طرق سهلة لجعل البروتينات النباتية جزءاً أساسياً من نظامك الغذائي

منتجات الفول والعدس والحمص غنية بالألياف والمواد المغذية

• رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».
• رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».
TT

طرق سهلة لجعل البروتينات النباتية جزءاً أساسياً من نظامك الغذائي

• رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».
• رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».

تعد البقوليات مصدراً غنياً بالبروتين بالنسبة إلى متبعي النظام الغذائي النباتي الذي يخلو من اللحوم. وهي مصادر جيدة إلى حد جعل الأمم المتحدة تختار عام 2016 ليكون عام البقوليات.
فوائد عالية
تقول كاثي ماكمانوس، اختصاصية التغذية المعتمدة ومديرة قسم التغذية في مستشفى بريغهام والأمراض النسائية التابعة لجامعة هارفارد: «حين نتحدث، نحن اختصاصيي التغذية، عن الفاصوليا، وأكثر أنواعها من البقول الجافة، نذكر الفاصوليا الحمراء، والفاصوليا البيضاء، والفاصوليا السوداء، والفاصوليا الشائعة، والفاصوليا الخضراء». وعلى العكس من ذلك يتم تمييز الأنواع الأخرى مثل فول الصويا، والفول السوداني، والبازلاء الخضراء، والفول الأخضر، عن البقوليات الجافة.
وتتمتع البقوليات بفوائد غذائية هائلة، حيث تحتوي على بروتين، وألياف، وغيرها من المواد المغذية. تقول ماكمانوس: «يعد الكثير من البقوليات مصدراً جيداً للحديد، والزنك، وحمض الفوليك. كذلك لا تحتوي على الدهون المشبعة غير الصحية. والمؤشر الغلايسيمي لأكثر هذه الأنواع في حالتها الطبيعية منخفض، أي أنها تزيد مستوى السكر في الدم بقدر أقل مما تفعل الكربوهيدرات». وإلى جانب ذلك، فإن البقوليات زهيدة الثمن، ومنتشرة، ومن السهل إعدادها.
منتجات البقوليات
يتماشى مصنّعو المواد الغذائية مع التوجه نحو تناول البقوليات من خلال إنتاج كل أنواع المنتجات، التي تقوم على البقوليات، مثل دقيق ومعكرونة البقول، والوجبات الخفيفة التي تدخل فيها البقول كمكون أساسي، ومنها الرقائق المقرمشة، والحمص المحمص، ومقرمشات البازلاء الخضراء، ومقرمشات الفول، إضافة إلى اللحوم النباتية مثل قطع «الدجاج» المعدة من بروتين البازلاء، فضلاً عن خلطات من دقيق البقول لإعداد كعك البراونيز، وفطائر ألبان الكيك.
يوفّر بعض تلك المنتجات طريقة صحية لزيادة حصة البروتين التي يتناولها المرء، ومنها معكرونة العدس الأحمر، أو الفاصوليا السوداء أو وجبة خفيفة بديلة مثل المقرمشات، أو الرقائق المصنوعة من بعض المكونات القليلة مثل الفاصوليا السوداء، وزيت العصفر، وملح البحر.
مع ذلك لا يعني وجود البقول ضمن المكونات أنه مناسب ومفيد لك؛ فهناك بعض الوجبات الخفيفة التي تقوم على البقول، وأنواع من الخليط الذي يتم خبزه، لكنها لا تحتوي إلا على كمية صغيرة من البقول، إلى جانب كمية من السكر المضاف.
كيف يمكن للمرء معرفة ما إذا كان هذا المنتج صحياً أم لا؟ تنصح الدكتورة ماكمانوس قائلة: «ينبغي قراءة قائمة المكونات، ومعرفة ما إذا كان مقدار البقول ضئيلاً وهامشياً أم أنه يمثل المكون الأساسي للمنتج، وكذلك معرفة ما إذا كان المنتج يحتوي على سكر، أو صوديوم، أو دهون مشبعة».
بقوليات الطعام
لجعل المنتجات القائمة على البقوليات جزءاً من نظامك الغذائي، ينبغي البدء بتناول دقيق البقوليات، مثل ذلك المصنوع من الحمص المطحون. يمكن استخدام هذا النوع من الدقيق في إعداد الوصفات التي عادةً ما يتم استخدام الدقيق الأبيض المكرر في إعدادها؛ مثلاً عند تغطية الدجاج بالدقيق قبل طهيه. كذلك يمكن تجربة معكرونة البقول بدلاً من تلك المصنوعة من قمح السيمولينا (السميد)، أو القمح الصلب المكرر.
ماكمانوس من أكثر المحبين لاستخدام البقول في حالتها الطبيعية؛ ويعني ذلك نقع الفاصوليا المجففة، أو العدس المجفف طوال الليل قبل الغلي أو بل الوضع في المايكرويف، أو استخدام البقوليات المعلبة. تقول ماكمانوس: «لا يوجد أي فرق من جهة القيمة الغذائية بين البقوليات المجففة والمعلبة. إذا كنت تفضل استخدام البقوليات المعلبة، فمن الأفضل اختيار تلك التي تحتوي على نسبة قليلة من الصوديوم، وكذلك ينبغي شطفها جيداً بالماء قبل استخدامها للتخلص من الصوديوم قدر الإمكان».
بروتينات وألياف
يمكن الاستمتاع بالبقوليات كطبق جانبي، أو كطبق أساسي للخضراوات، أو كمكون في سلاطة. كذلك يمكن إعداد وجبات خفيفة من البقوليات مثل الفاصوليا المهروسة إلى جانب خضراوات طازجة، أو الحمص المحمص كوجبة من المقرمشات. يمكن تجربة حساء الفاصوليا البيضاء، أو حساء العدس، أو حساء البازلاء، أو سلاطة الحمص والبرغل.
كذلك يمكن الاستمتاع بإعداد أصناف من البقوليات والحصول على فوائدها الغذائية الكثيرة.
4 أنواع من البقول
ذات فائدة غذائية كبيرة
يحتوي كوب واحد من الفاصوليا السوداء على 14 غراماً من البروتين و16 غراماً من الألياف. ويحتوي كوب واحد من العدس على 18 غراماً من البروتين، و15 غراماً من الألياف، في حين يحتوي كوب واحد من الفاصوليا البيضاء على 20 غراماً من البروتين، و15 غراماً من الألياف، ويحتوي كوب واحد من الفول على 19 غراماً من البروتين و15 غراماً من الألياف.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».