توقعات بإجازة أول علاج جيني للعمى الوراثي اليوم

اختبارات دقيقة للشم للكشف المبكر عن مرضي ألزهايمر وباركنسون

كول وكارولين كاربر اللذان عاد إليهما البصر بعد نجاح العلاج
كول وكارولين كاربر اللذان عاد إليهما البصر بعد نجاح العلاج
TT

توقعات بإجازة أول علاج جيني للعمى الوراثي اليوم

كول وكارولين كاربر اللذان عاد إليهما البصر بعد نجاح العلاج
كول وكارولين كاربر اللذان عاد إليهما البصر بعد نجاح العلاج

أول علاج جيني يمكن أن يدخل حيز العمل في الولايات المتحدة، فيما يطور علماء أميركيون اختبارا للشم للكشف المبكر عن مرضي ألزهايمر وباركنسون.
ومن المقرر أن ينظر المجلس الاستشاري لـ«وكالة الغذاء والدواء الأميركية» اليوم الخميس، في اتخاذ قرار لإجازة العلاج الجيني الجديد للعمى، المسمى «لوكستيرنا»، Luxterna، الذي وصف بأنه اختراق علمي، والذي يستهدف مرضا متوارَثا يسمى «Leber congenital amaurosis» نسبة إلى مكتشفه الدكتور تيودور ليبر، ويعني اسم المرض أنه «يصيب الإنسان منذ الولادة ولا يحدث بسبب ورم في العين».
عمى متوارث
ويحدث المرض عند وجود جين مشوه متوارث هو «RPE65»، ولا يوجد في العالم سوى 6 آلاف شخص مصاب بهذا الجين. وهذا الجين هو واحد من مائتي جين عثر عليها العلماء، يؤدي تشوهها إلى حدوث مختلف أمراض العمى الوراثية.
ويعاني الأشخاص الذين يحملون الجين من عدم إنتاج بروتين تحتاجه شبكية العين التي تعمل عادة على تحويل الضوء الساقط عليها إلى إشارات ترسل إلى الدماغ. ولذا لا يرى المصابون إلا أشكالا مشوشة أو أضواء ساطعة. ويتفاوت مدى البصر من مريض إلى آخر، إلا أن غالبية المصابين لا يلبثون أن يفقدوا أبصارهم.
وينتقل هذا الجين المشوه من جيل إلى جيل من دون أن تظهر تأثيراته، إلا أن الأطفال الذين يرثون نسختين من الجين المشوه يصابون بالمرض. ويشعر الآباء غالبا بالدهشة عند ولادة طفل أعمى لديهم.
واختبر العلاج لاستبدال الجين المشوه وذلك بزرع جين سليم محله. وقد أظهرت أبحاث أجرتها شركة «سبارك ثيرابيوتيكس» ونفذتها الدكتورة جين بينيت الباحثة بجامعة بنسلفانيا مع زوجها الدكتور ألبرت مكغواير بمستشفى فيلادلفيا، أن هذا العلاج الجيني آمن وأنه أدى إلى تحسن الرؤية لدى كل المصابين الذي خضعوا له تقريبا، وفقا لوكالة «أسوشييتد بريس».
وإذا وافق المجلس الاستشاري للوكالة على العلاج، فإنه سيصبح الأول من نوعه لعلاج الأمراض الوراثية، الذي يخضع له المريض مباشرة. وقد أجازت الوكالة حتى الآن علاجا جينيا واحدا لعلاج السرطان بواسطة هندسة خلايا الدم داخل المختبر.
وخضع للعلاج كثير من الأطفال؛ منهم كول كاربر وأخته كارولين من مدينة ليتل روك في تركنساس، اللذان أصيبا بالمرض الوراثي. وبدأ كول، وعمره الآن 11 عاما، العلاج منذ عمر الثامنة، وقال إن عودة البصر إليه قد غيرت كل معرفته للعالم، وقد سأل والدته عن الأضواء في السماء، فأجابته: «إنها النجوم»! أما أخته كارولين (13 عاما) فلم تكن تتصور مطلقا أن الأمطار والثلوج تهطل من السماء.
اختبار الشم
وفي تجارب إكلينيكية أجريت في جامعة روكفلر، تساهم نيشا بردهان، وهي شابة في الحادية والعشرين من عمرها مصابة منذ عمر مبكر بتدهور حاسة الشم لديها، مع العلماء في تطوير اختبار جديد للشم لتحسين عمليات تشخيص مرض ألزهايمر؛ وهو أحد أمراض العته، ومرض باركنسون الذي يسبب الشلل الرعاش.
ويسبب تدهور القدرة على الشم حدوث اختلال في شهية الإنسان واضطراب في التعامل الاجتماعي، ويؤدي أحيانا إلى العزلة والقلق وحتى الكآبة. ويقول ليزلي فوسهال، الباحث في العلوم العصبية بالدامعة، إن «الناس يخضعون لاختبارات على البصر وعلى السمع طيلة حياتهم، إلا أنهم لا يخضعون إلا نادرا لفحص حاسة الشم لديهم».
ويعاني المصابون من فقدان الشم نتيجة أسباب مختلفة؛ منها التعرض لضربة رأس، أو حدوث عدوى الجيوب الأنفية، بل وحتى بسبب نزلة برد، وفي حالة بردهان فإنها تعتقد أنها فقدت حاسة الشم وهي صغيرة، إلا أن الأطباء لم يهتموا بحالتها.
ولذا يطالب الخبراء الأطباء بالاهتمام بفحص حاسة الشم. ويوجد حاليا عدد من اختبارات الشم، إلا أنها تعتمد على تقييم المرضى للروائح، مثل رائحة رحيق الزهور، أو جزيئات مواد كيميائية. إلا أن مختلف الأفراد، حتى الذين يمتلكون حاسة شم سليمة، يتفاوتون في تقييمهم روائح تلك المواد.
وقد حاول باحثو جامعة روكفلر الالتفاف على مثل هذا التفاوت بتطوير ما أطلقوا عليها اسم «الرائحة البيضاء»، وهي رائحة متميزة غير معروفة ناتجة عن خلط مواد مختلفة. وقد سميت هذه الرائحة بـ«البيضاء» على غرار تسمية اللون الأبيض الذي يتولد عادة عن مزج عدد من ألوان الطيف الشمسي.
وقال الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في مجلة «أعمال الأكاديمية الوطنية للعلوم» إنهم مزجوا 30 رائحة تنتجها جزيئات من شتى المواد، لتوليد الرائحة الجديدة التي استخدمت في اختبارين منفصلين؛ الأول للتميز بينها وبين روائح غالبة عليها، والثاني للإحساس بتركيز منخفض جدا من الرائحة البيضاء.
وأظهرت اختبارات الشم الجديدة في الجامعة وفي مستشفى المحاربين القدماء في تايوان، القدرة على الكشف عن تدهور حاسة الشم بشكل موثوق أكثر من الاختبارات الحالية.


مقالات ذات صلة

صحتك أبقار من قطيع غير مشتبه به في حظيرة الألبان التعليمية بجامعة كورنيل بنيويورك (أ.ف.ب)

الحليب الخام أم المبستر... أيهما أكثر صحة؟

لا يتوقف الجدل حول صحة الحليب الخام في مقابل الحليب المبستر. فماذا يقول الخبراء؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

علماء يستعينون بـ«الغراء» في تطوير علاج جديد للسرطان

طوَّر علماء يابانيون علاجاً جديداً للسرطان باستخدام مركَّب موجود في الغراء يسمى «أسيتات البولي فينيل PVA».

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.