في خطوة لجمع آثار المملكة العربية السعودية في المتحف الوطني للآثار بالرياض، أعاد أكثر من 40 موظفاً أميركياً سابقاً في شركة أرامكو السعودية للبترول، عدداً من القطع الأثرية القديمة التي حصلوا عليها أثناء وجودهم في السعودية في حقبة ما بعد اكتشاف النفط أربعينات وخمسينات القرن الماضي.
وتزامناً مع حفل افتتاح المؤتمر الوطني للآثار في الرياض، كرّمت السفارة السعودية تسعة أشخاص أميركيين، أعادوا قطعاً أثرية إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن برنامجها في جمع والحفاظ على التراث الوطني، وقال الأمير خالد بن سلمان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية في بيان صحافي، إنّ المملكة العربية السعودية ممتنة لهؤلاء الأفراد الذين ساهموا في مساعدتها بحماية تراثها لأجيال قادمة، إذ أن المنتدى الوطني للآثار يسلط الضوء على حماية القطع الأثرية التاريخية للحفاظ على الهوية الوطنية للبلد.
وتنوعت أسباب حصول الأميركيين الموظفين سابقاً في أرامكو الذين أعادوا القطع الأثرية إلى السعودية، تقول كاثلين كيسي لـ«الشرق الأوسط»: «إن زوج جدتها كان يعمل في شركة أرامكو السعودية بالظهران في العام 1960. وأثناء تواجده هناك اشترى قطع فخار وأدوات حجرية جمّعها على شكل سوار وعاد بها إلى أميركا بعد انتهاء فترة عمله، إلا أنّها بعد تخرجها من البكالوريوس تخصص علم الآثار في العام 1980 فحصت تلك القطع الأثرية، وتبين لها أنّها تعود إلى أكثر من 800 عام قبل الميلاد.
وتضيف كيسي قائلة: «كان أول رد فعل قوي بالنسبة لي، واتخذت على نفسي قراراً يجب أن تعود هذه القطع الأثرية من حيث جاءت، والتي ستساهم المملكة العربية السعودية في استكشاف وشرح الماضي للبلاد».
أمّا غوردون غولدينغ هو ابن عالم الآثار الهواة الشهير مارني غولدينغ الأميركي، عاش طفولته في السعودية بالظهران مع والدته في الستينات، وكانت والدته تعمل مع شركة أرامكو في الجيولوجيا وعلم الآثار، واكتشفت في تلك الفترة قطعاً من الفخار الأثرية لقبيلة ما يسمون بـ«عبيد» في بلاد ما بين النهرين التي بدأت قبل 7000 سنة واستمرت لمدة 1500 سنة في المنطقة الشرقية.
وأوضح غولدينغ لـ«الشرق الأوسط» أنّهم احتفظوا بتلك القطع الأثرية ودراستها حسب تخصص والدته في علم الآثار، ومع إعلان الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية في العام 2011 عن رغبتها في استعادة الآثار التاريخية وإقامة متحف وطني لها، أعاد غولدينغ تلك القطع الأثرية إلى السفارة السعودية في واشنطن، التي أعادتها بدورها إلى الرياض.
فيما تبرعت سينثيا كستن بوعاء خزفي طويل القامة، اشتراه والدها روس نيكولسون أثناء دراسته في أرامكو السعودية عند عمله في واحة الهفوف في منتصف الخمسينات، وقد قدّر عالم الآثار في أرامكو ريك فيدال أن يكون عمر القطعة الأثرية تلك 1000 سنة، مضيفة: «في الجامعة، كما درست التاريخ القديم، كنت أعرف أنّه يجب أن تنتمي القطع الأثرية حقاً إلى الشعب السعودي ويجب في يوم من الأيام، أن تعاد له».
بدورها تروي ماريان فيرغسون البالغة من العمر 95 سنة، وعاشت لعدة سنوات مع زوجها كين في القنصلية الأميركية في الظهران قبل انضمامه إلى أرامكو في عام 1953. قصة حصولها على القطعة الأثرية في المنطقة الشرقية، وذلك في رحلة نهاية الأسبوع عثرت على «وعاء من الطين» في صحراء بالقرب من الجبيل، وقدّره عالم الآثار دانيال بوتس بأنّه من المؤكد أنّه وعاء معلق على النهر في بلاد ما بين النهرين يرجع تاريخه إلى 3400 - 3000 قبل الميلاد، وبعد أن علمت بمشروع المملكة الوطني في الحفاظ على الآثار استجابت لتلك الدعوات، وأعادت القطعة الأثرية التي وصفتها بـ«اكتشاف هام للغاية».
7:57 دقيقة
السفارة السعودية في واشنطن تكرّم أميركيين أعادوا «قطعاً أثرية» للمملكة
https://aawsat.com/home/article/1079961/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D9%83%D8%B1%D9%91%D9%85-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%88%D8%A7-%C2%AB%D9%82%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9
السفارة السعودية في واشنطن تكرّم أميركيين أعادوا «قطعاً أثرية» للمملكة
حصلوا عليها أثناء فترة عملهم في الخمسينات بـ«أرامكو»
- واشنطن: معاذ العمري
- واشنطن: معاذ العمري
السفارة السعودية في واشنطن تكرّم أميركيين أعادوا «قطعاً أثرية» للمملكة
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة