الكركم يشحذ قدرات الذاكرة لدى الإنسان

إضافة الفلفل الأسود إليه ترفع من امتصاص الأمعاء له بنسبة 2000 %

الكركم يشحذ قدرات الذاكرة لدى الإنسان
TT
20

الكركم يشحذ قدرات الذاكرة لدى الإنسان

الكركم يشحذ قدرات الذاكرة لدى الإنسان

عرض الباحثون من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو فائدة صحية جديدة لإضافة الكركم إلى الأطعمة، وذلك من خلال نتائج دراستهم المنشورة ضمن الإصدار الإلكتروني لعدد 19 يناير (كانون الثاني) من المجلة الأميركية للطب النفسي للمسنين American Journal of Geriatric Psychiatry. وضمن الدراسات العلمية للطب المبني على الأدلة والبراهين العلمية، ووفق ما أفاد به الباحثون في دراستهم الطبية الجديدة هذه، فإن التناول اليومي لكمية من مادة الكركمين Curcumin يعمل على تحسين مستوى الذاكرة ورفع مستوى الحالة المزاجية.
- مادة الكركمين
هذا، وتعتبر مادة الكركمين العنصر الغذائي الأساسي في مكونات جذور الكركم Turmeric، وهي المادة التي تُعطيها اللون الأصفر الذهبي الذي يُميزها من بين خليط مكونات بهارات الكاري الهندي، وهي أيضاً المادة التي تركّز عليها البحوث العلمية والطبية باعتبارها تُصنف علمياً كـ«بوليفينول» Polyphenol، أي مادة ذات قدرات بيولوجية نشطة في الجسم.
وتذكر نشرات المركز الأميركي الوطني للطب التكميلي والبديل NCCAM، التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة، أن الكركم، وأسمه العلمي «كركم لونغا» Curcuma Longa، كان له في السابق مجموعة واسعة من الاستخدامات في الطب الشعبي لمناطق الهند والشرق الأوسط لمعالجة حالات أمراض الجهاز التنفسي والمفاصل والآلام والإعياء.
وفي الوقت الحالي، له استخدام واسع ضمن توابل الطهي في مسحوق الكاري رغم إشارة الكثير من الدراسات الطبية والعلمية الحديثة التي لاحظت أن له خصائص علاجية من الممكن أن تُفيد في بعض الأمراض ذات الارتباط بالالتهابات مثل روماتزم المفاصل واضطرابات المعدة والأمراض الجلدية وأمراض الكبد والمرارة والإصابات السرطانية وغيرها من الحالات.
وتُضيف قائلة: «لدينا الكثير من البحوث حول الكركم في الكثير من الحالات المرضية والصحية. ومن نتائج تلك الدراسات نعلم أن الكركم على سبيل المثال يُخفف آلام الركبة في حالات روماتزم الفصال العظمي Osteoarthritis كما يفعل عقار البروفين، ويُخفف من تهيج الجلد بعد تلقي العلاج بالأشعة في حالات سرطان الثدي، ويُقلل من احتمالات عودة الجلطة القلبية لمنْ تم إجراء عمليات القلب المفتوح للتخطي بالشرايين. وهناك دراسات طبية تجري حالياً ويدعمها المركز الأميركي الوطني للطب التكميلي والبديل لدراسة تأثيرات الكركم في حالات مرض ألزهايمر والتهابات المفاصل الروماتويدي والسكري وسرطان كل من البروستاتا والقولون وكأحد مكونات غسول الفم لمقاومة تسوس الأسنان.
- شحذ الذاكرة
وفي هذه الدراسة الطبية الحديثة، قام باحثو جامعة كاليفورنيا بفحص تأثيرات تناول نوعية سهلة الامتصاص لمادة الكركمين على مستوى أداء قدرات الذاكرة عند الأشخاص الذين يُعانون من صعوبات متوسطة الشدة من «ضعف الذاكرة المرتبط بتقدم العمر» Age - Related Memory Loss، أي الذين لا يُعانون من حالة عته الخرف Dementia. وأيضاً قام الباحثون بفحص تأثيرات تناول الكركمين على التغيرات الميكروسكوبية التي تتكون بالتدرج في دماغ المُصابين بحالة مرض ألزهايمر Alzheimer's Disease، وخاصة منها لويحات بروتينات أميلويد Amyloid Plaques وتشابكات بروتينات تاو Tau Tangles التي تميز التغيرات الميكروسكوبية المرضية في أنسجة الدماغ لدى مرضى ألزهايمر.
وعلق الدكتور غاري سمال، الباحث الرئيس في الدراسة ومدير قسم الطب النفسي للمسنين في مركز المعمّرين بجامعة كاليفورنيا ورئيس قسم الشيخوخة النفسية في معهد سيمل لعلم الأعصاب والسلوك البشري بنفس الجامعة، بالقول: «لسنا متأكدين بالضبط كيف بإمكان مادة الكركمين أن تقوم بهذه التأثيرات الصحية الإيجابية لتحسين مستوى الذاكرة والمزاج، ولكن قد يكون السبب راجعاً إلى قدرة مادة الكركمين على تخفيف حدة العمليات الالتهابية في الدماغ، وهي العمليات الالتهابية المرتبطة بآليات نشوء الإصابات بمرض ألزهايمر وبالاكتئاب الشديد».
وتراوحت أعمار المشمولين بالدراسة ما بين 50 و90 سنة، وكانوا ممنْ لديهم شكوى ليست شديدة في قدرات الذاكرة، وتم تقسيمهم بشكل عشوائي إلى مجموعتين، مجموعة تناول أفرادها كبسولات دوائية تحتوي على 90 مليغراما من مادة الكركمين، وذلك مرتين كل يوم، ومجموعة أخرى تناولت كبسولات شبيهه ولكنها خالية من مادة الكركمين، أي كبسولات وهمية. وتمت متابعة تأثيرات تناول كل منهما لدى المجموعتين لمدة 18 شهراً.
وفي بداية الدراسة تم إجراء تقييم قدرات المعرفة الذهنية والذاكرة، ثم تمت إعادة إجراء هذا التقييم في كل ستة أشهر. كما تمت متابعة مستوى مادة الكركمين في الدم عبر إجراء تحليل لعينة من الدم في بداية الدراسة ونهايتها. كما تم لمجموعة منهم إجراء التصوير المقطعي بالانبعاث البيزوتروني PET Scan لتحديد مستويات أميلويد Amyloid وتاو Tau في أدمغتهم عند بداية الدراسة وبعد 18 شهراً.
- تقوية التركيز الذهني
ووجد الباحثون أن الناس الذين تناولوا الكركمين ظهرت لديهم تحسن في الذاكرة وقدرات التركيز الذهني، وذلك بمقدار «كبير» كما قال الباحثون، في حين لم تظهر هذه التحسنات لدى الأشخاص الذين تلقوا العلاج الوهمي الخالي من مادة الكركمين. وأضاف الدكتور سمال بأن نتائج اختبارات تقييم الذكاء أظهرت حصول تحسن بنسبة 28 في المائة لدى الذين تناولوا الكركمين لمدة 18 شهراً، كما ظهر تحسن طفيف لديهم في الحالة المزاجية العامة، وأيضاً تمت ملاحظة بعض التغيرات في نتائج التصوير المقطعي بالانبعاث البيزوتروني عند مقارنة نتائج ذلك بين مجموعة منْ تناولوا مادة الكركمين ومجموعة منْ لم يتناولوها، والتي أظهرت أن لدى متناولي الكركمين حصل تناقص كمية لويحات بروتينات أميلويد وتشابكات بروتينات تاو، وذلك بمقدار واضح كما قال الباحثون، في كل من منطقة «ما تحت المهاد» Hypothalamus ومنطقة «اللوزة» Amygdala ضمن مناطق مكونات أجزاء الدماغ البشري، وهو ما لم يحصل لدى منْ لم يتناولوا الكركمين.
وأضاف البروفسور سمال قائلاً: «هذه النتائج تشير إلى أن أخذ هذا السلوك الغذائي الآمن في تناول الكركمين يمكن أن يُوفر فوائد إدراكية ذات مغزى على مر السنين». وبعد هذه النتائج الإيجابية المشجعة، يعتزم الباحثون تطوير دراستهم لتشمل عدداً أكبر من الناس، ولتشمل كذلك أشخاصاً يُعانون بالفعل من حالة الاكتئاب.
وفي دراسات سابقة نشر الباحثون من مركز أندرسون للسرطان بجامعة تكساس نتائجهم بعنوان «الفوائد العلاجية للكركمين: الدروس المستفادة من التجارب السريرية»، وذلك ضمن عدد يناير (كانون الثاني) 2013 من مجلة الرابطة الأميركية لعلماء الصيدلة Journal of the American Association of Pharmaceutical Scientists، وقالوا فيها: «وقد أظهرت الأبحاث واسعة النطاق على مدى نصف القرن الماضي أن الكركمين، وهو العنصر الذهبي في توابل الكركم، يمكن أن يُعّدل مسارات متعددة للإشارات في الخلايا. وقد تناولت التجارب السريرية واسعة النطاق على مدى ربع القرن الماضي السلامة الدوائية وفعالية هذه المادة ضد الكثير من الأمراض في البشر».
- الكركم والفلفل
وقد لوحظت بعض الآثار الواعدة في المرضى الذين يعانون من مختلف الأمراض المرتبطة بالالتهابات بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل والتهاب قزحية العين والتهاب المستقيم التقرحي ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي ومرض القولون العصبي والتهاب البنكرياس الاستوائي والقرحة الهضمية وقرحة المعدة، والحزاز المسطح الفموي، والبهاق، والصدفية، ومتلازمة الشريان التاجي الحادة، وتصلب الشرايين، ومرض السكري، واعتلال الكلية السكري، واعتلال الأعصاب السكري السكري، والتهاب الكلية الذئبة، والثلاسيميا، وخلل الحركة الصفراوية، ومرض ديجيرين - سوتاس، والتهاب البروستات الجرثومي المزمن». وهي كلها جوانب تناولتها البحوث الطبية، وتحتاج إلى المزيد من التعمق وتوسيع نطاق عدد الناس المشمولين بالدراسة.
وتذكر كثير من المصادر العلمية أن تأثيرات مادة الكركمين ناجمة عن خصائصها المضادة للالتهابات Anti - Inflammatory Effects وكونها مادة مضادة للأكسدة Antioxidant Effects، ولكن تظل المشكلة الأكبر لاستفادة الجسم منها، عند تناول مسحوق جذور الكركم في بهارات الكاري وغيره، هو ضعف امتصاص الأمعاء لهذه المادة وعدم ارتفاع نسبتها في الدم كي تصل إلى أنسجة وخلايا والجسم المختلفة. والسبب في ذلك إضافة إلى ضعف امتصاص الأمعاء، بسبب تأثيرات عصارات الجهاز الهضمي، هو التحلل السريع لمادة الكركمين بعد امتصاصها وسرعة تخلص الكبد منها. وهناك الكثير من الدراسات العلمية التي حاولت التغلب على هذه المشكلة لإبطاء تحلل مادة الكركمين وتحسين فرص بقاء حيويتها Bioavailability في داخل الجسم، وأحد تلك العناصر التي تم اختبارها على الإنسان وأثبت جدواه، هو إضافة الفلفل الأسود، وهو ما دلت التجارب العلمية أن بفعل مادة بيبرين الحارّة Piperine الموجودة في الفلفل الأسود ترتفع نسبة مادة الكركمين في الجسم بعد تناول الكركم بنسبة تصل إلى 2000 في المائة.
- خليط بهارات الكاري
> نلحظ أن الفلفل الأسود جزء مهم في مكونات خليط بهارات الكاري الهندي. والكاري عبارة عن مزيج لمسحوق عدد من أنواع البهار، ولا تُوجد تركيبة واحدة لخلطة الكاري، بل ثمة عدة تركيبات وخلطات، كلها يُمكن إطلاق لفظ كاري عليها. وغالبية ما هو متوفر في الأسواق العالمية من مسحوق الكاري يشمل مزيجاً لكل من الكركم Turmeric وبذور الكزبرة Coriander والفلفل الأسود Black Pepper والكمون Cumin والحلبة Fenugreek، ثم تتنوع الإضافات بحسب الأذواق ونوعية الأطباق المُراد طهيها، لتشمل إما الزنجبيل Ginger أو الثوم Garlic أو القرفة Cinnamon أو القرنفل (المسمار) Clove أو بذور الخردل Mustard Seed أو بذور الشمر Fennel Seed أو جوزة الطيب Nutmeg أو الهيل الأخضر العادي Cardamom Green أو الهيل الهندي الأسود Black Cardamom أو الفلفل الأحمر Red Pepper، ولذا فإن ثمة كاري أصفر وكاري أحمر وكاري بنيا، باختلاف اللون الغالب لمكوناته.


مقالات ذات صلة

طنين الأذن... ما أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟

صحتك طنين الأذن حالة شائعة تُصيب ما بين 10 و25 في المائة من البالغين عالميّاً (متداولة)

طنين الأذن... ما أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟

إذا كنت تسمع رنيناً مستمرّاً أو أصواتاً غريبة في أذنك دون مصدر خارجي، فأنت تُعاني مما يُعرف ﺑ«طنين الأذن».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك أشخاص يسيرون في أحد شوارع تورنتو بكندا يوم 8 سبتمبر 2022 (رويترز)

دراسة تكشف: عادة بسيطة قد تنقذ حياتك من أمراض القلب

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «هارت» الطبية أن زيادة سرعة المشي قد تقلل خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الذكاء الاصطناعي والمجهر الذري يرصدان سرطان الفم بدقة غير مسبوقة

الذكاء الاصطناعي والمجهر الذري يرصدان سرطان الفم بدقة غير مسبوقة

أداة مطورة للتشخيص الطبي

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
صحتك يُنصح بتقليل التعرّض للشاشات (جامعة ستانفورد)

مع تزايد تعرضنا للشاشات... كيف نحمي عيوننا من الإجهاد الرقمي؟

أصبح إجهاد العين الرقمي مشكلة صحية عامة بالغة الأهمية تُؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم مع تزايد اعتمادنا على الأجهزة الرقمية في العمل والتعليم والحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم صحة الفم لا تنحصر في تطابق الابتسامة مع معايير جمالية غير واقعية

صحة الفم لا تنحصر في تطابق الابتسامة مع معايير جمالية غير واقعية

الابتسامة انعكاس للصحة والثقة بالنفس والراحة النفسية

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)

مع تزايد تعرضنا للشاشات... كيف نحمي عيوننا من الإجهاد الرقمي؟

يُنصح بتقليل التعرّض للشاشات (جامعة ستانفورد)
يُنصح بتقليل التعرّض للشاشات (جامعة ستانفورد)
TT
20

مع تزايد تعرضنا للشاشات... كيف نحمي عيوننا من الإجهاد الرقمي؟

يُنصح بتقليل التعرّض للشاشات (جامعة ستانفورد)
يُنصح بتقليل التعرّض للشاشات (جامعة ستانفورد)

أصبح إجهاد العين الرقمي مشكلة صحية عامة بالغة الأهمية تُؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم مع تزايد اعتمادنا على الأجهزة الرقمية في العمل والتعليم والحياة اليومية، مما يزيد من المخاطر الصحية لأعيننا.

وقالت أستاذة طب العيون في جامعة بليموث البريطانية، دانييلا أورينج، بمقال نشره موقع «كونفرسيشن»، إن إجهاد العين الرقمي وباءٌ صامت يجتاح العالم في عصر تُهيمن فيه الشاشات على حياتنا اليومية.

وأضافت أن الدراسات الحديثة تُظهر صورةً قاتمة، فقد يُصاب ما يصل إلى 50 في المائة من مستخدمي الكمبيوتر بإجهاد العين الرقمي، الذي يتميّز بمجموعة من الأعراض؛ منها: الجفاف، وسيلان الدموع، والحكة، والحرقان، وعدم وضوح الرؤية أو حتى ازدواجها، وقد تُشير إلى مشكلات مزمنة مُحتملة يُمكن أن تُؤثر بشكل كبير في جودة حياة الشخص وإنتاجيته.

يُمكن دمج مسح شبكية العين السريع في مراكز الرعاية الصحية (جامعة أريزونا)
يُمكن دمج مسح شبكية العين السريع في مراكز الرعاية الصحية (جامعة أريزونا)

وذكرت أن «جائحة كوفيد» قد فاقمت الأزمة؛ حيث أدت إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي إلى زيادة وقت استخدام الشاشة إلى مستويات غير مسبوقة.

ويرتبط الارتفاع الملحوظ في استخدام الأجهزة الرقمية خلال الجائحة بارتفاع حاد في أمراض سطح العين، واضطرابات الرؤية، وإجهاد العين الرقمي.

الآثار غير المرئية للاعتماد الرقمي

ولكن ماذا يحدث بالضبط لأعيننا عندما نحدّق في الشاشات لفترات طويلة؟ يكمن الجواب في التركيب البيولوجي المعقد لجهازنا البصري.

وقالت إن عند التركيز على الشاشات الرقمية ينخفض ​​معدل رمش العين، وتجهد أعيننا للحفاظ على التركيز على الأشياء القريبة لفترات طويلة، ويؤدي انخفاض الرمش والتركيز القريب المستمر إلى سلسلة من مشكلات العين، من تهيج خفيف إلى جفاف مزمن.

وتتنوع أعراض إجهاد العين الرقمي، وغالباً ما تكون خفية، وتتراوح من أعراض ملحوظة فوراً، مثل إجهاد العين وجفافها وعدم وضوح الرؤية، إلى أعراض أكثر دقة، مثل: الصداع وآلام الرقبة، ورغم أن هذه الأعراض غالباً ما تكون عابرة، فإنها قد تصبح مستمرة ومُنهكة إذا تُركت دون علاج.

وذكرت أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات ليس السبب الرئيسي لإجهاد العين الرقمي.

وأوضحت أنه في حين أن الضوء الأزرق قد يُسهم في إجهاد العين واضطراب أنماط النوم، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع على أنه يُسبّب تلفاً دائماً للعين، ولكن الأسباب الحقيقية هي بيئة العمل السيئة، والعمل المُكثّف، وقلة الرمش.

وبشأن كيفية حماية بصرنا في عالمنا المُركّز على الشاشات، قالت: «يكمن الحل في نهج مُتعدد الجوانب يجمع بين التغيرات السلوكية، والتعديلات البيئية، والتدخلات الطبية عند الضرورة»، ونصحت بتطبيق قاعدة «20-20-20»، وهي استراتيجية بسيطة وفعّالة لحماية عينيك من الإجهاد الرقمي.

وقالت: «كل 20 دقيقة، خذ استراحة لمدة 20 ثانية للتركيز على شيء يبعد 20 قدماً، وتسمح هذه الاستراحة القصيرة لعضلات عينيك بالاسترخاء، مما يُقلّل من الإجهاد المُصاحب للعمل المُستمر في التركيز القريب».

سيدة تشكو من ألم في العين (رويترز)
سيدة تشكو من ألم في العين (رويترز)

ولفتت إلى أنه على الرغم من التوصية بتلك القاعدة على نطاق واسع، فإنها لم تُدرس بدقة، ولكن مبدأ أخذ فترات راحة مُتكررة سليم.

وذكرت: «تلعب العوامل البيئية دوراً أساسياً في الحفاظ على راحة العين في أثناء استخدام الشاشة، ويمكن للإضاءة المناسبة والرطوبة الكافية وجودة الهواء الجيدة أن تؤثر بشكل كبير في صحة العين».

ونصحت باستخدام مصابيح قابلة للتعديل لتوجيه الضوء بعيداً عن عينيك، واستخدام جهاز ترطيب للحفاظ على مستويات الرطوبة، واستخدام جهاز تنقية الهواء لإزالة الجسيمات المزعجة في الجو.

وقالت: «يُعدّ الجلوس بشكل مريح مهماً، لذا ضع شاشتك على بُعد ذراعك وأسفل مستوى العين قليلًا لتقليل إجهاد الرقبة، وزد حجم الخط لتقليل التحديق، وتأكد من أن كرسيك يوفّر دعماً مناسباً للظهر لضمان وضعية جيدة».

وتابعت: «بالنسبة إلى من يعانون من أعراض مستمرة، فإن المساعدة ضرورية، ويمكن لأطباء العناية بالعين إجراء فحوصات شاملة لتحديد مشكلات مثل جفاف العين، ويمكنهم وصف علاجات محددة، بدءاً من نظارات العين المتخصصة وصولاً إلى الأدوية التي تعالج مشكلات معينة».

أكدت عدة دراسات التأثير السلبي للإفراط في استخدام الشاشات على الصحة (رويترز)
أكدت عدة دراسات التأثير السلبي للإفراط في استخدام الشاشات على الصحة (رويترز)

وأكدت: «في هذا العصر الرقمي، من المهم اتخاذ تدابير لحماية بصرنا من خلال التعرف على علامات إجهاد العين الرقمي، وتطبيق استراتيجيات وقائية، وطلب الرعاية الطبية المتخصصة في الوقت المناسب، يُمكننا تقليل المخاطر المرتبطة بأنماط حياتنا التي تعتمد على الشاشات».

وذكرت أن «مواجهة إجهاد العين الرقمي ليس مستحيلاً. فمع التوعية والتثقيف، يُمكننا الاستفادة من مزايا التكنولوجيا الرقمية دون المساس ببصرنا، وتذكر أن تأخذ فترات راحة، وأن ترمش كثيراً، ولا تتردد في طلب المساعدة الطبية إذا كنت تعاني من أعراض مستمرة. وبذلك، ستتخذ خطوات حاسمة نحو ضمان رؤية واضحة ومريحة».