الصومال يفرض حظراً على سير الشاحنات في شوارع العاصمة

بعد تصاعد الهجمات الإرهابية

موقع انفجار في مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)
موقع انفجار في مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

الصومال يفرض حظراً على سير الشاحنات في شوارع العاصمة

موقع انفجار في مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)
موقع انفجار في مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)

في محاولة للحد من تكرار ظاهرة الشاحنات المفخخة في مقديشو، فرضت السلطات الصومالية أمس للمرة الأولى حظراً على سير الشاحنات الكبيرة وناقلات الوقود في شوارع المدينة، في محاولة لتحسين الأمن بعد هجمات مدمرة شنها متشددون.
وأصدر ثابت عبدي محافظ إقليم بنادر وعمدة مقديشو مرسوماً يقضي بمنع مرور الشاحنات والناقلات الثقيلة في شوارع العاصمة اعتباراً من السابعة صباحاً وحتى الثامنة ليلاً. وتضمن القرار فرض حظر على سير الشاحنات الكبيرة وناقلات الوقود وأيضاً عدم السماح بنقل الأثقال الزائدة عن معدلها الطبيعي في شوارع مقديشو. وأشار ثابت إلى أن إدارته ستطبق هذا القرار على جميع سائقي الشاحنات والناقلات الذين يستخدمون الشوارع المختلفة للعاصمة، مؤكدا أنه سيتم، في المقابل، معاقبة كل من يخالف القرار بدفع غرامة مالية تصل إلى عشرة ملايين شلن صومالي أي نحو ألف دولار أميركي.
وأوضحت إدارة إقليم بنادر أنها ستعمل على توعية المواطنين فيما يتعلق بهذا القرار عبر وسائل الإعلام المختلفة لمدة ثلاثة أيام من أجل إعلام السائقين بقرار المنع.
ويستجيب هذا القرار لشكاوى المواطنين من أجل تفادي الحوادث التي تسببها الشاحنات الكبيرة أو استخدامها بالتفجيرات الإرهابية، بحسب ما قالته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية. ويأتي الإجراء بعد يومين فقط على مقتل 29 شخصاً خلال هجوم استمر 12 ساعة اقتحم خلاله مهاجمون فندقاً في مقديشو. وأعلنت «حركة الشباب» المسؤولية عن هذا الهجوم.
كما يأتي القرار بعد نحو أسبوعين من تفجير مزدوج وقع في المدينة يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) بشاحنة ملغومة وأدى إلى مقتل أكثر من 350 شخصاً، في هجوم هو الأشد دموية في تاريخ الدولة الواقعة بمنطقة القرن الأفريقي. ولم تعلن «حركة الشباب» مسؤوليتها عن ذلك الهجوم إلا أن أسلوبه من ضمن الأساليب التي تستخدمها الحركة. وأقالت الحكومة اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين عقب ذلك، بعدما أقالت مؤخراً وزيري الدفاع وقائد الجيش في تغييرات متلاحقة تعكس مدى الاضطراب الأمني والعسكري الذي تعانى منه البلاد.
وقال وزير الإعلام عمر عثمان إن المهاجمين ارتدوا زي قوات الأمن رغم عدم امتلاكهم بطاقات هوية، بينما قالت «حركة الشباب» إن 40 شخصاً قتلوا بينهم ثلاثة من مقاتليها الذين اقتحموا الفندق.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن إدانته للهجوم الإرهابي على الفندق بوسط مقديشو، حيث قالت متحدثة باسم الممثل الأعلى للاتحاد في بيان إن «السلام في الصومال يتطلب قيادة وتصميماً وإرادة وتعاوناً للقضاء على بلاء الإرهاب»، معربة عن التضامن مع الشعب والحكومة في الصومال.
ووفقا للبيان رحب الاتحاد الأوروبي باجتماع رؤساء الاتحاد الفيدرالي الذي بدأ أول من أمس معتبراً، إياه «خطوة في الاتجاه الصحيح». كما نددت الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وحكومات عربية وأجنبية بالهجوم الذي يكشف حجم الصعوبات الأمنية في العاصمة منذ تولى الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو منصبه في فبراير (شباط) الماضي.
وتسعى «حركة الشباب» إلى الإطاحة بالحكومة في مقديشو وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية. والصومال في حالة حرب منذ 1991 عندما أطاح زعماء حرب بالديكتاتور سياد بري ثم انقلبوا على بعضهم البعض. ورغم خسارة الحركة أراضي واسعة أمام تقدم قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، فقد تزايدت وتيرة وقوة هجماتها في وقت تستعد فيه القوة التي تضم 22 ألف جندي للانسحاب.


مقالات ذات صلة

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

يوميات الشرق المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي موّلها بنفسه، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف.

فيفيان حداد (بيروت)
الاقتصاد منظر عام لشركة «باسف» للصناعات الكيماوية في شفارتسهايد بألمانيا (رويترز)

الإنتاج الصناعي الألماني يشهد انخفاضاً غير متوقع في أكتوبر

سجل الإنتاج الصناعي في ألمانيا انخفاضاً غير متوقع في أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك بسبب التراجع الكبير في إنتاج الطاقة وصناعة السيارات.

«الشرق الأوسط» (برلين)
عالم الاعمال «نيسان باترول 2025»: تطور يجمع بين الفخامة والقوة

«نيسان باترول 2025»: تطور يجمع بين الفخامة والقوة

أطلقت «نيسان» الجيل السابع من سيارتها الأيقونية «باترول 2025» في فعالية خاصة بالسعودية.

بيئة أحد شوارع العاصمة السويدية (أرشيفية - رويترز)

تعليق قرار منع السيارات العاملة بالوقود في أحد أحياء ستوكهولم

علّقت سلطات مقاطعة ستوكهولم قرار البلدية حظر قيادة السيارات العاملة بالوقود في أحد أحياء وسط المدينة، قبل شهر من دخوله حيز التنفيذ.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
الاقتصاد متسوّقون يشترون الطماطم داخل سوق في بكين (رويترز)

أسعار المستهلكين في الصين ترتفع بأبطأ وتيرة خلال 4 أشهر

ارتفعت أسعار المستهلكين في الصين بأبطأ وتيرة في أربعة أشهر خلال أكتوبر، في حين انخفضت أسعار المنتجين بوتيرة أكبر، وذلك على الرغم من برامج التحفيز الحكومية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.