تقنيات باهرة في «معرض إلكترونيات المستهلكين 2018» بلاس فيغاس

تلفزيونات مرنة أكثر وضوحاً وحقائب ذكية تتبع المستخدم في المطارات ومرآة لمراقبة صحة البشرة

عامل يهيئ جناح «تجربة نظام الواقع الافتراضي لهليكوبترات (بيل) لخدمات سيارات الأجرة الجوية» في «معرض إلكترونيات المستهلكين» في لاس فيغاس (رويترز)
عامل يهيئ جناح «تجربة نظام الواقع الافتراضي لهليكوبترات (بيل) لخدمات سيارات الأجرة الجوية» في «معرض إلكترونيات المستهلكين» في لاس فيغاس (رويترز)
TT

تقنيات باهرة في «معرض إلكترونيات المستهلكين 2018» بلاس فيغاس

عامل يهيئ جناح «تجربة نظام الواقع الافتراضي لهليكوبترات (بيل) لخدمات سيارات الأجرة الجوية» في «معرض إلكترونيات المستهلكين» في لاس فيغاس (رويترز)
عامل يهيئ جناح «تجربة نظام الواقع الافتراضي لهليكوبترات (بيل) لخدمات سيارات الأجرة الجوية» في «معرض إلكترونيات المستهلكين» في لاس فيغاس (رويترز)

تستمر شركات التقنية بالاستثمار في الأبحاث لتطوير منتجات جديدة تفيد المستخدمين في حياتهم اليومية، ولا تتوقف عند أي حاجز. ويستعرض «معرض إلكترونيات المستهلكين» CES المقام حاليا في لاس فيغاس، كل عام النزعات التقنية المقبلة خلال العام، والذي تكتظ قاعاته بشركات التقنية الكبيرة والجديدة التي تسعى إلى جذب انتباه الزوار نحو أفضل ما بجعبتها. ونذكر في هذا الموضوع مجموعة من أبرز التقنيات التي كشف النقاب عنها قبل انتهاء فعالياته في 12 يناير (كانون الثاني) الحالي.
- حقائب ومرايا ذكية
استعرضت شركة ForwardX الصينية حقيبة سفر ذكية من طراز CX - 1 تتعرف على وجه المستخدم من خلال كاميرا تدعم تقنية الذكاء الصناعي لتتبع المستخدم أينما تحرك في المطارات أو المعارض، دون الحاجة لحملها أو جرها أو القلق من فقدانها. وتبلغ سرعة الحقيبة نحو 10 كيلومترات في الساعة، وتستطيع تحديد موقع المستخدم إذا ابتعد عنها من خلال سوار ذكي يرتديه صاحبها. وزودت الشركة الحقيبة بنظام إنذار في حال سرقتها أو خروجها من نطاق معين. كما يمكن إزالة البطارية المدمجة تماشيا مع قوانين شركات الطيران التي تحظر حمل الأجهزة التي تستخدم بطاريات غير قابلة للإزالة أثناء الطيران. ولم تحدد الشركة موعد إطلاق الحقيبة أو سعرها.
واستعرض المعرض مرآة HiMirror Mini الذكية التي تحلل وجه المستخدم وحالة بشرته وتقدم نصائح صحية له. وتستطيع هذه المرآة تتبع خطة المستخدم للعناية ببشرته وتسجل تقدمه، وعرض حالة الطقس، وأهم الأخبار، وتقديم دروس حول استخدام مساحيق التجميل، وتشغيل الموسيقى، بالإضافة إلى قدرتها على مسح الرموز الشريطية «باركود» لمنتجات التجميل وإخبار المستخدم باقتراب تاريخ انتهاء صلاحيتها. ويمكن سؤال المرآة صوتيا عن أي شيء يريده المستخدم، وذلك بفضل مساعد «أليكسا» الذكي المدمج فيها. وستطلق المرآة في صيف العام الحالي، دون ذكر سعرها.
- تلفزيونات المستقبل
وفي ميدان التلفزيونات الذكية، كشفت «إل جي» عن أكبر تلفزيون يمكن طيه داخل صندوق صغير، وبقطر 65 بوصة مع دعم لعرض الصورة بدقة 4K الفائقة. وكشفت الشركة كذلك عن تلفزيون بقطر 88 بوصة يدعم دقة 8K يمكن طيه كورقة عادية وحمله مع المستخدم أينما ذهب، وبجودة صورة أفضل من تلك الموجودة في التلفزيونات الحالية. وكشفت «سامسونغ» عن تلفزيون The Wall ضخم بقطر يبلغ 146 بوصة ويدعم الدقة الفائقة 4K للعرض، دون الإفصاح عن موعد إطلاقه أو سعره. كما كشفت الشركة عن تلفزيون بقطر 85 بوصة يدعم دقة 8K ويعمل بالذكاء الصناعي لتوفير وضوح أعلى لعروض الفيديو، من طراز Q95. ويستطيع التلفزيون رفع دقة الصورة العادية إلى 8K. ولم تفصح الشركة عن سعر هذا التلفزيون.
وكشفت nVidia عن شاشة ألعاب ضخمة بقطر 65 بوصة ومن طراز BFGDs تدعم عرض الصورة بالدقة الفائقة 4K وبتقنية المجال العالي الديناميكي High Dynamic Range HDR لرفع جودة الألوان بشكل كبير، مع دعم عرض الصورة بتردد 120 هرتز. وتحتوي هذه الشاشة على جهاز nVidia Shield لتشغيل تطبيقات «آندرويد» وألعابه وتطبيقات تشغيل عروض الفيديو والموسيقى وتصفح الإنترنت. وكشفت Panasonic عن 4 تلفزيونات جديدة تعمل بتقنية OLED تدعم تقنية Hollywood to Home لتقديم جودة صورة وألوان تحاكي تلك المستخدمة في أحدث كاميرات استوديوهات «هوليوود» في صناعة الأفلام، وبقطري 55 و65 بوصة، مع دعم لمعيار HDR10+ عوضا عن Dolby Vision فيما يتعلق بنوعية الألوان. وستطلق هذه التلفزيونات خلال ربيع العام الحالي.
- ألواح ذكية
وقدمت «سامسونغ» لوح كتابة ذكيا من طراز Flip بقطر 55 بوصة يمكن تغيير نمط عرضه من الأفقي إلى الطولي، وهو يستهدف قاعات الاجتماعات والمدارس الذكية. ويدعم اللوح الذكي الاتصال اللاسلكي بالأجهزة الأخرى مع دعم وصله بالكومبيوترات والأجهزة المحمولة من خلال منفذ «يو إس بي»، ومشاركة المحتوى مع كومبيوترات أخرى. ويدعم اللوح تفاعل 4 مستخدمين معه بأصابعهم أو الأقلام الإلكترونية، مع قدرته على تسجيل ملاحظات الاجتماعات.
يذكر أن هذا اللوح ينافس منتجات Microsoft Surface Hub وGoogle Jamboard بالقطر نفسه. وسيطلق اللوح خلال شهر فبراير (شباط) المقبل بسعر غير معلن حتى الآن.
وكشفت شركة HTC عن نظارات الواقع الافتراضي المطورة VIVE Pro التي تقدم دقة أعلى للشاشة وسماعات مدمجة وبوزن أقل من الإصدار السابق. وتمتلك النظارة ميكروفونا مزدوجا وكاميرتين في المنطقة الأمامية. وأطلقت شركة Xiaomi أول نظارة واقع افتراضي لها بالتعاون مع شركة Oculus، من طراز Oculus Go (ستطلق الشركة اسم Mi VR على النظارة في الصين). ويبلغ سعر النظارة 199 دولارا، وستطلق أواخر العام الحالي، ولا تحتاج إلى استخدام كومبيوتر محمول أو هاتف جوال.
- سماعات مطورة
كشفت شركة Harman Kardon عن سماعات ذكية محمولة بسعر 199 دولارا تدعم مساعد «أليكسا» الذكي من «أمازون» ويمكن التحكم بها صوتيا دون استخدام الأيدي، مع توفير ميكروفونين مدمجين وتقنية عزل الأصوات من حول المستخدم لرفع دقة الاستجابة للأوامر الصوتية، وتستطيع العمل لنحو 10 ساعات بشحنة واحدة فقط. وأطلقت iHome سماعة تدعم مساعد «غوغل» الذكي وتستطيع تشغيل الراديو وتعمل منبهاً للمستخدم، في تصميم جميل جديد من طراز iGV1. ويمكن طلب تشغيل الإضاءة والتلفزيون وضبط درجة الحرارة وتشغيل آلة صنع القهوة وتشغيل الموسيقى من خدمات TuneIn وPandora وSpotify وGoogle Play Music وYouTube Music وiHeartRadio، وغيرها. ويبلغ سعر السماعة 140 دولارا.
أما شركة Garmin، فقدمت سماعة Speak Plus التي يمكن وضعها في السيارة لتسجيل الحوادث من خلال الكاميرا المدمجة وتنبيه المستخدم لاحتمال حدوث اصطدام وفقا للاتجاه والسرعة الحالية أو إذا كان قريبا من سيارة أخرى أو كانت سيارته تغير مسارها بشكل خطر، مع قدرتها على تشغيل الموسيقى وتقديم إرشادات الملاحة الجغرافية للوجهة المرغوبة. ويمكن ربط هذا الملحق بهاتف المستخدم لاسلكيا للاتصال بالإنترنت أو لتشغيل الموسيقى، وهو يدعم مساعد «أليكسا» الذكي من «أمازون». ويبلغ سعر الملحق 230 دولارا، وهو متوافر في الأسبوع الأخير من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي.


مقالات ذات صلة

شركتان تابعتان لـ«السيادي» السعودي تعززان بناء مستقبل مستدام لصناعة الطيران 

الاقتصاد خلال توقيع مذكرة التفاهم بين شركتي «سرك» و«الطائرات المروحية» (إكس)

شركتان تابعتان لـ«السيادي» السعودي تعززان بناء مستقبل مستدام لصناعة الطيران 

وقّعت شركة «الطائرات المروحية»، والشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك)، يوم الاثنين، مذكرة تفاهم تُسهم في بناء مستقبل مستدام لصناعة الطيران والبيئة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يحمل لافتة عليها صورة ترمب بينما يتجمع أنصاره خارج ساحة «كابيتال وان» تحضيراً للاحتفال بتنصيبه (رويترز)

ترمب يعتزم إحياء «تيك توك»... لكنه يريد ملكية أميركية بنسبة 50 %

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه سيعيد إحياء الوصول إلى تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بأمر تنفيذي، بعد أن يؤدي اليمين الدستورية، يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم لمعالجة 4 آلاف شحنة في الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
تحليل إخباري يتخوف مراقبون من أن حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة قد يدفع دولاً أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة (أدوبي)

تحليل إخباري ماذا يعني حظر «تيك توك» لـ170 مليون مستخدم أميركي؟

سيغيّر الحظر الطريقة التي يتفاعل بها ملايين المستخدمين مع المحتوى الرقمي بالولايات المتحدة.

نسيم رمضان (لندن)
عالم الاعمال «هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

«هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أعلنت شركة «هونر» العالمية للتكنولوجيا عن إطلاق هاتفها الجديد «هونر ماجيك 7 برو» في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».