مؤرخ آيرلندي مقيم في تركيا يخصص جهده لاستعادة الآثار الإسلامية

اعتنق الدين الحنيف وطاف مدناً إسلامية سيراً

المؤرخ الآيرلندي ميكائيل دوغان
المؤرخ الآيرلندي ميكائيل دوغان
TT

مؤرخ آيرلندي مقيم في تركيا يخصص جهده لاستعادة الآثار الإسلامية

المؤرخ الآيرلندي ميكائيل دوغان
المؤرخ الآيرلندي ميكائيل دوغان

يكرس المؤرخ الآيرلندي ميكائيل باتريك دوغان الذي اعتنق الإسلام واختار العيش في مدينة أنطاليا في جنوب تركيا، وقته وجهده للعثور على القطع الأثرية التي تنتمي إلى الحضارة الإسلامية والتي جرى تهريبها خارج تركيا.
استقر دوغان، المحاضر في معهد بحوث حضارات البحر المتوسط، البالغ من العمر 59 سنة، في أنطاليا قبل 27 سنة، وركز بعد اعتناقه الإسلام على دراسة التاريخ التركي وتاريخ الفنون في العهد السلجوقي.
أجرى دوغان، دراسات مهمة للكشف عن الآثار الإسلامية التي تعود إلى فترة بداية تحول منطقة الأناضول إلى الإسلام، وبذل جهوداً كبيرة من أجل إعادة الآثار الخاصة بالحضارة التركية الإسلامية التي جرى تهريبها خارج البلاد.
يقول دوغان إنه تواق لاستكشاف ودراسة مناطق العالم الإسلامي والمناطق التي عاش فيها الإسكندر المقدوني، مشيراً إلى أنّه طاف مجموعة من بلدان المنطقة، مثل اليونان ومصر وتونس مشياً على الأقدام، وقطع مسافة 5 آلاف و500 كيلومتر في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي سعياً لتحقيق هذا الهدف.
ولفت إلى أنّه طاف مختلف الولايات التركية وأعجب كثيراً بمدينة أنطاليا المطلة على البحر المتوسط وقرّر العيش فيها لتصبح مركزاً لأبحاثه المتعلقة بالتاريخ السلجوقي والفنون التي سادت في ذلك العصر.
ذكر دوغان لوكالة الأناضول أنّه يجري أبحاثاً في تاريخ الفنون التي سادت خلال العصر السلجوقي الأول، لا سيما الفترة التي حكم فيها السلطان علاء الدين كيقوباد بن كيخسرو الذي تربع على العرش السلجوقي في الفترة ما بين 1220 و1237 ميلادية، موضحاً أنّ الأعمال الفنية السلجوقية ازدهرت في عهد السلطان علاء الدين كيقوباد بن كيخسرو. وأضاف أن مسجدي «آخي يوسف»، و«علاء الدين»، ومدرسة غياث الدين كيخسرو، وخانات «أودر» و«كِرك جوز»، وقلعة ألانيا وترسانة السفن، وجسر «صوغوجق صو»، ومسرح إسبندوس القديم، من أهم الأعمال المعمارية التي تدل على فنون عمارة الفترة السلجوقية.
ونوّه دوغان إلى أن عدداً كبيراً من القطع الأثرية العائدة للعصر السلجوقي جرى تهريبها إلى خارج تركيا، وأنّه صادف مجموعة منها خلال السنوات الأخيرة في بلدان أخرى، مشدداً على ضرورة إعادة تلك القطع النادرة إلى موطنها الأصلي. موضحاً أنّ القطع الأثرية التي هُرّبت خارج تركيا، تضم توابيت وتماثيل ذات قيمة أثرية عالية، لافتاً إلى أن تركيا تمكنت خلال السنوات الماضية من استعادة مجموعة كبيرة من تلك القطع الأثرية، وإعادتها إلى موطنها الأصلي.
وأكد دوغان أن الوقت قد حان لاستعادة القطع الأثرية العائدة للحضارة التركية الإسلامية التي هُربت إلى الخارج أيضاً. مشدداً على أهمية الدور الذي تضطلع به وزارة الثقافة والسياحة التركية على صعيد استعادة الآثار المهرَّبة، مشيراً إلى أن منمنمات إزنيق تعتبر من أهم آثار فنون الحضارة التركية الإسلامية التي هُربت إلى المملكة المتحدة حيث تعرض في أحد المتاحف هناك.
وتابع أن الآثار المهربة خارج تركيا تحتوي أيضاً على مصوغات من الذهب، وزخارف منقوشة على الرخام، وخواتم تحمل أحجار الفيروز.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».