نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني: الاستثمار في غياب الإصلاحات مضر بلبنان

غسان حاصباني
غسان حاصباني
TT

نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني: الاستثمار في غياب الإصلاحات مضر بلبنان

غسان حاصباني
غسان حاصباني

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني ووزير الصحة العامة، غسان حاصباني، أن الاستثمار في لبنان في غياب إصلاحات تنظيمية «مضر أكثر ما هو نافع»، محدداً في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، 3 تحديات رئيسية أمام استقطاب الاستثمارات الأجنبية.
واعتبر حاصباني أن الاستقرار أول وأهم هذه التحديات، إلى جانب الاستثمار في إعادة تفعيل الاقتصاد اللبناني. والتحدي الثاني، وفق الوزير، هو تحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمني والحفاظ عليهما «في محيط إقليمي يغلي»، أما الثالث، فهو «الانطلاق بلبنان وتمكينه من لعب دور إيجابي في اقتصاد المنطقة والاقتصاد العالمي، بالمنظومة الاقتصادية الجديدة التي تتطور اليوم عالمياً وإقليمياً»، على حد تعبيره.
ويقول الوزير إنه لمواجهة هذه التحديات وتحقيق الاستقرار السياسي، «قمنا بتشكيل حكومة مبنية على التوافق الوطني، وعلى أسس النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة وعدم جر لبنان إلى أي مواجهات هو بغنى عنها، خصوصاً مع دول تجمعه بها علاقات ممتازة وخاصة». وأضاف أن الحكومة التي تحمل شعار «استعادة الثقة» حريصة على عدم إخضاع الداخل اللبناني إلى سياسات تنقل البلاد إلى مكان غير مستقر، بل إلى سياسات تقوم على التوافق وشراكة حقيقية في الحكم تشمل جميع المكونات اللبنانية، «عبر المشاركة في صنع القرار بشكل فعلي وليس فقط التفرج على قرار تتخذه جماعات معينة».
وأشار حاصباني إلى أهمية استقطاب الاستثمار عبر الاستقرار، لافتاً إلى خطة تشمل مشاريع إنمائية للبنية التحتية اللبنانية تتطلب أكثر من 16 مليار دولار من الاستثمارات. وقال الوزير إنه «في الوقت الذي نعول فيه على دعم المجتمع الدولي والقطاع الخاص، إلا أنه لا يمكننا أن نتوقع تدفق هذه الاستثمارات إلى لبنان دون اتخاذه إجراءات معينة، أولها تأمين الاستقرار والتوافق السياسي حول الأولويات والمقاربة الاستثمارية. وتوضيح الترابط بين هذه المشاريع وأهدافنا الاقتصادية الاستراتيجية التي نبلورها اليوم، للمجتمعين العربي والدولي».
ورهن الوزير بلورة هذه الأهداف بضرورة التوافق لبنانياً حول رؤية مشتركة لمستقبل لبنان والأولويات الاستثمارية، «فضلاً عن تأمين الجو الصحي والمناسب لتمكين الاستثمارات المطلوبة من تحقيق أهداف تنموية اجتماعية على المدى البعيد». كما لفت حاصباني إلى أهمية تقييم الأثر المالي الذي سيترتب عن هذه الاستثمارات على الخزينة المالية، موضحاً أن الاستثمارات في البنى التحتية مثلاً تتطلب مصاريف تشغيلية يجب أن تكون مؤمّنة. كما يجب أن يكون هناك التزام بإصلاحات معينة، حتى تدوم هذه الاستثمارات.
وعاد حاصباني ليضرب المثل باستثمارات البنى التحتية التي قد تفقد قيمتها في المدى البعيد في حال افتقد لبنان إلى القدرة على صيانتها، وفي غياب الأطر التنظيمية والقانونية لإدارة القطاعات وضمان استمرارها في المستقبل. وقال: «لا نريد أن نستثمر في جهات قد تسبب عدم استقرار في المستقبل. فهي قد تعطينا استقراراً آنياً ونمواً وقتياً، لكنها قد تتطلب استثمارات إضافية وديوناً في المستقبل إذا لم تدر بطريقة سليمة».
ولهذه الأسباب، فإن حاصباني شدد على أن ترتبط المقاربة اللبنانية للملف الاستثماري بتنفيذ إصلاحات تنظيمية وقانونية، وأن تحترم الشفافية، وتغلق كل منافذ الفساد لضمان استثمارات مجدية. ويقول إن «هذا كان أساس تشكيل هذه الحكومة التي تسعى إلى استعادة ثقة المواطن والمستثمر».
إلى ذلك، شدد حاصباني على عدم استخدام الملف الاستثماري لخدمة مصالح انتخابية تأتي بوعود إلى الناس، لتفشل بعد ذلك مسببة إحباطاً شعبياً واسعاً وانعدام استقرار. ومن الجانب الدولي، دعا حاصباني إلى دعم لبنان معنوياً ومادياً وتقنياً بما يشمل مساعدته في وضع ضوابط إصلاحية على مستوى الإدارة والمالية العامة والشفافية والقوانين.
وفي سياق مشاركته في منتدى «دافوس»، يشرح حاصباني: «أشارك في (دافوس) منذ سنوات، ليس بصفتي شخصية رسمية، بل كرجل أعمال في القطاع الخاص. وبدأت علاقتي مع المنتدى من خلال مجالس الأجندة العالمية». واليوم، بصفته سياسياً، يعتبر حاصباني المنتدى «فرصة لعقد لقاءات عديدة مع مسؤولين في قطاعات التنمية والتكنولوجيا والصحة وغيرها، تتيح مناقشة أفكار وبحث سبل تطبيقها في لبنان». كما يشارك حاصباني في عدة ندوات بالمنتدى ويلقي كلمات في حلقات نقاش، «تهدف إلى توضيح الصورة عما يحصل في الشرق الأوسط، وفي لبنان تحديداً، ونقل صورة صحيحة للعالم لدعم تطوير سياسات تتناسب ووضعنا في لبنان»، وفق تعبيره. كما يرى الوزير في المنتدى فرصة للاستماع للغير ومعرفة التوجهات العالمية، والجمع بين ممثلي الدول من جهة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية من جهة أخرى.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع رئيس «دافوس»

الخليج وزير الخارجية يستقبل مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع رئيس «دافوس»

 استقبل الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، في مقر الوزارة بالرياض، الاثنين، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» كلاوس شواب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد 
جانب من انطلاق فعاليات المنتدى العالمي الاقتصادي في الرياض أمس (واس)

مشاركة دولية واسعة في «دافوس الرياض»

انطلقت في العاصمة السعودية الرياض، أمس (الأحد)، أعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، برعاية الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، وبمشاركة دولية واسعة.

هلا صغبيني ( الرياض) مساعد الزياني ( الرياض )
الخليج ولي العهد السعودي مستقبلاً أمير الكويت اليوم في الرياض (واس)

محمد بن سلمان يستعرض التطورات وتعزيز العلاقات مع مشعل الأحمد والسوداني

التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع أمير الكويت ورئيس الوزراء العراقي كل على حدة وذلك على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي المنعقد في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاركون في حلقة نقاش جانبية خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض في 28 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

حزمة مشاريع عراقية جاهزة للتنفيذ تعرض خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض

قال مصدر حكومي مطّلع إن العراق سيقدم خلال المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الرياض حزمة من المشاريع الجاهزة للتنفيذ أمام كبريات الشركات المشاركة في المنتدى.

حمزة مصطفى (بغداد)
الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي وعدد من المعنين بالتحضير للمنتدى (صفحة وزارة الاقتصاد والتخطيط على «إكس»)

تحضيرات اجتماع منتدى الاقتصاد العالمي في الرياض بين الإبراهيم وبرينده

ناقش وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم مع رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغي برينده، التحضيرات الجارية للاجتماع الخاص بالمنتدى الذي سيُعقد في المملكة في…

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.