إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

العكبر وعلاج الأمراض
> هل للعكبر فوائد صحية علاجية؟
مها أ. - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول التدواي والعلاج بالعكبر. والعكبر هو مادة صمغية يُفرزها النحل ويضعها ضمن تراكيب قرص شمع العسل، ويُسمى بالإنجليزية «بروبوليس». والهدف من إنتاج النحل لهذه المادة هو هدف وقائي؛ لحماية قرص شمع العسل ضد الحشرات والميكروبات. وأصل العكبر هو مواد تفرزها الأشجار، ويُجمعها النحل ليضعها في القرص الشمعي لسد أي شقوق فيه، وضمن طلاء أسطح وجدران العيون السداسية في قرص شمع العسل.
وهناك المئات من الدراسات العلمية خلال العقود الماضية حول تأثيرات هذه المادة التي تحتوي على أكثر من 50 نوعاً من المركبات الكيميائية التي تناولتها البحوث العلمية تلك بالدراسة. هذا على الرغم من أن العكبر يحتوي على أكثر من 400 مادة كيميائية لم يتم دراستها وتقيمها علمياً، ولا نعلم تأثيراتها الصحية على وجه الدقة. كما أنواع العكبر تختلف من منطقة إلى أخرى في العالم باختلاف أنواع النحل والأشجار والظروف البيئية المحيطة بها.
وغالبية التأثيرات الصحية التي تمت دراستها هي القدرة على مقاومة الميكروبات، وخفض نمو الخلايا السرطانية، وقد سبق الحديث عنها ضمن عدد 3 ديسمبر (كانون الأول) 2010 من ملحق «صحتك»، بـ«الشرق الأوسط»، بشيء من التفصيل. ومن ذلك قول البروفسور أنات براداكار، مدير مركز علوم هندسة الصيدلة بجامعة برادفورد البريطانية، إن «العكبر مزيج كيميائي معقد، وهو مادة طبيعية مفيدة جداً. وقد أظهرت الدراسات السابقة قدراته على مقاومة الفطريات وبقية الميكروبات، وأنه مادة قوية مضادة للأكسدة، ومضادة للحساسية، ورافعة من قدرات عمل جهاز مناعة الجسم، وأنه أيضاً يزيد من سرعة التئام الجروح والقروح، وله تأثيرات موضعية مخدرة للألم».
ولكن لاحظي معي عدة أمور تتعلق باستخدام الإنسان المباشر للعكبر كعلاج ضد أي نوع من الأمراض: الأمر الأول هو أنه وفق تصنيف اللجان العلمية لـ«قاعدة البيانات الشاملة للطب الطبيعي»، التابعة لوزارة الصحة بالولايات المتحدة، يتم تصنيف فعالية أي نوع من وسائل العلاج الطبي الطبيعي، للأعشاب والمنتجات الحيوانية وغيرها، إلى 6 درجات، أعلاها «فعّال» وأدناها «غير فعّال»، وذلك حسب نتائج المراجعات العلمية لمجمل الدراسات والأبحاث المتوافرة حول تلك الوسيلة العلاجية. ومادة «العكبر»، كما تشير نشرات هذه المؤسسة الطبية الأميركية «من المحتمل أن تكون فعالة» في معالجة قروح مرض الهربس بالأعضاء التناسلية، وكذلك من المحتمل أن تكون فعالة في تسريع التئام التهابات الفم وتخفيف ألمها.
والأمر الثاني أنه لا تزال هناك مجالات كثيرة مطروحة علمياً لجدوى العكبر، مثل معالجة الالتهابات الميكروبية للجروح والحروق والقروح الجلدية وحساسية الجلد وصدفية الجلد واضطرابات الجهاز الهضمي والتهابات الأمعاء ومعالجة الأورام السرطانية، خصوصاً سرطان الحلق والأنف، ورفع مستوى مناعة الجسم، وغير ذلك، ولكنها لا تزال «محل البحث»، وليس من الحكمة استخدام أي وسيلة علاجية ما لم تكن معتمدة طبياً، ويتم تحضيرها بطريقة صحيحة، وتُسوق كدواء ثابت الفائدة.
والأمر الثالث أنه لا يُعرف ما هي الكمية الآمن استخدامها من العكبر كعلاج، ولذا قد يتسبب المرء لنفسه بالضرر حال استخدام أي مستحضرات محتوية على العكبر دون أن يكون ذلك تحت إشراف طبي مباشر.
والأمر الرابع أن إثبات الدراسات العلمية لفوائد شيء ما الصحية لا يعني تلقائياً استخدامه من قبل الإنسان كوسيلة علاجية دون استشارة الطبيب.

بقاء الطعام في البطن

> كم يبلغ الوقت الطبيعي بين تناول الطعام وإخراجه؟
ريما ق. - جدة.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول بقاء الطعام في البطن، ومدة مروره عبر أجزاء الجهاز الهضمي، إلى إخراجه كفضلات مع البراز، وعلاقة ذلك بالإمساك. ولاحظي أن الهيئات العلمية المعنية بصحة الجهاز الهضمي، مثل الرابطة الأميركية للجهاز الهضمي، تقول إن تكرار إخراج البراز لدى الإنسان الطبيعي يتراوح بين فعل ذلك 3 مرات في اليوم وفعله مرة كل 3 أيام؛ وهي بهذا تُفرق بين حالات الإسهال وحالات الإمساك. وعليه، فإن إحدى علامات وجود الإمساك أن يكون إخراج البراز مرة في كل أكثر من 3 أيام. وهناك علامات أخرى للإمساك، مثل مواجهة صعوبات خلال إتمام عملية الإخراج، والاضطرار للضغط بشدة لإتمام ذلك، والشعور بالألم حال الإخراج. ويتم الإخراج الطبيعي بقدر بسيط أو متوسط من الجهد والضغط على البطن، وعادة يتم في فترة الصباح، وبعد الفراغ من تناول وجبات الطعام.
وتختلف المدة التي يقضيها الطعام في البطن للمرور عبر أجزاء الجهاز الهضمي، وهناك عدة عوامل تتسبب بذلك الاختلاف، ومن أهمها مكونات الطعام الذي يتناوله المرء. فالطعام الغني بالألياف الغذائية النباتية والغني بالماء يسهل مروره خلال أجزاء الجهاز الهضمي، ويسهل أيضاً إخراجه كبراز دون عناء شديد. والمدة الطبيعية من حين بلع الطعام إلى حين خروجه كفضلات تتراوح بين 14 و72 ساعة، وغالباً أقل من 48 ساعة.

التماسّ الكهربائي

• ما تأثيرات التماسّ الكهربائي؟
عبد الله أ. - الإمارات.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول التأثيرات المحتملة لتعرض الإنسان لتيار كهربائي في المنزل. ولاحظ معي أن جسم الإنسان يُعد مُوصلاً جيداً للتيار الكهربائي، بمعنى أن الكهرباء يُمكنها بسهوله السريان في الجسم، وهو ما قد يتسبب بعدة أضرار صحية تتفاوت بين مجرد حروق جلدية وتلف في الأعصاب والعضلات والأنسجة الأخرى، حال مرور التيار الكهربائي فيها، وقد تصل الكهرباء إلى القلب وتتسبب باضطرابات مميتة في إيقاع نبض القلب.
وهذه الأضرار تعتمد على نوعية وشدة التيار الكهربائي الذي تماس بالجسم، وطول مدة التماس الكهربائي بين الجسم ومصدر التيار الكهربائي، وكيفية مجرى سريان الكهرباء في الجسم، ومستوى صحة الإنسان الذي تعرّض للتماس مع التيار الكهربائي. ولذا يتفاوت التلف في الجسم، مثل تغير مستوى الوعي، أو الإغماء، أو حروق الجلد أو كسور العظام أو الصداع أو اضطراب إيقاع نبض القلب أو نوبة الجلطة القلبية أو التخدير في الجلد أو اضطرابات في التنفس أو نوبات تشنجات الصرع وغيره.
ولاحظ معي أن التيار الكهربائي في شبكات كهرباء المنازل هو بفرق جهد كهربائي تتراوح شدته، أي إما 110 وإما 220 فولت، وهي نوعية تُعتبر منخفضة الجهد أو الضغط، من الناحية الطبية وتأثيرات التعرض للتماس بها. ذلك أنه من الناحية الطبية، يتم تقسيم التيارات الكهربائية إلى: نوعية منخفضة الضغط، أي أقل من 500 فولت، ونوعية عالية الضغط، أي أكثر من 500 فولت. وتعرّض الإنسان لمصدر كهربائي منخفض الضغط لا يتسبب غالباً بأضرار صحية خطرة مهددة لسلامة الحياة، إنما أضرار صحية متوسطة أو بسيطة، مثل الحروق الجلدية. أما التعرّض لتيار ذي شدة عالية، فيؤدي إلى أضرار صحية أعمق، وربما مهددة للحياة، مثل الحروق في الأعضاء الداخلية من الجسم، وتلف أجزاء من الجهاز العصبي والدماغ، واضطرابات كهرباء نبضات القلب، وشلل عملية التنفس.


مقالات ذات صلة

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (بريدة - منطقة القصيم)

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».