«أماكن مقدسة مشتركة» في مراكش... معرض يسائل الهويات الدينية

يجمع الأثري بالإثنوغرافي

نماذج من المعروضات الدينية
نماذج من المعروضات الدينية
TT

«أماكن مقدسة مشتركة» في مراكش... معرض يسائل الهويات الدينية

نماذج من المعروضات الدينية
نماذج من المعروضات الدينية

يحتضن متحف «دار الباشا - متحف الروافد»، بمراكش، إلى غاية 19 مارس (آذار) المقبل معرضاً فنياً متنقلاً يسائل الهويات الدينية، تحت عنوان «أماكن مقدسة مشتركة بين الديانات التوحيدية».
وسبق لهذا المعرض، الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للمتاحف للمغرب، بشراكة مع متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية بمرسيليا بفرنسا، أن تم عرضه، أول مرة، بمدينة مرسيليا الفرنسية، من أبريل (نيسان) إلى أغسطس (آب) 2015، قبل أن يتم تنقيحه وعرضه، من نوفمبر 2016 إلى فبراير (شباط) 2017، بالمتحف الوطني لباردو في تونس العاصمة، فيما تعرض صيغة أخرى له، حالياً، في باريس، بالمتحف الوطني للتاريخ والهجرة، إلى غاية 21 يناير (كانون الثاني) المقبل.
ويبرز معرض مراكش مجموعات أثرية، مع الاعتماد على الأبحاث الأنثروبولوجية المعاصرة، لتكون شاهدة على واقع الممارسات الدينية، من خلال الأعمال الفنية والقطع الأثرية والصور الفوتوغرافية وأشرطة الفيديو.
وبالنسبة للمنظمين، فالمعرض الذي يتزامن تنظيمه مع إعادة فتح دار الباشا، بعد ترميمها وتجديدها وتحويلها، في يوليو (تموز) 2015، تحت وصاية المؤسسة الوطنية للمتاحف، إلى «متحف الروافد»، من أجل التعريف بالموروث الثقافي والتراثي المادي واللامادي للهوية المغربية يفرض نفسه كـ«ضرورة ملحَّة في ظل الأحداث الراهنة التي تقوض أسس التعايش والحوار بين الشعوب»، كما «يكتسي أهمية بالغة من خلال رمزيته التي تعزز رسائل التسامح والتقبل والسلام»، في ظل أن «هذا الموروث معرض للخطر باستمرار في وجه المقاومات الهوياتية والنزاعات الطائفية»، لذلك يعولون على أن يكون «منارة لهذه العقيدة المتوسطية ذات العمق الإنساني والكوني القوي»، و«ملائماً لواقع المغرب، بحيث سيتم التأكيد على الأماكن المقدسة للبلد، ومن جهة أخرى سيتمكن الزوار من الاهتمام بالبعد الأنثروبولوجي والثقافي لبعض المعالم والأمكنة المقدسة، ومن اكتشاف معروضات وتحف فنية وصور فوتوغرافية وفيديوهات مستقدمة من متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية، بالإضافة إلى مجموعات متحفية مغربية».
وقال عبد العزيز الإدريسي، المسؤول العلمي للمعرض، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا المعرض «يقدم مجموعة من الأشخاص المشتركين والأماكن المقدسة المشتركة، ومن الممارسات ومن القطع واللوازم المشتركة المستعملة في الحياة اليومية»، مشدداً على أنه «يختلف عن المعارض التي دأبنا على رؤيتها، من جهة أنه معرض يجمع الأثري بالإثنوغرافي»، مبرزاً أنه يقترح على الزوار «قراءةً لما كان في الماضي ولما هو كائن في الوقت الراهن، من تلاقح فكري وممارسات دينية متجذرة».
وتبدأ زيارة المعرض بغرفتين تمهيديتين مخصصتين لأديان الكتاب ودور العبادة التي تتميز بها الأماكن المقدسة، حيث يقدم المعرض نبذة حول المقامات المقدسة المخصصة للأنبياء المشتركين، لمريم العذراء، ثم لبعض الشخصيات المقدسة الأخرى، مع تخصيص مساحة تعكس ثراء وتنوع تاريخ المغرب. وتساعد الزائر، في جولته، نصوص تقربه أكثر من العناوين التي تتوزعها فضاءات ومحاور المعرض، حيث يكون، مثلاً، مع «الحماية في الحياة اليومية»، و«أديان الكتاب»، و«الأماكن المقدسة بين التشارك والتقسيم»، و«أماكن العبادة»، و«السلالات المشتركة»، و«ماري المسيحية... مريم المسلمة».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أوروبا أعضاء فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحضرون اجتماعاً في دير القديس بانتيليمون في كييف يوم 27 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يدرس حظر كييف للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بروسيا، قائلاً إنه يثير مخاوف جدية بشأن حرية المعتقد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا البابا فرنسيس أثناء وصوله إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في مستهل أطول رحلة خارجية خلال ولايته

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في محطة أولى ضمن جولة له على 4 دول. وتتمحور الزيارة بشكل خاص حول الحوار الإسلامي المسيحي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال زيارته إلى القدس 6 فبراير 2024 (أ.ب)

كيف تحول تأييد الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل واهتمامه المتزايد باليهودية مصدر قلق لبلاده؟

لقد أظهر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو كاثوليكي بالميلاد، اهتماماً عاماً متزايداً باليهودية، بل وأعرب حتى عن نيته في التحوّل إلى اليهودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
آسيا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال حفل الافتتاح (رويترز)

مودي يفتتح معبداً هندوسياً بُني على أنقاض مسجد تاريخي

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم معبداً هندوسياً، بني على أنقاض مسجد تاريخي، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة في سياسته القومية المحابية للهندوسية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.