العيسى لـ«الشرق الأوسط»: ما يمارس بحق الروهينغا عمل إرهابي لا يختلف عن «داعش»

 د. محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي خلال كلمته الافتتاحية في مؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي («الشرق الأوسط»)
د. محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي خلال كلمته الافتتاحية في مؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي («الشرق الأوسط»)
TT

العيسى لـ«الشرق الأوسط»: ما يمارس بحق الروهينغا عمل إرهابي لا يختلف عن «داعش»

 د. محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي خلال كلمته الافتتاحية في مؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي («الشرق الأوسط»)
د. محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي خلال كلمته الافتتاحية في مؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي («الشرق الأوسط»)

أعلن الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أن الرابطة على استعداد لإرسال وفد رسمي إلى ميانمار للوقوف على حالة أقلية الروهينغا المسلمة، وما يمارس ضدها من عنف واضطهاد، في حال توفرّت الجهود السياسية، مؤكداً أن ما يمارس ضد هذه الأقلية عمل إرهابي لا يقل عن تطرف وعنف «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى مثل «القاعدة».
وأكد العيسى، على هامش المؤتمر الدولي للتواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأميركية والعالم الإسلامي في نيويورك أمس، خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط»، أن رابطة العالم الإسلامي عملت على عاملين مهمين بشأن القضية الإنسانية لمسلمي أقلية الروهينغا في ميانمار؛ «العامل الأول جاء بالتنديد الشديد، وإيضاح الغضبة الشعبية الإسلامية والإنسانية، تجاه ما يصدر من عنف بحق تلك الأقلية المسلمة».
وأضاف أن «رابطة العالم الإسلامي، بحسب نظامها الأساسي، منظمة شعبية عالمية جامعة للشعوب الإسلامية، تعبر عن صوتها الغاضب وبكل شدة في كل محفل دولي ضد الممارسات الإرهابية، فما يتم عمله بحق الأقلية الروهينغية صنفته الرابطة على أنه عمل إرهابي لا يقل عن ممارسات (داعش) والجماعات الإرهابية المتطرفة مثل (القاعدة)».
وأفاد بأن الأمر الثاني «يتمثل بتقديم المساعدات العينية للمسلمين الروهينغيين عن طريق هيئة الإغاثة الإسلامية للاجئين منهم في بنغلاديش وتايلاند، ويتم تقديمها وفقاً للإجراءات القانونية في كل بلد، والتي تحتوي على إغاثات عينية ومعيشية وطبية وتعليمية»، مشيراً إلى أنه «متى توفرت الظروف وتمت تهيئة الإجراءات السياسية التي تصاحب أعمال الرابطة، فإن رابطة العالم الإسلامي لن تتردد في إرسال وفد رسمي إلى ميانمار؛ وهو واجبها الإنساني الإسلامي؛ بل هو في طليعة وأولوية مهامها، ولكن من دون العمل السياسي، فإنه لا جدوى لأنشطتها؛ بل ستكون ظاهرة صوتية فقط».
وأوضح الأمين العام أن موقف رابطة العالم الإسلامي من الدعوات المتطرفة التي تستغل الدين الإسلامي، وتأخذه ذريعة لمصالح حزبية أو شخصية، «يتمثل في إيضاح وتبيان الحقيقة الإسلامية للعالم من خلال طرح علمي مضاد يمتلك الحقيقة بمفهومها الصحيح»، منوهاً بأن الرابطة بدورها قامت بعقد كثير من المؤتمرات والندوات لإظهار حقيقة الإسلام، «وشخّصت حالة التطرّف الفكري على أنه استغلال لمنطقة الفراغ السابقة، فكان له الحضور في الداخل الإسلامي أو في المجتمعات غير الإسلامية».
وأضاف: «الفراغ السابق عمل بكل ما يستطيع على استفزاز منطقة الاعتدال الإسلامي، واستغلال العاطفة الإسلامية، التي قد يكون البعض لا يملك وعياً في ترشيد هذه العاطفة الدينية، وقد يكون البعض عمل على استفزاز عاطفة الغرب تحديداً، الذي ربما فهم خطأًً أن هذه المفاهيم غير الصحيحة هي حقيقة الإسلام، فصعّد من رهانه على الإسلاموفوبيا، ولذلك أستطيع القول إن الأفكار المتطرفة في بعدها الإرهابي لا تراهن على شيء كما تراهن على تفعيل ظاهرة الإسلاموفوبيا، كما أنها الرمق الأخير في استعادة ما قد يتوهمه، في قادم أيامه، لمواجهة ما سيأتي أو محاولة البقاء، فظاهرة الإسلاموفوبيا ربما كان لها بعض التأثير على ظاهرة الاعتدال».
وبيّن الدكتور محمد العيسى أنه «عندما تكون هناك أطروحات قوية وفاعلة على أرض الواقع، لا أن تكون مجرد مؤتمرات وندوات عابرة، ربما بعضها لا يشكل سوى ظاهرة صوتية، وعندما تتجاوز ذلك إلى خطوات علمية وفكرية، وتتحالف مع جميع الفعاليات المؤثرة والفاعلة حول العالم، فإنه عندئذ ستملأ هذا الفراغ وتهزم التطرّف؛ سوا كان التطرّف المحسوب زوراً على الإسلام، أو الإسلاموفوبيا».
وفي ما يخص التواصل مع الديانات الأخرى غير الإسلام، قال إن «رابطة العالم الإسلامي تعمل مع الديانات الأخرى غير الإسلامية كاليهودية أو المسيحية، على القواسم المشتركة، وتلك القواسم تجمع فيما بيننا، وهي كبيرة جداً وكافية لأن تحقق آمال وطموحات الجميع بتحقيق التعايش والسلام والتسامح ونبذ الكراهية».
وأضاف: «المشكلة في أن منطقة الفراغ الكبيرة السابقة تجاهلت العمل على القواسم المشتركة مع الديانات الأخرى، ويجب أن نعرف أنه لا يمكن أن يكون الجميع على مذهب واحد ولا على قناعة واحدة فكرية أو معتقدية، وما يهمنا في ذلك هو التفهم وليس تغيير القناعات، وأن يكون الجميع متفهماً الآخر، ويجمع تلك الأديان والأفكار والمذاهب تحت مظلة الاحترام الإنساني والبعد الأخلاقي، فالقواسم المشتركة يجب أن تكون حاضرة بتحقيق العمل والتعايش... متحاباً هازماً للكراهية والشر، ونابذاً العنف والتطرف... لذلك فإن المجتمع الإنساني سينجح بتحقيق التعايش والتسامح».


مقالات ذات صلة

باكستان: اعتقال شخص بتهمة إهانة القرآن بعد محاولة حشد إعدامه

آسيا الشرطة الباكستانية تُلقي القبض على رجل متهم بإهانة القرآن (إ.ب.أ)

باكستان: اعتقال شخص بتهمة إهانة القرآن بعد محاولة حشد إعدامه

ألقت الشرطة الباكستانية القبض على رجل متهم بإهانة القرآن، في شمال غربي البلاد، اليوم الثلاثاء، بعدما تلقت بلاغاً يفيد بأن مجموعة من الناس تسعى لإعدامه.

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان))
الخليج الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى حل ضيفَ شرفٍ على نادي 44 للدراسات الفكرية (الشرق الأوسط)

العيسى يناقش «تفهم الاختلاف ومعالجة سوء الفهم بين الإسلام والغرب» في سويسرا

حَلّ الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى ضيفَ شرفٍ على نادي 44 للدراسات الفكرية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

متعهداً بإنهاء صراع الشرق الأوسط... ترمب يسعى لأصوات المسلمين في ميشيغان

سعى المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب إلى استمالة الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان.

«الشرق الأوسط» (ديترويت)
أوروبا مظاهرة لدعم غزة في ميدان ترافالغار بلندن (رويترز)

دراسة: نصف مسلمي الاتحاد الأوروبي يتعرضون للتمييز

أفاد نحو نصف المسلمين المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي بأنهم يتعرضون للتمييز في حياتهم اليومية، مع تسجيل «زيادة حادة في الكراهية» عقب حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الخليج الدكتور محمد العيسى دشن أعمالَ المؤتمر الدولي «الإيمان في عالم متغير» (الشرق الأوسط)

العيسى يدشن المؤتمر الدولي «الإيمان في عالم متغير» للتصدي لشبهات الإلحاد

دشن الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، أعمالَ المؤتمر الدولي «الإيمان في عالم متغير».

«الشرق الأوسط» (الرباط)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».