فرنسا تسعى لاستصدار قانون يتضمن إجراءات حالة الطوارئ

وزير الداخلية: أجهزة الأمن أحبطت 12 محاولة إرهابية منذ بداية العام

جيتي
جيتي
TT

فرنسا تسعى لاستصدار قانون يتضمن إجراءات حالة الطوارئ

جيتي
جيتي

ما زالت الحكومة الفرنسية عازمة على وضع حد للعمل بحالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ خريف العام 2015، لكن المعادلة التي توجب عليها حلها هي كيف يمكن تنفيذ هذا الوعد في حين التهديد الإرهابي ما زال جاثما على صدر فرنسا والفرنسيين، وهو ما تجلى مجددا الأسبوع الماضي بعد توقيف خلية إرهابية كانت بصدد تحضير عملية إرهابية؟
والحل الذي وجدته الحكومة الفرنسية يتمثل في استصدار قانون جديد من البرلمان يعزز صلاحيات الأجهزة الأمنية، ويمنحها غالبية الإجراءات التي تتيحها حالة الطوارئ، وهو ما جعل الكثير من السياسيين ينتقدون الحكومة ويتهمونها بأنها تريد فرض حالة طوارئ دائمة، مع فارق بسيط هو أن فرنسا تكون قد خرجت رسميا من حالة الطوارئ، لكن مع استمرار العمل بأحكامها تحت مسميات أخرى، وبفضل القانون الجديد الذي من المفترض أن «يعزز الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب».

وتنكبّ لجنة القوانين في مجلس النواب الفرنسي على دراسة المشروع الحكومي، الذي سبق لمجلس الشيوخ أن أقره قبل العطلة الصيفية. لكن الحكومة تريد العودة عن التعديلات التي أدخلها مجلس الشيوخ، وأعادت كتابة بعض فقرات مشروع القانون لجهة تقييد عمل الأجهزة الأمنية. وبعد المرور في لجنة القوانين، سيبدأ مجلس النواب النظر في مشروع القانون الجديد يوم 25 الحالي. وتريد الحكومة أن يكون قد أقر لتنفذ وعدها بالخروج من حالة الطوارئ في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وبموازاة ذلك، يتعين على وزيري الداخلية والعدل، أن يوفقا بين تيارين متناقضين: الأول يمثله اليمين الكلاسيكي المدعوم من اليمين المتطرف، الذي لا يريد أن تذهب الحكومة بعيدا في الإجراءات التي تطلب تضمينها في القانون الجديد، بل إن غالبية اليمين ترفض رفع حالة الطوارئ بذريعة أنها ضرورية لحماية الفرنسيين من الإرهاب. وبحسب أحد نواب حزب «الجمهوريون» اليميني الكلاسيكي، فإن النص الحكومي «يخفض مستوى حماية الفرنسيين».
وبالمقابل، فإن بعض أطراف اليسار واليسار المتشدد، وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان نددت بمشروع القانون الجديد. وجاءت الانتقادات الأكثر عنفا من كتلة نواب حركة «المتمردين»، التي يديرها النائب والمرشح الرئاسي السابق جان لوك ميلونشون، حيث اعتبرت أن مشروع القانون الجديد «هربا إلى الأمام»، ونوعا من «المزايدات الأمنية العقيمة والخطيرة على السواء». وفي أي حال، فإن عددا من المراقبين يشيرون إلى أن حالة الطوارئ التي فرضت في نوفمبر 2105 لم تحل دون تكرار العمليات الإرهابية في فرنسا، والتي قضت على 239 شخصا وأوقعت مئات الجرحى.
وفي معرض الدفاع عن مشروع القانون أمام لجنة القوانين، عمد وزير الداخلية جيرار كولومب إلى استخدام الحجة المركزية، وهي استمرار التهديد الإرهابي، موضحا أن الأجهزة الأمنية استطاعت إحباط 12 محاولة اعتداء إرهابي في الأشهر الثمانية الماضية من العام الحالي، بعضها لم يرفع الغطاء عنه سابقا. وآخر نجاح للأجهزة الأمنية كان تعطيل «خلية فيل جويف» التي كانت تتألف من شخصين، أحدهما مزدوج الجنسية «فرنسي ــ جزائري»، والآخر فرنسي اعتنق الإسلام قبل أعوام عدة. وبحسب كولومب، فإن إحدى المحاولات الإرهابية كانت تستهدف مدرسة تدريب للقوات الجوية الفرنسية في مدينة سالون دو بروفانس «جنوب فرنسا»، في حين استهدفت محاولات أخرى «ثكنات ومركزا للشرطة ومتجرا، مع احتجاز رهائن» بداية العام الحالي.
وفي أي حال، فإن تشخيص وزير الداخلية يعتبر أن «التهديد الإرهابي يبقى قويا»، وأن فرنسا «تتجه من (مواجهة) تهديد خارجي إلى مواجهة تهديد داخلي، وينبغي أن نكون قادرين على التكيف مع تطور هذا التهديد». ووفق المنطق الحكومي، فإن التدابير التي يتضمنها مشروع القانون المقدم ستسمح للسلطات بوضع أشخاص تحت الإقامة الجبرية والقيام بتفتيش المنازل، كما تمنع التجمعات العامة دون موافقة مسبقة من أحد القضاة، وتمكن السلطات من إغلاق أماكن العبادة إداريا، أي من غير اللجوء إلى القضاء، وهو ما ينطبق أيضا على وضع أشخاص رهن الإقامة الجبرية، وتمديد العمل بها ستة أشهر وراء ستة أشهر، وتلزمهم بالتوجه إلى أقرب مخفر للشرطة أو الدرك يوميا، والكشف عن حساباتهم على شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك عن كلمات العبور، والإفصاح عن هواتفهم النقالة، وغير ذلك من التدابير المتضمنة راهنا في حالة الطوارئ.
كما يتضمن مشروع القانون المذكور تمكين رجال الأمن من إقامة «منطقة حماية» بمناسبة التجمعات الكبرى كالمسيرات، والاحتفالات؛ ما يعني إعطاءهم صلاحيات التفتيش الجسدي وتفتيش الحاجيات.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.