سيمون أسمر: ترددت قبل مشاركتي في «ديو المشاهير»

يطلّ قريباً من أمام الشاشة بعد انتظار طويل لجمهوره العريض

المخرج اللبناني سيمون أسمر
المخرج اللبناني سيمون أسمر
TT

سيمون أسمر: ترددت قبل مشاركتي في «ديو المشاهير»

المخرج اللبناني سيمون أسمر
المخرج اللبناني سيمون أسمر

يعود المخرج اللبناني سيمون أسمر، المشهور بحرفيته في عالم برامج المنوعات التلفزيونية، إلى الشاشة الصغيرة من خلال برنامج «ديو المشاهير» (celebrity Duets) بنسخته العربية الذي ستبدأ محطة «إم تي في» في عرضه قريباً.
هذه الإطلالة التي ينتظرها جمهوره العريض بحماس بعد غيابه لفترة طويلة، لن تكون مشابهة لإطلالاته السابقة، كونها ستضعه هذه المرة أمام الكاميرا وليس وراءها كما اعتاد دائماً. فسيمون أسمر صاحب لقب «صانع النجوم»، الذي شكّل مدرسة للإخراج بأعماله التلفزيونية السابقة لعصرها سيجلس هذه المرة إلى جانب الموسيقي أسامة الرحباني والإعلامية منى أبو حمزة ليمارس مهمة من نوع آخر، ألا وهي التحكيم بين مشاهير يتنافسون أسبوعياً في الغناء إلى جانب أهم النجوم المحترفين للحصول على جوائز ماليّة تصاعديّة، تُمنح للجمعيّات الخيريّة التي يختارونها.
«لقد ترددت قبل موافقتي على المشاركة في هذا البرنامج كوني اعتدت العمل وراء الكاميرا وليس أمامها، إلا أن إصرار ميشال المر رئيس مجلس إدارة المحطة (إم تي في) وتمسكه بخبرتي في موضوع الفن عامة والغناء خاصة دفعاني للمشاركة فيه، لا سيما أن ملاحظاتي ونصائحي للمشتركين ستكون بمثابة رسائل غير مباشرة يستفيد منها هواة الغناء بشكل أو بآخر». يقول سيمون أسمر في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «البرنامج جميل ومسلّ في الوقت نفسه كما وأنني سأجلس إلى جانب موسيقي مميز أنا شخصيا معجب بأعماله ألا وهو أسامة منصور الرحباني، إضافة إلى سيدة جميلة وراقية وهي الإعلامية البارزة منى أبو حمزة. فكل هذه العناصر مجتمعة ستشكّل متعة بالنسبة لي، لا سيما أن الأجواء عامة تلائمني وتريحني كونها خالية من أي عنصر إزعاج أو (ثقل دم) وهما أمران لا أتحملهما». وهل اشتقت للظهور التلفزيوني؟ يرد: «لم أفكر بتاتا من هذا المنطلق خصوصا أنني كنت مترددا قبل موافقتي على المشاركة به كما سبق وذكرت لك».
لم تكشف محطة «إم تي في» بعد عن أسماء المشاهير الذي سيشاركون في الموسم الثاني للبرنامج من على شاشتها، وحده الممثل بيار شماسيان أعلن في مقابلة تلفزيونية له أنه سيكون من ضمن نجومه. ويرى سيمون أسمر أن البرنامج لا تسوده أجواء جدية بالعموم، وهدفه الإنساني الذي يصبّ في مساعدة جمعيات خيرية من خلال الجوائز المالية التي يحصل عليها المتنافسون تميزه عن غيره، وتدخله في خانة البرامج التلفزيونية المسلية والمفيدة معا. وعما إذا ستحمل ملاحظاته القساوة والدقة اللتين عرف بهما من وراء الكاميرا أجاب: «لا يتحمّل البرنامج كل هذه الجدية، خصوصا أن المشاركين فيه لا يحترفون الغناء. كما أن هناك فرقا شاسعا ما بين مشاركتك في مباراة جامعية وحفلة خيرية، ولكننا في المقابل لن نتساهل معهم، ومن جهتي فسأضع النقاط على الحروف كي يستفيد منها آخرون أيضا».
حقق سيمون أسمر نجاحات واسعة في عالم التلفزيون ووقف وراء نجومية أكثر من فنان وفنانة لبنانية من خلال برامج شهيرة نفذّها وأهمها (استوديو الفن)، وهم يعدون اليوم من الصفّ الأول وما زالوا يحافظون على مكانتهم الفنية في لبنان والعالم العربي. وفي هذا السياق يقول: «أريد أن أقول لك شيئا ينطبق على أي حالة نعيشها في هذه الحياة، فالشخص الذي يعرف كيف يربي لا بد أن يحصد بذور جهده هذا «بتربي بتلاقي». اليوم نلاحظ أن غالبية الفنانين الجدد تعيش نوعا من الضياع في غياب من يتبناها أو يصونها. الجميع يلهث وراء المال وكأنه سيكون منقذه من العدم والفشل، إلا أن هذا المفهوم خاطئ تماما؛ لأن المال يسيء إلى الأخلاق ولن يصنع منه نجما حقيقيا». ويتابع: «مع الأسف لا أحد يريد أن يتعب على صناعة النجاح، تماما كالذي يرزق بالأطفال ويتركهم على الطرقات، فماذا تنتظرين منهم أن يحققوا من نجاحات؟».
لا يحب المخرج اللبناني البرامج التلفزيونية المرتكزة على «فورمات» معينة فتكون نسخة عن الأجنبية منها ويوضح: «أنا من المخرجين الذين يحبون التفاني في عملهم إلى آخر حدود، فأعطي من ذوقي ونظرتي ومفهومي وأغتنم الفرص لأظهرها مباشرة على الشاشة. فأنا ضد المادة الجاهزة والمجلدة والمعبأة والحاضرة للاستهلاك، وهذا هو الفرق بيني وبين غيري». وعما إذا شعر بالانزعاج كونه سيحل مكان طارق أبو جودة الذي شارك في برنامج «ديو المشاهير» في موسم سابق رد: «أعتقد أنهم حاولوا تلوين البرنامج بقفشة فكاهية يومها ولا أعلم إذا ما نجحوا بمهمتهم أو العكس. وعلى كل حال لا دخل لي في هذا الموضوع، وعلى فكرة الموسيقي والمسرحي روميو لحود وغيره من الفنانين شاركوا في نسخات سابقة من هذا البرنامج، ولا يجب حصر الأمر بالملحن طارق أبو جودة».
وعن رأيه ببرامج الهواة التي تغزو بعض المحطات العربية اليوم، أجاب: «كمشاهد أجد أن الأيام حملت معها تغييرات كثيرة في عالم العمل التلفزيوني، وهناك تراجع في عملية الإبداع، قد نستثني منها برنامج (الرقص مع المشاهير)، إلا أن البرنامج الذي علّم على الساحة العربية وحقق نجاحات وأحدث الفرق هو (ستار أكاديمي)، بإنتاجه الضخم، وتنويعه، ولوحاته الراقصة، وغيرها من العناصر التي أبهرت المشاهد. وحسب رأي الشخصي فإن البرامج الأميركية كسرت كل الحضارات التي صنعناها في هذا المضمار، فهم يريدوننا أن نصبح شبيهين بهم، فنتحول إلى بلدان من دون تاريخ».
وعن مشاريعه المستقبلية قال: «لقد تقدمت بفكرة برنامج إلى محطة (إل بي سي آي) ولكن أعتقد أنها لن تنفذ قبل 6 أشهر، وكذلك الأمر بالنسبة لبرنامج آخر عرضته على (إم تي في) ولا أدري إذا في إمكانهم إدخاله في شبكة برامجهم المقبلة. وعلى كل حال فلدي إمكانية تنفيذ برنامج تلفزيوني لقناة عربية، ونحن في انتظار استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة للمباشرة فيه».


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».