مبادرة سعودية للتصنيع العسكري هدفها تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير

عرض 46 ألف صنف في معرض «أفد»... وتوقعات بنمو القطاع 2 %

جانب من اللقاء الذي نظمته غرفة الرياض بالتعاون مع وزارة الدفاع أمس (تصوير: بدر الحمد)
جانب من اللقاء الذي نظمته غرفة الرياض بالتعاون مع وزارة الدفاع أمس (تصوير: بدر الحمد)
TT

مبادرة سعودية للتصنيع العسكري هدفها تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير

جانب من اللقاء الذي نظمته غرفة الرياض بالتعاون مع وزارة الدفاع أمس (تصوير: بدر الحمد)
جانب من اللقاء الذي نظمته غرفة الرياض بالتعاون مع وزارة الدفاع أمس (تصوير: بدر الحمد)

أكد مسؤول سعودي، أن بلاده ماضية في تعزيز المحتوى الصناعي العسكري وتوفير قطع الغيار للاكتفاء الذاتي والتصدير إلى الأسواق العالمية، في ظل توقعات بنمو القطاع بنسبة تتراوح بين 1 و2 في المائة عام 2018.
وقال اللواء المهندس عطية المالكي، المدير العام للإدارة العامة لدعم التصنيع المحلي للقوات المسلحة، رئيس لجنة التجهيز والاستعداد لمعرض القوات المسلحة «أفد» 2018، لـ«الشرق الأوسط» إن المعرض سيقدم 46 ألف صنف توفر فرص شراكة كبيرة بين القطاعين العام والخاص.
وأضاف أن 18 جهة حكومية وخاصة و48 شركة عالمية ستعرض منتجاتها ومتطلباتها في معرض «أفد» الذي يقام في دورته الرابعة تحت شعار «صناعتنا قوتنا»، وذلك بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض خلال الفترة من 25 فبراير (شباط) وحتى 3 مارس (آذار) 2018، بما يسهم في تعزيز الشراكة والتكامل بين الجهات المستفيدة والجهات الصناعية والشركات العالمية.
وتوقع أن يثمر المعرض شراكات ضخمة مع التركيز على استخدام المحتوى المحلي، وصولاً للاكتفاء الذاتي، ثم التصدير، وأن تستخدم الشركات العالمية المنتجات السعودية، ما يساعد في غزو المنتج السعودي الأسواق العالمية بتنافسية عالية. وأكد أن السعودية ملتزمة بتعظيم المحتوى المحلي، منوها بأهمية مشاركة القطاع الخاص في مسارات التوطين ورفع القدرات، مبيناً أن وزارة الدفاع كجهة مستفيدة تلتزم باستخدام منتجات القطاع الخاص، مع تعزيز عمل المصانع المحلية، ومتوقعاً اقتناء قدرات إضافية ونقل المعرفة والتقنية للمملكة ودعم شراكات عالمية لمضاعفة الأرقام.
ولفت اللواء المالكي إلى أن قطع الغيار العسكرية استهلاكية، ولذا سيكون استخدامها كبيراً جداً لأنها تدخل في صيانة المنظومات الدورية أو المجدولة، مشيراً إلى أن في ذلك جدوى اقتصادية للجهات المستفيدة والمصنعة وستكون في المستقبل نواة لبناء منظومات متكاملة. وذكر أن صناعة قطع الغيار تتميز بالبساطة وعدم التقيد بحقوق الملكية التي تمنع تصنيعها واستخدامها غالباً في القطاع العسكري وغير العسكري، مؤكداً أن هذه الصناعات ستدعم المنظومات العسكرية والمدنية وتهيئ فرصة للقطاع الخاص للمشاركة.
إلى ذلك، توقع المهندس أسامة الزامل رئيس اللجنة الصناعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض، أن ينمو القطاع العسكري السعودي عام 2018 بنسبة تتراوح بين 1 في المائة و2 في المائة، مشيرا إلى أن اللقاء الذي نظمته الغرفة أمس مع وزارة الدفاع بهذا الشأن، أكد المضي قدما في هذا الاتجاه.
ولفت إلى أن اللقاء يهدف إلى إطلاق مبادرة لتعزيز الشراكة بين وزارة الدفاع والقطاع الصناعي السعودي لتوفير قطع الغيار العسكرية، كما وفر فرصة لتقييم الوضع بشكل عام مع عرض ما تم من إنجازات لبناء القدرات المحلية في التصنيع العسكري في القطاعين العام والخاص.
ووفق الزامل، فإن اللقاء استعرض كيفية عمل منظومة 2010 في مجال تنمية القطاعات العسكرية ومنظومة الدفاع والقدرات لتصنيع قطع الغيار لوزارة الدفاع، مشيرا إلى أن عام 2017 شهد نمو القطاع بين 3 و4 أضعاف ما كان عليه عام 2010 من حيث الكمية والنوعية، وهذا النمو مبني على شراكات جديدة مع الشركات الصغيرة والمتوسطة وسيعول عليها عام 2018.
وأوضح أن اللقاء أثمر عن إطلاق مبادرة غرفة شراكة استراتيجية بالتعاون مع الدفاع ومعرض «أفد» لتشكيل فريق من القطاع الخاص لتحديد القدرات وتوفير المعلومات، منوهاً بأن اللجنة باشرت أعمالها لإيجاد شركات من القطاع الخاص والشركات الأخرى التي ستشارك في المعرض لزيادة القدرات التصنيعية وتوفير قطع الغيار.
يشار إلى أن لجنة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بغرفة الرياض، نظمت لقاء شراكة الحكومة والقطاع الخاص في تطوير ودعم المحتوى المحلي بتوطين الصناعات العسكرية، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الغرفة ومعرض «أفد» 2018 لإبراز الدور الذي تؤديه الصناعات العسكرية في دعم وتطوير المحتوى المحلي وتوطينه.



الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
TT

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الجمعة، إن اقتصاد ألمانيا سينكمش للعام الثاني على التوالي هذا العام، وسيكون تعافيه باهتاً، وربما يتفاقم بسبب حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وتعاني ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، منذ سنوات، منذ أن فقد قطاعها الصناعي القوي القدرة على الوصول إلى الطاقة الروسية الرخيصة، وأيضاً مع تضاؤل ​​شهية الصين للصادرات الألمانية.

ومن المتوقع الآن أن يشهد الاقتصاد الألماني ركوداً خلال أشهر الشتاء ثم يتعافى بأبطأ وتيرة ممكنة؛ حيث سيكون الارتفاع المتوقع في الاستهلاك الخاص أقل ما كان مرتقباً، وقد يضعف سوق العمل أكثر وتتعافى استثمارات الأعمال ببطء.

وقال ناغل: «الاقتصاد الألماني لا يكافح فقط الرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة، ولكن أيضاً المشاكل البنيوية. كما تستجيب سوق العمل الآن بشكل ملحوظ للضعف المطول للنشاط الاقتصادي».

ويتوقع البنك المركزي الألماني الآن انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 في المائة هذا العام، بعد أن توقع في يونيو (حزيران) توسعاً بنسبة 0.3 في المائة، بينما تم خفض توقعات النمو لعام 2025 إلى 0.2 في المائة من 1.1 في المائة سابقاً.

ولكن حتى هذه الأرقام قد تكون مفرطة في التفاؤل، كما حذر البنك، نظراً للتهديدات الناجمة عن الحمائية المتزايدة والصراعات الجيوسياسية وتأثير التغيير الهيكلي على الاقتصاد الألماني.

وأضاف البنك المركزي الألماني أن محاكاة الرسوم الجمركية المتزايدة المتوقعة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، تظهر أن الولايات المتحدة ستعاني من أكبر ضربة للنمو، ولكن ألمانيا ستخسر أيضاً ما بين 1.3 و1.4 في المائة من الناتج حتى عام 2027، وقد يرتفع التضخم أيضاً بسبب هذه التدابير.

وقال البنك المركزي الألماني إن التضخم سيرتفع بنسبة 0.1 إلى 0.2 في المائة سنوياً حتى عام 2027 بسبب سياسة الحماية التي ينتهجها ترمب، لكن نموذج المعهد الوطني للاقتصاد القياسي العالمي توقع انخفاضاً بنسبة 1.5 في المائة العام المقبل، و0.6 في المائة في عام 2026. وقال البنك المركزي الألماني: «المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي حالياً تميل إلى الجانب السلبي، والمخاطر التي تهدد التضخم تميل إلى الجانب الإيجابي»، مضيفاً أن الانتخابات الفيدرالية الألمانية في الأشهر المقبلة قد تغير التوقعات المالية.

وهذا الضعف المستمر هو أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس، والتلميح إلى المزيد من التيسير في المستقبل، مع تراجع مخاوف التضخم إلى حد كبير وتحول التركيز نحو النمو.

لكن البنك المركزي الألماني ليس مستعداً بعد لإعلان الفوز في معركة التضخم؛ حيث قال يوم الجمعة إن تضخم أسعار المواد الغذائية قد يقفز، وإن تضخم الخدمات سيظل مرتفعاً، مما يبقي الزيادات في الأسعار أعلى من متوسط ​​منطقة اليورو.

وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات يوم الجمعة تراجع الصادرات الألمانية على نحو ملحوظ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن أن الصادرات انكمشت في أكتوبر بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بسبتمبر (أيلول) السابق عليه، إلى 124.6 مليار يورو. كما انخفضت الصادرات بنفس النسبة على أساس سنوي.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للصادرات الألمانية، بنسبة 14 في المائة على أساس شهري لتصل إلى 12.2 مليار يورو. وفي الوقت نفسه، انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 3.8 في المائة. وفي التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي، انخفضت الصادرات الألمانية بنسبة 0.7 في المائة.

وكتب كبير الاقتصاديين في مصرف «في بي»، توماس جيتسل، أن بداية الربع الأخير من عام 2024 لا تبشر بالخير مع الانخفاض الذي سجلته الصادرات في أكتوبر الماضي، وأضاف: «حتى لو كان الانخفاض الكبير في الصادرات إلى الولايات المتحدة يتعلق على الأرجح بالطلبيات الكبيرة، فإن التراجع يعطي لمحة عما يمكن أن يحدث في حالة حدوث نزاعات جمركية كبيرة مع الولايات المتحدة».

وتسببت المنافسة المتزايدة في الأسواق العالمية من الصين، على سبيل المثال، فضلاً عن مشكلات هيكلية في الصناعة الألمانية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة والأعباء البيروقراطية الكثيرة، في إنهاك ألمانيا بوصفها دولة تصديرية لفترة طويلة. وكانت الصادرات قد انخفضت بالفعل في سبتمبر الماضي.

وانخفضت الواردات إلى ألمانيا بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر مقارنة بسبتمبر إلى 111.2 مليار يورو. وبالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، كانت هناك زيادة بنسبة 1.7 في المائة. وكان الميزان التجاري إيجابياً عند 13.4 مليار يورو.