مرض الصدفية لدى الأطفال

يحدث نتيجة عوامل مناعية ووراثية

مرض الصدفية لدى الأطفال
TT

مرض الصدفية لدى الأطفال

مرض الصدفية لدى الأطفال

يعتبر مرض الصدفية (Psoriasis) واحداً من أشهر الأمراض المزمنة التي تصيب البالغين والأطفال، على حد سواء، وتصيب الجلد بشكل خاص والأظافر والمفاصل. ويسبب المرض أعراضاً مقلقة للأطفال، مثل الهرش وظهور ما يشبه القشور على الجلد، وفي الأغلب يساهم في توتر الحالة النفسية للأطفال والآباء، خصوصاً مع معرفة الأبوين بأن المرض سوف يظل مصاحباً لابنهم طيلة حياته.
ولكن المرض يمر بطبيعة الحال بفترات خمول لا يعاني فيها المريض بشكل حاد، وأيضاً بفترات من النشاط تسبب أعراضاً يمكن أن تتدرج في الحدة من مجرد حكة بسيطة إلى حدوث تشوهات بالجلد والأظافر، وآلام مبرحة بالمفاصل، وهو مرض غير معد.

أسباب المرض
العامل المناعي هو السبب الرئيسي لحدوث المرض، حيث تتفاعل خلايا الجسم ضد بعضها البعض، إذ يتم التعرف عليها كما لو كانت خلايا خارجية. كما أن هناك نسبة تقترب من 20 في المائة من المرضى لهم أقارب من الدرجة الأولى يعانون من المرض، مما يعني أن العامل الوراثي، ربما يكون له دور في الإصابة.
وتتراوح نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية في العالم من نحو 2 إلى 3 في المائة. وفي بعض الأحيان ترتفع النسبة لتصل إلى 8.5 في المائة. وتقريباً تضاعفت نسبة الأطفال المصابين بالصدفية في الربع الأخير من القرن الماضي.
وتكون الإصابة في الجلد على شكل بقعة حمراء محددة المعالم، ومغطاة بقشرة بيضاء، وتزداد حدتها في أوقات معينة، وتختفي في أوقات أخرى. كما تتراوح بين مجرد بضع بقع حمراء مرتفعة قليلاً عن سطح الجسم، وأحياناً تمتد لتشمل الجلد كله تقريباً.
وفي ثلث حالات المرض تبدأ الأعراض من الطفولة. وعلى الرغم من أن الأطفال يصابون بنفس المرض، إلا أن توزيع وشكل الإصابة والأعراض جميعها تختلف لدى البالغين عنها في الأطفال، خصوصاً فيما يتعلق بالجانب النفسي، فضلاً عن الأمراض التي يمكن أن تصاحب الصدفية، مثل البدانة وزيادة نسبة الدهون بالجسم ومرض السكري من النوع الثاني والتهاب المفاصل.

حدة الأعراض
هناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر في حدة الأعراض، وظهور الطفح مجدداً بعد أن يتماثل للاختفاء، والحكة، أهمها:
> التوتر والقلق لتأثير ذلك على الجهاز المناعي للجسم.
> وأيضاً حدوث حساسية للجلد بسبب التعرض المفرط للشمس، أو تناول أدوية معينة أو الحساسية الناتجة عن الاحتكاك، سواء بملابس معينة أو بأشياء مثل السلاسل أو الساعات أو غيرها.
> الإصابة بالعدوى، خصوصاً الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي نظراً لتحفيز الجهاز المناعي، وبالتالي تزيد الأعراض.
> بعض الأدوية مثل مثبطات «مستقبلات بيتا» التي تستخدم في علاج أمراض ارتفاع الضغط.

أنواع الصدفية
> النوع الأشهر من المرض الذي توجد به البقع الحمراء، التي تغطيها قشرة بيضاء أو فضية اللون Plaque psoriasis، ويمكن أن توجد على أي مكان من سطح الجلد، ولكن في الأغلب توجد في منطقة فروة الرأس أو الوجه، خصوصاً في الأطفال أو الركبتين، ويمكن أن تسبب الحكة.
> أيضاً هناك نوع من الصدفية يصيب الأطفال بعد حدوث إصابة بميكروب أو فيروس في الحلق، ويسمى بصدفية الحلق Guttate psoriasis، وتكون البقع أصغر حجماً وأقرب للنقط منها إلى البقع، وفي الأغلب توجد في منطقة الجزع والكوع، ولكن يمكن أن توجد أيضاً في الوجه وفروة الرأس أو الأذنين.
> هناك نوع يسمى الصدفية التي تحتوى على صديد أو الصديديةPustular psoriasis، وفيه يحدث تورم للجلد، وتكوين ما يشبه النتوءات في الجسم تحتوي على صديد، وتوجد في باطن القدمين، وأيضاً راحة اليدين، كما يمكن أن تصيب أجزاءً كبيرة من الجلد في بعض الأحيان، وأيضاً يمكن أن يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة والألم بالجسم وحكة شديدة.
> الصدفية المعكوسة Inverse psoriasis وتعتبر أخف حدة وأقل حدوثاً من بقية الأنواع على شكل طفح أحمر في المناطق بين ثنايا الجلد مثل تحت الإبطين والأرداف والأعضاء التناسلية.
> الصدفية الحمراء Erythrodermic psoriasis نوع نادر من الصدفية يشمل الجلد كله بلون أحمر قانٍ، ويظهر كما لو كان الجلد تعرض للحروق، ويصاحبه ألم وحكة شديدة وسرعة ضربات القلب.

التشخيص والعلاج
في الأغلب يتم تشخيص الصدفية من خلال الكشف الإكلينيكي، وتدقيق الطبيب لجلد الطفل وأظافره. وفي بعض الأحيان النادرة التي يتشابه فيها الطفح مع الإكزيما أو أي مرض آخر يمكن للطبيب أن يأخذ عينة من الجسم للتأكد من المرض.
ولا يوجد علاج شاف للصدفية. ومن المهم أن يتم شرح طبيعة المرض وخطة العلاج للآباء والطفل إذا كان في عمر مناسب، وتوجيه النصيحة بتجنب العوامل المؤثرة في حدوث الأعراض أفضل من علاجها في حال ظهورها. كما يجب أيضاً الاهتمام بالعلاج النفسي، حيث إن الطفل يكون لديه خجل من مظهره، مما يسبب له عزلة اجتماعية ونظرة سلبية عن الذات.
> عند ظهور الأعراض يتم استعمال المراهم التي تحتوي على الكورتيزون، سواء المستحضرات قوية المفعول أو متوسطة المفعول، ويجب استعمال الكورتيزون بحذر ولفترات قصيرة لتجنب الأعراض الجانبية للعلاج، التي من أهمها حدوث ضمور للجلد.
> في بعض الأحيان يتم الاستعانة بمراهم تحتوي على فيتامين (دي)، سواءً بمفرده أو مع الكورتيزون لعلاج الأطفال، خصوصاً في المناطق التي يكون فيها الجلد رقيقاً مثل الوجه.
> في بعض الأحيان يتم استخدام العلاج بالضوء phototherapy سواءً بالأشعة فوق البنفسجية، أو بالليزر لعلاج المناطق المصابة.
> في الحالات شديدة الأعراض يمكن استعمال العقاقير عن طريق الفم، والتي تحتوي أيضاً على الكورتيزون.
* استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

«أسماك مزروعة بخلايا سرطانية»... جديد الأطباء لعلاج الأورام «بسرعة»

يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)
يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)
TT

«أسماك مزروعة بخلايا سرطانية»... جديد الأطباء لعلاج الأورام «بسرعة»

يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)
يبحث العلماء عن نموذج يتنبّأ بكيفية تأثير العلاج على أورام المرضى (رويترز)

هل يستطيع أطباء الأورام اتخاذ قرارات أفضل لعلاج السرطان باستخدام الأسماك؟ تهدف تجربة سريرية من المقرر أن تبدأ هذا الشهر في البرتغال إلى معرفة ذلك.

وتُعدّ الدراسة التي استمرت خمس سنوات بقيادة عالمة الأحياء التنموية، ريتا فيور، من مؤسسة «تشامباليمود»، أول تجربة عشوائية يتلقّى فيها المرضى أدوية تم اختبارها مسبقاً في أجنة سمك الزرد المزروعة بالخلايا السرطانية وأعطت «نتائج واعدة» على الأسماك.

ويقول عالم أحياء الخلايا الجذعية من كلية الطب بجامعة هارفارد، ليونارد زون، الذي لم يشارك في التجربة: «يبحث الجميع عن شيء أكثر تنبؤاً» بكيفية تأثير العلاج في أورام المرضى. وتم استخدام الفئران والذباب قبل ذلك لتجربة أدوية للسرطان، لكن «جميعها كانت له حدود». ويضيف زون: «إذا أظهرت الدراسة الجديدة أن الأسماك لها قيمة تنبؤية عالية، فسوف يهتم الناس بهذا الأمر».

سيتم اختبار أدوية مجربة في سمك الزرد على المرضى لأول مرة (أ.ف.ب)

والاختلافات في أورام المرضى بسبب سمات مثل الوراثة، والتمثيل الغذائي، يمكن أن تجعل اختيار العلاج المناسب أمراً محيّراً لأطباء الأورام. ونظراً إلى إمكانية توفر الكثير من الخيارات المتماثلة تقريباً، فقد يضطر المرضى إلى تحمّل علاج ضار تلو الآخر حتى يستقروا على العلاج الذي يساعدهم. ويمكن للتحليل الجيني في بعض الأحيان أن يغربل الاختيارات، ولكن حتى عندما يحمل سرطان المريض طفرات تشير إلى علاج معين، فليس هناك ما يضمن أنه سيستجيب إليه، وفق ما ذكرته مجلة «ساينس» العلمية.

وبحثاً عن بديل أفضل، كان مختبر العالمة فيور يدرس سمك الزرد منذ ما يقرب من عقد من الزمن. وعزل الباحثون الخلايا السرطانية من المريض، ثم زرعوها في أجنة سمكة الزرد الشفافة التي تنمو بشكل طبيعي خارج الأم. وأضاف العلماء أدوية السرطان إلى مياه الأسماك، كما قدموا جرعات من الإشعاع، وراقبوا الخلايا السرطانية لقياس أي العلاجات «من المحتمل أن تكون فاعلة». وعلى القدر نفسه من الأهمية، ومن خلال الكشف عن الخيارات التي لم تنجح، تُنقذ التجربةُ على الأسماك المرضى من علاجات «قد تكون سامة وغير مجدية».

وفي تقرير صدر عام 2024، قال علماء إن الأسماك استطاعت التنبؤ بصورة صحيحة بالعلاج المناسب لـ50 مريضاً بالسرطان من وسط مجموعة تضم 55 مريضاً. ومن المميزات التي تشجع استخدام سمك الزرد هو أن هذه التجربة تقدّم نتائج سريعة بخصوص العلاج خلال 10 أيام فقط.

وفي التجربة السريرية، ستختبر فيور وفريقها دقة نتائج سمك الزرد على المرضى من خلال غربلة الخلايا السرطانية من السائل الذي يتراكم في بطن الأشخاص المصابين بسرطان الثدي أو المبيض، الذي عادة ما يتم تصريفه بوصفه جزءاً من العلاج.

وتقول فيور: «نحن لا نقوم بإجراءات إضافية على المرضى»، لكن سيتم زرع الخلايا السرطانية في أجنة الأسماك، وبدلاً من اختبار الأدوية التجريبية، كما تفعل الكثير من التجارب السريرية الأخرى، فستحدد الدراسة على الأسماك أي مجموعة من العلاجات المعتمدة تعمل بشكل أفضل، وسيحصل نصف المرضى على الأدوية التي تقترحها نتائج سمك الزرد، وسيتلقّى النصف الآخر العلاج الذي يختاره أطباؤهم، ثم سيجري تقييم النتائج.