الكاميرا... العنصر الجوهري في مستقبل الهواتف الذكية

تصمم ببرمجيات ومستشعرات مطورة لرصد الهوية بدقة وتوفير تقنية الواقع المعزز

الكاميرا... العنصر الجوهري في مستقبل الهواتف الذكية
TT

الكاميرا... العنصر الجوهري في مستقبل الهواتف الذكية

الكاميرا... العنصر الجوهري في مستقبل الهواتف الذكية

خلال العقود الماضية، ازدادت الهواتف الذكية رقة وسرعة، ولا تزال تزداد رقة وسرعة. ولكن من المبكر جداً أن يبدأ الناس باعتبار هذه الأجهزة مملة، لأنها تقدم تقنيات جديدة باستمرار. وفي حال كنتم تحاولون تخيل ما يمكن أن تصل إليه الهواتف الذكية في المستقبل، عليكم التركيز على كاميرات الأجهزة، وبرمجياتها، وأجهزة الاستشعار التي تجعلها مميزة.
إليكم لمحة عما يمكن أن يصل إليه تطور الكاميرا: فور اختيار الهاتف الجديد، سيتعرف الجهاز إلى صاحبه ويفتح قفل الشاشة. وفي بلد أجنبي، يمكن للمستخدم أن يصوب الكاميرا على لائحة طعام في مطعم لترجمة محتواها إلى لغته الأصلية. أما عند التبضع لأثاث جديد، فيمكن للمستخدم أيضاً أن يصوب الكاميرا على أرضية غرفة المعيشة في منزله وأن يضع تصاميم افتراضية لقطع الأثاث ليرى كيف يمكن أن تبدو.

قفزة الكاميرا النوعية

بعض من هذه الخيالات المستقبلية بدأ فعلاً بالتحقق على أرض الواقع، إذ تعتزم شركة آبل الشهر القادم إطلاق مجموعة جديدة من أجهزة آيفون، تتضمن موديل «بريميوم» يمكنه أن ينسخ الأشياء الثلاثية الأبعاد، كوجه صاحبه. كما قدمت شركة سامسونغ، الشركة الأولى في العالم في صناعة الهواتف الذكية، جهاز غالاكسي نوت 8، وميزته الأساسية الكاميرا السريعة المزدوجة العدسات. ولا شك أن المنافسين سيسعون عاجلاً أم آجلاً للحاق بإنجازات آبل وسامسونغ.
قال فيليب - جايمس جايكوبوينز، مدير الإنتاج في كوالكوم، وهي شركة تعمل في تصنيع قطع الهواتف الذكية: «سيشكل عام 2018 قفزة نوعية بالنسبة للكاميرا في عالم التكنولوجيا». وأضاف أن التقنيات الجديدة المرتبطة بالكاميرا ستكون العامل الأساسي لمزيد من ميزات الأمان وتطبيقات الواقع المعزز، التي تستخدم بيانات للتلاعب رقمياً بالعالم الحقيقي حين ينظر الناس إليه من خلال عدسة هاتف ذكي.
فيما يلي، نستعرض تحليلاً لما ورد أعلاه عما سيكون عليه شكل الهاتف الذكي القادم:
- تفحص الوجه. في السنوات القليلة الماضية، اعتاد الناس فتح أقفال هواتفهم الذكية عبر بصمة الإصبع أو إدخال كلمة مرور سرية. ولكن هواتف آبل التي ستطلق الشهر المقبل، ومن بينها موديل البريميوم (سعره الأولي 999 دولارا)، ستقدم الشركة ميزة الأشعة ما دون الحمراء للتعرف إلى الوجه كطريقة جديدة لفتح قفل الجهاز.
كيف سيقوم الآيفون الجديد بهذه المهمة؟ امتنعت شركة آبل عن التعليق على هذا الأمر. ولكن يمكن القول إن كاميرا «سبكترا» العميقة الاستشعار من كوالكوم، هي نموذج واف عن عمل تقنية التحقق من الوجه.
يتضمن نظام «سبكترا» وحدة قياس تغطي الوجه بنقاط أشعة تحت الحمراء لجمع معلومات حول عمق الشيء بناء على حجم وميل النقاط. وفي حال كانت النقاط صغيرة، هذا يعني أن هذا الشيء الذي تراه الكاميرا بعيد كثيراً، أما في حال كانت كبيرة، فهذا يعني أن هذا الشيء أقرب. حينها، يمكن لنظام التصوير أن يصمم النقاط في صورة ثلاثية الإبعاد لوجه المستخدم وأن يحدد ما إذا كان هذا الشخص هو فعلاً مالك الهاتف أم لا.
وقال سي شودهوري، مدير الإنتاج الأمني في كوالكوم: «يرى المستخدم الخطوط الشكلية للرأس، ولكنها ليست صورة الوجه الأمامية نفسها التي يراها عادة». ويضيف: «لأن شكل رأس الإنسان يتميز عن غيره، فإن احتمال الخطأ في التعرف إلى الوجه هي واحد في المليون». هذا وتمت المقارنة مع نسبة احتمال الخطأ حالة من بين بمائة حالة أثناء اختبار أنظمة سابقة كانت تفتقر إلى ميزة الأمان للتعرف إلى الوجه.
عملت أنظمة التعرف على الوجه القديمة من خلال استخدام صاحب الهاتف للكاميرا والتقاط صورة لنفسه لمقارنتها بالصورة التي سبق أن تم تحفيظها في الجهاز. في هذه الحالة، ليس على السارق إلا أن يحمل صورة لصاحب الهاتف أمام الكاميرا، كما فعل البعض مع ميزة سامسونغ للتعرف إلى الوجه.
إلا أن تقنية الأشعة تحت الحمراء تواجه بعض القيود. مثلاً، تقول كوالكوم إن ارتداء صاحب الهاتف لقبعة أو وشاح يمكن أن يبطل عمل الكاميرا. وأضاف خبراء آخرون أن ضوء الأشعة تحت الحمراء يضعف عند وجود الشخص في ضوء الشمس خارج الأماكن المقفلة، أي أن التعرف إلى الوجه يمكن أن يكون أقل دقة على الشاطئ.
يبقى علينا أن نرى كيف ستعمل هذه التقنية الجديدة في هواتف آيفون المقبلة. ولكن تجدر الإشارة إلى أن آبل تتمتع بمعرفة عميقة في تقنيات الكاميرا العميقة الاستشعار في عام 2013. استحوذت آبل على «برايم سينس»، الشركة التي طورت أجهزة استشعار «مايكروسوفت كينيكت»، نظام كاميرا عميقة الاستشعار يتيح للاعبي «إكس بوكس» التحكم باللعبة من خلال استخدام حركة الجسم. يتوقع المحللون أن تدخل بعض من ملامح تقنية «برايم سينس» في أجهزة أي فون المقبلة.

تقنية الواقع المعزز

- الواقع المعزز. قد تكون الكاميرا العميقة الاستشعار ضرورية لتعزيز تقنية الواقع المعزز، الذي يعرف بتأثيره الكبير على عشاق التكنولوجيا. وبات من المعروف أن الواقع المعزز سيلعب أدواراً كبيرة في تطبيقات الهواتف الذكية في المستقبل.
ولم يعد خافياً على أحد أن آبل متفائلة جداً بتقنية الواقع المعزز. فقد اعتبر تيموثي دي كوك، الرئيس التنفيذي لآبل أخيرا أن هذه التقنية مشروع كبير وعميق، وسيسهم بشكل كبير في المنتجات الخاصة بعالم الألعاب والتسلية والأعمال. وتعتزم آبل إطلاق نظامها الجديد لتشغيل الهواتف «آي أو إس 11» هذا الخريف، والذي سيضم خدمات مساندة للتطبيقات المطورة عبر «إي آر كيت»، وهي أداة تساعد مطوري الألعاب على صناعة تطبيقات الواقع المعزز.
تستخدم «إي آر كيت» مركباً من كاميرا الآيفون وأجهزة استشعار الحركة، يضم مقياساً للتسارع وجيروسكوباً (جهاز لتحري الاتجاه)، ليتيح للناس وصل أشياء رقمية في العالم الحقيقي والتفاعل معها من خلال حركات محددة.
حصلت على عرض «إي آر كيت» من إيكيا، الشركة المصنعة للأثاث، إلى جانب تطبيقها المنتظر «إيكيا بلايس». وضعت سرير إيكيا على الأرض واستطعت تحريكه في أرجاء الغرفة والنظر أسفله. سيقدم هذا النوع من التطبيقات مساعدة كبيرة للحصول على فكرة عن شكل قطع الأثاث والمساحة قبل الطلب.
وقال مايكل فالدسغارد، رئيس قسم التحول الرقمي في إيكيا: «إنه تطبيق حقيقي يستخدمه أشخاص حقيقيون لاتخاذ قرارات مهمة في حياتهم».
إلا أن القيود التي يعاني منها تطبيق «إيكيا بلايس» تكشف ما تفتقر إليك «إي آر كيت»، إذ إن التطبيق يسمح بالتعرف إلى الأسطح الأفقية كالطاولات أو الأرضية، ولكنها لا يمكن أن تتعرف إلى الجدران.
تعتبر الأسطح العمودية أكثر صعوبة في الكشف لأنها ليست ملساء كالأرضية، مع وجود النوافذ والأبواب والصور المعلقة عليها. وكشف بلير ماكينتاير، عالم وباحث يعمل في تقنية الواقع المعزز في شركة «موزيلا»، مطورة متصفح «فاير فوكس» أن الكاميرات العميقة الاستشعار ستسهل عملية التعرف إلى الجدران في هواتف آيفون المقبلة.
تضع كل الشركات التكنولوجية العملاقة رهانات كبرى على تقنية الواقع المعزز. عملت مايكروسوفت لسنوات على تطوير «هولو لينس»، سماعة رأس بتقنية الواقع المعزز. في أبريل (نيسان) الفائت، كشفت شركة «فيسبوك» النقاب عن «كاميرا إيفيكتس بلاتفورم»، وهي بيئة مخصصة لمطوري البرمجيات الذين سيعملون على بناء تطبيقات واقع معزز لحسابها. كما كشفت غوغل «إي آر كور»، أداة جديدة للواقع المعزز تستخدم في أجهزة آندرويد، في رد على «إي آر كيت» الخاصة بآبل.
وقال ماكينتاير إن الواقع المعزز سيكون له قدرات كبيرة حين ينضج أكثر. وتوقع أن يصبح الناس قادرين على الذهاب في جولات في المتاحف التاريخية، وأن يشيروا بكاميرا هاتفهم الذكي على معروضة من الحجر الصخري ليعيدوا ديناصورا إلى الحياة.
ولكنه لفت إلى أن تقنية الواقع المعزز على الهواتف الذكية هي بديل لأمر لا يمكن تفاديه، وهو ارتداء البيانات أمام الوجه طوال الوقت من خلال تصميم معين من سماعات الرأس. وأضاف «إن نظر الناس إلى الخيال العلمي، فسوف سيلاحظون أنه روج كثيراً لهذا الاكتشاف، وحتى أنهم قد يحصلون على نظرة أقرب حين يستخدمون سماعة على رأسهم».
وحتى ذلك الوقت، لا شك في أن الهواتف الذكية ستزداد ذكاء!

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعدّ «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» أكبر حدث من نوعه حضوراً في العالم (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني)

بمشاركة دولية واسعة وازدياد في المحتوى... «بلاك هات 25» ينطلق بأرقام قياسية جديدة

أكد متعب القني، الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد السعودي للأمن السيبراني»، أن مؤتمر «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» يحقق هذا العام أرقاماً قياسية جديدة.

غازي الحارثي (الرياض)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».