ليبيا: «داخلية الوفاق» تعلن إحباط محاولة لتغيير الحكم والسيطرة على طرابلس

TT

ليبيا: «داخلية الوفاق» تعلن إحباط محاولة لتغيير الحكم والسيطرة على طرابلس

بينما تقترب المحادثات الرسمية التي تستضيفها تونس برعاية الأمم المتحدة، من تحقيق اتفاق بين الفرقاء الليبيين لتعديل «اتفاق الصخيرات» المثير للجدل، أعلنت «قوة الدرع الخاصة» التابعة لوزارة الداخلية بحكومة «الوفاق الوطني الليبية»، أمس، أنها أحبطت «محاولة لتغيير نظام الحكم والسيطرة على مداخل العاصمة طرابلس». وأعلن مطـار معيتيقة الدولي استئناف حركة الملاحة الجوية، بعد ساعات من توقفها بسبب اشتباكات بين ميليشيات مسلحة بالقرب من المطار.
وقالت إدارة المطار، مساء أمس، بعد نحو ساعتين من إعلانها توقف الحركة بالمطار وعدم تحويل الرحلات لمطار مصراتة، إنه تم البدء في «استقبال الركاب واستئناف الحركة من وإلى المطار بشكل طبيعي»؛ لكنها لم توضح مبررات توقف الحركة لعدة ساعات، وقالت مصادر أمنية إن تقارير أمنية تفيد بـ«إطلاق مسلحين مجهولين النار على المطار من خارجه» كانت السبب وراء توقف حركة العمل بالمطار.
وترددت معلومات غير رسمية، أمس، عن مهاجمة مسلحين لسجن الجديدة في طرابلس و«فرار الحراس»، غير أن حكومة «الوفاق الوطني» المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج التزمت الصمت حيال الأمر.
من جهتها، أفادت بعثة الأمم المتحدة في بيان مقتضب للصحافيين، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أمس، أن لجنة الصياغة المشتركة التابعة لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة باشرت اجتماعها في مقر البعثة الأممية في تونس بحضور رئيسها غسان سلامة لاستكمال «وضع الصيغة النهائية للتعديلات على الاتفاق السياسي الليبي». وكانت البعثة، أعلنت في بيان مماثل أصدرته مساء أول من أمس، أن لجنة الصياغة ركزت في اجتماعها الأخير على «آلية اختيار المجلس الرئاسي المصغر ورئيس الوزراء بالإضافة إلى اختصاصات وصلاحيات كل من المجلس الرئاسي والحكومة»، مشيرة إلى أن «الروح التعاونية والإيجابية كانت هي السائدة خلال النقاشات».
وأكد أعضاء اللجنة المشتركة، وفقا لنص البيان، على «ضرورة الإسراع في تحقيق نتائج وذلك لتمكين إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن، بغية إنهاء المرحلة الانتقالية والتبشير بعودة الحياة المؤسسية والسياسية في ليبيا إلى وضعها الطبيعي».
إلى ذلك، قالت: «قوة الردع الخاصة» في العاصمة الليبية طرابلس إن «تشكيلا عسكريا تمكّن من الدخول إلى منطقة ورشفانة وتمركز بأحد المعسكرات بالعزيزية، وكان المخطط هو السيطرة على مداخل مدينة طرابلس بالاتفاق مع بعض التشكيلات المتواجدة داخل طرابلس؛ إلا أن القوات الأمنية والعسكرية في طرابلس بادرت بالهجوم على هذه المجموعة وإفشال مخططهم».
وأضافت أنها اعتقلت اثنين من قادة «المهاجمين»، الذي قدرت عددهم بـ120 مقاتلا وأكدت أنهم ينتمون إلى «حركة العدل والمساواة السودانية».
وتابعت «قوة الردع» في بيان نشرته صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «بعد متابعتنا لتحركات الشخص المسؤول عن قدوم هذه الجماعات الإجرامية المسلحة والتي تحتوي على مرتزقة من دولة السودان، ومن خلال عملية أمنية مشتركة تم إلقاء القبض على، المبروك جمعة سلطان احنيش الملقب بــ(الوادي)، برفقة السوداني إمام داود محمد الفقي»، لافتة إلى أن الأخير «هو المسؤول عن هذه القوة البالغ عددها 120 مقاتلا من حركة العدل والمساواة السودانية».
واستكملت: «بعد محاولات عدة مع هذه (العصابة) لإجبارهم على تسليم عتادهم، رفضوا تسليم أنفسهم وعتادهم».
واعتبرت أن «هذا التدخل ما هو إلا انتهاك واضح للسيادة الليبية بوجود مرتزقة من دولة السودان بإمرة احنيش الساعي لخلق بلبلة، والذي يعتبر أحد قادة حركة مقاومة بحركة (الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا) بقيادة بعض رموز النظام السابق المقيمة خارج ليبيا».
ورأت أن «هذا يعتبر زعزعة لأمن البلد وتغيير نظام الحكم»، قبل أن تعلن أنه «جاري العمل على استيفاء التحقيق وإحالتهم لمكتب النائب العام».
من جهته، أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني بطرابلس، فائز السراج، أن أعضاء وفد من القيادات العسكرية والأمنية بالعجيلات، ضم رئيس وأعضاء المجلس المحلي بالمدينة عبروا عن «دعمهم ومساندتهم» لحكومته، وما تتخذه من إجراءات «لحفظ الأمن وتحقيق الاستقرار في البلاد».
وقال بيان وزعه مكتب السراج، إن أعضاء الوفد وصفوا ما أثير عن الوضع العسكري في العجيلات بأنه «لا أساس له من الصحة، ويدخل في نطاق الهجمات الإعلامية التي يستهدف مروجوها إرباك المشهد الأمني» في المدن التي تتبع غرفها العسكرية وكتائبها ومديريات الأمن فيها لحكومة «الوفاق الوطني». وأثنى السراج في المقابل على «ما تبذله القطاعات العسكرية والأمنية من جهود في ترسيخ الاستقرار بالمنطقة»، منوهاً بـ«جهد المجلس المحلي في توفير احتياجات المواطنين، وإيجاد حلول للمختنقات في مجال الخدمات رغم ما سماه بـ(صعوبة الظرف العام في البلاد)».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.