كونتي المسؤول عن المستوى السيئ لباركلي أمام آرسنال

المدير الفني لتشيلسي أظهر انزعاجه من اللاعب قبل نزوله بديلاً ثم انتقده بعد الخسارة

كونتي دفع بباركلي غير الجاهز أمام آرسنال ثم انتقده (رويترز)
كونتي دفع بباركلي غير الجاهز أمام آرسنال ثم انتقده (رويترز)
TT

كونتي المسؤول عن المستوى السيئ لباركلي أمام آرسنال

كونتي دفع بباركلي غير الجاهز أمام آرسنال ثم انتقده (رويترز)
كونتي دفع بباركلي غير الجاهز أمام آرسنال ثم انتقده (رويترز)

كانت بداية روس باركلي مع تشيلسي يوم الأربعاء الماضي في إياب نصف نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام آرسنال غريبة للغاية، فبينما كان اللاعب البرازيلي ويليان في طريقه للخروج مصاباً من ملعب المباراة في نصف الساعة الأولى من اللقاء، كان باركلي – الذي كان من الواضح أنه اللاعب الذي سيشارك بديلاً – لا يزال يجري عمليات الإحماء بجوار خط التماس مرتدياً ملابس التدريب!
لم يرق هذا الأمر بكل تأكيد للمدير الفني لتشيلسي أنطونيو كونتي، الذي بدا غاضباً للغاية، كعادته دائماً حتى في أفضل الأوقات، لكن غضبه كان أكثر حدة هذه المرة، وهو ما ظهر في رد فعله القوي وهو يشيح بيده. ورد جمهور آرسنال القريب في المنطقة المجاورة على ذلك بالضحك والصياح بصوت مرتفع. لكن سرعان ما خلع باركلي قميص التدريب ونزل لأرض الملعب، ليشارك في أول مباراة له منذ ثمانية أشهر كاملة بعد عودته من الإصابة القوية التي لحقت به وهو في إيفرتون قبل انتقاله إلى تشيلسي مؤخراً. وفي أول لمسة له للكرة، سقط باركلي أرضاً على وجهه، وفي ثاني لمسة ارتكب خطأ ضد جاك ويلشير، وفي ثالث لمسة كان يركض بطريقة خاطئة بحثاً عن التمريرة. وبعد ذلك، استمر أداء اللاعب في الهبوط.
لقد كان الظهور الأول لباركلي مع تشيلسي سيئاً للغاية، ويذكرني بالظهور الأول لسيمون كيريجان في لعبة الكريكيت لأول مرة مع المنتخب الإنجليزي أمام أستراليا، عندما قدم اللاعب أداءً سيئاً وصل لدرجة أنه نسي تماماً تسلسل الحركات التي كان يكررها بنجاح منذ إن كان طفلاً!
وبدأ جمهور تشيلسي يحكم على مستوى باركلي من خلال أدائه في هذه المباراة، وبدأت الشكوك تثار حول جدوى الصفقة. كان هذا شيئاً مشيناً في حقيقة الأمر؛ لأن ذلك سوف يؤثر على باركلي بقوة، رغم اتفاقنا جميعاً على أنه قدم أداء سيئاً ومحبطاً، وأعطى انطباعاً بأنه لا يمكنه التحكم في الكرة بالشكل المناسب أو التحرك بصورة جيدة داخل الملعب؛ وذلك بسبب غيابه عن الملاعب لفترة طويلة.
لقد ظهر باركلي مندفعاً للغاية ويتحرك في مساحات لا معنى لها، كما ظهر متوتراً وحائراً وعلامات الذعر بادية على وجهه بطريقة لا ينبغي أن يكون عليها لاعبو كرة القدم. وفي الحقيقة، يجب تفهم ذلك الأمر تماماً؛ لأن باركلي لم يكن جاهزاً للمشاركة من الأساس، علاوة على أنه ليس من نوعية اللاعبين المهاريين الذين تظهر لمساتهم سريعاً بمجرد عودتهم للملاعب، وبخاصة بعد الغياب لفترة طويلة.
ويمكننا أن نضرب مثلاً نجم ريال مدريد لوكا مودريتش، على سبيل المثال، حيث يمكنه الغياب عن الملاعب لفترة طويلة للغاية، لكن بمجرد عودته مرة أخرى وبعد مرور نحو 40 ثانية فقط تشعر وكأنه لم يغب مطلقاً، ويبدأ في التمرير مع زملائه بسلاسة والتحرك بشكل رائع.
لكن باركلي ليس كذلك، فهو لاعب ذو طبيعة مختلفة ويحتاج إلى بعض الوقت للعودة إلى مستواه، وبقليل من الرعاية والاهتمام سيكون أفضل وسيظهر أفضل ما لديه. وهناك شيء مطمئن للغاية في هذا الصدد، حيث يمكن التأكيد على أن أي لاعب دولي كبير عندما يكون في 60 في المائة من لياقته البدنية والذهنية فإنه يبدو تائهاً داخل الملعب، وهو ما يعني أن الأمر يكون صعباً للغاية على اللاعبين عند عودتهم للملاعب بعد فترة غياب طويلة، وليس بالسهولة التي يتوقعها البعض.
ويمكن التأكيد، من خلال أي معيار معقول، على أن باركلي لاعب جيد للغاية ولديه قدرات وإمكانات كبيرة ظهرت بشكل جيد في الكثير من المناسبات، لعل أبرزها ذلك الهدف الذي صنعه بشكل رائع للمنتخب الإنجليزي أمام إستونيا قبل عامين على ملعب ويمبلي الشهير.
ومع ذلك، من الممكن أن يرى البعض أن باركلي لم يتألق سوى في مناسبات قليلة ولم يقدم الأداء الذي يتناسب مع لاعب بهذه القدرات والإمكانات، بل ويصل الأمر بالبعض إلى تصويره على أنه لاعب كسول لم يستغل مهاراته جيداً، وأنه إحدى المواهب التي لم تستغل بالشكل الأمثل حتى الآن.
في الواقع، هناك نقطتان ينبغي الإشارة إليهما في هذا الصدد: أولاً، يجب الإشارة إلى أن مستويات الغضب الموجهة إلى الأداء الضعيف أو الموسم السيئ أو المسيرة التي تتعثر لأي لاعب لا تكون في محلها على الإطلاق، وهو ما يعد مؤشراً على سوء فهم كامل لطبيعة هذه الرياضة والغموض البشري المدهش في القدرة على ترجمة الموهبة إلى أنجاز ملموس على أرض الواقع.
وثانياً، فإن كل الانتقادات التي توجه لباركلي ينبغي أن توجه في الأساس إلى مديره الفني الذي يعرف كل هذه الأمور أكثر من أي شخص آخر ويعرف جيداً حالة لاعبه، لكنه مع كل ذلك ألقى بباركلي في الملعب، ثم انتقده في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، واستخدمه سلاحاً لتوجيه الانتقادات لإدارة النادي. أما بالنسبة لباركلي، فإن الفرصة سوف تأتيه مرة أخرى وسوف يستغلها جيداً؛ لأنه لا يزال يمتلك الموهبة الكبيرة التي تمكنه من العودة إلى مستواه السابق.


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.