تجربة معلم إنجليزي في عنيزة السعودية تثير فيه عشق الأرض

رائحة المطازيز في «بيزووتر» اللندنية تؤجج ذكرياته في أزقة المدينة النجدية

المعلم مع بعض أصدقائه في أحد البيوت التراثية في عنيزة خلال زيارته الثانية لها
المعلم مع بعض أصدقائه في أحد البيوت التراثية في عنيزة خلال زيارته الثانية لها
TT

تجربة معلم إنجليزي في عنيزة السعودية تثير فيه عشق الأرض

المعلم مع بعض أصدقائه في أحد البيوت التراثية في عنيزة خلال زيارته الثانية لها
المعلم مع بعض أصدقائه في أحد البيوت التراثية في عنيزة خلال زيارته الثانية لها

قصة الإنجليزي جيمس بد، الذي عمل معلماً للغة الإنجليزية في عنيزة (وسط السعودية)، في ستينات القرن الماضي، تستحق أن تروى؛ فهي تجربة غنية وثرية، فيها رصد لجوانب مهمة للتغييرات التي حدثت في السعودية خلال العقود الخمسة الماضية، اجتماعياً وفكرياً وتنموياً، من خلال مدينة عنيزة التي زارها رحالة ومؤرخون في القرنين الأخيرين، وكتبوا عن المدينة الكثير من المشاهدات التي تستحق التوقف أمامها، وأجمعوا على تفرد هذه المدينة، ونالت إعجابهم.
وعندما يطرح صاحب التجربة ذكرياته القريبة التي بقيت في مخيلته بعد أكثر من أربعة عقود على مغادرتها، ويعود إليها مرة أخرى قبل سبع سنوات، ولمس أن بعض هذه الذكريات سوف تندثر، وتتحول إلى صور حديثة وحية وغير مرحب بها، صوراً صاخبة، ليفاجأ صاحب التجربة أن شيئاً من هذا لم يحدث؛ فالأمر لم يتعد سوى تغييرات محدودة، لقد حافظت المدينة على حميمية وبساطة الجو الاجتماعي التي اتصفت به، شعر صاحب التجربة من خلال سكانها الحاليين والحديث معهم بانسجام، وكأنه لم ينقطع عنهم سوى يوم أو يومين وليس واحداً وأربعين عاماً.
عمل جيمس بد في مهنة التدريس في المدرسة الثانوية في عنيزة معلماً للغة الإنجليزية في الفترة بين سبتمبر (أيلول) 1965 وحتى يناير (كانون الثاني) 1970، وهي تجربة امتدت نحو خمس سنوات قضاها في هذه المدينة، وتعد هذه التجربة رواية توثيقية لمسار شخصي وثقافي ومجتمعي وإنساني، طرحها في مذكرات كشفت عن أن كاتبها مؤلف نابه، غادر بلاده وصلاً لعلم اكتسبه، وتعزيزاً للغة أحبها، ولم تمنعه حداثة سنه ووسامة شكله أن يعتمر الشظف وقد اعتاد الترف، فيسكن الطين، ويسير في الظلماء ويفتقد السرير الوثير ومحطة التلفزيون الأثيرة ودورة المياه المرتبة، فعاش خمسة أعوام على الأثرى، مودعاً بريطانيا العظمى مستقبلاً مدينة صغيرة في وسط الجزيرة العربية بدت نقطة التحول الأبرز في مسيرته.
المذكرات التي سطرها المعلم الإنجليزي في كتاب حديث حمل عنوان: «العاشرة والنصف عصراً... رحلة إنجليزي من عنيزة إلى مكة»، وترجمه إلى العربية الدكتور جاسر بن عبد الرحمن الجاسر، وقدم الترجمة الدكتور إبراهيم بن عبد الرحمن التركي، وهما من أبناء عنيزة وعايشا المؤلف عندما كان معلماً في مدينتهما، وأكد المترجم أن الكتاب سجل ثري لفترة زمنية من تاريخ عنيزة امتدت أساساً بين 1965 و1970، قدّم فيها الكاتب سجلاً حافلاً لتجربة غنية خلال فترة عمله فيها، رصد فيها جوانب اجتماعية وتاريخية، إضافة إلى تجاربه الخاصة، فأشار إلى الكثير من الشخصيات الأكاديمية والدينية والإدارية والاجتماعية والطلابية، وأعيان عنيزة ومثقفيها البارزين، كما عرض طرازها المعماري ومناخها وتضاريسها، ولم ينس الإشارة إلى تجارب الرحالة الغربيين الذين زاروا المنطقة في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، مثل داوتي وفيلبي وبلجريف وهوبير، وغيرهم. كما روى قصة تحوله من «اللاأدرية» (توجه فلسفي يؤمن بأن القيم الحقيقية للقضايا الدينية أو الغيبية غير محددة، ولا يمكن لأحد تحديدها...) إلى الإسلام، والمعاناة التي مر بها خلال المرحلتين، والضغوط الاجتماعية ذات التأثير في إبعاده من عنيزة التي عشقها وعشق أهلها.
وأعطى كل من المترجم الدكتور الجاسر، الذي لم يكن أحد طلاب المعلم بد، حيث تخرج من المدرسة قبل سنة من بدء قيام المعلم بمهمة تدريس اللغة الإنجليزية، ومقدم الكتاب الدكتور التركي الذي كان في المرحلة المتوسطة أثناء وجود المعلم الإنجليزي في عنيزة، قراءة مختصرة، لفتا فيها أن المؤلف لا يكتب هنا عن تجربته الخاصة وحدها، مع أنه معني بها في المقام الأول، لكنها جاءت مرتبطة بالتحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي مرت بها المدينة بفعل التأثيرات القوية لرياح التغيير فيما سبق حرب 1967 وما تلاها، معتبرَين أن الكتاب جاء ممثلاً تقاطعات الرؤى بين المحافظين والقوميين والناصريين والبعثيين، وبقية الأطياف التي ولدت في مرحلة نكبة 1948 وإفرازاتها في احتلال فلسطين وتنامي المشاعر الثورية خلال مراحل الاستقلال وانكفائها بعد هزيمة يونيو (حزيران)، وبروز الصراعات الفكرية المؤدلجة.
في حين لخص المؤلف في كتابه الذي احتوى على سبعة فصول وجاء في 320 صفحة هذه التجربة الثرية حينما قال: لم أدوّن خلال إقامتي في عنيزة أي شيء عن حياتي هناك عدا بعض حكايات قصيرة وبعض الوصف في رسائلي إلى عائلتي وأصدقائي، وأعلم أن هذا من سوء حظي؛ ففي ذلك الوقت الذي كنت أعتقد فيه أن لدي القدرة القوية على تذكر حقائق وأحداث، وأن تدوين هذه الأشياء في مذكرة هو عمل شاق وليس له معنى، أدركت الآن بعد مرور أربعين عاماً كم كنت مخطئاً. وأعتقد أنني لم أدرك أن الانطباع الأول عن المكان يمثل الصورة النابضة بالحيوية، وأننا إن لم ندوّنها في وقتها فسوف تذبل، حيث إننا في النهاية سوف نرى فقط الصور التي نحفظها عند مغادرتنا في نهاية المطاف، أما الباقي فسوف يفقد بريقه ويتهالك.
وأضاف: «هذا ما حدث لي بعد مرور خمس سنوات وبعدها لم يعد لدي قدرة كافية على إدراك الأشياء المحسوسة من حولي. أما الآن وحين أعود بذاكرتي إلى الأيام الماضية، فإن الصورة التي في مخيلتي أصبحت شاحبة والوجوه، والألوان غدت عبارة عن كتل متداخلة وغير واضحة، ورغم ذلك فإنني أحياناً أستمع إلى مقتطفات قصيرة من أغاني أم كلثوم التي تذكرني بليالي الصيف حينما كنت أتناول البطيخ تحت أشجار النخيل، وتذكرنا أيضاً بجلساتي مع الزملاء حينما كنا نتسامر حول منقل الفحم والحطب في ليالي الشتاء، نحتسي الشاي والقهوة على ضوء المصباح الزيتي».
واستطرد: «في بعض الأحيان حينما أذهب إلى لندن أشم رائحة المطازيز، الطبق التقليدي في القصيم، وهو مؤلف خليط من عجينة طحين القمح واللحم والكركم واليقطين، الرائحة التي تنبعث من نوافذ شقق السعوديين السياح في منطقة بيزووتر، تلك الرائحة التي تؤجج ذكريات روائح الطبخ في أزقة عنيزة المغبرة خلال ساعات الغداء الناعسة، وحينما ألتقي مع بعض الأصدقاء في مناسبات نادرة في إنجلترا أو البحرين نتحدث عن ذكريات الزمن الماضي، وحينها تعود فجأة حيوية شبابنا بشكلها الجلي».
غادر جيمس بد السعودية عام 1970 وزار عنيزة التي عشقها وأحب أهلها عام 2011.
ولد جيمس بد في بلدة رغبي بإنجلترا أثناء الحرب العالمية الثانية، ودرس العربية في كامبردج وعمل معلماً للغة الإنجليزية في ثانوية عنيزة من عام 1956 وحتى 1970م، ثم عمل من عام 1970 وحتى 1983م في شركة نفط الكويت، شركة «شل» في قطر، مدرسة الطيران المدني في الدوحة، ثم انتقل في عام 1984 إلى مسقط، حيث عمل لعامين مترجماً ومدرساً للغة الإنجليزية في أحد معاهد اللغات، والتحق بوكالة الأنباء العمانية سنة 1992، وعاد أخيراً إلى إنجلترا سنة 1998، وهو يعيش منذ ذلك الحين بالقرب من ريفر ستاور.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.