المشترك بين معظم الوجبات المصرية هو الخبز البلدي الذي يعد مكوناً رئيسياً في كل الوجبات. وهو يؤكل أحياناً بلا طعام آخر عند خروجه طازجا من الأفران. ويعد الخبز من الوجبات المدعمة التي تضمن عدم جوع الفقراء في مصر.
- أقوال مأثورة شوهدت على عربات المأكولات المصرية
هذه هي بعض العبارات التي كتبها الباعة على عرباتهم باللغة العامية لكي يتأملها الزبائن أثناء تناول وجباتهم، وهي تعبر عن أحوالهم وكيف ينظرون إلى العالم:
- دنيا زي الميزان بترفع الناقص
- احترام الكبير واجب
- عين الحسود فيها عود
- يا ناس يا شر كفاية قر
- الحلوة (العربة) من حلوان وصاحبها غلبان
- لو خايف من بكرة نام واصحى بعد بكرة
- لا تأخذ الأمور بشكل جدي، خذها بشكل جدك أنت
- اللي باعك بيعه واللي ما باعكش بيعه برضه الاحتياط واجب
- إذا كان صديقك ذهب، بيعه!
- الصبر مفتاح الفرج
- فاقد الشيء لا يعطيه وأنا مال أمي بيه


مقالات ذات صلة

نظام غذائي قد يقلل من خطر الإصابة بـ«كورونا»... تعرّف عليه

صحتك الدراسات وجدت ارتباطاً «مهماً» بين النظام الغذائي المتوسطي وانخفاض خطر الإصابة بفيروس «كورونا» (رويترز)

نظام غذائي قد يقلل من خطر الإصابة بـ«كورونا»... تعرّف عليه

لطالما أشاد بعض الخبراء بالنظام الغذائي الصحي باعتباره أحد العوامل المهمة المحتملة التي تؤثر على خطر الإصابة بـ«كوفيد - 19» أو مدى سوء العوارض لدى المرضى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
مذاقات الشيف باسكاريلا وخلفه فرن البيتزا الإيطالي التقليدي (الشرق الأوسط)

«نابولي أون ذا رود» قطعة من إيطاليا في قلب لندن

مما لا شك فيه أن الألقاب والجوائز تلعب دوراً مهماً في شهرة أي مطعم، لكن تبقى التجربة خير برهان.عندما تفتش عن أفضل بيتزا في لندن يأتي مطعم «نابولي أون ذا رود».

جوسلين إيليا (لندن)
الرياضة وزير الدفاع المجري كريستوف سزالاي بوبروفنيتشكي يزور الرياضيين المجريين بالقرية الأولمبية في باريس (رويترز)

وسط التركيز على الخيارات النباتية... الرياضيون الأولمبيون يشتكون نقص اللحوم

اشتكى الرياضيون في أولمبياد باريس من أن الكمية الكبيرة من الطعام النباتي المقدمة في القرية الأولمبية تركتهم من دون ما يكفي من اللحوم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك الدراسة وجدت أن استبدال اللحوم الحمراء المصنعة وتناول أطعمة أكثر صحة يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف (رويترز)

دراسة: تناول اللحوم الحمراء المصنعة قد يصيبك بالخرف

يبرز تناول اللحوم الحمراء المصنعة كعامل خطر كبير للإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة كبيرة تتبعت أكثر من 100 ألف شخص على مدى أربعة عقود.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
مذاقات البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات.

إيمان مبروك (القاهرة)

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)
القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)
TT

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)
القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

«الحلو إيه؟» سؤال اعتاد المصريون ترديده بمجرد الانتهاء من سفرة الطعام، فـ«التحلية» جزء أصيل من العادات الغذائية حول العالم، غير أن هذه الأصناف الحلوة شهدت تطورات متلاحقة، والعقد الماضي كان الأبرز من حيث تغيير البصمة الأصلية لمذاق الحلويات.

وعزا بعض المطلعين على سوق الطعام تغيير ذوق المصريين في «الحلو» إلى «ضيوف» مصر من الجاليات العربية، خاصة السوريين المعروفين بمهارات الطهي، سواء في الحلو أو الحادق، بينما أرجع آخرون الفضل إلى مواقع التواصل التي أشعلت المنافسة وفرضت ثقافة «التريند».

ظلت «التحلية» على الطريقة المصرية تُزينها أصناف محدودة حتى سنوات قريبة، كان الأمر مقتصراً على وصفات يمكن تحضيرها في المنزل، مثل البسبوسة، والكنافة، والجلاش المحشي بالمكسرات، والكيك، وأم علي، حتى الأرز بلبن وسكر، إن خلا المطبخ من مكونات الزبد والدقيق والبيض والسميد.

كشري حلو (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

الوصفات عينها كانت متوفرة لدى محال الحلوى الشهيرة التي لا يزورها إلا ميسورو الحال، وكانت تقدم الغربي أولاً، الممثل في قطع الكيك المُزين بالكريم شانتي والفاكهة الطازجة، وربما طبقات الشوكولاتة، ثم تسللت وصفات الحلوى الشرقية، وباتت منافساً يتقاسم السوق.

تبدل الحال الآن، وظهرت أصناف عدة لا يمكن إدراجها وفقاً للتصنيف الكلاسيكي للحلوى بين «الشرقي والغربي»، وحلّت «تريندات الحلو»، التي كان لضيوف مصر من الجاليات العربية عظيم الأثر في صعودها، حتى بات المصري يتطلع بعد الأكل لصحن القشطوطة أو الكاساتا بالبستاشيو، أما إذا كنت من عشاق المغامرات فعليك بصحن السعادة أو ما يطلق عليه تجارياً «طلب السيروتونين»، وهو طبقات من أنواع حلوى عدة، مثل الأرز بلبن مع البسبوسة والأيس كريم.

وعن تطور ذوق المصريين في الحلويات، ترى ريم عمرو، مستشارة تسويق وصاحبة شركة متخصصة في تطوير العلامات التجارية للحلويات، أن ثقافة «التحلية» لدى المصريين باتت أكثر ارتباطاً بالمتعة بعدما تنوعت الاختيارات، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إن «صناعة الحلوى في مصر تعود لأكثر من قرن من الزمان، وثمة علامات كلاسيكية يتخطى عمرها مائة عام، مثل جروبي، وتسيباس، وسيموندس، جميعها كانت محالاً يمتلكها أجانب، لذلك اعتمدوا في البداية الكيك أو الحلوى الغربية فقط».

وأضافت: «تطور بعد ذلك مفهوم الحلواني، وباتت الحلويات الشرقية مثل البسبوسة والكنافة والبقلاوة تظهر كمنافس بفضل الانفتاح الثقافي، خصوصاً مع ظهور علامات تجارية، مثل (العبد) ذات الأصول المصرية الخالصة، وكذلك (عبد الرحيم قويدر) الذي تمتلكه عائلة مصرية منحدرة من أصول سورية، لينقسم مفهوم التحلية لدى المصريين بين الشرقي والغربي».

وتشير مستشارة التسويق إلى أن «لكل موسم حلوى خاصة به، مثل حلوى (المولد النبوي) وكعك العيد وكيك الكريسماس، كل هذا يعكس العلاقة العاطفية المتأصلة في الثقافة المصرية، التي تربط بين تناول الحلو والشعور بالسعادة».

وتلفت إلى أنه «خلال السنوات العشر الماضية تطور ذوق المصريين وباتت تفضيلاتهم تشمل أصنافاً غير مألوفة، وتصاعد التغيير بالتوازي مع استقبال مصر للأشقاء العرب من سوريا وليبيا والعراق، وأخيراً السودان».

وتنوه إلى أن «الوجود السوري كان حاضراً في سوق الحلويات قبل استقبال مصر للسوريين الفارين من الحرب، وخلال العقد الماضي تأصل هذا الحضور بوصفات الكنافة على الفحم والكنافة بالجبن، بالإضافة إلى البقلاوة التركية التي يبرع الطهاة السوريون في تحضيرها».

وقالت: «الحضور السوري في البداية كان يتماشى مع الأصناف الشرقية المعروفة لدى المصريين، غير أنه مع مزيد من الاندماج ظهرت محال مثل (بلبن) الذي رفع شعار التجديد بأطباق حلوى، مثل الطسطوسة المكونة من طبقات الكيك الغارق في الزبدة مع الكنافة والكريمة والقشدة».

القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

عدّت ريم ما يشهده الذوق المصري في «الحلو» تغييراً ناتجاً عن «الانفتاح الثقافي والاندماج المجتمعي». وقالت: «مع هذا الاتجاه تأصل مفهوم المقهى الذي يقدم حلوى أكثر عصرية، مثل الكاب كيك والوافل والبراونيز والدوناتس والمافن، وارتبطت هذه الثقافة أكثر بجيل الشباب».

ثقافة «التريند»

كما تعزو ريم تنوع مذاقات الحلو لدى المصريين إلى «التريند»، وقالت إن «السوشيال ميديا ساهمت في اشتعال المنافسة بين صنّاع الحلوى، ولم تعد السوق مقتصرة على الأسماء الرنانة، بينما دخل المنافس العربي والهواة، كما اتسعت السوق واحتضنت رغبات الشباب بأفكار غير تقليدية».

وأضافت أن «حالة الزخم هذه لحقت بها أفكار جاذبة، بعضها يعود إلى ثقافة المحافظات المصرية، مثل المدلعة التي تعود أصولها إلى طنطا، ثم ظهرت حلوى المقلوبة والمدلوقة والشرقانة والغرقانة والمكشكشة والمدحرجة والمكسوفة والمكشوفة، وصولاً إلى الهايصة واللايصة».

وترى خبيرة التسويق «أن كل هذه الاتجاهات ما هي إلا طرق لجذب انتباه المستهلك، لأن جميعها تتكون من طبقات الحلوى التقليدية مثل البسبوسة مع طبقات القشدة والكنافة وتوليفات أخرى تأخذ اسماً غير مألوف بهدف الجذب فقط، ولا يمكن تسميتها بصفة التجديد».

وتقول الطاهية المصرية ملك ذكري، مؤسسة علامة «كيكة»، إن الاندماج الثقافي بين المطبخ المصري والعربي أثرى سوق الحلوى، وخلق فرصاً واعدة. وأضافت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن ذوق المصريين بات أكثر تقبلاً للاتجاهات العصرية، كما غدا يتوق للتجارب العصرية والذوبان في مذاقات تنتمي لثقافات مختلفة، غير أن الأصالة والجودة هي معيار جذب المصريين أصحاب المزاج والذوق».

وتضيف ذكري أن تطوير مفهوم التحلية تأثر بمنصات التواصل الاجتماعي، وتقول: «عندما يشاهد المستهلك (تريند) يشعر بالرغبة في التجربة بحثاً عن الشعور بالانتماء للمجموعة، وهو سلوك يعزز الثقة بالنفس، غير أن الإقبال المؤقت لا يعني الاستمرارية، لا أعني بحديثي أن التطور مرفوض ويؤثر على هوية المطبخ المصري، بينما أعني أن ثمة اتجاهات تصعد وتنتشر بوتيرة متسارعة ثم تختفي نهائياً، الرهان هنا هو الجودة وتقديم مذاق مبتكر يبقى في الخيال ويدفع صاحبه لتكرار التجربة».

وتضرب ذكري مثالاً بحلوى «الكروكي»، وهي مزيج من طبقات الكرواسون مع الكوكيز، وتقول: «المزج بين رقائق الكرواسون والقوام الهش المقرمش للكوكيز أضاف تجربة لاقت استحسان المستهلك، لذلك اعتمدها عدد من صناع الحلوى، سواء في المحال الشهيرة أو أصحاب المشروعات الصغيرة».