قضت محكمة الاستئناف في جنوب أفريقيا، أمس (الجمعة)، بتشديد عقوبة السجن ضد العدّاء الأولمبي مبتور الساقين أوسكار بيستوريوس من ست إلى 13 عاماً وخمسة أشهر بتهمة قتل صديقته. وذكر القاضي ويلي سيريتي «لقد تم قبول الطعن، وصدر الحكم على المدعي عليه بالسجن لمدة 13 عاماً وخمسة أشهر» وسط شهقات مسموعة من الحاضرين في قاعة المحكمة.
وأضاف سيريتي، أنه كان يتعين أن يحكم على العدّاء (31 عاماً)، الذي لم يكن حاضراً خلال الحكم، بالسجن 15 عاماً، لكن المحكمة أخذت في الاعتبار الوقت الذي قضاه بيستوريوس بالفعل.
ويبلغ الحد الأدنى للعقوبة في جرائم القتل بجنوب أفريقيا 15 عاماً.
وتابع سيريتي «أرى أنه ليس هناك أي ظروف حقيقية وقهرية يمكن أن تبرر الابتعاد عن أدنى عقوبة محددة بالسجن».
وتابع سيريتي «الحكم (السابق) بالسجن ست سنوات متهاون بشكل صادم إلى حد أنه سيؤدي إلى تهوين هذه الجريمة الخطيرة».
وكان الادعاء العام قد استأنف الحكم أوائل هذا الشهر، قائلاً إن العقوبة المفروضة على بيستوريوس بسبب قتل صديقته مخففة للغاية.
وقال المدعي العام جيري نيل «من خلال هذا الحكم، يجب الآن أن يتضح أننا جميعا متساوون أمام المحكمة. لقد تحققت العدالة».
وذكر كارل شقيق بيستوريوس، في تغريدة له على موقع «تويتر» إنه «محطم وحزين» بسبب القرار. من جهة أخرى، قالت أسرة عارضة الأزياء ريفا ستينكامب التي قتلها العدّاء الأولمبي مبتور الساقين أوسكار بيستوريوس عام 2013: إن تشديد عقوبة السجن ضده من ست إلى 13 عاماً وخمسة أشهر، هو تحقيق للعدالة.
وقالت محامية الأسرة، تانيا كوين لوكالة الأنباء الألمانية: إن «أسرة ستينكامب تشعر بأن إيمانها بالنظام القضائي تأكد اليوم. لقد تحققت العدالة بالنسبة لريفا. يمكنها الآن أن ترقد في سلام».
وأضافت كوين «في الوقت نفسه، على الرغم من أن ذلك يعني شكلاً محدوداً من طي الصفحة... لن يكون هناك طي كامل لهذه الصفحة على الإطلاق؛ نظراً لأنهم ما زالوا يفقدونها يومياً وما زالوا يحزنون عليها كل يوم».
يذكر أنه في عام 2015، أدين العداء بيستوريوس بتهمة بقتل عارضة الأزياء، ريفا ستينكامب، في عيد الحب، في قضية نالت اهتماماً واسعاً في جنوب أفريقيا والعالم بأسره.
وكان بيستوريوس، الذي كانت ساقاه مبتورتين بسبب عيب خلقي، قد حظي بشهرة دولية، بعد أن أصبح أول عدّاء مبتور الساقين يتنافس في الألعاب الأولمبية عام 2012.
جدير بالذكر، أنه تم في 14 فبراير (شباط) 2013، إيقاف البطل الأولمبي المبتور الساقين بعد اكتشاف صديقته عارضة الأزياء ريفا ستينكامب (29 عاما) جثة هامدة في منزله المجهز بوسائل أمن متطورة في بريتوريا.
واعترف بيستوريوس بإطلاق عيارات نارية عبر باب الحمام في الليل، لكنه أعتقد أن يطلق النار على لص.
ومثُل في اليوم التالي أمام محكمة البداية في بريتوريا والدموع تنهمر من عينيه، ووجهت إليه تهمة قتل ريفا ستينكامب.
وشددت النيابة على النية الجرمية والقتل العمد من قبل بيستوريوس، في حين اعتبر محاميه أن ما حصل «خطأ مأسوي». أطلق سراح القاتل بكفالة في 22 فبراير.
افتتحت محاكمة بيستوريوس في 3 مارس (آذار) 2014 في بريتوريا بحضور صحافيين من أرجاء العالم بشهادة إحدى جاراته التي روت أنها سمعت «صراخاً مرتفعاً جداً» لسيدة وقت الحادث. وبعد 10 أيام، أصيب بيستوريوس بغثيان وتقيؤ عند قراءة التقرير المعد بعد إجراء تشريح للجثة، ثم لدى رؤيته صورة لضحيته.
وتميز مثوله المتكرر أمام المحكمة في أبريل (نيسان) بأزمات عدة من الدموع وتوقف الجلسة. كان بيستوريوس ينفي في كل مرة نيته بقتل صديقته الصغيرة.
وفي 12 سبتمبر (أيلول)، وجهت إليه «تهمة القتل غير العمد، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات مع التنفيذ في 21 أكتوبر (تشرين الأول) في أغسطس (آب) 2015، استأنفت النيابة العامة الحكم، معتبرة أنه كان يجب محاكمة بيستوريوس بتهمة «القتل».
لكن تم إطلاق سراحه في أكتوبر ووضع في الإقامة الجبرية لدى عمه في بريتوريا.
وأعلنت محكمة الاستئناف العليا في 3 ديسمبر (كانون الأول) أن بيستوريوس متهم بـ«القتل» وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن 15 عاماً. لكنه حصل على حكم بالبقاء في الإقامة الجبرية عند عمه. واعتبر لجوؤه إلى المحكمة الدستورية في 2 مارس 2016 غير مقبول، وحكم عليه بالسجن ست سنوات، وهو حكم أخف بكثير من عقوبة الـ15 عاماً التي ينص عليها القانون الجزائي في تهم القتل، ووضع قيد الاعتقال. وبعد أن رفض في المرة الأولى طلب الاستئناف الذي رأت فيه أن العقوبة «متسامحة بشكل مخزٍ» مع قاتل، رفعت النيابة العامة في جنوب أفريقيا القضية إلى محكمة الاستئناف العليا مباشرة في 15 سبتمبر طالبة منها إنزال عقوبة أشد بالقاتل.
تشديد العقوبة ضد العدّاء الجنوب أفريقي بيستوريوس
من 6 إلى 13 عاماً بتهمة القتل
تشديد العقوبة ضد العدّاء الجنوب أفريقي بيستوريوس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة