شاشة الناقد

لقطة من «كل المال في العالم»
لقطة من «كل المال في العالم»
TT

شاشة الناقد

لقطة من «كل المال في العالم»
لقطة من «كل المال في العالم»

All The Money in the World
- إخراج: ريدلي سكوت
- ممثلون: ميشيل ويليامز، كريستوفر بلامر، مارك وولبرغ، تشارلي بلامر
- تقييم: (***) من خمسة
«كل المال في العالم» هو عن القصة الحقيقية لقيام عصبة راديكالية سنة 1973 بخطف بول غَتي الثالث (تشارلي بلامر) في روما مقابل فدية معتقدة أن والدته غايل (ميشيل ويليامز) لا ريب ثرية. لكن والدته كانت طلقت زوجها الذي هو ابن أغنى رجل في العالم آنذاك بول غَتي الأول (كريستوفر بلامر) وعاشت مكتفية بحياة متوسطة وعادية. الجد البخيل لم يكترث لزوجة ابنته ولا إلى حفيده ولو أن الخاطفين لا يعرفون ذلك.
عندما تتجه غايل إلى الجد لكي تطلب منه دفع الفدية المطلوبة (نحو 17 مليون دولار) يمتنع وحين يسأله الصحافيون عن ذلك يصارحهم بأنه لا ينوي الاستجابة للخاطفين، لأنه إذا ما فعل واجه سلسلة مماثلة من عمليات الاختطاف لاحقاً: «عندي 14 حفيداً إذا دفعت هذه الفدية سيكون عندي 14 فدية». عندما تكتشف العصابة الإيطالية أنها وصلت إلى طريق مسدود تبيع بول الشاب إلى المافيا الأكثر شراسة والأقل رأفة، وهذه تقوم بقطع جزء من أذن الشاب وترسلها إلى الصحافة.
لدى الجد مبرر واضح، لكنه يخفي قسوة قلب وبخل شديدين. هو خائف على ثروته حتى وإن كان ثمن ذلك التضحية بحفيد من أحفاده. في أحد المشاهد تنتقل الأم من روما، حيث كانت تتابع الوضع مع محقق سابق عمل مع جهاز المخابرات الأميركية (مارك وولبيرغ)، إلى لندن عندما يصل إليها نبأ أن الملياردير غير موقفه وقرر دفع الفدية. النبأ يسعدها إذ جاء بعد مراوغة الجد وممانعته الطويلة. لكنها تكتشف أن الرجل ما زال يزن الأمور مادياً إذ يشير لها قائلاً: «القانون لا يعفي المال الذي يُدفع كفدية من الضرائب، لكني وجدت أخيراً الطريق إلى ذلك».
ليس غايل وحدها التي لا تصدّق ما تسمعه بل المشاهد أيضاً، وفي مشهد سابق عندما أرادت غايل استخدام الهاتف من قصر والد زوجها يشير لها أحد الخدم بكل لطف إلى «كابينة» هاتف لندنية حمراء نصبها الملياردير في قاعة قصره لكي يستخدمها ضيوفه بنقودهم الخاصة. حين لا تجد النقود، يخرج لها الخادم بطاقة هاتفية تستطيع أن تشتريها للغاية. كل شيء جاهز في عالم بول غَتي وقائم على عدم استعداده لهدر دولار واحد من ملياراته.
يعالج المخرج ريدلي سكوت كتاب جون بيترسون (الصادر سنة 1995) برصانته المعهودة. ويمنح الأمكنة دلالتها كما الشخصيات تفاصيلها الضرورية.
لكن الفيلم ليس رواية بوليسية من النوع الشائع، تلك التي تدور حول حادثة خطف وتهديدات بالقتل ومحاولة الطرف المعني تدبير المبلغ. وليس فيه مواجهة مسلحة بين الأطراف خلال تلك المحنة. لا بطل يقتحم المعقل ويقتل وينقذ حياة المخطوف ولا معارك كر وفر. لا ننسى أن الفيلم في الأساس هو فيلم قائم على حكاية واقعية، وهو يذكرنا أن حلول الواقع ليست كحلول الخيال. في الوقت ذاته الذي ينفصل فيه الفيلم عن ذلك التقليد السائد، يقترب من طرح موضوع الثراء الفاحش للجد. حسب الفيلم يعيش هؤلاء حياة لا علاقة لها بحياتنا نحن، إنهم منفصلون لدرجة أن حياتهم تبدو كما لو كانت تدور فوق كوكب آخر.
(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة


مقالات ذات صلة

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

يوميات الشرق الممثل البريطاني راي ستيفنسون (أ.ب)

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

توفي الممثل البريطاني راي ستيفنسون الذي شارك في أفلام كبرى  مثل «ثور» و«ستار وورز» عن عمر يناهز 58 عامًا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد في برنامج «العرافة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، اهتمام الجمهور المصري، خلال الساعات الماضية، وتصدرت التصريحات محرك البحث «غوغل» بسبب رده على زميله الفنان محمد هنيدي الذي قدم رفقته منذ أكثر من 25 عاماً فيلم «إسماعيلية رايح جاي». كشف فؤاد خلال الحلقة أنه كان يكتب إفيهات محمد هنيدي لكي يضحك المشاهدين، قائلاً: «أنا كنت بكتب الإفيهات الخاصة بمحمد هنيدي بإيدي عشان يضحّك الناس، أنا مش بغير من حد، ولا يوجد ما أغير منه، واللي يغير من صحابه عنده نقص، والموضوع كرهني في (إسماعيلية رايح جاي) لأنه خلق حالة من الكراهية». واستكمل فؤاد هجومه قائلاً: «كنت أوقظه من النوم

محمود الرفاعي (القاهرة)
سينما جاك ليمون (يسار) ومارشيللو ماستروياني في «ماكاروني»

سنوات السينما

Macaroni ضحك رقيق وحزن عميق جيد ★★★ هذا الفيلم الذي حققه الإيطالي إيتوري سكولا سنة 1985 نموذج من الكوميديات الناضجة التي اشتهرت بها السينما الإيطالية طويلاً. سكولا كان واحداً من أهم مخرجي الأفلام الكوميدية ذات المواضيع الإنسانية، لجانب أمثال بيترو جيرمي وستينو وألبرتو لاتوادا. يبدأ الفيلم بكاميرا تتبع شخصاً وصل إلى مطار نابولي صباح أحد الأيام. تبدو المدينة بليدة والسماء فوقها ملبّدة. لا شيء يغري، ولا روبرت القادم من الولايات المتحدة (جاك ليمون في واحد من أفضل أدواره) من النوع الذي يكترث للأماكن التي تطأها قدماه.

يوميات الشرق الممثل أليك بالدوين يظهر بعد الحادثة في نيو مكسيكو (أ.ف.ب)

توجيه تهمة القتل غير العمد لبالدوين ومسؤولة الأسلحة بفيلم «راست»

أفادت وثائق قضائية بأن الممثل أليك بالدوين والمسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست» هانا جوتيريز ريد اتُهما، أمس (الثلاثاء)، بالقتل غير العمد، على خلفية إطلاق الرصاص الذي راحت ضحيته المصورة السينمائية هالينا هتشينز، أثناء تصوير الفيلم بنيو مكسيكو في 2021، وفقاً لوكالة «رويترز». كانت ماري كارماك ألتوايز قد وجهت التهم بعد شهور من التكهنات حول ما إن كانت ستجد دليلاً على أن بالدوين أبدى تجاهلاً جنائياً للسلامة عندما أطلق من مسدس كان يتدرب عليه رصاصة حية قتلت هتشينز. واتهم كل من بالدوين وجوتيريز ريد بتهمتين بالقتل غير العمد. والتهمة الأخطر، التي قد تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات، تتطلب من المدعين إقناع

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سينما سينما رغم الأزمة‬

سينما رغم الأزمة‬

> أن يُقام مهرجان سينمائي في بيروت رغم الوضع الصعب الذي نعرفه جميعاً، فهذا دليل على رفض الإذعان للظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها البلد. هو أيضاً فعل ثقافي يقوم به جزء من المجتمع غير الراضخ للأحوال السياسية التي تعصف بالبلد. > المهرجان هو «اللقاء الثاني»، الذي يختص بعرض أفلام كلاسيكية قديمة يجمعها من سينمات العالم العربي من دون تحديد تواريخ معيّنة.


«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
TT

«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)

لم تكن الحياة في غزة سهلة أو حتى طبيعية قبل حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لكن حتى هذه الأيام يحن لها الآن الناجون من القطاع ويتمنون استعادتها، ومنهم نادين وعائلتها أبطال الفيلم الوثائقي «وين صرنا؟» الذي يمثل التجربة الإخراجية والإنتاجية الأولى للممثلة التونسية درة زروق، والذي لفت الأنظار خلال العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

يستعرض الفيلم على مدى 79 دقيقة رحلة نزوح نادين وطفلتيها التوأمتين وإخوتها وأمها من حي تل الهوى بمدينة غزة يوم 13 أكتوبر 2023 وصولاً إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب.

ويعتمد في مجمله على سرد أفراد العائلة في القاهرة لذكريات حياتهم في غزة قبل الحرب ومغادرتهم منزلهم قسراً بناء على أمر إخلاء من القوات الإسرائيلية، حاملين معهم أبسط المتعلقات الشخصية على أمل العودة قريباً وانتقالهم إلى مخيم النصيرات، ثم رفح.

وفي مقابل ارتياح مؤقت بالنجاة من قصف مكثف حصد آلاف الأرواح من بينهم جيرانها وأصدقاؤها، يعتصر الخوف قلب نادين بسبب زوجها عبود الذي لم يستطع الخروج مع العائلة وظل عالقاً في غزة.

ويظهر عبود في لقطات من غزة معظمها ملتقط بكاميرا الهاتف الجوال وهو يحاول تدبير حياته بعيداً عن الأسرة، محاولاً إيجاد سبيل للحاق بهم في القاهرة حتى يكلل مسعاه بالنجاح.

وفي رحلة العودة يمر عبود بشواطئ غزة التي اكتظت بالخيام بعدما كانت متنفساً له ولأسرته، والأحياء والشوارع التي دُمرت تماماً بعدما كان يتسوق فيها ويعمل ويعيل عائلته رغم الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، ويتساءل قائلاً: «يا الله... وين كنا ووين صرنا؟!».

وقالت الممثلة درة زروق مخرجة الفيلم قبل عرضه العالمي الأول، أمس (الجمعة)، في دار الأوبرا المصرية ضمن الدورة الخامسة والأربعين للمهرجان: «أبطال الفيلم ناس حقيقية من فلسطين... كلنا عملنا الفيلم بحب وإيمان شديد بالقضية الإنسانية اللي بنتكلم عنها».

وأضافت حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: «حبيت أقرب منهم من الجانب الإنساني، المشاعر؛ لأنهم عمرهم ما هيبقوا أرقام، هما ناس تستحق كل تقدير، وشعب عظيم».

وينافس الفيلم ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» في المهرجان الذي يختتم عروضه يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني).