تفاؤلات بالقضاء التام على الإيدز نهاية العقد المقبل

السعودية ملتزمة بتحقيق استراتيجية التحكم في المرض

تفاؤلات بالقضاء التام على الإيدز نهاية العقد المقبل
TT

تفاؤلات بالقضاء التام على الإيدز نهاية العقد المقبل

تفاؤلات بالقضاء التام على الإيدز نهاية العقد المقبل

يشكل اليوم الأول من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام احتفالية عالمية باليوم العالمي للإيدز، للتذكير بالمرض والمصابين به، والتذكير بحقوقهم في العلاج والرعاية الصحية، وحقوقهم في العمل والرعاية الاجتماعية. وقد شاركت السعودية في هذه المناسبة خلال الأسبوع الماضي باحتفالية أقيمت في مدينة الرياض، تحت رعاية وزير الصحة، بهدف بث الوعي بين أفراد المجتمع بطرق الإصابة والوقاية من فيروس الإيدز. وأكد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة د. هاني جوخدار على أن وزارة الصحة السعودية تبدي التزاماً غير محدود بالعمل لتحقيق الاستراتيجية الوطنية والعالمية للتحكم والسيطرة على مرض الإيدز بحلول عام 2030، وفي سبيل القضاء عليه تماماً، مستبشرين بما تم التوصل إليه من نتائج إيجابية في مسيرة مكافحة الإيدز، كما تبين المؤشرات الوبائية المتعلقة بانخفاض معدلات الإصابة والوفيات الناتجة من عدوى الإيدز على مستوى العالم.

إحصاءات

في عام 2016، كان هناك 36.7 مليون شخص متعايش مع فيروس العوز المناعي (نقص المناعة) البشري في العالم، وبلغ عدد الذين حصلوا على العلاج 20.9 مليون متعايش مع فيروس العوز المناعي البشري، وقد شهد عام 2015 وفاة 1.1 مليون نسمة من جراء الإصابة بعلل ناجمة عن فيروس العوز المناعي البشري. وأطلقت منظمة الصحة العالمية شعارها لليوم العالمي للإيدز لعام 2017 «الحق في الصحة»، مطالبة بضرورة بلوغ الهدف المحدّد بشأن تحقيق التغطية الصحية الشاملة بالنسبة لجميع الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري، البالغ عددهم 36.7 مليون شخص، وإلى سواهم من المعرضين لخطر الإصابة بالوباء، وأولئك المتأثرين به فعلاً. وتساءل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، لماذا ما زلنا نرى أكثر فئات السكان عرضة للإصابة به مُهملة ومهمشة ومميزاً ضدها؟ ولماذا يجد كثير من الشابات والمراهقين والمهاجرين والمشرّدين أنفسهم أشد عرضة للإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري؟ ولماذا لا يحصل الصبيان المراهقون والشباب على الخدمات المتصلة بفيروس العوز المناعي البشري وغيرها من الخدمات الصحية المقدمة؟
وأجاب عن كل تلك التساؤلات بعبارة واحدة، هي: إن «للكل اعتباراً»! فيجب أن يكون لكل هؤلاء اعتبار، إن أردنا تحقيق التغطية الصحية الشاملة. يجب أن يكون للكل اعتبار، إن أردنا القضاء على الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي، بوصفهما تهديدين يحيقان بالصحة العمومية.

حقائق طبية
وتقدم منظمة الصحة العالمية 10 حقائق عن الإيدز والعدوى بفيروسه:
1. فيروس العوز المناعي البشري (HIV) تصيب عدواه خلايا الجهاز المناعي، وتسفر عن تدهور تصاعدي في الجهاز المناعي، بما يقوض قدرة الجسم على الدفاع ضد بعض حالات العدوى والأمراض الأخرى. أما الإيدز (أي متلازمة العوز المناعي المكتسب)، فيشير إلى أكثر مراحل العدوى بفيروس العوز المناعي البشري تقدماً، ويُعرَّف بأنه الإصابة بواحدة أو أكثر من 20 عدوى انتهازية أو سرطانات ذات صلة.
2. فيروس العوز المناعي البشري يمكن أن ينتقل بعدة طرق، منها: الجماع دون وقاية (عن طريق المهبل أو الشرج)، أو ممارسة الجنس الفموي مع شخص مصاب بالعدوى، أو نقل الدم الملوث، أو تبادل استعمال الإبر أو المحاقن الملوثة، أو أية أدوات حادة ملوثة، أو الانتقال من الأم إلى الجنين في أثناء الحمل والولادة، وإلى الرضيع في أثناء الرضاعة.
3. هناك حالياً أكثر من 36.7 مليون نسمة مصابين بفيروس العوز المناعي البشري، و2.1 مليون من هؤلاء مراهقون (10 - 19 سنة). وجميع المراهقين عرضة للإصابة بفيروس العوز المناعي البشري بسبب التحولات البدنية والعاطفية - وقد تزايد السلوك المحفوف بالمخاطر - التي تلازم هذه الفترة من الحياة. والغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري هم في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وتشير التقديرات إلى أن 2.3 مليون شخص قد أصيبوا بالعدوى بالفيروس أخيراً في عام 2012.
4. فيروس العوز المناعي البشري هو أكبر مرض معدٍ قاتل في العالم، فلقد توفي ما يقدر بنحو 36 مليون شخص حتى الآن، وتوفي 1.6 مليون شخص نتيجة الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري / الإيدز العلاج التوليفي المضاد للفيروسات القهقرية يقي من تكاثر فيروس العوز المناعي في الجسم، وعندما يتوقف تناسخ فيروس العوز المناعي البشري، تتمكن خلايا الجسم المناعية من العيش أمداً أطول، وتوفر للجسم الحماية من حالات العدوى. وعندما يتبع الضجيع الذي يحمل فيروس العوز المناعي البشري الذي يعيش مع شريك العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، يحدث انخفاض هائل في احتمال انتقال العدوى بالفيروس إلى ضجيعه الذي لا يحمل الفيروس.
6. ما يقرب من 10 ملايين شخص مصابين بفيروس العوز المناعي البشري قد تمكنوا من الحصول على المعالجة المضادة للفيروسات القهقرية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في نهاية عام 2012. وهناك نحو 29 مليون شخص سيحتاجون إلى الحصول على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، بموجب الدلائل الإرشادية الجديدة لعام 2013.
7. يقدر عدد الأطفال المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري بما يبلغ 3.3 مليون طفل، وطبقاً لأرقام عام 2012، يعيش معظم هؤلاء الأطفال في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وقد أصابتهم العدوى من أمهاتهم اللائي يحملن فيروس العوز المناعي البشري في أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة. ويصاب 700 طفل جديد بعدوى فيروس العوز المناعي البشري يومياً.
8. ويمكن تفادي انتقال فيروس العوز المناعي البشري من الأم إلى الطفل على نحو كامل تقريباً، وهناك تقدم تم إحرازه. ففي عام 2012، تلقت 62 في المائة من النساء الحوامل المصابات بفيروس العوز المناعي البشري النظمَ العلاجية الدوائية الأكثر فعالية (على النحو الموصى به من قِبَل منظمة الصحة العالمية) لمنع انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل.
9. فيروس العوز المناعي البشري هو أقوى عوامل الخطر الخاصة بمرض السل النشط. ففي عام 2012، حدث نحو 320 ألف وفاة نتيجة السل بين المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري. ويشكل هذا ربع الوفيات، التي يقدر عددها بما يبلغ 1.6 مليون وفاة من جراء فيروس العوز المناعي البشري التي وقعت في ذلك العام. ومعظم المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري والسل يعيشون في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (نحو 75 في المائة من الحالات في جميع أنحاء العالم).
10. هناك عدة طرق للوقاية من انتقال فيروس العوز المناعي البشري، من أهمها:
• ممارسة السلوكيات الجنسية المأمونة، مثل استعمال العازل الواقي الذكري.
• إجراء الفحص وتناول العلاج للأمراض المعدية المنقولة جنسياً، بما في ذلك فيروس العوز المناعي البشري.
• تجنُّب تعاطي المخدرات عن طريق الحقن، أو في حالة تعاطيها بهذه الطريقة استعمال إبر أو محاقن جديدة ووحيدة الاستعمال دائماً.
• الحرص على إجراء اختبار تحري فيروس العوز المناعي البشري، لما قد تحتاج إليه من دم أو من منتجات الدم.

الفحص الطوعي لتحري الفيروس
أشار وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية د. عبد الله عسيري إلى أن كل إصابة حدثت بهذا الفيروس لدينا بالمملكة كان من الممكن منعها وتلافيها، والتخفيف من العبء النفسي والاجتماعي للمرض. وأكد على أنه من أهم واجبات الوزارة اكتشاف الحالات الجديدة مبكراً، ومعالجتها قبل أن تدخل في مرحلة المضاعفات. ومن هنا، تأتي أهمية برنامج الفحص الطوعي الذي توفره الوزارة، لتشجيع المصابين أو الذين يشكون في إصابتهم بالفيروس لإجراء الفحص في سرية وأمان وخصوصية كاملة.
كما وضعت الوزارة قوانين ولوائح تكفل حقوق المرضى المتعايشين مع هذا المرض، وسوف يتم اعتمادها قريباً إن شاء الله. ومن الضروري في هذه المرحلة القضاء على انتقال الفيروس من الأم الحامل المصابة إلى الجنين، إذ إن وسائل العلاج أصبحت متوفرة، وكذلك وسائل الوقاية.
كما أوضحت د. سناء فلمبان رئيسة البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة السعودية أن القضاء على وباء الإيدز تماماً بنهاية العقد المقبل بات وشيكاً، حيث أبانت المؤشرات انخفاضاً في الإصابات الجديدة عالمياً، وانخفاضاً في معدلات المراضة والوفيات، مما يبشر بإمكانية السيطرة التامة على هذا الوباء وكبح جماحه. وقالت إن هذا المرض يرتبط بحساسيات مختلفة تعيق تطبيق برامج التصدي للعدوى، مما يمثل تحدياً كبيراً يتطلب تضامن الجميع لكشف الغطاء عن أماكن الفيروس حتى لا يهيم في ظلمات الحساسية ضارباً عنق الكثير.
وأكدت على التوسع في مشاركة القطاعات ذات العلاقة، على مستوى المملكة، في الوصول للهدف، مثل قطاع التعليم والإعلام، وقطاع العمل والخدمات الاجتماعية، بالإضافة لمعية القطاع الصحي الخاص، وأماكن الاحتجاز المختلفة، وأماكن تجمعات الشباب والشؤون الإسلامية، والهيئة العامة للرياضة والشباب، للمساهمة في إيصال الرسالة، وتوفير خدمات التثقيف والتوعية، وتقليل المخاطر، وتعزيز السلوك الصحي لحماية النفس والمخالطين والمجتمع، لتحقيق الهدف المنشود.
* استشاري في طب المجتمع


مقالات ذات صلة

صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
TT

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب الدماغي الشائع.

وقد تتمكن من اكتشاف المرض قبل سنوات من تدهور حالتك.

شارك الدكتور دانييل أمين، وهو طبيب نفسي معتمد وباحث في تصوير الدماغ في كاليفورنيا بالولايات المتحدة مؤخراً، فيديو على منصة «تيك توك»، وقال: «يبدأ مرض ألزهايمر في الواقع في الدماغ قبل عقود من ظهور أي أعراض»، حسب صحيفة «نيويورك بوست».

تشير التقديرات إلى أن 6.7 مليون أميركي يعيشون مع مرض ألزهايمر، الذي يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية والقدرة على أداء المهام البسيطة.

ويكشف أمين عن 4 علامات تحذيرية قد تشير إلى أن دماغك قد يكون ضمن المرحلة التجهيزية للإصابة بألزهايمر، والعديد من عوامل الخطر التي يجب معالجتها على الفور.

ضعف الذاكرة

قال أمين إن أول علامة تحذيرية هي أن ذاكرتك تصبح أسوأ مما كانت عليه قبل 10 سنوات.

في حين أن النسيان العرضي هو جزء طبيعي من الشيخوخة، فإن الأشخاص المصابين بالخرف يكافحون لتذكر الأحداث الأخيرة أو المحادثات أو التفاصيل الرئيسية.

الحُصين - منطقة الدماغ المسؤولة عن تكوين ذكريات جديدة - هي واحدة من المناطق الأولى المتأثرة بمرض ألزهايمر.

ضعف الحكم والاندفاع

قد يؤدي تلف الفصوص الجبهية، وهي المناطق الرئيسية لاتخاذ القرار والتفكير إلى صعوبات في فهم المخاطر، ومعالجة المشاكل اليومية وإدارة الشؤون المالية.

يبدو الأمر وكأن دماغك «يصبح غير متصل بالإنترنت»، كما أوضح أمين.

قصر فترة الانتباه

قد يواجه الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر صعوبة في التركيز أو الانتباه لفترة كافية لإكمال المهام التي كانت بسيطة في السابق.

سوء الحالة المزاجية

وجدت الأبحاث أن ما يصل إلى نصف مرضى ألزهايمر يعانون من أعراض الاكتئاب.

يعاني المرضى في كثير من الأحيان من تغيرات عاطفية مثل الانفعال أو التقلبات المزاجية الشديدة، وغالباً ما يكون لديهم سيطرة أقل على مشاعرهم لأن المرض يؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف.

قد يصابون بالارتباك أو القلق بشأن التغيير، أو بشأن المواقف التي تأخذهم خارج منطقة الراحة الخاصة بهم.

كما حدد أمين العديد من السلوكيات التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف. وقال: «إذا كان لديك أي من عوامل الخطر هذه، فهذا هو الوقت المناسب للتعامل بجدية مع صحة الدماغ».

وأبرز هذه العوامل هي:

السمنة

أوضح الدكتور: «مع زيادة وزنك، ينخفض ​​حجم ووظيفة دماغك، لهذا السبب أنا نحيف، لا أريد أن أفعل أي شيء يضر بدماغي عمداً».

انخفاض الطاقة

أفاد أمين: «إن انخفاض الطاقة... يعني غالباً انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ».

الأرق المزمن أو انقطاع النفس أثناء النوم

يساعد النوم في التخلص من النفايات السامة من الدماغ.