من البيتزا إلى كرة القدم... قصة الصفقات الأولى المعقودة بعملة الـ«بيتكوين»

العملة الرقمية بيتكوين (رويترز)
العملة الرقمية بيتكوين (رويترز)
TT

من البيتزا إلى كرة القدم... قصة الصفقات الأولى المعقودة بعملة الـ«بيتكوين»

العملة الرقمية بيتكوين (رويترز)
العملة الرقمية بيتكوين (رويترز)

لم تستطع العملة الرقمية "بيتكوين" الحد من خسائرها المتواصلة منذ بداية العام الجديد، ففقدت 44.2 مليار دولار من قيمتها السوقية في شهر يناير (كانون ثاني) وحده، بعدما بلغت نحو مائتي مليار دولار مطلع هذا العام، لتسجل بذلك أقوى خسارة شهرية في تاريخها.
وبالرغم من تواصل هبوب عاصفة التراجع التي تضرب الـ"بيتكوين"، قرر نادي تركي لكرة القدم أكمال أول صفقة انتقال في تاريخ البلاد باستخدام هذه العملة الرقمية.
وقام هارون أوسطا سبور، وهو ناد محلي في دوري الهواة، بتوقيع عقد مع عمر فاروق كيروغلو (22 عاما) مقابل بتكوين بقيمة 2000 ليرة، أي 531.70 دولار أميركي، إضافة إلى 2500 ليرة تركية نقدا.
وأعلن خلدون شهيد رئيس النادي أن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها لناد رياضي في تركيا وحول العالم. وأضاف: "فعلنا هذا لنصنع لأنفسنا اسما في البلاد والعالم... نحن فخورون بهذا".
ومع ان هذه العملية هي الأولى بتاريخ عالم كرة القدم والنوادي الرياضية، إلا انها ليست المرة الوحيدة التي يبرم فيها صفقة باستخدام البيتكوين.

-أول صفقة تجارية
بدأ الياباني ساتوشي ناكاموتو بالعمل على عملة الـ"بيتكوين" سنة 2007 في اليابان. وسجل موقع العملة رسميا عام 2008، وأطلقت النسخة الأولى من العملة بعدها بسنة.
وفي نفس العام أيضا (2009)، أبرم ناكاموتو صفقة تجريبية لعملة البيتكوين مع هال فيني بمبلغ وقدره 100 بيتكوين.
أما أول صفقة تجارية حقيقية، فكانت عام 2010، عندما أشترى لازلو هانيتش بيتزا بـ 10.000 بيتكوين.

-أول صفقة شحن
اقدمت كل من تركيا وروسيا على إبرام أول صفقة شحن باستخدام "بتكوين" في التاريخ في ديسمبر (كانون أول) من العام الماضي، ذلك عبر إرسال ناقلة بحرية تحمل قمحاً من روسيا إلى تركيا، وفقاً لما كشفت عنه مؤسسة "بريم شبينغ فوندشن" التي أشرفت على إنجاز المعاملات.
وأصدر وقتها الرئيس التنفيذي للمؤسسة إيفان فيكولوف بيانا شرح فيه إن هذه الشحنة تأتي ضمن إطار تجريبي، وتابع: "نحاول تطوير نظام دفع عابر للحدود أسهل وأسرع مما هو قائم الآن، لكن على أي حال نجحت أول صفقة شحن تتم تسويتها بالعملة الرقمية."
وقامت سفن الشحن البحرية بنقل أكثر من 3000 طن متري من القمح من مدينة روستوف-نا-دونو إلى سامسون.
وجاء الاعلان، وفقا لـموقع "بلومبرغ" بعد وقت قصير من الكشف عن اول صفقة تجارية للسلع الزراعية بإستخدام "البيتكوين"، والتي قامت بها احدى اكبر شركات المواد الغذائية في العالم، لويس دريفوس.
وعقدت الشركة البالغة من العمر 166 عاما عقدا لبيع شحنة من فول الصويا الاميركي الى شركة شاندونغ بوهي الصناعية الصينية عبر اللجوء الى هذه العملة الرقمية.

-بيع أول منزل
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في ديسمبر 2017 تقريرا يظهر عملية بيع لمنزل بالقرب من العاصمة البريطانية لندن، بإستخدام عملة بيتكوين.
وأشارت الصحيفة الى ان المنزل يتألف من 4 غرف نوم، ويعد واحدا من 32 منزلا جاري ترميمها في منطقة كولشستر، حول القرية الخضراء الحديثة. وتم بيع المنزل بـ350 ألف جنيه إسترليني بالعملة التقليدية، لكن تم الدفع من خلال عملة "بيتكوين"، ليكون أول منزل في العالم يباع بهذه الطريقة.
وذكرت الصحيفة أيضا، ان مواطنا أميركيا عرض شقة بمدينة ميامي الأميركية للبيع في الشهر نفسه، واشترط ان تتم الصفقة بواسطة عملة "البيتكوين" فقط، ليكون أول عقار يتم الإعلان عنه الولايات المتحدة الأميركية بمقابل من العملات الرقمية.

-ماذا يمكن ان تشتري البيتكوين؟
يتساءل الكثيرون عن الأشياء التي يمكنهم شراءها بالـ"بيتكوين"، والأماكن التي تقبل التداول عبرها. وأبرز هذه الشركات، عملاق الخدمات الحاسوبية "مايكروسوفت" الذي قام بإضافة البيتكوين كوسيلة دفع لمنتجاته عام 2014.
ومن بين أهم الشركات التي تقبل التعامل بالبيتكوين أيضا، شركة الحواسيب "ديل"، الموقع العالمي "اوفر ستوك" لبيع المفروشات، المتجر الالكتروني الضخم "نيوويغ"، شركة المنتجات الغذاية الفرنسية "مونوبريكس"، وعدد كبير من المحال والمتاجر العالمية الأخرى.
أما في العالم العربي، ورغم ان العملات الافتراضية لا تزال في مرحلة النضوج، قامت شركة "أنغامي"، وهي منصة للموسيقى الإلكترونية، بالإعلان عن قبولها الدفع بالبيتكوين مقابل الاشتراك بخدماتها.


مقالات ذات صلة

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

الاقتصاد عملة «البتكوين» في صورة توضيحية تم التقاطها في «لا ميزون دو بتكوين» بباريس (رويترز)

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

لامست «البتكوين» أعلى مستوى قياسي جديد، يوم الجمعة، مع توجه أنظارها نحو حاجز 100 ألف دولار، في ارتفاع مذهل للعملة المشفرة مدفوع بتوقعات بيئة تنظيمية أكثر ودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيلات عملات الريبل والبتكوين والإيثيريوم واللايتكوين الرقمية (رويترز)

عصر ذهبي جديد للعملات المشفرة مع تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

وسط موجة من التفاؤل والتوقعات بتحولات جذرية، حافظت سوق العملات المشفرة على زخم صعودي قوي عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

قطاع العملات المشفرة ينتظر العوائد بعد أن «أنفق الكثير» لإعادة انتخاب ترمب

ضخت لجان العمل السياسي الرائدة بصناعة العملات المشفرة 131 مليون دولار بسباق الانتخابات الأميركية الأخيرة للمساعدة في انتخاب مشرّعين مؤيدين للعملات المشفرة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب متحدثاً في مؤتمر «بتكوين 2024» بولاية تينيسي (رويترز)

فوز ترمب يعزز «البتكوين»... فهل نشهد «عصراً ذهبياً» للعملة المشفرة؟

اقتربت عملة البتكوين من عتبة الـ80 ألف دولار للمرة الأولى وذلك بفضل التفاؤل بشأن فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية

هدى علاء الدين (بيروت) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد دونالد ترمب يلوح بيده في حدث لـ«البتكوين» بولاية تينيسي الأميركية (رويترز)

انطلاقة متعثرة لمنصة ترمب للعملات المشفَّرة

شهدت منصة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب للعملات المشفَّرة انطلاقة متعثرة، إذ لم يشترِ غير عدد قليل جداً من المستثمرين وحدات عملته الرقمية التي أتيحت للبيع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
TT

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)
جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

يستضيف أحد أفخم فنادق باريس، آخر الشهر الحالي، المناسبة السنوية الدورية المعروفة بـ«حفل المبتدئات». وهي سهرة راقصة وباذخة لتقديم فتيات ما يُسمَّى بالطبقة المخملية إلى المجتمع. بعد ذلك تصبح كل واحدة منهنّ وجهاً حاضراً في حفلات المشاهير وهدفاً للمصوّرين وللصحافة الشعبية.

تشارك في الحفل هذا العام 17 شابة تراوح أعمارهن بين 16 و21 عاماً، وفق الشرط الخاص بهذا التقليد؛ ينتمين إلى 12 دولة. وتراوح صفات المشاركات ما بين بنات الأمراء والأميرات، وبين كبار الصناعيين وأثرياء العالم، مع ملاحظة حضور عدد من بنات وحفيدات نجوم السينما، أبرزهنّ لوتشيا صوفيا بونتي، حفيدة النجمة الإيطالية صوفيا لورين وزوجها المنتج كارلو بونتي.

جرت العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا. كما تقتضي المناسبة أن ترتدي المُشاركات فساتين للسهرة من توقيع كبار المصمّمين العالميين. وأن تكون مجوهراتهن من إبداع مشاهير الصاغة. وبهذا فإنّ الحفل تحوَّل في السنوات الأخيرة إلى مباراة في الأناقة والمنافسة بين الأسماء البارزة في الخياطة الراقية، على غرار ما يحدُث في حفلات جوائز «الأوسكار» وافتتاح مهرجانات السينما. ورغم أنّ رائحة النقود تفوح من الحفل، فإنّ الفتيات لا يشترين مشاركتهن بمبالغ مدفوعة، وإنما يُختَرن وفق ترتيبات خاصة.

تعود أصول هذا الحفل إلى البلاط البريطاني في القرن الـ18، إذ كان من الطقوس التي سمحت للشابات الصغيرات بالاندماج في محيطهن. والهدف طمأنة الخاطبين الشباب إلى أنّ هؤلاء الفتيات من «الوسط عينه». فقد كانت بنات الأرستقراطية يتلقّين تربيتهن في الأديرة، ويجدن صعوبة في العثور على عريس مناسب عند الخروج من الدير. لذا؛ جرت العادة أن يُقدَّمن إلى الملكة مرتديات فساتين وقفازات بيضاء طويلة وعلى رؤوسهن التيجان. بهذا؛ فإنّ الحفل كان يعني الدخول إلى عالم الكبار، وبمثابة بداية الموسم الذي يسمح للنُّخب الإنجليزية بالالتقاء في مناسبات خاصة بها.

وعام 1780، نُظِّم أول حفل راقص من هذا النوع بمبادرة من الملك جورج الثالث، وذلك بمناسبة عيد ميلاد زوجته الملكة شارلوت. وساعد ريع الحفل في تمويل جناح الولادة في المستشفى الذي يحمل اسم الملكة. كما دُعم هذا التقليد البريطاني من الأرستقراطيين الفرنسيين المنفيين إلى بريطانيا خلال الثورة، لأنه كان يذكّرهم بحفلات بلاط قصر فرساي. واستمر الحفل سنوياً حتى عام 1958، عندما ألغته الملكة إليزابيث الثانية. وعام 1957، أعادت فرنسا الاتصال بالتقاليد البريطانية، إذ تولّى الراقص جاك شازو تقديم المبتدئات ذوات الفساتين البيضاء والقفازات والتيجان إلى كونتيسة باريس، وذلك على مسرح الأوبرا.

وكانت مجلة «فوربس» قد صنفّت «حفل المبتدئات» المُقام سنوياً في العاصمة الفرنسية واحداً من بين أفخم 10 سهرات في العالم. وبفضل دوراته السابقة، تعرَّف العالم على سليلة أحد ماهراجات الهند، وعلى كيرا ابنة روبرت كيندي جونيور، وابنة رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو بيرلسكوني، وابنة المنتج ورجل الأعمال التونسي الطارق بن عمار، وبنات كل من الممثلَيْن كلينت إيستوود وسيلفستر ستالون. أما في حفل 2024، فمن المقرَّر مشاركة أونا ابنة الممثل البريطاني بيتر فينش، ومن هونغ كونغ إيلام يام ابنة الممثل سيمون يام، وإنجيل ابنة المخرج الصيني زيانغ ييمو؛ إذ لوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع نسبة المُشاركات سليلات أثرياء القارة الآسيوية.